الطالبي العلمي يكشف حصيلة السنة التشريعية    ميزانية مجلس النواب لسنة 2026: كلفة النائب تتجاوز 1.59 مليون درهم سنوياً    بنكيران: النظام الملكي في المغرب هو الأفضل في العالم العربي    تقرير: سباق تطوير الذكاء الاصطناعي في 2025 يصطدم بغياب "مقياس ذكاء" موثوق    لماذا تصرّ قناة الجزيرة القطرية على الإساءة إلى المغرب رغم اعتراف العالم بوحدته الترابية؟    بطولة ألمانيا لكرة القدم.. فريق أونيون برلين يتعادل مع بايرن ميونيخ (2-2)    كوريا الشمالية تتوج ب"مونديال الناشئات"    البطولة: النادي المكناسي يرتقي إلى المركز الخامس بانتصاره على اتحاد يعقوب المنصور    مدرب مارسيليا: أكرد قد يغيب عن "الكان"    موقف حازم من برلمان باراغواي: الأمم المتحدة أنصفت المغرب ومبادرته للحكم الذاتي هي الحل الواقعي الوحيد    نبيل باها: "قادرون على تقديم أداء أفضل من المباراتين السابقتين"    عائلة سيون أسيدون تقرر جنازة عائلية وتدعو إلى احترام خصوصية التشييع    ألعاب التضامن الإسلامي (الرياض 2025).. البطلة المغربية سمية إيراوي تحرز الميدالية البرونزية في الجيدو وزن أقل من 52 كلغ    طنجة.. وفاة شاب صدمته سيارة على محج محمد السادس والسائق يلوذ بالفرار    "جيل زد" توجه نداء لجمع الأدلة حول "أحداث القليعة" لكشف الحقيقة    بحضور الوالي التازي والوزير زيدان.. حفل تسليم السلط بين المرزوقي والخلفاوي    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    إسبانيا تشارك في المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب بالدار البيضاء    خلاف بين وزارة الإدماج ومكتب التكوين المهني حول مسؤولية تأخر منح المتدربين    طنجة.. الدرك البيئي يحجز نحو طن من أحشاء الأبقار غير الصالحة للاستهلاك    الرباط وتل أبيب تبحثان استئناف الرحلات الجوية المباشرة بعد توقف دام عاماً    "يونيسيف" ضيفا للشرف.. بنسعيد يفتتح المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب    "أونسا" يؤكد سلامة زيت الزيتون    بيليم.. بنعلي تقدم النسخة الثالثة للمساهمة المحددة وطنيا وتدعو إلى ميثاق جديد للثقة المناخية    شبهة الابتزاز والرشوة توقف مفتش شرطة عن العمل بأولاد تايمة    لقاء تشاوري بعمالة المضيق-الفنيدق حول إعداد الجيل الجديد من برنامج التنمية الترابية المندمجة    مخاوف برلمانية من شيخوخة سكانية بعد تراجع معدل الخصوبة بالمغرب    تعليق الرحلات الجوية بمطار الشريف الإدريسي بالحسيمة بسبب تدريبات عسكرية    توقعات أحوال الطقس اليوم السبت    الداخلة ترسي دعائم قطب نموذجي في الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي    مهرجان الدوحة السينمائي يعرض إبداعات المواهب المحلية في برنامج "صُنع في قطر" من خلال عشر قصص آسرة    بعد السرقة المثيرة.. متحف اللوفر يعلن تشديد الإجراءات الأمنية    تتويج مغربي في اختتام المسابقة الدولية للصيد السياحي والرياضي بالداخلة    دكاترة متضررون من تأخير نتائج مباراة توظيف أساتذة التعليم العالي يطالبون بالإفراج عن نتائج مباراة توظيف عمرت لأربع سنوات    تشريح أسيدون يرجح "فرضية السقوط"    تدشين المعهد المتخصص في فنون الصناعة التقليدية بالداخلة تعزيزاً للموارد