استطاع الشاب المغربي الموهوب مراد بوريكي أن يحقق تنبؤ المطرب اللبناني عاصي الحلاني، الذي كان يشرف على تأطيره فنيا، والذي أكد في تصريحات صحافية منذ الحلقة الأولى من برنامج المسابقات الغنائي "ذي فويس" (أحلى صوت)،أن اللقب سيكون من نصيبه. ومنذ الوهلة أحاطه بعناية خاصة، بعد أن لمس فيه مؤشرات تنبيء بميلاد نجم جديد، سوف يشع في سماء الأغنية العربية،بدليل أنه استضافه ذات مرة،في بيته ببيروت، وكان محل ترحيب من طرف كامل أفراد أسرته، وهاهو الآن يدعوه ليشاركه الغناء في حفل رأس السنة بلبنان. ورغم أن المنافسة كانت شرسة ليلة أمس، ،وسط كوكبة من أقوى الأصوات، التي تمكنت من الوصول إلى الحلقة الأخيرة،فقد ظفر بوريكي باللقب، عن جدارة واستحقاق، أمام مواطنه فريد غنام(فراولة) والعراقي قصي حاتم والتونسية يسرى محنوش . وظهر بوريكي الشاب الموهوب، والمبتسم دائما، واثقا من نفسه، في الحلقة الأخيرة، وهو يقف، مؤديا أغنية" الهوى سلطان" للمطرب جورج وسوف،حيث أضفى عليها طابعه الشخصي والفني، دون أن يسقط في دائرة تقليد مغنيها الأصلي. وهذه ميزة فنية تحسب لبوريكي، بشهادة كل الفنانين الذين شاركوا في تأطير المتنافسين: عاصي الحلاني (لبنان) وكاظم الساهر (العراق) وصابر الرباعي (تونس) وشيرين (مصر). الكل أشاد بما يتمتع به بوريكي من حس فني عال ، وقدرة احترافية على أداء أصعب الأغاني،بمختلف مقاماتها، وكأنه يجر وراءه تجربة فنية حافلة بالعطاء، وليس مجرد شاب ناشيء، يتلمس خطواته الأولى على درب الفن. وهذه هي أول مرة، يكسب فيها شاب مغربي لقب التتويج، في برنامج من برامج المسابقات الفنية، التي تنظمها الفضائيات العربية،بعد أن اعتاد المشاهدون المغاربة رؤية أصوات مغربية تتأهل إلى الحلقة النهائية، دون أن تحرز اللقب،لظروف وخلفيات مختلفة.. ومن بين هؤلاء الفنان سعد المجرد، ابن المطرب البشير عبده، والممثلة نزهة الركراكي، الذي وصفه أحد لجنة التحكيم في قناة فضائية لبنانية، ب " خوليو العرب"، دون أن يشفع له ذلك، في الفوز باللقب. وتكرر نفس الحال مع الفنانة دنيا باطما، التي كان كل المشاهدين العرب يراهنون على أن النتيجة، سوف تكون لصالحها، بعد أن أبانت عن مقدرتها الفائقة في الغناء العربي، بكل تلويناته وتعبيراته وإيقاعاته، قبل أن تصدمهم النتيجة، بفوز منافستها المصرية، عكس كل التوقعات. غير أن هذه "الخيبات"،إن صح التعبير، لم تقف عائقا، أمام انتشار المجرد وباطما،فقد شقا طريقهما فيما بعد، ونحتا لنفسيهما مكانة خاصة في الخريطة الغنائية،اعتمادا على مايتمتعان به من موهبة فنية حقيقية، لاتحتاج إلى واسطة للوصول إلى وجدان الجمهور. وإذا كان المجرد وباطما ينحدران من جذور فنية عائلية، فإن بوريكي أيضا ينتمي لأسرة موسيقية،فوالده فنان له تاريخه الفني، وإن ظل بعيدا عن الأضواء. وفتح بوريكي عينيه،على هذا البيت العائلي، الذي تصدح النغمات الموسيقية في مختلف جنباته،كل ليلة، فكان طبيعيا أن يقتفي خطوات والده في مجال الموسيقى، عملا بالمثل الشعبي المغربي" اتبع حرفة بوك لايغلبوك"، علما أن له شقيق موهوب هو الأخر،شارك إلى جانبه،في هذا البرنامج،ولم يحالفه الحظ في البقاء حتى النهاية. وفي مدينة أسفي التي ولد فيها بوريكي، ظل مواظبا على الغناء، في الحفلات المدرسية والعائلية،وفي الملتقيات الثقافية والسهرات الفنية. وإيمانا منه بأن الموهبة وحدها ليست كافية، فكان لابد من صقلها، وذلك بتلقيه قواعد الموسيقى في المعهد الفني الصغير، الذي تحتضنه المدينة، التي اشتهرت من قبل بسمك السردين، وفيما بعد بالمركب الكيماوي. وهاهو إسم المدينة يتردد الآن مقرونا بلمعان ابنها بوريكي، الذي من المؤكد أنه لن يكتفي بجائزة السيارة الفارهة، من نوع "شيفروليه ترايل بلايزر 2013"، وعقد إنتاج مع شركة "يونيفيرسال ميوزك"،بل سوف يذهب بعيدا، ليزاحم كبار المطربين العرب. مراد بوريكي..احفظوا هذا الإسم جيدا،فسوف يكون له شأن في عالم الغناء والطرب العربي الأصيل. يذكر أن هذه ثاني مرة يعتلي فيها أحد أبناء أسفي منصة التتويج، خلال هذه السنة، مايدل على أن هذه المدينة خزان لمواهب تنتظر، فقط، الفرصة للكشف عن نفسها، وذلك بعد أن نالت ابنتهاالممثلة المغربية جليلة التلمسي جائزة أحسن ممثلة، عن دورها في فيلم"أندرومان من دم في فحم"في مهرجان السينما الدولي بالاسكندرية، والمهرجان الوطني للسينما بطنجة. *تعليق الصورة:مراد بوريكي، خلال مشاركته في برنامج " احلى صوت".