منذ تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل في دجنبر 2020، أصبحت الشراكة العسكرية بين البلدين ركيزة استراتيجية جديدة تتجلى في التزود بالأسلحة، وتطوير الصناعات الدفاعية. آخر العقود الموقعة تمثل في تزويد المغرب بأبراج مدرعة قتالية تُركب على المدرعات ذات الدفع الثماني WhAP 8×8 وهي مركبات قتال مدرعة تُنتج بالتعاون مع شركة "طاطا أدفانسد" الهندية، مع توقعات بإنتاج حوالي 150 وحدة. وقد فازت الشركة الإسرائيلية "إلبيت سيستيم" بهذا العقد نهاية ماي 2025، لتوفير أبراج مسلحة بمدافع من عيار 105 ملم و120 ملم، بدلا من الأبراج السابقة ذات العيار 30 ملم، وذلك حسب مأوردته تقارير إعلامية إسرائيلية.
وفي شهر فبراير الماضي، أبرم المغرب صفقة أخرى مع الشركة ذاتها، للحصول على 36 منظومة مدفعية ذاتية الدفع تُركب على شاحنات، وتحمل اسم ATMOS. وقدرت قيمة الصفقة ما بين 150 إلى 200 مليون يورو، أي ما يعادل تقريبا 1.6 إلى 2.1 مليار درهم مغربي، بحسب ما أفادت به صحيفة "لاتربيون" الفرنسية. وجاءت هذه الصفقة لتعويض خلل تقني واجهته القوات المسلحة في استخدام المدافع الفرنسية "قيصر"، التي اقتناها المغرب في وقت سابق. من جانب آخر، كشف المعهد الدولي لأبحاث السلام بالعاصمة السويدية ستوكهولم، أن شركة "إلبيت" العبرية أصبحت تُشكل حوالي 11 في المائة من إجمالي واردات المغرب من الأسلحة، مما يجعلها ثالث أكبر مزود للمملكة، بعد كل من الولاياتالمتحدة والصين. في سياق مواز، وفي يوليو 2024، وقعت شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI) عقدًا بقيمة مليار دولار لتزويد المغرب بقمر صناعي لأغراض التجسس والاستطلاع، وهو ما تم تأكيده رسميًا من الشركة عبر بيان صحفي. أما على المستوى الإنساني، فقد حصل المغرب على إذن خاص من إسرائيل لتسيير رحلات جوية محملة بالمساعدات الغذائية والطبية إلى قطاع غزة. وقد هبطت خلال عام 2024 طائرات نقل مغربية عدة في مطار بن غوريون، حاملة عشرات الأطنان من المساعدات لسكان القطاع. لم تحظَ أي دولة عربية أخرى بإذن مماثل، حسب ما أوردته وسائل أعلام إسرائيلية.