البشرية وتنمية القطاع الحرفي    قطاع غزة يستقبل جثامين فلسطينيين    فضيحة كروية في تركيا.. إيقاف 17 حكما متهما بالمراهنة    السلطة تتهم المئات ب"جريمة الخيانة" في تنزانيا    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    كاتبة الدولة الإسبانية المكلفة بالهجرة: المبادرة الأطلسية التي أطلقها الملك محمد السادس تشكل نموذجا للتنمية المشتركة والتضامن البين إفريقي    حمد الله يواصل برنامجا تأهيليا خاصا    العرائش.. البنية الفندقية تتعزز بإطلاق مشروع فندق فاخر "ريكسوس لكسوس" باستثمار ضخم يفوق 100 مليار سنتيم    "صوت الرمل" يكرس مغربية الصحراء ويخلد "خمسينية المسيرة الخضراء"    اتصالات المغرب تفعل شبكة الجيل الخامس.. رافعة أساسية للتحول الرقمي    الأحمر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء    سبتة تبدأ حملة تلقيح جديدة ضد فيروس "كورونا"    عيد الوحدة والمسيرة الخضراء… حين نادت الصحراء فلبّينا النداء    فرحة كبيرة لأسامة رمزي وزوجته أميرة بعد قدوم طفلتهما الأولى    دراسة: المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    الوجبات السائلة .. عناصر غذائية وعيوب حاضرة    أشرف حكيمي.. بين عين الحسد وضريبة النجاح    انطلاق فعاليات معرض الشارقة للكتاب    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصائب السعودية تتوالى..تويتر يبيد جيش الذباب الإلكتروني قبل محاولته التشويش على مقتل خاشقجي
نشر في نون بريس يوم 22 - 10 - 2018

نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريرا نارياً مطولاً كشفت فيه كيف يعمل الإعلام السعودي كما اخترقت تجمع “الذباب الإلكتروني” الذي إعتمدت عليه السعودية مؤخرا في تلميع نظامها الحكام عبر عمله على تشكيل صورة ذهنية محسنة تظهر المملكة وكأنها عالما مثاليا خال من العيوب مؤكدة أن المستشار سعود القحطاني الذي تم إعفائه من مهامه هو القائد الحقيقي للذباب الإلكتروني الذي يطلق عليه لقب “سيد الذباب”.
وكشف تقرير التايمز عن وجود مئات الأشخاص كانت الإستخبارات السعودية قد جندتهم للعمل معها من أجل قمع المنتقدين والمعارضين للسعودية في تويتر، مثل الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي قتل في قنصلية بلاده في تركيا في الثاني من اكتوبر الجاري، كما قامت السعودية بتجنيد مواطنا سعوديا يعمل موظفا في تويتر ليقوم بالتجسس على حسابات المستخدمين السعوديين لصالحها.
وقال التقرير إن جمال خاشقجي عندما يصحو من نومه كان أول شيء يلمسه هو هاتفه حتى يتسنى له إكتشاف الهجمات التي وجهت له أثناء فترة نومه، لأنه كان يعرف أن هناك جيش من المغردين يستهدفه ويعمل على مهاجمته بالإضافة إلى مهاجمة عدد من المعارضين السعوديين المؤثرين الذين يمارسون إنتقادا واضحا للقيادة في المملكة، وكان خاشقجي في بعض الأحيان يتعرض للإساءات والإهانة ما جعل أصدقائه يتصلون عليه بشكل متكرر يوميا للإطمئنان عليه ولخوفهم من تأثره سلبا بالهجمات التي كان يتعرض لها في تويتر.
وأكد التقرير أن مهاجمي خاشقجي على الإنترنت يعتبرون جزءا من الاساليب التي انتهجها ولي العهد محمد بن سلمان ومستشاريه المقربون من أجل إسكات المنتقدين لسياساته داخل وخارج المملكة.
