قضت غرفة الجنح التلبسية بمحكمة الإستئناف بمراكش، بإدانة كل من المدعو "هشام. ع" و"محسن. ث" بسنتين سجنا نافذا، وسنتين سجنا نافذا في حدود سنة ونصف وموقوفة في الباقي في حق "عبد الكبير. ح" بعد متابعتهم في حالة اعتقال من أجل تهمة السرقة الموصوفة والمشاركة. وقضت المحكمة في حق باقي المتهمين في الملف بسنتين سجنا نافذا، منها سنة موقوفة التنفيذ، وبأدائهم تضامنا للطرف المدني (شركة كوكا كولا) تعويضا مدنيا إجماليا قدره مائة ألف درهم والصائر وإرجاع الوديعة لمودعها.
وبحسب مصادر ل"كش24″، فإن اعتقال الأضناء جاء على إثر شكاية تقدمت بها شركة المشروبات الغازية للجنوب "كوكا كولا" بحي أزلي بتراب مقاطعة المنارة في شخص ممثلها القانوني، إلى وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بمراكش، ضد مستخدم يدعى "عبد الكبير، ح" يشتغل لدى مقاولة تعمل من الباطن مكلفة بتوزيع المشروبات الغازية لحساب فرع الشركة العالمية بمراكش. واستنادا الى الشكاية المذكورة فإن تفاصيل القضية تعود إلى تاريخ 9 فبراير المنصرم حينما وقفت الشركة المشتكية على خصاص في مخزون المشروبات الغازية، بعد اختفاء حوالي 72960 وحدة تتضمن كل وحدة منها 12 قنينة من الحجم الصغير سعة نصف لتر بقيمة تناهز أربعين مليون سنتيم. وتضيف الشكاية أن لغز السرقة الذي حير مسؤولي الشركة لأيام بسبب إقدام المتورطين على تعطيل كاميرات المراقبة، تم المسك بأولى خيوطه بعد تلقي المسؤول عن المخزن "سعيد، أ، ف" اتصالا من شخص يدعى "هشام، ع" يخبره بأن سائق شاحنة في ملكيته تلقى طلبا من المسمى "عبد الكبير، ح" الذي سبق له أن عمل سابقا كمياوم في الشحن والإفراغ لدى شركة كوكاكولا من أجل نقل بضاعة من مخزون الأخيرة إلى مكان آخر، وهو العرض الذي رفضه السائق المسمى "ع، ع، ب" بمبرر أن شاحنته صغيرة ولا تسع نقل الكمية المطلوبة. البحث الذي فتحته عناصر الشرطة القضائية بتعليمات من النيابة العامة، على ضوء المعطيات الواردة في الشكاية قادت إلى اعتقال المتهم المدعو "عبد الكبير، إ" المزداد سنة 1990 بأيت أوير إقليمالحوز، و"هشام، ع"، المستخدم بشركة المشروبات الغازية كمكلف بوثائق الشاحنات والسيارات التابعة للشركة، ورئيس حرس الأمن الخاص"محسن، ث"، و "حفيظ،غ"، و"زكرياء، إ" و "عبد الصمد، ق" وهم حراس أمن خاص، بالإضافة إلى صاحب محل تجاري يدعى "محمد، ا". المتهمون اعترفوا خلال الإستماع إليهم من طرف عناصر الضابطة القضائية، بشكل تلقائي بارتكاب عمليات سرقة على مراحل غالبا ما تتم ليلا بعد تعطيل كاميرات المراقبة بشركة المشروبات الغازية، وعمدوا إلى بيع البضاعة المسروقة لصاحب المحل التجاري بثمن أقل عن الثمن المحدد من طرف الشركة، وهو الأمر الذي أكده التاجر الذي أقر بأنه كان يعلم بأن البضاعة التي اشتراها من باقي المتهمين متحصلة من السرقة سيما وأنه كان يتسلم المسروق في وقت متأخر من الليل وبثمن أقل من سعره الحقيقي، وقد تم حجز ما مجموعه 1068 قنينة بلاستيكية بسعة نصف لتر داخل محله. واستنادا إلى اعترافات المتهمين المضمنة في محاضر الضابطة القضائية، فإن العملية خطط لها المدعو "هشام، ع" الذي التحق بالعمل في شركة المشروبات الغازية سنة 2005، حيث أقر بأنه هو من اقترح على رئيس الأمن الخاص ارتكاب السرقة نظرا لحاجته الماسة للمال بعد علمه بأن مستودع الشركة الخاص بتخزين السلع يبقى مفتوحا، وهو العرض الذي لم يتررد رئيس الحرس في قبوله، حيث عمد إلى إقناع ثلاثة من حراس الأمن بالمشاركة في العملية مقابل عمولات مادية، وبعد أن ضمن انخراطهم ضم إليهم مستخدم المقاولة المكلفة بالتوزيع "عبد الكبير، ح" الذي تكلف بتوفير شاحنة خاصة لشخص ملقب ب"لعوينة" لنقل المسروق مقابل ألف درهم عن كل حمولة، فيما انبرى شريكيه السابقين في الإتصال بصاحب المحل التجاري لتصريف البضائع التي كانت تشحن ليلا إلى مكان بحي لمحاميد بمقاطعة مراكش المنارة.