حقوقيون يسجلون إخفاق الحوار الاجتماعي وينبهون إلى تآكل الحريات النقابية وتنامي القمع    وقفات الجمعة ال74.. المغاربة يجددون مطالبهم برفع الحصار وإنهاء "الإبادة" في غزة    إدريس لشكر : الديمقراطية في خطر وسط تزايد الاستبداد والمخاطر العالمية    في كلمة حول جبر الأضرار الناجمة عن مآسي العبودية والاتجار في البشر والاستعمار والاستغلال بإفريقيا: آمنة بوعياش تترافع حول «عدالة تعويضية» شاملة ومستدامة    الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تحتفي بالمنتخب الوطني النسوي المتوج بكأس إفريقيا داخل القاعة    حادثة سير مميتة تنهي حياة سبعيني بالفقيه بن صالح والسائق يفرّ هاربا    «غزة على الصليب: أخطر حروب الصراع في فلسطين وعليها»    تقرير: أخنوش يستخدم أمواله للسيطرة على الإعلام والصحافيون المستقلون يتعرضون لضغوط مستمرة    سوريا: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي "تصعيد خطير"    توقعات أحوال الطقس ليوم غد السبت    إجهاض محاولة لتهريب أزيد من 51 ألف قرص مخدر بميناء طنجة المتوسط    العرائش تسجل أعلى نسبة تملك.. وطنجة تتصدر الكراء بجهة الشمال    مقاطعة مديري مؤسسات الريادة للعمليات المصيرية يربك مشروع الوزارة في الإصلاح التربوي    سفينة مساعدات لغزة تتعرض لهجوم بمسيرة في المياه الدولية قرب مالطا    المغرب يودّع أحد رموزه الفنية.. محمد الشوبي يترجل بعد مسار طويل من الإبداع    "موازين" يعلن جديد الدورة العشرين    كلية الآداب بالجديدة وطلبتها يكرمون الدكتورة لطيفة الأزرق    عبد الله زريقة.. علامة مضيئة في الشعر المغربي تحتفي به "أنفاس" و"بيت الشعر"    بعد صراع مع المرض... وفاة الفنان محمد الشوبي عن عمر 62 عاما    مجلس الدفاع في لبنان يحذر "حماس"    نجاح "خامس مهمة نسائية" خارج المحطة الفضائية الدولية    في ساحة مسجد بدر بطراسة… رجل يقبّل طفلًا والأب يتصل بالشرطة    لماذا لا تحتفل هولندا بعيد العمال (فاتح ماي) رغم عالميته؟    الارتفاع يفتتح تداولات بورصة الدار البيضاء    رسالة مفتوحة إلى السيد محمد ربيع الخليع رئيس المكتب الوطني للسكك الحديدية    البكوري يقيم مأدبة غذاء على شرف جنود خفاء جماعة تطوان قبيل انطلاق الموسم الصيفي    العلاقات التجارية بين المغرب ومصر.. وفد اقتصادي مغربي يزور القاهرة    كوريا: الرئيس المؤقت يقدم استقالته لدخول سباق الانتخابات الرئاسية    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الجمعة    "الكورفاتشي" تستعد للتنقل إلى مدينة الدار البيضاء لحضور "الكلاسيكو" أمام الوداد    إيقاف سيموني إنزاغي و هاكان بسبب علاقتهما بمشجعين مرتبطين ب"المافيا"    تفاؤل تجاري ينعش أسعار النفط في الأسواق العالمية    الذهب يتعافى بعد بلوغ أدنى مستوى في أسبوعين    تفاصيل إحداث قطب تكنولوجي جديد بالدار البيضاء يوفر أزيد من 20 ألف منصب شغل    لجنة الأخلاقيات توقف العديد من المسؤولين عن كرة القدم بين سنة وثلاث سنوات بسبب اختلالات في التسيير    كأس أمم إفريقيا لأقل من 20 سنة: المغرب يستهل مشواره بفوز مثير على كينيا    عيد العمال.. الكونفدرالية ببني ملال "تحتج" في مسيرة حاشدة    الأمن يوقف مروجي كوكايين وكحول    وفاة الممثل المغربي محمد الشوبي    خُوسّيه سَارَامَاغُو.. من عاملٍ فى مصنعٍ للأقفال إلى جائزة نوبل    اللاعب المغربي الذي أبهر العالم بأدائه المجنون … !    