وقال التقرير إن إغتيال خاشقجي، الذي يكتب عمودا في الواشنطن بوست، داخل قنصلية بلادها لفت إنتباه العالم إلى حملات التخويف والترهيب التي ينفذها النظام السعودي ضد الأصوات المؤثرة في المجتمع السعودي وسلطت الضوء على الجانب المظلم في سياسات ولي العهد بن سلمان الذي أحكم قبضته بكل مفاصل المملكة بينما يقدم نفسها في العواصم الغربية على أساس أنه رجل يسعى لإصلاح السعودية.
وأشارت نيويورك تايمز الى أن التقرير والشهادات التي تضمنها كشفت محاولة تشكيل صورة ذهنية عن المملكة تؤكد على أنها دولة تعيش حالة إصلاح وتجديد وتقدم، وذلك بعد ان اجراء تايمز لمقابلات مع 7 أشخاص شاركوا في حملة تحسين صورة المملكة وقدموا تصوراً اعلامياً عنها للمسؤولين عن الحملة، هذا علاوة على حصول نيويورك تايمز على رسائل وصفت كيفية العمل داخل “مزرعة الاقزام” على حد وصف الصحيفة الأمريكية.
واكد التقرير ان تويتر من اكثر منصات التواصل الإجتماعي إستخداما في السعودية خصوصا منذ بداية إنتفاضات الربيع العربي في عام 2010 ، لذا تحركت السلطات السعودية لتكثيف تواجدها في هذه المنصة المهمة ومضايقة كل منتقديها فيها، كما أشار تقرير نيويورك تايمز إلى دور لعبه سعودي القحطاني كبير مستشاري ولي العهد السعودي الذي تم إعفائه من منصبه امس السبت في عملية إغتيال خاشقجي في القنصلية السعودية باسطنبول.
ويمضي التقرير بالقول إن المواطنين السعوديين عولوا على أن يمنحهم تويتر هامشا من الديموقراطية والحرية التي تبناها نظام ولي العهد الشاب وذلك من خلال إعطاء المواطنين العاديين فرصة للتعبير عن أرائهم، ولكن خاب ظنهم بعد أن اصبحت السعودية مثالا يكشف قدرة الحكومات المتسلطة على التحكم والتلاعب بوسائل التواصل الإجتماعي لإسكات الأصوات المنتقدة لها وفي نفس الوقت يتولى الذباب الالكتروني مهمة تحسين صورتها في المخالفة للواقع.
وفي حديثه لنيويورك تايمز قال مارك أوين جونز المحاضر في تاريخ الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية بجامعة اكستر البريطانية :”في منطقة الخليج وفي السعودية على وجه الخصوص يجد المعارضون السياسيون أنفسهم امام رهانات خاسرة بمجرد أستخدامهم لوسائل التواصل الإجتماعي لإنتقاد النظام الحاكم.”
وقالت تايمو أن محرر التقرير لم يجد اجابات بعد محاولته التواصل مع المسؤولين السعوديين أو المستشار “السابق” بالديوان الملكي السعودي سعود القحطاني للتعليق على الحملة التي تقودها المملكة للتحكم والسيطرة على وسائل التواصل الإجتماعي .
وقالت نيويورك تايمز إن الصحفي السعودي المغدور جمال خاشقجي اطلق قبل وفاته مشروع لمكافحة الإساءات والإهانات عبر تويتر والانترنت والكشف عن أن ولي العهد السعودي يسيء إدارة البلاد، حيث قام بتسليم المعارض السعودي المقيم في كندا عمر بن عبدالعزيز مبلغ قدره 5000 الف دولار لتولي إدارة هذه المشاريع، حيث كان عبدالعزيز يعمل على إنشاء جيش من المتطوعين للتصدي ومكافحة الذباب الإلكتروني على تويتر واطلق المتطوعين على أنفسهم أسم “النحل الإلكتروني”.
وقال التقرير إن خاشقجي أطلق تغريدة قبل 11 يوما من جريمة اغتياله باسطنبول قال فيها إن”النحل قادم” . كما وصفه بأنه يتكون من المحبين لوطنهم .
