وفد قضائي وطني رفيع يزور جماعة الطاح بطرفاية تخليداً للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء واستحضاراً للموقع التاريخي للملك الراحل الحسن الثاني    مؤسسة طنجة الكبرى: معرض الطوابع البريدية يؤرخ لملحمة المسيرة الخضراء    هنا المغرب    ألعاب التضامن الإسلامي (الرياض 2025).. المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة إلى النهائي بعد تجاوز المنتخب السعودي في نصف النهاية    لقاء الجيش و"الماص" ينتهي بالبياض    تراجع عجز السيولة البنكية إلى 142,1 مليار درهم    تتويج المغربي بنعيسى اليحياوي بجائزة في زيورخ تقديرا لالتزامه بتعزيز الحوار بين الثقافات    نبيل باها: عزيمة اللاعبين كانت مفتاح الفوز الكبير أمام كاليدونيا الجديدة    بنكيران: "البيجيدي" هو سبب خروج احتجاجات "جيل زد" ودعم الشباب للانتخابات كمستقلين "ريع ورشوة"    الأقاليم الجنوبية، نموذج مُلهم للتنمية المستدامة في إفريقيا (محلل سياسي سنغالي)    "أونسا" ترد على الإشاعات وتؤكد سلامة زيت الزيتون العائدة من بلجيكا    ست ورشات مسرحية تبهج عشرات التلاميذ بمدارس عمالة المضيق وتصالحهم مع أبو الفنون    الدار البيضاء تحتفي بالإبداع الرقمي الفرنسي في الدورة 31 للمهرجان الدولي لفن الفيديو    كرة القدم ..المباراة الودية بين المنتخب المغربي ونظيره الموزمبيقى تجرى بشبابيك مغلقة (اللجنة المنظمة )    نصف نهائي العاب التضامن الإسلامي.. تشكيلة المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة أمام السعودية    المنتخب المغربي الرديف ..توجيه الدعوة ل29 لاعبا للدخول في تجمع مغلق استعدادا لنهائيات كأس العرب (قطر 2025)    حماس تدعو الوسطاء لإيجاد حل لمقاتليها العالقين في رفح وتؤكد أنهم "لن يستسلموا لإسرائيل"    أيت بودلال يعوض أكرد في المنتخب    أسيدون يوارى الثرى بالمقبرة اليهودية.. والعلم الفلسطيني يرافقه إلى القبر    بعد فراره… مطالب حقوقية بالتحقيق مع راهب متهم بالاعتداء الجنسي على قاصرين لاجئين بالدار البيضاء    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    توقيف مسؤول بمجلس جهة فاس مكناس للتحقيق في قضية الاتجار الدولي بالمخدرات    بأعلام فلسطين والكوفيات.. عشرات النشطاء الحقوقيين والمناهضين للتطبيع يشيعون جنازة المناضل سيون أسيدون    بين ليلة وضحاها.. المغرب يوجه لأعدائه الضربة القاضية بلغة السلام    حصيلة ضحايا غزة تبلغ 69176 قتيلا    عمر هلال: اعتراف ترامب غيّر مسار قضية الصحراء، والمغرب يمد يده لمصالحة صادقة مع الجزائر    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الإثنين    مديرة مكتب التكوين المهني تشتكي عرقلة وزارة التشغيل لمشاريع مدن المهن والكفاءات التي أطلقها الملك محمد السادس    الكلمة التحليلية في زمن التوتر والاحتقان    الرئيس السوري أحمد الشرع يبدأ زيارة رسمية غير مسبوقة إلى الولايات المتحدة    شباب مرتيل يحتفون بالمسيرة الخضراء في نشاط وطني متميز    مقتل ثلاثة أشخاص وجرح آخرين في غارات إسرائيلية على جنوب لبنان    "حماس" تعلن العثور على جثة غولدين    دراسة