عبّر عدد من الشخصيات الأكاديمية والحقوقية المغربية عن صدمتهم لما تعرض له المناضل سيون أسيدون، الذي عُثر عليه مغمىً عليه في منزله بمدينة المحمدية، يوم الاثنين 11 غشت، مصابًا بجروح وكسور في الجمجمة، في ظروف "غامضة ومثيرة للتساؤل"، بحسب ما جاء في بيان وقّعه رفاقه وأصدقاؤه. وأوضح البيان، الذي حمل توقيع عدد من الشخصيات المعروفة من بينها عبد الله حمودي، نجيب أقصبي، أنيس بلافريج، خديجة الرياضي، رحمان نوضة، فريدة بنليزيد، وعزيز غالي، أن الرواية الرسمية التي تحدثت عن "حادث عرضي أثناء أعمال البستنة" تغفل معطيات أساسية، من بينها التقرير الطبي الأولي عند إدخاله المستشفى ونتائج الفحص الشرعي.
ودعا الموقعون إلى فتح تحقيق قضائي معمّق وشفاف، مع اطلاع الرأي العام على حقيقة ما جرى للمناضل الحقوقي، المعروف بمواقفه المناهضة للإبادة في غزة ونشاطه البارز في حملة مقاطعة إسرائيل (BDS)، إضافة إلى نضاله ضد التطبيع بين المغرب والكيان الصهيوني. وأشار البيان إلى أن أسيدون شارك قبل أيام قليلة من الحادث في احتجاجات بكل من ميناء الدارالبيضاء وميناء طنجة المتوسط، ضد رسو سفينة تابعة لشركة "ميرسك" كانت تحمل – بحسب المحتجين – معدات عسكرية موجهة للجيش الإسرائيلي الذي يقصف المدنيين في غزة. وتساءل الموقعون عما إذا كانت أنشطة أسيدون الحقوقية والسياسية وراء تعرضه لاعتداء متعمد، مؤكدين أن هذه الفرضية "تستوجب النظر إليها بجدية في إطار التحقيق الجاري"، خاصة وأن ما جرى "لا يمكن اعتباره مجرد حادث عرضي". وختم البيان بدعوة السلطات القضائية إلى "تحمل مسؤوليتها في كشف الحقيقة كاملة للرأي العام الوطني، وضمان محاسبة كل من قد يثبت تورطه في أي اعتداء على المناضل سيون أسيدون".