وقال التقرير إن الذباب الإلكتروني يعتبر إحدى أذرع حملة القمع ضد المعارضين السعوديين، ويؤدون عملهم من مكاتبهم ومنازلهم من داخل العاصمة السعودية الرياض ويقومون بمطاردة المئات من الشباب السعودي وتخويفهم وإسكاتهم ، وذلك وفقا لما وصفه ثلاثة أشخاص لنيويورك تايمز لديهم معرفة قوية بعمل ما اسموه ب “مزرعة الاقزام” كما اطلعوا على رسائل متبادلة بين أعضاء هذه المزرعة.
ويقوم مديرو المزرعة بمناقشة الطرق التي يقمعون بها المعارضة السعودية ويركزون على المواضيع الحساسة مثل حرب اليمن وحقوق المرأة ، ثم يقومون بنقل المهمة إلى جيش منظم من المتخصصين في وسائل التواصل الإجتماعي يعملون على نشر اكاذيبهم على الوسائل الأخرى مثل واتساب وتيليغرام، كما يقومون بإرسال تهديدات وإهانات وترهيب إلى قوائم تحتوى على أسماء مواطنين سعوديين بهدف إسكاتهم مما يؤدي إلى توفير مساحة كافية لملء تويتر بالتغريدات التي تمدح الحكومة وتؤيدها.
كما يقوم مديرو الذباب الإلكتروني بتجهيز رسم جرافيك “ميموز” لصورة ولي العهد وهو يرقص حاملا السيف ليستخدمها الذباب في إرهاب المعارضين. فيما يلجأ المختصون من الذباب بالبحث عن المحادثات معينة ليدخلوا عليها من خلال حساباتهم المتعددة التي يديرونها وفي بعض الأحيان يقومون بتشتيت المشاركين في النقاشات المثيرة للجدل وذلك عن طريق نشر صورة إباحية، وعندما تتعرض حسابات الذباب الإلكتروني للحظر من قبل عدد كبير من المغردين يقوم بكل بساطة بإغلاق الحساب وفتح حساب جديد.
واطلعت نيويورك تايمز على احدى الحوارات التي جرت بين عدد من مديري مجموعات الذباب الإلكتروني حيث قرروا في مرة من المرات إيقاف الانتقادت التي وجهت للنظام السعودي بسبب الهحمات العسكرية على اليمن وذلك من خلال الإبلاغ عن هذه الانتقادات ووصفها بانها حساسة وبالتالي يقوم تويتر بإخفاء اثرها.
وتم توظيف الذباب الإلكتروني من خلال إعلانات على موقع تويتر بعد أن تفاعلوا مع الاعلانات التي ذكرت ان هناك جهة ترغب في توظيف شباب للتغريد في تويتر مقابل راتب شهري قدره 10 ألف ريال سعودي، ولم يكتشف الموظفين الجدد طبيعة العمل إلا بعد إجراء المعاينات معهم ، حيث رحبوا بالعمل وفقا لمصادر نيويورك تايمز، وقالت المصادر ربما شعروا بأنهم سيكونون محل أستهداف واعتبارهم معارضين جدد إذا رفضوا العمل.
وكشفت نيويورك تايمز أن الاخصائيون الذين استعان بهم الذباب الإلكتروني كانوا قد سمعوا الموظفين الجدد المنضمين لجيش الأقزام وهم يتحدثون كثيرا عن سعود القحطاني ، حيث وصفوه بأنه “السيد القزم” و”بانون السعودي” و”سيد الذباب” ، وبالنسبة للذباب الإلكتروني فإنهم يعتبرون أن سعود القحطاني يستمد نفوذه وسلطته من صلته القوية والشخصية بولي العهد محمد بن سلمان.