أمريكية: المعرفة عبر الذكاء الاصطناعي أقل عمقًا وأضعف تأثيرًا    إنفانتينو: أداء المنتخبات الوطنية المغربية هو ثمرة عمل استثنائي    النفق البحري المغربي الإسباني.. مشروع القرن يقترب من الواقع للربط بين إفريقيا وأوروبا    درك سيدي علال التازي ينجح في حجز سيارة محملة بالمخدرات    لفتيت يشرف على تنصيب امحمد العطفاوي واليا لجهة الشرق    الأمواج العاتية تودي بحياة ثلاثة أشخاص في جزيرة تينيريفي الإسبانية    فرنسا.. فتح تحقيق في تهديد إرهابي يشمل أحد المشاركين في هجمات باريس الدامية للعام 2015    الطالبي العلمي يكشف حصيلة السنة التشريعية    ميزانية مجلس النواب لسنة 2026: كلفة النائب تتجاوز 1.59 مليون درهم سنوياً    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    "أونسا" يؤكد سلامة زيت الزيتون    "يونيسيف" ضيفا للشرف.. بنسعيد يفتتح المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب    بيليم.. بنعلي تقدم النسخة الثالثة للمساهمة المحددة وطنيا وتدعو إلى ميثاق جديد للثقة المناخية    تعليق الرحلات الجوية بمطار الشريف الإدريسي بالحسيمة بسبب تدريبات عسكرية    مخاوف برلمانية من شيخوخة سكانية بعد تراجع معدل الخصوبة بالمغرب    الداخلة ترسي دعائم قطب نموذجي في الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي    مهرجان الدوحة السينمائي يعرض إبداعات المواهب المحلية في برنامج "صُنع في قطر" من خلال عشر قصص آسرة    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    سبتة تبدأ حملة تلقيح جديدة ضد فيروس "كورونا"    دراسة: المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    الوجبات السائلة .. عناصر غذائية وعيوب حاضرة    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في استجواب مع الأستاذ علال سالمي من عين بني مطهر
نشر في وجدة نيوز يوم 29 - 08 - 2010

الأستاذ علال سالمي ومن خلال المقابلة الصحفية التي خص بها جريدة وجدة نيوز يسائل القائمين على الشأن العام .. يوصل الرسالة إلى السياسيين.. ويوقّع على مجموعة من التحولات والبواعث التي نسجت تراكيب المجلس البلدي عبر أهم ولاياته...
ثم يطرح السؤال عريضا يبحث عن الحلول لإدارة شؤون المواطنين في ظل أغلبية مزاييكية البناء على المستوى الحزبي والفكري والمهاري...............
1 كيف تنظرون لتركيبة المجلس البلدي الحالي ؟
المنابر الإعلامية الجادة عكست انشغالات وهموم المواطنين بالمنطقة

اولا اتوجه بجزيل الشكر للاستاذ عثماني و لجريدة ... على هده الاستضافة و من خلالها لجل المنابر الاعلامية سواء المكتوبة او الالكترونية في الجهة الشرقية على الدور الهام الدي تلعبه في تسليط الضوء على هده الجهة سياسيا ، اقتصاديا و اجتماعيا ، و كدا كصاحبة الجلالة في علاقتها مع السلط الاخرى و في مساءلة الشان العام ، و الحقيقة ان هده المنابر ، خاصة الجادة منها ، استطاعت ، وبامكاناتها المحدودة ان تعكس انشغالات و هموم المواطنين في مختلف مداشر و مدن هده المنطقة.. ونامل ان تتطور خدماتها و يتطور مردودها و يتوسع هامش تحركها لمصلحة الوطن و المواطنين.
