دخلت رابطة علماء المغرب العربي على خط توتر العلاقات بين الجزائروالرباط. وفي هذا الصدد أصدرت الرابطة العلمائية بلاغا جاء فيه: الحمد لله القائل في كتابه العزيز: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذا كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا} (آل عمران 103) والصلاة والسلام على محمد القائل "المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا" (البخاري 2026) أما بعد: فهذا نداء إلى أبناء المغرب العربي من حكام ومسؤولين وعلماء وشعوب، نداء من الله إلينا جميعا لنعتصم بحبل الله وأن ندع نزغات شياطين الإنس والجن الذين يدفعون الإخوة الأشقاء في الدين والدم والتراب واللسان إلى البغضاء والتقاطع والتحارب. ندعوهم من منبر رابطة علماء المغرب العربي وعلى لسان كل مسلم غيور على الأمة الإسلامية جمعاء، وعلى هذا الرباط الإسلامي التاريخي الذي لم يستطع الاستعمار البغيض عبر مديد القرون أن يوقع الفتنة بين أبنائه، فغاظه ذلك، وانتدب بعض الشياطين من الصهاينة وقطاع الطريق من شياطين العرب ليحركوا الضغائن ويوغروا الصدور ويوقعوا العداوة مستعينا في ذلك بإعلام مستأجر لايصلح إلا للفتنة والتحريش بين المسلمين. وعليه فإن رابطة علماء المغرب العربي تدعو إلى ما يلي: أولا: ندعوا جميع العقلاء والفاعلين إلى المسارعة في الإصلاح الأخوي لرأب الصدع بين شعبين قد مزجتهم السنون وجمعتهم الجراح حتى صارا جسدا واحدا يشهد التاريخ بمواقفه الزاخرة بهذا التعاضد الذي كان السبب الأول في طرد المستعمر البغيض من أرضه وبلاده. ثانيا: ندعو الحكومتين الشقيقتين في الجزائر التي تمثل قلب المغرب العربي الكبير، والقلب يتسع للمحبة والإخاء والعفو والصفح والعطاء، وفي المغرب الأقصى والذي يمثل الجناح الحاني والترس الواقي لمغربنا الكبير، أن يجلسا إلى طاولة العلم والحكمة والعقل ويصلحا ما بينهما في أخوة وود، وأن يحددا نقاط الاتفاق والائتلاف وما أكثرها ويبنيا عليها، ويحددا نقاط الاختلاف ويسعيا إلى حلها، ولن يعدما حلا بإذن الله إذا صلحت النيات، والصلح خير. ثالثا: نهيب بالشعبين المغربي والجزائري وهما إخوة أن يشكلا لجانا للضغط على الحكومات من أجل المصالحة التي فيها خير لأوطاننا وشعوبنا. رابعا: نهيب بالعلماء أن يكثفوا جهودهم في رأب الصدع وأن يسعوا إلى كبح جماح الشر واستثمار وسائل الخير في تنمية سبل الوفاق والائتلاف فهم الذين يقع عليهم أعظم حمل في السعي لوأد الفتن. خامسا: تعلن رابطة علماء المغرب العربي استعدادها التام للوساطة بين البلدين وفق ما يتقضيه الشرع الحنيف وما تمليه روابط الأخوة والرحم المشترك بين الشعبين الذين هما في نظر الشارع أمة واحدة، وهي مستعدة للتواصل مع كل من يعنيه أمر البلدين من أجل طرح المبادرات الرامية إلى تحقيق المصلحة العظمى للبلدين الشقيقين. والله من وراء القصد وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله، قال تعالى {فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم} والحمد لله رب العالمين.اه تجدر الإشارة إلى أن الملك محمد السادس سبق وأعلن في خطاب العرش، أن "الجزائريين سيجدوننا بجانبهم في جميع الظروف والأحوال". وبخصوص الادعاءات التي تتهم المغاربة بكونهم يسبون الجزائر، أوضح الخطاب الملكي أنها تروم إشعال نار الفتنة بين الشعبين الشقيقين. وأكد الملك محمد السادس أن المغرب لن يسمح لأحد بالإساءة إلى أشقائنا الجزائريين، مضيفا أن المغرب حريص على الخروج من هذا الوضع، قبل أن يجدد دعوته بمد اليد إلى الجزائر. وكان الملك قد وجه دعوة مماثلة، خلال خطاب العرش السنة الماضية، إذ دعا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى "العمل سويا، في أقرب وقت يراه مناسبا، على تطوير العلاقات الأخوية، التي بناها شعبانا عبر سنوات من الكفاح المشترك"، مضيفا أنه من غير المنطقي بقاء الحدود مع الجزائر مغلقة.