وكان سعود القحطاني يدير الآلة الإعلامية السعودية والذباب الإلكتروني من داخل الديوان الملكي حيث يقوم بتوجيه الإعلام المحلي وترتيب مقابلات إعلامية لصحفيين أجانب مع ولي العهد محمد بن سلمان، كما كان يستخدم حسابه في تويتر، الذي يتابعه 1.35 مغرد، في تنظيم حملات على تويتر ضد من وصفهم بالاعداء مثل قطر وإيران وكندا بالاضافة إلى الاصوات السعودية المعارضة للنظام والمنشقة عنه مثل جمال خاشقجي,
وقالت نيويورك تايمز إن القحطاني قام قبل فترة بإطلاق هاشتاق بعنون “القائمة السوداء” دعى فيه أتباعه بكتابة أسماء كل من يرونه معارضا للنظام السعودي، حيث أكد في تغريدة اخرى أن السعودية وأشقائها يفعلون ما يقولون، وهذا وعد، وطالب في المشاركين الهشتاق الى اضافة كل اسم يعتقدون بأنه يجب اضافته الى القائمة السوداء، وهدد القحطاني المعارضين السعوديين بالقتل ودعاهم إلى ترقب ملف الإغتيالات الذي تم فتحه.
علي الزبارة .. جاسوس الاستخبارات السعودية بتويتر
وقالت نيويورك تايمز أن كل ذلك حدث قبل أن يصبح المدراء التنفيذيون بشركة تويتر أول من يعرف أي مؤامرة محتملة للتسلل إلى حسابات المستخدمين، عندما أخبرهم مسؤولون بالاستخبارات الغربية أن السعوديين قاموا بتجنيد موظف يعملي لدى تويتر اسمه “علي الزبارة” للتجسس على حسابات المعارضين السعوديين وغيرهم من المنتقدين للنظام السعودي وفقاً لما ذكره خمسة أشخاص اطلع على هذه المؤامرة طلبوا عدم الكشف عن إسمائهم لأسباب متعلقة بعملهم.
وكان الزبارة قد انضم إلى تويتر في عام 2013 وتدرج في الوظائف حتى وصل إلى منصب هندسي “قائد تقني بشركة تويتر” أتاح له الوصول إلى المعلومات الشخصية ونشاطات مستخدمي تويتر ، بما في ذلك أرقام هواتفهم وعناوين الآي بي آدرس “I.P” الخاصة بهم علاوة على معرفة نشاط الأجهزة المتصلة بالإنترنت.
واكد مسؤولو الإستخبارات الغربية لشركة تويتر بأن علي الزبارة مقرب من المخابرات السعودية وتم إقناعه بالتجسس لصالحها وإنشاء حسابات عديدة لدعم الحملات التي ينفذها الذباب الالكتروني، وفقا لشهادة ثلاثة أشخاص اطلعوا على هذا الموضوع. وبعد إكتشاف شركة تويتر تواصل الزبارة مع الاستخبارات السعودية أخضعوه إلى إجازة إدارية وقاموا بإستجوابه وإجروا تحاليل جنائية لتحديد المعلومات التي وصل اليها خلال فترة تجسسه ، وتم طرده من الشركة في ديسمبر 2015.
وقال مصدر لنيويورك تايمز إن علي الزبارة يعمل حاليا مع الاستخبارات السعودية وذلك بعد طرده وعودته إلى المملكة بعد تسريحه من شركة تويتر بقليل. فيما رفض المتحدث بإسم تويتر التعليق على حيثيات تقرير نيويورك تايمز ولم يرد المهندس علي الزيارة على الطلب الذي قدم اليه للتعليق حول قضية تجسسه على الحسابات السعودية، وكذلك لم يستجيب المسؤولين السعوديين للتعليق على التقرير.
وفي ديسمبر 2015 تمكنت شركة تويتر من الوصول إلى أصحاب الحسابات التي أخترقها الزبارة وكان من بينها حسابات لباحثون في الأمن إخصائيون في المراقبة واكاديميين في مجال السياسة وصحفيين، وقام تويتر بتدريبهم على حماية خصوصيتهم.