من بني مطهر نسائل كل الشأن الوطني
وقبل الحديث عن المكتب المسير او المجلس البلدي برمته بعين بني مطهر، لابد من الاشارة الى انه من خلال هدا التشريح للمجلس البلدي و ادائه، نرمز الى ضرورة مساءلة الشان الجماعي و تدبير الشان العام بالمغرب عامة و بالمنطقة خاصة ، و بطبيعة الحال ، مايجب القيام به من متابعة و محاسبة للقائمين على هدا المجال و خاصة في الشق المتعلق بهدر المال العام و سوء التسيير. و لايفوتني ان اؤكد على ضرورة مساءلة الشان السياسي ، و اختيارات الاحزاب بشكل عام و دورها و مسؤوليتها في اختيار مرشحيها بشكل خاص و متابعة مدى التزامهم باختياراتها و ببرامجها العامة و الانتخابية و كدا خدمة المصلحة العامة للسكان حتى نتمكن من الحديث عن ارجاع الثقة في العمل السياسي لدى المواطنين... الى انه و حتى
اركز على عين بني مطهر لابد من الاشارة الى مجموعة من المعطيات و التحولات و الخلفيات التي ادت الى هدا " المنتوج" بالمعنى السياسي للكلمة و ساسردها كعناوين دون شرحها او التعمق فيها لانه لايسعنا هدا اللقاء لدلك.:
.
المجالس السابقة بعين بني مطهر ، خاصة مند 1992 ، شهدت رئاسة و سيطرة حزب الاستقلال و المنتمين الى قبيلة واحدة. و الملاحظ ان المنتمين الى القبيلة " الاكثر عددا " و التي اطلق اسمها على البلدة ،و ممثلي اقليات اخرى لعبوا ادوارا ثانوية فقط من حيث التسيير و اتخاد القرار و استغلال هامش التحرك و جني ثمرات العلاقات الجهوية و الوطنية....
تحولات شهدتها المنطقة في العشرية الاخيرة كارتفاع عدد المثقفين و المتمدرسين و الطلبة و المعطلين...و ازدياد الاهتمام و الانخراط في الشان السياسي و خاصة من طرف الشباب... انخراط مجموعة من التنظيمات في سيرورة العمل النضالي الكفاحي و بالتالي كثرة الاحتجاجات (معطلين...غلاء المعيشة...كهرباء،ماء شروب،صحة.....) و كدا المسيرات التضامنية مع الشعبين الفلسطيني و العراقي... نمو الطموحات لدى الساكنة و خاصة في اوساط الشباب و المقتدرين...النمو الديمغرافي المتزايد بحكم الهجرة من المناطق البدوية المجاورة بفعل ايرادات العاملين باسبانيا و كدا تدشين مجموعة من الاوراش التي استقطبت الكثير من اليد العاملة من جهات اخرى... و ايضا ظهور اطراف و تنظيمات سياسية جديدة....
" انتفاضة " القبيلة الرئيسية في انتخابات 2007 و التكتل حول مرشح القبيلة بلون الكتاب لاول مرة ، نتج عنها توحد لم تعهده المنطقة من قبل كاد ان يؤدي الى نجاح مرشحها ، كما نتج عنها قطع الطريق امام مرشح الميزان رئيس الجماعة القروية لاولاد س ع الحاكم اخ الرئيس الحالي للبلدية رغم المساندة القوية له هو كدلك من قبيلته محليا و اقليميا...
التحاق عدد من افراد قبيلة بني مطهر و مرشحها في الانتخابات التشريعية بحزب الوردة قبيل انتخابات 2009 و عدم تمكن هدا المرشح من الظفر بمقعده في دائرته رغم انه حصل على ازيد من 3000 صوت في انتخابات 2007 .
ترشح الرئيس السابق و البرلماني عن حزب الاستقلال و اغلبية الاعضاء المساندين له في المجلس السابق و على راسهم كاتب الفرع بلون حزب الاصالة و المعاصرة.و فشلهم في الفوز بمقاعد دوائرهم و بالتالي خلو المكتب الحالي من العديد من الوجوه السابقة...
ترشح عدد كبير من الشباب و كدا نسبة لاباس بها من المهاجرين على اختلاف مستوياتهم الثقافية...
ترشح ، ولاول مرة، نسبة مهمة من النساء و الفتيات المثقفات وبمستوى دراسي عالي...رغم الطابع السوسيو ثقافي للمنطقة و المتسم بالمحافظة و القبلية .و يمكن القول ان الساكنة ، وبشكل لافت للنظر ، تقبلت دلك باريحية ولو بالقبائل الاكثر " رفضا" لانخراط العنصر النسوي في المجال السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي يعزوه العديد من المتتبعين الى كون القرار رسميا و اشرفت عليه جهات عليا ...
