باعة جائلون يطالبون بالعودة إلى "احتلال الشوارع"

في خرق واضح للتدابير الصحية المعمول بها في ظل جائحة كورونا، أقدم مجموعة من الباعة الجائلين في الدار البيضاء على الاحتجاج على السلطات المحلية بعمالة الفداء مرس السلطان، من أجل السماح لهم بالعودة إلى "احتلال الشوارع".
وعمل العشرات من الشباب الذين اشتهروا بوضع "الفراشة" بمحاذاة قيسارية الحفاري ب"كراج علال"، نهاية الأسبوع، على تنظيم مسيرة احتجاجية، في غياب واضح للتدابير الصحية؛ وذلك للضغط على السلطات المحلية من أجل العودة للعمل من جديد على غرار ما كان عليه الوضع قبل أزمة كورونا.
ورفع المحتجون، الذين تجمهروا في شكل أثار الهلع في صفوف المواطنين الذين كانوا يتبضعون في السوق الشهير، مجموعة من الشعارات، مطالبين السلطات بالسماح لهم بالعودة إلى العمل من جديد وفق النظام السابق.
ودب الهلع في صفوف كثير من المواطنين من الشكل الاحتجاجي، الذي أربك حركة السير والجولان، وساهم في الاكتظاظ والفوضى بسوق كراج علال، خصوصا أن الكثير من المراهقين انخرطوا في المسيرة الاحتجاجية دون مراعاة شروط السلامة الصحية التي تأمر بها السلطات الحكومية المختصة للحد من انتشار وباء كورونا.
وعبر العديد من الرجال والنساء ممن عاينوا هذا المشهد عن غضبهم من هؤلاء الباعة الجائلين، الذين كانوا يحتجون دون وضع الكمامات ودون احترام التباعد الاجتماعي، ما يشكل خطرا على صحتهم وصحة المواطنين الذين يتبضعون من المحلات بهذا السوق.
ويصر المحتجون، وهم مجموعة من الشباب الباعة الذين اعتادوا وضع "الفراشة" في الشارع، على العودة للشارع الرئيسي المحاذي لقيسارية الحفاري، وهو ما ترفضه السلطات المحلية، خصوصا في ظل هذه الجائحة.
وظل المحتجون الذين جابوا مختلف الأزقة لحشد عدد من الباعة الجائلين يهتفون باسم الملك، ويطالبون بعودتهم لاستئناف نشاطهم في الشارع العمومي.
وتأتي هذه المسيرة الاحتجاجية للباعة الجائلين بعد الاحتجاج الذي قاده الباعة بمدينة المحمدية، إثر إقدام السلطات المحلية على منعهم من استغلال المكان الذي كانوا يستغلونه قبل أزمة كورونا بالقرب من مسجد مالي بمركز المدينة.
ويطالب المواطنون في العاصمة الاقتصادية السلطات المحلية بالتدخل لوضع نهاية لاحتلال الشوارع العمومية من الباعة الجائلين، خصوصا على مستوى كراج علال، حيث يؤدي التواجد الكبير للباعة في عرقلة السير بأكبر شوارع المدينة، وتكثر عمليات السرقة والنشل بسبب الازدحام الناجم عن هؤلاء الباعة.
ويشدد المواطنون في الدار البيضاء على وجوب عمل السلطات المختصة على إنشاء أسواق للقرب، من أجل إنهاء الفوضى والازدحام الناجمين عن انتشار الباعة الجائلين بمختلف مناطق المدينة.