الصين تدرس دعوات أمريكية لاستئناف الحوار بشأن الرسوم الجمركية    حين يتحول الانفعال إلى مشروع سياسي: في تفكيك خطاب بنكيران حول "القضية" و"الحمار"    كرة القدم.. توتنهام يضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي    احتراق شاحنة على الطريق السيار طنجة المتوسط    منتجو الفواكه الحمراء يخلقون أزمة في اليد العاملة لفلاحي إقليم العرائش    الزلزولي يساهم في فوز بيتيس    هل بدأت أمريكا تحفر "قبرها العلمي"؟.. مختبرات مغلقة وأبحاث مجمدة    القهوة تساعد كبار السن في الحفاظ على قوة عضلاتهم (دراسة)    فوائد القهوة لكبار السن.. دراسة تكشف علاقتها بصحة العضلات والوقاية من السقوط    حقن العين بجزيئات الذهب النانوية قد ينقذ الملايين من فقدان البصر    اختبار بسيط للعين يكشف احتمالات الإصابة بانفصام الشخصية    دراسة: المضادات الحيوية تزيد مخاطر الحساسية والربو لدى الأطفال    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    كردية أشجع من دول عربية 3من3    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القاعدة السوداء: هل هي صنيعة الجزائر في مالستان؟
نشر في هسبريس يوم 17 - 01 - 2013


مكر التاريخ، وغفلة الجغرافية:
يحدث لمكْر التاريخ أن يهزم الجغرافية ،فتسمية أفغانسان،مثلا، لم تعد دالة فقط على الدولة بل على ما ينصرف إليه الذهن مباشرة بعد قراءة أو سماع هذه الكلمة:القتال المتواصل بين فرقاء، تتغير مواقعهم بعد كل موقعة؛أو قطع شطرنج تتوالى عليها الأنامل ,وتلاعبها عقول تلو عقول إلى ما لانهاية. إذا أضفت إلى هذا توابل من الأفيون ،الأحجار الكريمة ،و"ماليطات" من رزم الدولار بين أيادي أمراء الحرب ؛على خلفية يؤثثها كل الغرور والزيف والتطرف الذي يحبل به إسلام المحيط ،بعد أن عَقَّ إسلام المركز،فانك ستقتنع بأن الجغرافية مُغفلة حينما ترسم خريطة وتُسَيِّجُها بحدود ،وتقول لك هذه دولة كذا....يضحك المكر التاريخي ،العابر للقارات ،ملء شدقيه ,يلقي في وجهها بأطلس خرائطها ثم ينصرف إلى مكر آخر.
"مالستان" التي شرعت القاعدة في تأسيسها منذ سنين ،بعد أن انهار حكم طالبان ،و بعد أن غدا ابن لادن أعز ما يطلب ،لم تكن سوى شمال مالي الشاسع ؛حيث تتحرك قبائل الأزواد(الطوارق) مُتَحَينة ضعفا من دولة مالي يسهل لها تأسيس دولتها؛التي تعتبرها حقا تاريخيا مشروعا ومستحقا ؛خصوصا وقد قاتلت فرنسا الكولونيالية بشراسة،ليكون لها استقلالها المستحق.
هذا الشمال الشاسع يشترك مع الجزائر في حدود تصل إلى قرابة ألف وخمسمائة كلم(1500).لكن حينما يتعلق الأمر بالعمق الصحراوي،والبشري، للأزواد ،داخل الجزائر يصبح هذا الرقم الجغرافي الساذج بدون معنى.
هذه الصحراء الشاسعة ,أو قل البيداء التي دونها بيد ،هي- بالضبط- ما كان يفكر فيه ابن لادن ،وهو في جبال طورا بورا ،على مرمى طائرات ب52؛وقد دَكَّتِ الجبال دكا ،وصَيرتها عِهْنا مَنفوشا ،دون أن تحرم "الرجل الكوبرا" حتى من أحضان زوجاته الشابات؛ في كهوف اذن الله أن تحفر، ولا يذكر فيها اسمه إلا مقترنا بألف سيف.
صحراء بلغت من الشساعة عُتِيا ،لا تحدها حدود إلا في الخرائط ؛ولا يقوى جيش على تأمينها ،ولو بخرط القتاد..