تحالف بعض الاحزاب اليسارية والتي أثثت و بقوة الفضاء الانتخابي بتجمعاتها وقوة خطابها السياسي و التعبوي...
تحالف قوى من مشارب سياسية مختلفة و متباينة و لو بشكل غير و اضح وصريح (الاتحاد الاشتراكي هو الحزب الوحيد الدي نظم تجمعا و حيدا في هدا التحالف خلا من الاشارة الى دلك نهائيا بل تم التركيز فيه اساسا على انجازات الحزب حكوميا و على بعض المحطات التاريخية و مواقف ابن البلدةعمر بنجلون... ) ، و انما برزت معالمه في الايام الاخيرة من الحملة و اثناء تشكيل المكتب المسير من طرف احزاب الجرار و الوردة و الزيتونة بقيادة الميزان...الخ....
هده التحولات الى جانب اخرى اثرت بشكل ملحوظ على سير و نتائج الانتخابات الجماعية الاخيرة.
و بناء عليه يمكننا ان نطرح التساؤلات التالية :
تفاوتات على أكثر من صعيد
الى اي حد يمكن لهده الاغلبية الانسجام ثم التسيير وحل المشاكل القائمة ؟خاصة ادا استحضرنا الاختلاف السياسي الهام بين مكوناتها على المستوى الوطني و ماشهدناه من تلاسن حاد ، ولو في مرحلة ما ، سيما بين حزبي الوردة و الجرار و نعت الاول للثاني بالوافد الجديد و الفديك الجديد.. الخ... ، و التباين الواضح في مستويات افرادها و اعضائها : المستوى الدراسي (بسيط الى جامعي 2 ).. التكوين .. التجربة في العمل السياسي و الحنكة و القدرة على المحاججة (عضوان فقط من المجلس السابق)... نوعية الطموحات و اختلاف المصالح و الاهتمامات ...المشاكل الكبيرة القائمة و المتعلقة بالعقار و التهيئة و البنية التحتية..و.. في الوقت الدي نجد في تركيبة المعارضة و المتكونة من حزبي الكتاب (5)و الصنبور "السقاية" (2)،بعض الافراد دوي مستويات جامعية و تجربة جمعوية و سياسية مهمة (5) و قدرة خارقة على التعبئة بالاضافة الى ان من بينهم من لهم تجربة ، بغض النظر عن مصداقيتها او عدم مصداقيتها لدى السكان ، في العمل الجماعي..و تركيزها في الحملة الانتخابية على المشاكل المحلية و على انتقاد تسيير الحزب الحاكم وطنيا و محليا و كدا الاشارة الى موقفها الواضح من الحزب الجديد ، و موقفها المؤكد على ضرورة توحيد احزاب اليسار....منسجمة بدلك مع التوجهات الوطنية خاصة في تلك الفترة ...
