"مهزلة تشريعية".. صحافيون يتفضون ضد "القانون المشؤوم"    المعارضة تنسحب والأغلبية الحكومية تمرر "قانون مجلس الصحافة المشؤوم"    تعيين خليفة رئيس الجيش الليبي الذي توفي إثر تحطم طائرة    أول تعليق رسمي لباريس على قرار الجزائر تجريم الاستعمار الفرنسي    التوتر الفنزويلي الأمريكي يدفع إيران إلى الانسحاب من "مترو كراكاس"    "كان المغرب".. المنتخب الجزائري يقسو على السودان    ديربي عربي اليوم بين الجزائر والسودان في مستهل مشوارهما بالكان في المغرب    "كان المغرب".. برنامج باقي مباريات اليوم الأربعاء    تحذير جديد من سوء الأحوال الجوية بهذه المناطق المغربية    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    مديرية الأرصاد الجوية بالمغرب: استمرار الأجواء غير المستقرة طيلة الأسبوع    بالملايين.. لائحة الأفلام المغربية المستفيدة من الدعم الحكومي    ندوة علمية بكلية الآداب بن مسيك تناقش فقه السيرة النبوية ورهانات الواقع المعاصر    كيف يمكنني تسلية طفلي في الإجازة بدون أعباء مالية إضافية؟    ماذا يحدث للجسم بعد التوقف عن حقن إنقاص الوزن؟    اتحاد طنجة لكرة القدم يتحدى العصبة الوطنية الاحترافية بعقد الجمع العام    ملتقى العيون للصحافة يعالج دور الإعلام في الدفاع عن الصحراء المغربية    الكاميرون ينتصر على الغابون في مباراة صعبة    ارتفاع مخزون سد عبد الكريم الخطابي بإقليم الحسيمة بعد التساقطات المطرية الأخيرة    السيول تسلب حياة شاب في الدريوش    المنتخب المغربي يركز على الجوانب التقنية قبل لقاء مالي في كأس إفريقيا    مسؤولية الجزائر لا غبار عليها في قضية طرد 45 ألف أسرة مغربية    ‬ال»كان‮«: ‬السياسة والاستيتيقا والمجتمع‮    أمطار وثلوج تنعش منطقة الريف وتبعث آمال موسم فلاحي واعد بعد سنوات من الجفاف    مخطط التخفيف من آثار موجة البرد يستهدف حوالي 833 ألف نسمة    السلطة القضائية تنضم إلى PNDAI    وهبي: الحكومة امتثلت لملاحظات القضاء الدستوري في "المسطرة المدنية"    "ريدوان": أحمل المغرب في قلبي أينما حللت وارتحلت    توقيف شخص بحوزته أقراص مهلوسة وكوكايين بنقطة المراقبة المرورية بطنجة    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الأحمر    كأس إفريقيا للأمم 2025 .. منتخب بوركينا فاسو يحقق فوزا مثيرا على غينيا الاستوائية    قضية البرلماني بولعيش بين الحكم القضائي وتسريب المعطيات الشخصية .. أسئلة مشروعة حول الخلفيات وحدود النشر        توفيق الحماني: بين الفن والفلسفة... تحقيق في تجربة مؤثرة    نص: عصافير محتجزة    شخص يزهق روح زوجته خنقا بطنجة‬    وزير الصحة يترأس الدورة الثانية للمجلس الإداري للوكالة المغربية للدم ومشتقاته    رباط النغم بين موسكو والرباط.. أكثر من 5 قارات تعزف على وتر واحد ختام يليق بمدينة تتنفس فنا    أطروحة دكتوراة عن أدب سناء الشعلان في جامعة الأزهر المصريّة    المغرب في المرتبة الثامنة إفريقيا ضمن فئة "الازدهار المنخفض"    رهبة الكون تسحق غرور البشر    الأمطار لم توقّف الكرة .. مدرب تونس يُثني على ملاعب المغرب    الحكومة تصادق على مرسوم إعانة الأطفال اليتامى والمهملين    الاقتصاد المغربي في 2025 عنوان مرونة هيكلية وطموحات نحو نمو مستدام    زلزال بقوة 6.1 درجات يضرب تايوان    انفجار دموي يهز العاصمة الروسية    فرنسا تندد بحظر واشنطن منح تأشيرة دخول لمفوض أوروبي سابق على خلفية قانون الخدمات الرقمية    عجز ميزانية المغرب يقترب من 72 مليار درهم نهاية نونبر 2025    "الهيلولة".. موسم