لَمْ تُبعث القاعدةُ سوداءَ- وهي عربيةُ الأصل بيضاء - في هذه الجغرافية الطبيعية حتى توفرت كل الدلائل ،لقادتها،على كرم،بل حُاتِمية الجغرافية البشرية أيضا:
تشكيلة قبلية معقدة ومتداخلة ،بنزعة انفصالية ؛على خلفية دينية تَمْتَحُ من روحانية تومبوكتو ؛بكل مشايخها وعلمائها وصوفيتها. قبائل تمتد إلى عمق العسكر المالي ،وتجعله- في حربه ضد الشمال- لا هو يقدم ولا هو يحجم .
ظل يَثَّاقل ويتقهقر حتى قامت دولة الأزواد . أما ساسة باماكو فلم يكن يهمهم من هذا الشمال المارق غير ما تكتنزه أرضه .
للتفصيل انظر موضوع"تِنهنان :ملكة الأزواد المغربية" في أرشيف هسبريس.
ثم الجزائر المريضة بحربها ضد الجماعات الإسلامية المسلحة:
والقصة معروفة ،فبعد الانفراد-ضمن الاتحاد ألمغاربي- بالاعتراف بحزب إسلامي ،لم يختر من الأسماء غير الجبهة الإسلامية للإنقاذ(إنقاذ البلاد من استبداد جبهة التحرير والعسكر، طبعا) ثم الانقلاب على فوزه الساحق في الانتخابات
البلدية ؛توفرت كل الظروف ليشتغل الجناح المسلح ويتناسل ،ويبايع أمراء الحرب ،وعلى رأسهم ابن لادن طبعا.
حرب أهلية أتت ،في جوارنا،على الآلاف من القتلى والمعطوبين،في الجانبين،ولا تزال متواصلة.
ورغم المتاعب التي خلقتها الجزائر للمغرب ،في ما يخص وحدته الترابية ،ليس الا؛كانت حربها الأهلية مؤلمة حتى
للمغاربة ،وقد سجل الحسن الثاني،رحمه الله- للتاريخ- خطأ جيراننا في أمرين متلازمين:
*الانفراد بالاعتراف بحزب إسلامي، في وسط شعوب مغاربية كلها مسلمة،سنية ومالكية..
*الانقلاب على نتائج الانتخابات ،بما عناه من إعفاء للجبهة الإسلامية من ممارسة الحكم ،المنهك والمتعب والمزيل للغشاوة عن أعين الناخبين. احتفظت الجبهة ،إِذْ حُرمت من تدبير البلديات -بكل عذريتها ،ولم يزدها هذا الا قوة وشعبية.
هم هكذا جيراننا متخصصون في المغرب فقط ؛إلى درجة السهو عن المطبخ الداخلي ؛وعدم الانتباه إلى ذئب التاريخ الذي يأكل من الغنم القاصية. رغم شراسة العسكر الجزائري-كقوة لها وزنها ضمن دول الجوار المالي- في مواجهة الجماعات الإسلامية المسلحة ،فان طول أمد الاقتتال أغرى قادة القاعدة بهشاشة الممانعة، في المنطقة كلها؛واشتد الإغراء بعد أن اختبرت ضعف الجيش الموريتاني في مواجهات مباشرة.
هذه الوضعية الهشة نتيجة منطقية لتخصص قادة الجزائر- وليس شعبها-،في عرقلة كل الجهود الرامية الى بناء اتحاد مغاربي قوي ؛بجيش ضارب إن اقتضى الحال .يا للمفارقة ،الحلف الأطلسي يضم أقوياء العالم ،وضعفاؤه تنخرهم الصراعات... ثم ياللمفارقة ،مرة أخرى: ينهض المارشال "ليوطي" من قبره ليذب عن مستعمراته القديمة، التي لم تعرف بعد كيف تستفيد من استقلالها ؛ولو بصد ثعالب الجبال الأفغانية،في بحثها عن الدفء الافريقي.
