"جيروزاليم بوست": الاعتراف الأممي بسيادة المغرب على الصحراء يُضعِف الجزائر ويعزّز مصالح إسرائيل في المنطقة    برادة يدعو الآباء والأمهات إلى مساندة المؤسسات التعليمية بالمواكبة المنزلية    الركراكي يرفع إيقاع "أسود الأطلس"    مؤتمر نصرة القدس و"معا للقدس": أية قوة يتم إرسالها لغزة يجب تحديد ولايتها بواسطة مجلس الأمن بالتشاور مع الشعب الفلسطيني    دعم المقاولات الصغرى بالمغرب .. "الباطرونا" تواكب والأبناك تقدم التمويل    مقترح عفو عام عن معتقلي حراك "جيل Z"    الحموشي يتقلَّد أرفع وسام أمني للشخصيات الأجنبية بإسبانيا    "لارام" تدشن أول رحلة مباشرة بين الدار البيضاء والسمارة    اتفاق مغربي سعودي لتطوير "المدينة المتوسطية" بطنجة باستثمار يفوق 250 مليون درهم    تحيين مقترح الحكم الذاتي: ضرورة استراتيجية في ضوء المتغيرات الدستورية والسياسية    الوالي التازي: المشاريع يجب أن تكون ذات أثر حقيقي وليست جبرا للخواطر    انتخابات العراق: ما الذي ينتظره العراقيون من مجلس النواب الجديد؟    هجوم انتحاري خارج محكمة في إسلام آباد يودي بحياة 12 شخصاً ويصيب 27 آخرين    ماكرون يؤكد رفض الضم والاستيطان وعباس يتعهد بإصلاحات وانتخابات قريبة    47735 شكاية وصلت مجلس السلطة القضائية والأخير: دليل على اتساع الوعي بالحقوق    التوقيت والقنوات الناقلة لمباراة المغرب وإيران في نهائي "الفوتسال"    مونديال أقل من 17 سنة.. المغرب يتعرف على منافسه في الدور المقبل    شراكة بين "اليونسكو" ومؤسسة "المغرب 2030" لتعزيز دور الرياضة في التربية والإدماج الاجتماعي    الرصاص يلعلع بأولاد تايمة ويرسل شخصا إلى المستعجلات    مديرية الأرصاد الجوية: أمطار وثلوج ورياح قوية بهذه المناطق المغربية    الرشيدي: إدماج 5 آلاف طفل في وضعية إعاقة في المدارس العمومية خلال 2025    إطلاق طلب عروض دولي لإعداد مخطط تهيئة جديد في 17 جماعة ترابية بساحل إقليم تطوان وعمالة المضيق-الفنيدق    بنسعيد في جبة المدافع: أنا من أقنعت أحرار بالترشح للجمع بين أستاذة ومديرة    "رقصة السالسا الجالسة": الحركة المعجزة التي تساعد في تخفيف آلام الظهر    "الفتيان" يتدربون على استرجاع اللياقة    استئنافية الحسيمة تؤيد أحكاما صادرة في حق متهمين على خلفية أحداث إمزورن    نادية فتاح تدعو إلى وضع تشغيل النساء في صلب الاستراتيجيات الاقتصادية والسياسية    كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم (المغرب 2025).. تعبئة 15 ألف متطوع استعدادا للعرس القاري    إصدارات مغربية جديدة في أروقة الدورة ال44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب    قراءة تأملية في كتاب «في الفلسفة السياسية : مقالات في الدولة، فلسطين، الدين» للباحثة المغربية «نزهة بوعزة»    التدبير‮ ‬السياسي‮ ‬للحكم الذاتي‮ ‬و‮..‬مرتكزات تحيينه‮!