حجّ يهود العالم إلى ضريح "دافيد بن باروخ" في ضواحي تارودانت    الذهب يسجل مستوى قياسيا جديدا متجاوزا 4500 دولار للأونصة    كأس أمم إفريقيا 2025.. بنك المغرب يصدر قطعة نقدية تذكارية فضية من فئة 250 درهما ويطرح للتداول ورقة بنكية تذكارية من فئة 100 درهم    عاصفة قوية تضرب كاليفورنيا وتتسبب في إجلاء المئات    بلاغ بحمّى الكلام    فجيج في عيون وثائقها        الولايات المتحدة توافق على أول نسخة أقراص من علاج رائج لإنقاص الوزن    دراسة: ضوء النهار الطبيعي يساعد في ضبط مستويات الغلوكوز في الدم لدى مرضى السكري    دراسة صينية: تناول الجبن والقشدة يقلل من خطر الإصابة بالخرف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الملك يشدد على أن وقت ازدواجية المواقف قد انتهى،


محمدية بريس /
شدد صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطاب سام وجهه إلى الأمة، مساء الجمعة بمناسبة الذكرى ال 34 للمسيرة الخضراء، على أن وقت ازدواجية المواقف قد انتهى فإما أن يكون المواطن مغربيا أو غير مغربي. وقال جلالة الملك إنه "وبروح المسؤولية، نؤكد أنه لم يعد هناك مجال للغموض أو الخداع ; فإما أن يكون المواطن مغربيا أو غير مغربي، وقد انتهى وقت ازدواجية المواقف والتملص من الواجب، ودقت ساعة الوضوح وتحمل الأمانة ; فإما أن يكون
الشخص وطنيا أو خائنا، إذ لا توجد منزلة وسطى بين الوطنية والخيانة، ولا مجال للتمتع بحقوق المواطنة والتنكر لها، بالتآمر مع أعداء الوطن".
وأضاف جلالة الملك أن الوقت قد حان حيث "يتعين على كافة السلطات العمومية مضاعفة جهود اليقظة والتعبئة للتصدي بقوة القانون لكل مساس بسيادة الوطن والحزم في صيانة الأمن والاستقرار والنظام العام ; الضمان الحقيقي لممارسة الحريات".
وأكد جلالة الملك أن التزام المغرب بأن يظل دولة للحق والتطور الديمقراطي ; لا يوازيه إلا رفضه للاستغلال المقيت لما تنعم به المملكة في مجال الحريات وحقوق الإنسان، للتآمر ضد سيادة الوطن ووحدته ومقدساته، من أي كان.
"أما خصوم وحدتنا الترابية ومن يدور في فلكهم، يضيف صاحب الجلالة، فهم يعلمون أكثر من غيرهم، بأن الصحراء قضية مصيرية للشعب المغربي الملتف حول عرشه، المؤتمن على سيادته ووحدته الوطنية والترابية، وحينما يجعلون منها محورا لاستراتيجيتهم العدائية، فإنما يؤكدون أنهم الطرف الحقيقي في هذا النزاع المفتعل، ضدا على مشاعر الأخوة المتبادلة بين الشعبين المغربي والجزائري. كما أنهم يرهنون مستقبل العلاقات الثنائية، وتفعيل الاتحاد المغاربي في الوقت الذي يحرص فيه المغرب على الاندماج والتكامل، لرفع التحديات الأمنية والتنموية الحاسمة للمنطقة".
وبعد أن نوه بدعم أصدقاء المغرب لعدالة قضيته، قال جلالة الملك، "إننا نسائل بعض أوساطهم : هل هناك بلد يقبل بجعل الديمقراطية وحقوق الإنسان، مطية لتآمر شرذمة من الخارجين عن القانون مع الأعداء على سيادته ووحدته ومصالحه العليا".
وتساءل جلالة الملك أيضا، متى كانت ممارسة الحريات تبيح تخريب الممتلكات العامة والخاصة، التي بناها المواطنون بتضحياتهم، مؤكدا أن كل القوانين الوطنية والمواثيق الدولية تجمع على تجريم العنف وتعتبر التآمر مع العدو خيانة عظمى.
وأكد صاحب الجلالة أن المغرب، بلد الحرية والانفتاح، يرفض المزايدة عليه بحقوق الإنسان، لاسيما من طرف أنظمة وجماعات قائمة على انتهاكها، بل تحاول بأساليب المكر والتضليل جعلها أصلا تجاريا، واتخاذها وسيلة للارتزاق الرخيص، داخليا وخارجيا بمقدسات الوطن، أو بالوضع اللاإنساني لإخواننا بتندوف.