كأن كل الهشاشة التي تسبب فيها حكام الجزائر لا تكفي فعملوا ما في وسعهم لنصرة القذافي ،وهو يواجه الحلف الأطلسي والشعب الليبي ،برا وجوا. فتحوا الحدود فغادرت كتائب البوليساريو للنصرة الارتزاقية ،معززة كتائب من مرتزقة الساحل . ولما قُتلت الجماهيرية ،في شخص عظيمها ،بدأ موسم ترحيل العتاد الثقيل والخفيف، حتى غدت قبائل في شمال مالي –وربما حتى الجنوب الجزائري- تمتلك من السلاح أكثر مما تمتلك من الطعام..
كل هذا وحكام الجزائر قيام ينظرون،ساهون عن كل شيء ،عدا هذه الصحراء التي يُوثرها المغرب على بنيه ،وبهم خصاصة؛وهم بكل صحاريهم المشبعة نفطا. لكنهم أيضا بهؤلاء الطوارق الجزائريين الذين حَمَشَتْهم الحرب:
إنها،مرة أخرى،مدرسة حكام الجزائر المتخصصة في خلق الكيانات الانفصالية؛ ما جُعِل حلالا للبوليساريو لِمَ يُحَرّمْ على الطوارق؟ هؤلاء الأزواد الرُّحل في الربع الخالي الجزائري ؛شعب الملكة "تنهنان " التي تجعلها الأسطورة،الماكرة بدورها، مغربية،ومن تافيلالت. أين تقع تافيلالت؟ إياكم لا تصدقوا سذاجة الجغرافية.
قيام دولة الأزواد على ثلث الأراضي المالية ،ألا يُغري هذا رُحَّلَ الجزائر الذين تجري في عروقهم نفس الدماء؟
بم يرد حكام الجزائر حينما تومئ أصابع هؤلاء الرحل إلى مخيمات تندوف ؟ أحلال عليهم ،وحرام علينا؟
ولما بدأت المادة الرمادية لحكام الجزائر في الاشتغال؛منذرة بعودة مومياء الملكة تنهنان –ساكنة متحف باردو بالعاصمة- إلى الحياة ،ورحيلها جنوبا،بنوقها وخيامها ،لإحياء مملكتها فوق صحرائها ؛كان الوقت قد فات لمواجهة مكر التاريخ ؛ولم تعد في المتناول غير سذاجة الجغرافية. وقد سمعنا أن الجزائر أغلقت حدودها مع مالي،وقبل هذا سمحت للطيران الحربي الفرنسي بعبور أجوائها ليخوض حربا لم يوفر كُلَّ شروطها غير حكام الجزائر،كما رأينا.
عن أية حدود تتحدثون اليوم ؟وهل للجغرافية البشرية حدود؟ وهل تستطيعون تأمين حدود تمتد على مسافة 1500كلم وأنتم لم تؤمنوا حتى الجزائر العاصمة ،في ضراوة الاقتتال بين الاخوة؟
كم مكر بكم التاريخ ،و ارتد عليكم ظلم ذوي القربى، حتى رأيتم أم قشعم رأي العين ؛وما كدتم تتشاورون حول هذا الغزو الفرنسي،وتحتجون على القلق الدولي الذي ذبح دبلوماسيتكم التي بنيت-في هذه الحرب أيضا- على كراهية المغرب ،حتى اخترقت طائرات الميراج حاجز الصوت، متجهة صوب الجنوب الذي سيؤلمكم كما سعيتم لإيلامنا- ظلما- بجنوبنا.
ها انتم الآن وجها لوجه مع القاعدة السوداء-والبيضاء- التي مكنتم لها تدريجيا ،غفلة منكم ربما ،أو نكاية في أزواد مالي .
وهاأنتم ستواجهون،في المستقبل،العتاد الحربي لدفين الخلاء؛العتاد الذي سمحتم بتحركه جنوبا ؛وفي نيتكم أن المغرب هو الذي سيتأذى به.
ولن يكون في وسعكم صد الهجرة صوب الشمال لأن أغلب المهاجرين سيكونون من الأزواد في الطريق إلى إخوانهم الأزواد. ولن يكون في وسعكم منع تدفق السلاح و الكتائب الأزوادية الجزائرية صوب مالستان للنصرة .ان الرهان على حياد الأزواد الماليين ،وحتى موالاتهم للقوات الفرنسية والإفريقية مجرد وهم سرعان ما سيتبخر .انها نفس القبائل ,ونفس الدماء التي يتوزعها أنصار الدين وحركة تحرير الأزواد وغيرهما .هذا ما فهمته فرنسا بسرعة فقررت النزول الى الحرب البرية بسرعة. ان المقولة العربية"أنا وأخي ضد ابن عمي ،وأنا وأخي وابن عمي ضد الغريب"تفسر الوضع المالستاني جيدا.