نقول هدا و نحن نعلم كدلك و بعد مرور ازيد من سنة على الاستحقاقات ، ان البلدة و المنطقة ككل تنتظرها تحديات كبرى ومخططات تنموية حقيقية ، و تحتاج الى تعاون و تنسيق بين كل جماعات الاقليم و كدا بين الاطارات السياسية و الجمعوية الديمقراطية و الجادة...فهل اعضاء المجلس و خاصة اغلبيته مستوعبة لهدا ؟
الى اي حد يمكن للاغلبية وضع اسس جديدة للتعامل مع المواطنين و سن مقاربة جديدة للتعامل مع السلطة ؟
العقاب الجمهوري يتبعه مساءلة الأغلبية الحالية
ادا اعتبرنا ان التشكيلة الجديدة هي نتاج "عقاب جماهيري" للمجلس السابق و اغلبية اعضاءه .مع الاسف فشلت الاغلبية ،على الاقل لحد الان ، في التواصل مع الراي العام المحلي بحيث لم تستطع عقد الا دورة واحدة علنية او دورتين ( جلها لم تعرف نقاشا هاما بل تم تبني المقررات بسرعة فائقة ،احيانا تقاطعها المعارضة كرد لرفض مفترحاتها و أحيانا تحضرها دون تصور موحد او تعرف تشنجا بين بعض اعضاء الاغلبية و بعض مستشاري الاقلية لاسباب مختلفة منها ما هو مؤسس و منها ماهو ذاتي) ، كما انتهجت سياسة انتقائية في التعامل مع جمعيات و فعاليات المجتمع المدني...سائرة بدلك في النهج السابق ، و بشكل افظع ، و نستحضر هنا كيفية تاسيس اللجنة المحلية للتنمية البشرية من طرف المجلس السابق ..و نوعية المشاريع المعتمدة..و... و نستبق و نطرح علامة استفهام على نوعية لجنة تكافؤ الفرص المعتمدة في الميثاق الجماعي و كيف ستكون تركيبتها . حيث لم تؤسس بعد؟؟؟؟؟. كما نذكر، برفع النون ، بما وقع و يقع من خلاف بين النقابات المحلية بالجماعة و بعض اعضاء المكتب المسير ...
كل هدا جعل السكان يتساءلون عن حيثيات هكدا تصرف و عن معالم التسيير والشفافية و الديمقراطية و الحكامة الرشيدة و التي طالما نادت بها بعض الاحزاب المكونة للاغلبية في برامجها الانتخابية و في ادبياتها، و ان كانت المعارضة تعتبر الالتجاء الى الدورات السرية خوفا من المكتب من فضح مستوى بعض عناصره امام قوتها الجدلية.. الا انني اعتقد ، و كمتتبع و كجمعوي دون "عباءة منتخبة" او تحيز ، ان المكتب المسير اراد بدلك قطع الطريق على المعارضة من كسب تعاطف جماهيري من خلال سجالها ، و استثمار "كرها و فرها" في الدورات في فتح نقاش مع السكان . و معتمدا ، اعني المكتب ، اساسا على السند القبلي ( الانظباط لتوجيهات الشيوخ و الاعيان ...الترابط القوي بين البلدية و الجماعتين القريبتين قبليا و سكنيا ، خاصة جماعة الرئيس الاصلية و التي يراسها اخوه و يقطن جلها بتراب البلدية..و شبكة العلاقات مع بعض اعيان قبائل اخرى... ) ، و الدعم المنفعي ( علاقات وطيدة بكبار و صغار التجار و المقاولين و " المستثمرين" .. وشرائح اخرى .. )، و استثمار الورقة الدينية الطرقية و السلالية ، وفق تكتيكات تبرز فعلا مستوى و نوعية و ابعاد التسيير الجديد/القديم ..و مراهنا على مدى سند الادارة الوصية و على " التضامن " المركزي و الجهوي (احزابا و حكومة،،، ).......كما نستحضر معطى مهما و هو ان الرئيس الحالي و بعض اعضاء الاغلبية من خلال تنظيمهم سبق لهم ان اقاموا الدنيا و لم يقعدوها للمطالبة بافتحاص و تحقيق للمجلس السابق ..الا ان انتقال المسؤولية و تسليم السلط بين الرئيس السابق و الحالي كان سلسا و الكل يتساءل عن حيتيات دلك..علما ان الرئيس الحالي و السابق من نفس القبيلة ....بل و تحول دعم بعض " الدواوير" اللامشروط للرئيس السابق الى دعم كامل للرئيس الجديد ، و المنتفضة ضده عندما كان في المعارضة ، و الانخراط في اغلبيته من منطلق قبلي و لو بالوان انتخابية اخرى ، و هدا ما يوضح الدور الدي تلعبه الاسس التي تحدثنا عنها و التي تعتمد عليها الرئاسة..
.الا ان البعض يعزي المشاكل القائمة بين بعض الاعضاء في الاغلبية او بين الرئيس و بعض الموظفين الى تخوف الرئيس وحدره من الانزلاقات التي يمكن ان تحدث بين الفينة و الاخرى من هدا العضو اوداك او من بعض الموظفين و التي قد ينتج عنها ما لايحمد عقباه...