وأوضح جلالة الملك أن هذا الوضع المؤلم يجعل الجزائر والمنظمات الدولية وخاصة المندوبية السامية للاجئين أمام مسؤولياتها في توفير الحماية الفاعلة لهم ولاسيما من خلال القيام بإحصائهم واحترام كرامتهم وتمكينهم من ممارسة حقهم الطبيعي في التنقل والعودة بحرية إلى وطنهم المغرب.
وقال صاحب الجلالة "إننا إذ نؤكد تشبثنا بالمسار التفاوضي الأممي حول مبادرتنا للحكم الذاتي، فقد آن الأوان لمواجهة هذا التصعيد العدواني، بما يقتضيه الأمر من صرامة وغيرة وطنية صادقة ووضوح في المواقف وتحمل كل واحد لمسؤوليته". وأعلن الملك محمد السادس عن إطلاق مخطط مندمج من أجل إضفاء روح متجددة على المسيرة الخضراء ورفع التحديات الآنية والمستقبلية للقضية الوطنية. وأوضح الملك أن هذا المخطط يقوم على خمس توجهات أولها الحرص على أن تكون الأقاليم الصحراوية في صدارة الجهوية المتقدمة المنشودة بما يعزز تدبيرها الذاتي لشؤونها المحلية.
وأضاف جلالة الملك أن التوجه الثاني يتمثل في قيام الحكومة، بجعل هذه الأقاليم نموذجا لعدم التمركز وللحكامة الجيدة المحلية عبر تزويدها بأجود الأطر وتخويلها صلاحيات واسعة تحت الإشراف القانوني الحازم لولاة وعمال جلالته، فيما يكمن التوجه الثالث، في إعادة هيكلة المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية في أفق انتهاء ولايته، من خلال إعادة النظر في تركيبته وتقوية تمثيليته بانفتاحه على نخب جديدة، ذات كفاءة وغيرة وطنية، وتأهيل وملاءمة هياكله، وطرق تسييره مع التحديات الجديدة، والرفع من نجاعته في التعبئة للدفاع عن مغربية الصحراء وتنميتها.
ويتعلق التوجه الرابع، يقول جلالة الملك، بمراجعة مجال عمل وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية ونفوذها الترابي ; وذلك بتركيز جهودها على الأقاليم الصحراوية ; بالانكباب على إنجاز مشاريع للتنمية البشرية، وبرامج محلية موفرة لفرص الشغل للشباب، ومعززة للعدالة الاجتماعية والإنصاف والعمل على تيسير ظروف العودة لكل التائبين، من مخيمات تندوف، وكذا استقبالهم ودعم إدماجهم.
وأضاف جلالة الملك إن التوجه الخامس يهم نهوض الهيآت السياسية والنقابية والجمعوية والإعلامية والقوى المنتجة والمبدعة بواجبها في تأطير المواطنين وترسيخ قيم الغيرة الوطنية والمواطنة الحقة، مؤكدا أن تفعيل هذه الاستراتيجية، لا ينحصر في عمل الدولة وأجهزتها، وإنما يقتضي تعبئة شاملة لكل الفعاليات الوطنية والمحلية.
وفي هذا الصدد، جدد جلالة الملك، الإعراب عن تنويهه بكافة رعاياه الأوفياء بالصحراء المغربية، من شيوخ وأعيان ومنتخبين ومجتمع مدني، لما أبانوا عنه، على الدوام، من ولاء وتشبث متين بمغربيتهم.
وأكد صاحب الجلالة أن تفعيل التوجهات السياسية والتنموية، لهذه المرحلة الجديدة، لا ينبغي أن ينحصر في الجبهة الداخلية، وإنما يتطلب أيضا تضافر جهود الدبلوماسية الرسمية والموازية، للدفاع عن مغربية الصحراء، وعن مبادرة الحكم الذاتي، التي أشاد المنتظم الأممي بجديتها ومصداقيتها.
" لكن خصوم وحدتنا الترابية، يقول جلالة الملك، أصروا على عرقلة الدينامية التفاوضية، التي أطلقتها مبادرتنا على المستوى الأممي ; بل إن تماديهم في تصعيد مواقفهم العدائية، اتخذ شكل مخطط للتآمر بأساليب الابتزاز والضغط، والأعمال الاستفزازية، والتحريف لروح الشرعية الدولية".