وتهدف حملة تحسين صورة السعودية تلك الدولة التي لا تعرف الرحمة في بعض الأحيان ، حيث أنها أستخدمت ورقة إنتاج النفط لعقود من الزمن لتجنب الضغوطات الدولية على قادتها والتي تطالبه بإحداث إصلاحات داخل المجتمع السعودي ولم يقم النظام السعودي إلا القليل من المطالب الدولية مثل فك القيود التاريخية المفروضة على المرآة السعودية.
وفي ظل إنخاض أسعار النفط في الأسواق العالمية وتنافس شركات الطاقة، أصبحت السعودية تواجه مستقبلا غامضا رغم المحاولات الكبيرة التي قام بها ولي العهد محمد بن سلمان من أجل جذب الإستثمارات الأجنبية والدعم الكبير الذي قدمه الذباب الإلكتروني مما أسهم بصورة ما في تصويره على انه نشط وتقدمي واجتماعي.
وتعليقا على ذلك نقلت نيويورك تايمز رأي السيد الكيسي ابراهامز ، الباحث بجامعة تورنتو، حيث أنه يرى أن تلاعب الحكومة بوسائل التواصل الإجتماعي مؤشر واضح على انها حكومة أستبدادية وقمعية، وقال إن هناك بحث حديث يثبت أن النقاشات التي تتضمن ملايين التغريدات يمكن وضع مئات آلاف التغريدات بينها لإعادة توجيه النقاش الى محاور معينة، مضيفا أن ذلك ما يبدو أن الحكومة السعودية قد أدركته لذلك سعت إلى السيطرة على ساحات تويتر والنقاشات بوسائل التواصل الإجتماعي عموما.
كما قال ابراهامز إن وجهة نظر النظام السعودي تقوم على شراء أو تهديد النشطاء الذين يشاركون في النقاشات الفاعلة على تويتر، لذا حاولت السعودية في حملتها الساعية لتلميع صورتها داخل وخارج المملكة بتتبع ردة فعل أصحاب النفوذ ومشاهير التواصل الإجتماعي في المملكة حيال القرارات المثيرة للجدل التي يصدرها النظام السعودي.
وأشارت نيويورك أنه في اعقاب إعلان السعودية لسياسات وتدابير اقتصادية تقشفية في عام 2015 لمواجهة أزمة انخفاض أسعار النفط وسد العجز في الموازنة العامة للدولة ، قام النظام السعودي بتوظيف شركة ماكينزي الاستشارية لمتابعة تطبيق السياسات الجديدة، وحصلت نيويورك تايمز على إحدى التقارير التي قامت بها شركة ماكينزي وهو مكون من 9 صفحات، وجدت فيه الشركة أن السياسات التقشفية الجديدة قوبلت بصورة سلبية في تويتر وكل وسائل التواصل الإجتماعي.
من جهة أخرى أجهضت شركة “تويتر” شبكة ذباب إلكتروني (روبوتات إلكترونية) كانت تقدم دعما لوجهات نظر السعودية فيما يتعلق باختفاء الصحافي جمال خاشقجي ، إذ علم الموقع بهذه الروبوتات الخميس الماضي بعدما قدمت شبكة “أي بي سي نيوز” في تقرير لها أدلة على أنشطة منسقة تنفذها الحسابات الوهمية.
وقدمت “ايه بي سي نيوز” لتويتر جدول بيانات إلكتروني يشمل مئات من الحسابات التي تغرد وتعيد تغريد محتوى للنظام السعودي في الوقت ذاته.
قائمة الحسابات جمعها باحث تكنولوجيا المعلومات، جون راسل، والذي كشف من قبل حملات تأثير أجنبية على موقعي تويتر وريدت.
ونقل الموقع الأميركي عن موظف بتويتر قوله إن شركة التواصل الاجتماعي كانت على دراية بحملة التأثير السعودية وعلقت على إثرها الحسابات الوهمية بسبب انتهاكها لقوانين الإزعاج الإلكتروني(سبام)، ووصفها بإجهاض روتيني لعملية سبام.