2 ماهو تقييمكم لاداء المكتب و نظرة الشارع البركمي لهدا الاداء ؟
بداية بروز واتضاح العناصر السلبية الاولى المؤثرة في التقييم
هدا السؤال في الحقيقة هو تكملة لما قلته ، اد بالرغم مما قلناه حول حيثيات تكوين المجلس و تركيبته و التفاوتات الكبيرة بين اعضاءه و ثقل المسؤولية و الارث و انعدام التجربة ، فانه من الصعب الحديث عن تقييم لاداءه بعد مرور فقط سنة على انتخابه ، و اتحدث هنا عن التقييم الشامل و الدقيق الدي ياخد بعين الاعتبار جميع جوانب وزوايا الاداء اليومي العادي و كدا السياسي و الاستراتيجي ، غير انه ، آنيا ، ادا أنصتنا للرأي العام المحلي و بروز ملامح الخيبة و الاندهاش ، و عدم استطاعة الاغلبية تصريف خطابها و انعدام التواصل المؤسس (بفتح السين) مع السكان و فعاليات المجتمع المدني و مع الموظفين ، بل وفي غياب مشروع واضح و انسجام سياسي و فكري بارز بين اعضاءه ، و قدرة المعارضة ، نسبيا،على المناورة و استغلال هدا التدمر من خلال اصدار بيانات و انخراطها في اجندة سياسية و جماهيرية اقليمية ، فيمكن القول ان العناصر السلبية الاولى المؤثرة في التقييم بدات تبرز و تتوضح .... و اعتقد ان الخلاف سيتعمق ، و ستسيطر شخصية الرئيس و مزاجيته و توجهاته (استغلال كارزمية و الده الراحل ،البرلماني السابق و رئيس الجماعة القروية لاولاد س ع الحاكم، لدى القبيلة و السكان ، و كدا استثمار رئاسة اخيه للمجلس المدكور و عضويته بمكتب المجلس الجهوي. المطعون فيها .و ما دكرناه سابقا...) ، بغض النظر عن ايجابياتها او سلبياتها ، على القوة الاقتراحية الشبه مفقودة او غير البارزة لحد الان لدى بعض اعضاء الاغلبية ... او المشاكل التي يخلقها بعضهم .. و يمكن ان يتعمق هدا الخلاف ادا حافظت المعارضة على تماسكها ، رغم اخطاء بعض مكوناتها وذاتيتها ، و على قوتها الاقتراحية و النقدية ، و استطاعت ان تدمج الجماهير في النضال اليومي من خلال تاطيرها، عبر تنظيماتها، او على الاقل دعم كل الاحتجاجات و الاشكال النضالية الجماهيرية و دفاعها الداتي ، و فتح قنوات التواصل لتكون صلة وصل بين الساكنة و البلدية و الادارة ، و العمل الوحدوي مع الاطارات الكفاحية المحلية و الاقليمية و استثمار عضوية اكبر حزب فيها بالقطب اليساري الديمقراطي الجماهيري باقليم جرادة... و ان تنتقل من نهج سياسة تسجيل المواقف الى ممارسة عملية ميدانية و منظمة للدفاع عن السكان و مصالحهم..رغم الفتور الذي دب في شرايين و مفاصل هذه المعارضة ....
