تتواصل صحة أحمد الزفزافي والد زعيم حراك الريف الذي يعاني من السرطان في التدهور، وسط مناشدات كثيرة تطالب بإطلاق سراح ابنه المحكوم بعشرين سنة من السجن النافذ. وكتب طارق الزفزافي شقيق زعيم حراك الريف تدوينة على حسابه الشخصي بفايسبوك، أكد فيها تدهور صحة والده أو "عزي أحمد" كما يحلو لأهله وأصدقائه وكل المتعاطفين مع العائلة، ومع حراك الريف تسميته.
وقال طارق الزفزافي " إن والده يتواجد بقسم الإنعاش حيث يعيش لحظاته الأخيرة". وسبق لمندوبية السجون أن سمحت لناصر الزفزافي بزيارة والده في المستشفى، كتب على إثرها رسالة مؤثرة حول الحالة الصحية المتدهورة لوالده وحزنه الشديد على حبسه. وأشار الزفزافي الابن أنه دخل على والده في قسم الإنعاش وجسده كله متصل بالأجهزة، عيناه مغمضتان لا يقوى على فتحها كثيرا، فقال له؛ "والدي انا أبنك ناصر، ففتح عيناه بسرعة وكأن قوة ما كانت مخزنة في مكان ما بجسده، لكن سرعان ما فاضت عيونه بالدمع وهو يحاول أن يستجمع قواه المنهكة ليعانقه ظانا أنه قد خرج من السجن". وأضاف "بعد لحظات ادخلوا والدتي هي الأخرى على كرسي متحرك لكونها تعاني من مشكلة على مستوى العمود الفقري منعها من الحركة في انتظار إجراء عملية جراحية، فنظر إليها والدي وبكى وهي في هذه الحالة، فبدأت في الحديث معه في كذا وكذا، لكن كلما حاول الرد علي عجز عن الكلام لعدم قدرته عليه، فأشار إلى أخي بيده يطلب قلما وورقة، وعندما جاؤوه بها لم تكن لديه القوة ليحمل القلم للكتابة". وتابع " لما حان وقت المغادرة وغادرت، احتج والدي بطريقة عجيبة عندما نزع كل الأجهزة التي كانت متصلة به قبل أن يتدخل الطاقم الطبي والتمريضي، الذي أشكره كثيرا على مجهوداته وسعة صدره، ماذا عساي أفعل غير أن أصبر على ما يمر به والدي شفاه والله وشافى جميع المرضى". ومنذ تدهور الحالة الصحية لأحمد الزفزافي لم تتوقف الأصوات المطالبة بإطلاق سراح ابنه ورفاقه المحكومين بالسجن لمدة 20 سنة، على خلفية الحراك الذي شهدته مدينة الحسيمة، ومناطق أخرى من الريف بعد طحن الشاب محسن فكري في حاوية للأزبال سنة 2016. وتدعو الكثير من الجمعيات الحقوقية والهيئات السياسية في المغرب إلى طي صفحة الاعتقال السياسي وإحداث أجواء انفراج حقوقي، بالإفراج عن معتقلي حراك الريف وغيرهم من المدونيين والنشطاء القابعين في السجن، إضافة إلى النقيب محمد زيان، الذي يقضي عقوبة بالجسن النافذ لمدة خمس سنوات وهو في أرذل العمر.