ونقلت الشبكة الإخبارية عن بن نيمو، زميل معمل الأدلة الجنائية الرقمية بمؤسسة “أتلانتك كونسل” والمتتبع لعمليات التضليل الإلكتروني، قوله إن الطريقة التي تعمل بها الروبوتات أتاحت لها التخفي، وهو ما يبرز كيفية تغير تلك الحسابات الوهمية في تويتر أساليبها لتفادي الحظر.
وأضاف نيمو :” لقد نشروا نفس المحتوى في نفس الوقت مرارا، وهو ما يثبت أنها شبكة روبوتات تبث محتوا محدد وبنظام محدد”.
ولفت نيمو إلى أن الروبوتات الإلكترونية لم تجتح تويتر بالتتابع، بل انتقت وقت نشر التغريدات بعناية، وهي استراتيجية ربما ساعدتهم في تجنب الاكتشاف.
وأشار الموقع الإخباري إلى أن بعض الحسابات الوهمية غردت مستخدمة وسما عربيا كان الأكثر تداولا في العالم وهو #كلنا_ثقة_بمحمد بن_سلمان، وهو ولي عهد الرياض الذي يتعرض لحملة تدقيق دولية عقب اختفاء خاشقجي .
وتابع الموقع أن شبكة ذباب إلكتروني على تويتر غردت برسائل تناشد المستخدمين التشكيك في الأخبار المتعلقة بخاشقجي والذي قتل غدرا داخل القنصلية السعودية في اسطنبول التركية قبل 3 أسابيع، بأمر من النظام السعودي، كما يقول مسؤولون أتراك.
ونقل الموقع إحدى تلك التغريدات والتي كتب مستخدمها ” من البداية، حاولت بيانات كاذبة الربط بين المملكة واختفاء أو قتل خاشقجي”.
يقول الباحث نيمو إن شبكة الذباب الإلكتروني جزء من استراتيجية للتأثير على الرأي العام السعودي من خلال إيصال حسابات مشحونة سياسا إلى قائمة الموضوعات الأكثر تداولات عالميا، في سعي حثيث لإرسال برسال لأقصى قدر ممكن من المستخدمين، والهدف كما يقول الباحث، وهو دفع الرواية السعودية لقتل خاشقجي إلى الوسوم الأكثر تداولا، ليطلع عليها المستخدمون الجدد.
ويؤكد نيمو أن تلك الحسابات المدافعة عن السعودية هي ربوتات لكنها لا تستهدف أفراد، بل لعبة إلكترونية تتعلق بتحقيق أرقام ودعم الرواية السعودية.
وكشف ايه بي سي نيوز أن مئات من الحسابات السعودية على تويتر أنشأت بفارق دقائق عن بعضها يومي ال 16 و ال 17 من نوفمبر عام 2016، بينما أنشأت أخرى في غضون ساعة محددة خلال أيام مختلفة من عام 2012.
وتبين أن العديد من الربوتات، التي تغرد بالعربية والانجليزية، تنشر تغريدات متطابقة تحوي وسوما خاصة مؤيدة للنظام السعودي.
من بين أحد الوسوم وسم #إلغاءمتابعةأعداء_الوطن، والذي انتشر عبر 100 ألف تغريدة خلال 24 ساعة عبر حسابات حقيقة ووهمية، بينما نشرت تغريدات أخرى شائعات تربط بين اختفاء خاشقجي وخطيبته التركية.
ولفت الموقع الإخباري إلى أن أحد التغريدات الأخيرة للروبوتات السعودية قبل حذف تويتر لها انتقدت تغطية قناة الجزيرة لاختفاء الصحافي السعودي المعارض.
ونقل الموقع عن الباحثين قولهم إن الحسابات الوهمية مثلت جزءا كبيرا من أحداث وقعت في المنطقة أبزرها الخلاف بين قطر والسعودية، والذي استخدم فيه الحسابات الوهمية بكثرة، إذ قالت صحيفة واشنطن بوست إن 17% من عينات عشوائية لتغريدات باللغة العربية ذُكر فيها اسم قطر العام الماضي قد نُشرت من قبل حسابات وهمية، شبكة ذباب إلكتروني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.