نظرة الشارع البركمي لاداء المجلس ؟
دور المعارضة في التأطير يبقى مطلبا حاسما
*** كما قلت بدات تبرز معالم الخيبة و التدمر لدى السكان ، الا انه في غياب ماسبق ان اشرت له من عوامل و مايجب ان يكون عمليا من دور المعارضة و تاطيرها للجماهير و استغلال الاختلالات البارزة في عمل الاغلبية ، فانه ، في غياب هدا ، من الصعب الحديث عن رفض قائم بداته و معاقبة سكانية للمجلس ، رغم التدمر و الاختلاف الواضح بين برامج الاحزاب المحلية و الوعود و تجليات التسيير ... مما يظطرنا الى اعادة السؤال حول البرامج المحلية : هل هي مجرد عناوين دون حمولة ؟هل هي مجرد هديانات لحظية تنتهي بمجرد انتهاء الحملة الانتخابية ، ام ان الخلل يكمن في الاعضاء و المرشحين ؟ اي هل هي ازمة برامج ام ازمة مرشحين؟ ...قلت من الصعب الحديث عن رفض قائم بداته خاصة و انتم تعرفون ان التركيبة السكانية القبلية و بعض الاعراف السوسيوثقافية تسهل احيانا تجاوز مثل هده الصعوبات او تعميقها.('استغلال آليات الضغط العائلي و القبلي ، و المادب ، و الفقر ، و المصالح).. و لو انه من الصعب تجاوز التباينات بين الاعضاء .الا ان التركيز عادة يتم على الرئيس و قلة من الاعضاء و ينعت السكان الكثير من الاعضاء بتبعية " السيد" فلان او فلان وبالتالي شخصنة العمل الجماعي . و نستحضر هنا انه في المجالس السابقة لعب بعض الاعضاء دور الكومبارس ليس الا.، بل و تبع البعض " السيد" حتى في ترحاله من حزب الى اخر..
كلمتكم الاخيرة؟
*** اتمنى الا نجد انفسنا امام " بركمة و عجعجة " للعمل السياسي و ان يتم تجاوز و عدم تكرار ما شهدناه اثناء الهيكلة و بعدها من افراغ للجهد النضالي و العمل السياسي الدي عرفته الانتخابات من محتواه و تجويفه من اهدافه و مبتغياته ، و الا يتحول النقاش حول المشروع السياسي و البرنامج الانتخابي رغم تباين التوجهات بين الاحزاب المشاركة ، الى نقاش داتي و مصلحي و تسابق نحو استثمار بئيس لتعاطف سكاني او قبلي مربح ، و لعب ادوار الضحية و الاقلية ، و ان نتعامل مع الواقع القبلي على اساس تجاوز صراعاته ، و ليس الانغماس في هده الصراعات المفتعلة و تقويتها بشكل يؤدي الى محاربة قيم المواطنة و الوطنية و الانخراط في المشاريع التنموية الكبرى ، بغض النظر عن موقفنا من اولوياتها اوتقييم نتائجها. كما اتمنى ان تقوم هده الاغلبية بدورها في خدمة السكان و اول حقوق الساكنة حق المعرقة و المعلومة و الاطلاع على مناقشاتها و ادوارها و اعمالها ليتسنى لهم من بعد محاسبتها محاسبة مسؤولة ، و محاسبة المعارضة على اداءها كدلك ، وان تبتعد عن بلدية " التجوال بالسيارات " و "عطيني كيسة" " و انا اللي نحكم" " و هدوك ماشي ديالنا" و " لفبيلة الوفلانية دايرة و فاعلة"و"المنطق البوشوي : اما معنا او ضدنا" " و كالها الشاف /الشيخ/الحاج " ، الى مجلس يخدم المصلحة العامة للسكان جميعا..و عدم اعتبارهم كرقم انتخابي ليس الا. وان ينفتح على كل مكونات البلدة ،و الانخراط في العمل التشاركي ، والعمل على توطيد قيم المساواة و تكافؤ الفرص ، و الابتعاد عن بلقنة العمل الجماعي...و ان كنت ركزت على الاغلبية فلانها فقط هي التي تسير و اتمنى ان يكون الاختلاف و الجدال داخل المجلس شفافا و ديمقراطيا و محفزا للعمل و رافعة للتنمية المستدامة ... و في دلك فليتنافس المتنافسون.

تعريف : علال سالمي : فاعل جمعوي .نقابي و سياسي .....من مواليد ..1957 : نشا و تعلم بمدينة جرادة،استاد اللغة الانجليزية بعين بني مطهر ... عضو مؤسس لعدة جمعيات مهنية و ثقافية و تنموية....... متزوج و اب لاربعة اطفال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.