قالت أمنة ماء العينين البرلمانية عن حزب العدالة والتنيمة، أن يتم تمرير مشروع قانون من حجم القانون المنظم للمجلس الوطني لحقوق الانسان في مجلس المستشارين في ساعة و45 دقيقة بلجنة العدل والتشريع(وما ادراك ما هذه اللجنة في الذاكرة البرلمانية) بدون مناقشة ولا فتح مجال للتعديلات ولا أخذ الوقت اللازم للمناقشة التفصيلية لمواد مشروع القانون كما تنص على ذلك المسطرة التشريعية في النظام الداخلي،وكما جرى بذلك العمل دائما،فتلك مهزلة حقيقية يتحمل مسؤوليتها كل أولئك الذين تواطؤوا وهم يرضخون لتعليمات تافهة لا يقدرون أنها تقتل البرلمان وتغتال معاني التمثيلية وشرعيتها وتمرغ في الوحل رمزية السلطة التشريعية إرضاء لهواجس سلطوية تجني على المغرب ومساره الديمقراطي كل يوم بمهزلة جديدة. و أضافت ماء العينين في تدوينة لها، مؤسف ما تمر به الحياة السياسية،ومؤسف هذا الانحدار الذي وصلت اليه النخبة البرلمانية المفروض حرصها على اختصاصاتها ومسؤولياتها في مجال التشريع الذي لا يمكن اعتباره نزهة أو لعبة كيفما كان الموقع أغلبية أو معارضة. ها قد تحول البرلمان الى غرفة تسجيل تافهة،وها قد تحول البرلمانيون الى أدوات تصويت ميكانيكية،وها نحن نحافظ على "تماسك" الأغلبية،بل وتماسك الأغلبية والمعارضة معا حيث تحولت المعارضة بدورها الى أغلبية أكثر من الأغلبية نفسها،وها هي الحكومة مرتاحة لأن مشروعا حملته بمعية المجلس الوطني لحقوق الانسان يسجل رقما قياسيا في سرعة التمرير بعدما تم تسجيله بنجاح في غرفة المستشارين. ها قد تحركت الهواتف والتعليمات والأوامر،ها نحن نثبت أننا نندحر كل يوم درجات. وتابعت ماء البرلمانية ذاتها، ناقشنا مشروع القانون في لجنة العدل والتشريع في مجلس النواب في أيام طويلة وساعات طويلة بكل نزاهة فكرية وبكل جدية والتزام مستحضرين إمامنا نصوص الاتفاقيات والبروتوكولات والقوانين والتجارب الدولية والتقارير الأممية،نقاشات شهد الجميع ومنهم أطر المجلس الوطني لحقوق الإنسان بقوتها وفائدتها،ثم أعددنا ما يقرب مائة تعديل. وختمت ماء العينين تدوينتها بقولها: ترافعنا وغضبنا وهدأنا وتفاوضنا وصوتنا وفق قناعاتنا ونحن مؤمنون في قرارت أنفسنا رغم الخسائر النفسية ورغم التوترات وتأثر علاقاتنا الانسانية،أن في هذا البلد مسارا ديمقراطيا يجب الإيمان به،وأن في هذا البلد برلمانا يستحق الدفاع عن هيبته ورمزية ما يختزله من معاني التمثيلية، في العمل البرلماني كما في المسار السياسي،الاختيار السهل الذي لا يفسد ودا ويجعلك بمنأى عن كل التوترات والقلاقل هو أن تلزم الصمت وتختار الالتحاق بالركب أينما اتجهت به الرياح،والاختيار الصعب هو التعبير عن الاستقلالية والدفاع عن القناعات.