ما أسرع ما استجابت القاعدة لصحوة الجزائر المتأخرة: يالها من صدف غريبة ،فما كدت أصل الى نهاية عبارتي السابقة:"ها أنتم الآن وجها لوجه مع القاعدة...." حتى تناهى إلي خبر هجومها على"أم الناس" الجزائرية،وقتل واختطاف عمال أجانب ومواطنين. تيقنت أن تحليلي –ومع كامل الأسف- صائب ،فما علي الا أن أنهيه وفق خطاطته الأصلية.
وقبل هذا أغارت الصحافة الجزائرية على قرار بوتفليقة:
*وافق بوتفليقة على عبور الطيران الحربي الفرنسي للأجواء الجزائرية ،في مقابل تسريع "هولاند" لعملية بناء معامل لشركة 'رونو" بالجزائر. " إن الصراع في مالي خرج من يد الجزائر ؛وقد كانت،سابقا، تعتقد أنها تراقب المهربين الذين كانوا في تزايد بالساحل. اليوم أصبحت المراقبة غير ممكنة." فحيرا ت زفان :رئيس تحرير
.Dépêches de Kabylie
*"التدخل العسكري-في شمال مالي- لن يحل المشكل؛بالعكس لن يزيد الأمور الا تعقيدا ؛وستظهر في مالي أفغانستان جديدة.ان الجزائر أول من سيدفع الثمن" عز الدين بنسويح:صحافي سياسي في جريدة الحرية.
*ان الجزائر لتي تشترك مع مالي في قرابة1500كلم من الحدود ،بوغتت ،وربما غدر بها .ولا مبالغة في الكلمة ،لأنه في الوقت الذي ُوفقت في إرساء نظام دبلوماسي ،بأسس متينة،للتفاوض ،تلقت طعنة.
اليومية الجزائرية:.
L'expression
"مهما تكن الطريقة التي ستتدخل بها الجزائر ،فإنها ستدفع ثمنا باهضا ،جراء الحرب التي اندلعت بمالي.ليس صدفة أن تتضمن التوقعات المالية للسنة الجارية زيادة محسوسة في ميزانية وزارة الدفاع التي وصلت الى 825.860.800.000دينار جزائري(حوالي 10 ملايير دولار أميركي).وصلت الزيادة الى نسبة14 في المائة مقارنة مع سنة2011.." يومية الوطن.
رهان الحرب كما تراه فرنسا:
في حوار تفاعلي بين الجنرال "فانسون ديسبورت"-وهو قائد عمليات"سيرفال" في شمال مالي-
Vincent Desportes
ومرتادي موقع جريدة"لوموند"-15.1.2013- قدم العديد من التوضيحات الميدانية والسياسية ؛وهي في مجملها تعكس الاقتناع الفرنسي بخطورة فتح جبهة قتالية بشمال مالي المعقد.اذا كانت العديد من الاعتبارات ،المصرح بها،فرضت هذا التدخل المستعجل ،ومنها اقتراب الخطر كثيرا من العاصمة باماكو ،حيث يوجد ثلاثة آلاف فرنسي؛فان مآلات هذه الحرب غير واضحة،محليا ودوليا ،كما أن انعكاساتها على دول الجوار يكتنفها الغموض التام.
س:كيف ترد على تشكيك "دوفيلبان" في قدرة فرنسا على تحقيق الأهداف الثلاثة المعلنة للحرب،دفعة واحدة؟
ج:"لا مندوحة عن مواصلة تحقيق هذه الأهداف الثلاثة دفعة واحدة.سيبدو الأمر بدون فعالية إذا تعلق فقط بتأمين سلامة المواطنين الفرنسيين.يجب ،بكل تأكيد، منع تحويل منطقة الساحل إلى قاعدة خلفية للارهابين الإسلاميين ؛حتى يتمكنوا في المستقبل من تهديد أمن الفرنسيين مباشرة.