وبعد أن ذكر جلالة الملك بتشبث المملكة بالمسار التفاوضي الأممي حول مبادرة الحكم الذاتي، أكد أنه آن الأوان لمواجهة هذا التصعيد العدواني، بما يقتضيه الأمر من صرامة وغيرة وطنية صادقة، ووضوح في المواقف، وتحمل كل واحد لمسؤوليته".
وأبرز جلالة الملك أن المغاربة يخلدون اليوم الذكرى الرابعة والثلاثين، للمسيرة الخضراء المظفرة، وهم أقوى ما يكونون وفاء لقسمها، في التشبث بالوحدة الترابية للمملكة وثوابتها المقدسة وسيادتها الكاملة، في تلاحم وثيق بين العرش والشعب، وإجماع وطني راسخ.
وجدد الملك محمد السادس الإعراب للمنتظم الأممي، عن استعداد المغرب الدائم للتفاوض الجاد وحرصه على تيسير مهمة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة حول الصحراء. وقال " وبنفس روح التمسك بالشرعية الدولية نجدد الإعراب للمنتظم الأممي، عن استعداد المغرب الدائم للتفاوض الجاد وحرصه على تيسير مهمة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، في مواصلة جهود سلفه لإيجاد حل سياسي توافقي وواقعي ونهائي على أساس مقترح الحكم الذاتي، وفي نطاق سيادة المملكة ووحدتها الوطنية والترابية".
وأضاف جلالة الملك " وإننا لواثقون من كسب معركة النزاع المفتعل حول وحدتنا الترابية، مهما طال الزمن، لأننا أصحاب حق ومشروعية تاريخية وقانونية، ولإيمان المغاربة جميعا بأنها قضيتهم العادلة والمقدسة".
وأكد جلالة الملك ، في هذا الصدد ، أن جلالته سيكون " في طليعة المدافعين عن صيانة سيادة المملكة ووحدتها الوطنية والترابية، في وفاء للبيعة المتبادلة والالتزام الدستوري، وإيمان قوي بحتمية النصر" .
وقال صاحب الجلالة " إننا إذ نستحضر، في هذه المناسبة التاريخية، بكل خشوع وإكبار، الأرواح الطاهرة لكل من مبدع المسيرة الخضراء، والدنا المنعم، جلالة الملك الحسن الثاني، أكرم الله مثواه، وللشهداء الأبرار للوحدة الترابية ; فإن خير وفاء لذكراهم الخالدة، هو تأكيد العهد الوثيق بعدم المساومة أو التفريط ولو في حبة رمل من صحرائنا، لأنها قضية وجود، لا مسألة حدود"، مجددا جلالته الإشادة بما تتحلى به القوات العسكرية والدركية والأمنية والمساعدة والإدارة الترابية من يقظة وتعبئة في صيانة أمن الوطن وحوزته.
نص الخطاب الملكي السامي بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء
ما يلي نص الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس مساء اليوم الجمعة إلى الأمة بمناسبة الذكرى ال` 34 للمسيرة الخضراء :
" الحمد لله, والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه.
شعبي العزيز,
نخلد اليوم الذكرى الرابعة والثلاثين, للمسيرة الخضراء المظفرة, ونحن أقوى ما نكون وفاء لقسمها, في التشبث بالوحدة الترابية للمملكة, وثوابتها المقدسة, وسيادتها الكاملة ; في تلاحم وثيق بين العرش والشعب, وإجماع وطني راسخ.
كما نحتفي بهذه الملحمة التاريخية, ونحن أكثر استلهاما لروحها الخلاقة, في التصدي لتآمر الخصوم على مغربية صحرائنا, بما يقتضيه الموقف من حكمة وثبات, وحزم وإقدام, على المبادرات البناءة, لبلوغ ما نتوخاه لأقاليمنا الجنوبية, من تنمية وتقدم ووحدة. سلاحنا الأساسي هو متانة الجبهة الداخلية, وتعزيز التطور الديمقراطي والتنموي, بإرادة سيادية وطنية.
ومن هنا, قررنا إضفاء روح متجددة على المسيرة, لرفع التحديات الآنية والمستقبلية لقضيتنا الوطنية, وذلك بإطلاق مخطط مندمج, قائم على توجهات خمسة : + أولا : الحرص على أن تكون الأقاليم الصحراوية في صدارة الجهوية المتقدمة المنشودة ; بما يعزز تدبيرها الذاتي لشؤونها المحلية.
+ ثانيا : قيام الحكومة, بجعل هذه الأقاليم نموذجا لعدم التمركز, وللحكامة الجيدة المحلية, عبر تزويدها بأجود الأطر, وتخويلها صلاحيات واسعة, تحت الإشراف القانوني الحازم لولاة وعمال جلالتنا.
+ ثالثا : إعادة هيكلة المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية, في أفق انتهاء ولايته, من خلال إعادة النظر في تركيبته, وتقوية تمثيليته ; بانفتاحه على نخب جديدة, ذات كفاءة وغيرة وطنية, وتأهيل وملاءمة هياكله, وطرق تسييره مع التحديات الجديدة, والرفع من نجاعته, في التعبئة للدفاع عن مغربية الصحراء وتنميتها.
+ رابعا : مراجعة مجال عمل وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية, ونفوذها الترابي ; وذلك بتركيز جهودها على الأقاليم الصحراوية ; بالانكباب على إنجاز مشاريع للتنمية البشرية, وبرامج محلية موفرة لفرص الشغل للشباب, ومعززة للعدالة الاجتماعية والإنصاف ; والعمل على تيسير ظروف العودة لكل التائبين, من مخيمات تندوف, وكذا استقبالهم ودعم إدماجهم.
+ خامسا : نهوض الهيآت السياسية والنقابية, والجمعوية والإعلامية, والقوى المنتجة والمبدعة, بواجبها في تأطير المواطنين, وترسيخ قيم الغيرة الوطنية, والمواطنة الحقة. ذلك أن تفعيل هذه الاستراتيجية, لا ينحصر في عمل الدولة وأجهزتها, وإنما يقتضي تعبئة شاملة لكل الفعاليات الوطنية والمحلية.
وفي هذا الصدد, نجدد الإعراب عن تنويهنا بكافة رعايانا الأوفياء بصحرائنا, من شيوخ وأعيان ومنتخبين, ومجتمع مدني, لما أبانوا عنه, على الدوام, من ولاء وتشبث متين بمغربيتهم.
شعبي العزيز,
إن تفعيل التوجهات السياسية والتنموية, لهذه المرحلة الجديدة, لا ينبغي أن ينحصر في الجبهة الداخلية, وإنما يتطلب أيضا تضافر جهود الدبلوماسية الرسمية والموازية, للدفاع عن مغربية الصحراء, وعن مبادرة الحكم الذاتي, التي أشاد المنتظم
الأممي بجديتها ومصداقيتها.
لكن خصوم وحدتنا الترابية, قد أصروا على عرقلة الدينامية التفاوضية, التي أطلقتها مبادرتنا على المستوى الأممي ; بل إن تماديهم في تصعيد مواقفهم العدائية, اتخذ شكل مخطط للتآمر بأساليب الابتزاز والضغط, والأعمال الاستفزازية, والتحريف لروح الشرعية الدولية.
وإذ نؤكد تشبثنا بالمسار التفاوضي الأممي حول مبادرتنا للحكم الذاتي, فقد آن الأوان لمواجهة هذا التصعيد العدواني, بما يقتضيه الأمر من صرامة وغيرة وطنية صادقة, ووضوح في المواقف, وتحمل كل واحد لمسؤوليته.
وهنا نؤكد أن التزامنا بأن يظل المغرب دولة للحق والتطور الديمقراطي ; لايوازيه
إلا رفضنا للاستغلال المقيت, لما تنعم به بلادنا, في مجال الحريات وحقوق الإنسان,
للتآمر ضد سيادة الوطن ووحدته ومقدساته, من أي كان.
لقد حل الوقت الذي يتعين على كافة السلطات العمومية, مضاعفة جهود اليقظة والتعبئة, للتصدي بقوة القانون, لكل مساس بسيادة الوطن, والحزم في صيانة الأمن والاستقرار والنظام العام ; الضمان الحقيقي لممارسة الحريات وبروح المسؤولية, نؤكد أنه لم يعد هناك مجال للغموض أو الخداع ; فإما أن يكون
المواطن مغربيا, أو غير مغربي. وقد انتهى وقت ازدواجية المواقف, والتملص من الواجب, ودقت ساعة الوضوح وتحمل الأمانة ; فإما أن يكون الشخص وطنيا أو خائنا, إذ لا توجد منزلة وسطى بين الوطنية والخيانة. ولا مجال للتمتع بحقوق المواطنة, والتنكر لها, بالتآمر مع أعداء الوطن.