س: دون المقارنة مع أفغانستان لوجود الفارق؛هل ستخضع الأهداف المحددة للتطور مع توالي القتال؟
ج: الهدف كان واضحا،وهو وقف تقدم كتائب العدو صوب باماكو.لو تحقق لهم ما أرادوا لكنا في وضعية خطيرة جدا.
الآن وقد صددناهم سنأخذ مسافة للتفكير ،حتى نتمكن من تحديد إستراتيجية للمستقبل.من صعوبات الحرب أن غاياتها تخضع للتطور.إنها صعوبة دائمة يجب أن يتعود عليها العسكريون دائما.
وعن سؤال مشكك في قدرات الجيش المالي لاستعادة الشمال أجاب الجنرال:
هنا تكمن كل الصعوبة ،فاستعادة الشمال شأن مالي لكننا نعرف الضعف الكبير للجيش المالي؛وصولا إلى الفرار ،في الأيام الأخيرة،أمام تقدم الإسلاميين.يجب إعادة تنظيم وهيكلة هذا الجيش، وهذا يتطلب شهورا.ليس من مسؤولية فرنسا أن تتجه شمالا .لقد كان تدخلنا في "كونا" ضروريا وشرعيا...مواصلة الحرب شأن افريقي...ستنحصر مهمتنا ،مع الأوروبيين، في تكوين القوة الإفريقية،ثم دعمها بمعدات البعد الثالث:المروحيات،الطائرات..و توفير الدعم اللوجستيكي،القيادي والاستخباراتي...
وواصل الجنرال مؤكدا،في أجوبة أخرى، على احتمال وصول إمدادات الى الإسلاميين عبر الحدود،كما جعل من الوارد ضرب الجهاديين أينما تقهقروا،سواء في ليبيا البعيدة أو موريتانيا أو النيجر.
وعن سؤال :هل انطلقت عملية "سيرفال" لتدوم؟
أجاب: "من الواضح أن هذه الحرب ستطول,وأن الانخراط الفرنسي سيتواصل طويلا كذلك.لن تتمكن الفرق الفرنسية من الذهاب شمالا الا بعد شهور ،ولا نعرف بالضبط كم ستدوم العملية في حد ذاتها.....
هنا الجزائر والرباط:
أما وقد حصحص الحق ،وأكد مكر التاريخ لحاكم قصر المرادية أن من يفتح مدرسة لتعليم الانفصال لا يأمن أن يلجها أبناؤه،وأبناء أحبته أيضا ؛ومن يشيد مصنعا لصناعة الدول الوهمية لا يأمن أن يتقدم نفس الأبناء طالبين الخدمة.
أما وقد صار هذا هكذا ،واختلطت الأمور ،وكبرت كرة الثلج فان مواصلة الهروب عن كل الجوار بإغلاق الحدود:البارحة مع المغرب ،واليوم مع مالي ،وغدا مع ليبيا وتونس....لن تفيدكم في شيء . لقد صنعتم هشاشة المنطقة صنعا ،في الوقت الذي تصل صفقات تسلحكم الى عشرات المليارا ت من الدولارات. تريدون جعل المغرب بين كماشات قوية ومسننة...لكنه قوي بمشروعية قضيته؛وقوي برغبته الحقيقة في اتحاد مغاربي قوي، بنفسه ولنفسه ولجيرانه. لا يمكن لكم ،ولنا،تجاوز كل المشاكل – ما ظهر منها وما خفي-الا بهذا الاتحاد الذي ترشحه كل الدراسات ليكون قويا اقتصاديا وعسكريا،وحتى ديموقراطيا. ها قد سمحتم ،وسمحنا،للمقاتلات الفرنسية بالعبور إلى جواركم وجوارنا ،لحمايته؛ ضدا على كل شهداء معارك التحرير فهل ستواصلون استنبات الهشاشة في المنطقة؟
فهل تأمنون بهذا ألا تعيدوا عقارب التاريخ الى الصفر فتبدأ عندكم سنة1830 من جديد،وتتوالى الحمايات.؟
وهل يأمن أحد مكر التاريخ؟ فكروا جيدا ،على وقع ضربات قاعدة سوداء،على بياض، مكنتم لها ،وعلى وقع تململ جنوبكم في اتجاه "دولة الأزواد العظمى".
نحن هنا ،حينما تقتنعون بأن الجغرافية ساذجة
[email protected]
Ramdane3.ahlablog.com


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.