أما خصوم وحدتنا الترابية ومن يدور في فلكهم, فهم يعلمون أكثر من غيرهم, بأن الصحراء قضية مصيرية للشعب المغربي, الملتف حول عرشه, المؤتمن على سيادته ووحدته الوطنية والترابية.
وحينما يجعلون منها محورا لاستراتيجيتهم العدائية, فإنما يؤكدون أنهم الطرف
الحقيقي في هذا النزاع المفتعل, ضدا على مشاعر الأخوة المتبادلة بين الشعبين المغربي والجزائري. كما أنهم يرهنون مستقبل العلاقات الثنائية, وتفعيل الاتحاد المغاربي, في الوقت الذي يحرص فيه المغرب على الاندماج والتكامل, لرفع التحديات الأمنية والتنموية الحاسمة للمنطقة.
وإذ ننوه بدعم أصدقائنا, لعدالة قضيتنا, فإننا نسائل بعض أوساطهم : هل هناك بلد يقبل بجعل الديمقراطية وحقوق الإنسان, مطية لتآمر شرذمة من الخارجين عن القانون مع
الأعداء على سيادته ووحدته ومصالحه العليا ?
ومتى كانت ممارسة الحريات تبيح تخريب الممتلكات العامة والخاصة, التي بناها المواطنون بتضحياتهم, وما ذنبهم في ذلك ?
كلا, إن كل القوانين الوطنية والمواثيق الدولية, تجمع على تجريم العنف ; وتعتبر التآمر مع العدو خيانة عظمى.
وفي هذا الصدد, نؤكد للجميع أن المغرب, وهو بلد الحرية والانفتاح, يرفض المزايدة عليه بحقوق الإنسان, لاسيما من طرف أنظمة وجماعات قائمة على انتهاكها. بل
تحاول بأساليب المكر والتضليل جعلها أصلا تجاريا, واتخاذها وسيلة للارتزاق الرخيص, داخليا وخارجيا, بمقدسات الوطن, أو بالوضع اللاإنساني لإخواننا بتندوف.
فهذا الوضع المؤلم يجعل الجزائر والمنظمات الدولية, وخاصة المندوبية السامية للاجئين, أمام مسؤولياتها, في توفير الحماية الفاعلة لهم ; ولاسيما من خلال القيام
بإحصائهم, واحترام كرامتهم, وتمكينهم من ممارسة حقهم الطبيعي في التنقل والعودة بحرية إلى وطنهم المغرب.
وبنفس روح التمسك بالشرعية الدولية, نجدد الإعراب للمنتظم الأممي, عن استعداد المغرب الدائم للتفاوض الجاد, وحرصه على تيسير مهمة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة, في مواصلة جهود سلفه, لإيجاد حل سياسي توافقي وواقعي ونهائي, على أساس مقترح الحكم الذاتي, وفي نطاق سيادة المملكة ووحدتها الوطنية والترابية.
شعبي العزيز,
إننا إذ نستحضر, في هذه المناسبة التاريخية, بكل خشوع وإكبار, الأرواح الطاهرة لكل من مبدع المسيرة الخضراء, والدنا المنعم, جلالة الملك الحسن الثاني, أكرم الله مثواه, وللشهداء الأبرار للوحدة الترابية ; فإن خير وفاء لذكراهم الخالدة, هو تأكيد العهد الوثيق بعدم المساومة أو التفريط ولو في حبة رمل من صحرائنا, لأنها قضية وجود, لا مسألة حدود.
كما نجدد الإشادة بما تتحلى به القوات العسكرية والدركية والأمنية والمساعدة, والإدارة الترابية, من يقظة وتعبئة, في صيانة أمن الوطن وحوزته.
وإننا لواثقون من كسب معركة النزاع المفتعل حول وحدتنا الترابية, مهما طال الزمن, لأننا أصحاب حق ومشروعية تاريخية وقانونية, ولإيمان المغاربة جميعا بأنها قضيتهم العادلة والمقدسة.
وستجدني, شعبي العزيز, في طليعة المدافعين عن صيانة سيادة المملكة ووحدتها الوطنية والترابية, في وفاء للبيعة المتبادلة والالتزام الدستوري, وإيمان قوي بحتمية النصر, مصداقا لقوله تعالى "ولينصرن الله من ينصره, إن الله لقوي عزيز". صدق الله العظيم.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.