‬ 2/1    مراكش تحتفي بعودة السينما وتفتح أبوابها للأصوات الجديدة في دورة تجمع 82 فيلما من 31 دولة    والآن سؤال الكيفية والتنفيذ .. بعد التسليم بالحكم الذاتي كحل وحيد    حادثة سير خطيرة بالطريق السيار العرائش – سيدي اليماني    رسميًا.. المغرب يقرر منح التأشيرات الإلكترونية لجماهير كأس إفريقيا مجانا عبر تطبيق "يلا"    برلمانية تستفسر وزير التربية الوطنية بشأن خروقات التربية الدامجة بتيزنيت    "ساولات أ رباب".. حبيب سلام يستعد لإطلاق أغنية جديدة تثير حماس الجمهور    انعقاد الدورة ال25 للمهرجان الوطني للمسرح بتطوان    رونالدو يكشف أن مونديال 2026 سيكون الأخير له "حتما"    الحكومة تعتزم إطلاق بوابة إلكترونية لتقوية التجارة الخارجية    بورصة البيضاء تبدأ التداولات بانخفاض    بموارد ‬تقدر ‬ب712,‬6 ‬مليار ‬درهم ‬ونفقات ‬تبلغ ‬761,‬3 ‬مليار ‬درهم    الكاتب ديفيد سالوي يفوز بجائزة بوكر البريطانية عن روايته "فلش"    الشاعرة والكاتبة الروائية ثريا ماجدولين، تتحدث في برنامج "مدارات " بالإذاعة الوطنية.    المغرب ‬رائد ‬في ‬قضايا ‬التغيرات ‬المناخية ‬حسب ‬تقرير ‬أممي ‬    المشي اليومي يساعد على مقاومة الزهايمر (دراسة)    مجلس الشيوخ الأميركي يصوّت على إنهاء الإغلاق الحكومي    ألمانيا تضع النظام الجزائري أمام اختبار صعب: الإفراج عن بوعلام صنصال مقابل استمرار علاج تبون    إيران تعدم رجلًا علنا أدين بقتل طبيب    خمسة آلاف خطوة في اليوم تقلل تغيرات المخ بسبب الزهايمر    انخفاض طلبات الإذن بزواج القاصر خلال سنة 2024 وفقا لتقرير المجلس الأعلى للسلطة القضائية    دراسة تُفنّد الربط بين "الباراسيتامول" أثناء الحمل والتوحد واضطرابات الانتباه    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار السيد حسن المرزوكي مع جريدة الانبعاث
نشر في هبة سوس يوم 25 - 08 - 2011

في حوار مع السيد حسن المرزوكي عضو غرفة التجارة ومجلس الجهة حول الأسواق في رمضان:
لم يسبق لغرفة التجارة والصناعة والخدمات ومجلس الجهة أن ناقشا موضوع الأسواق في رمضان
لوبيات العقار بالمدينة تشكل خطرا على البلاد والعباد
وعلى المؤسسة الملكية

حاوره الحسن باكريم
من هو حسن المرزوكي؟
حسن المرزوكي من مواليد 1964 بمدينة أسفي، فبفعل العمل (المهنة) الذي كان يقوم به والدي –رحمه الله- فأنا الوحيد من بين إخواني، المزداد بأسفي، فقد كان الوالد آنذاك صيادا يتنقل بمركبه بين أكادير حيث يقطن وأسفي لاصطياد الأسماك، بعد مرور ثلاثة أشهر على ولادتي، تحولت الأسرة من جديد إلى أكادير، فوالدي ينتمي إلى أعرق العائلات الأكاديرية، والمعروفة بأيت أوكرزام، وكانت تسكن بحي القصبة، وقد تابعت دراستي الابتدائية بمدرسة محمد الشيخ السعدي، ثم المرحلة الموالية بإعدادية عبد الكريم الخطابي، ثم ثانوية الزرقطوني التي كانت تعرف Lycée BERD واختياري اللغة الإنجليزية جعلني انتقل إلى ثانوية يوسف بن تاشفين، لأتمم دراستي الثانوية، وبعدها سنتين بجامعة مراكش تخصص انجليزية.
وقد كان لي ارتباط وطيد بقطاع السياحة، منذ الطفولة، وهذا ما جعلني أثقن مجموعة من اللغات، منها الإنجليزية والفرنسية، والألمانية، كما لا أجد صعوبة في التحدث بالإيطالية. كما أشرت سابقا فأنا مولع بالسياحة، وخصوصا جانب تسويق الصناعة التقليدية فهذا الارتباط تحول إلى طموح حاولت تجسيده على أرض الواقع، فبعد أن اشتغلت بأحد أكبر متاجر الصناعة التقليدية بأكادير وبفاس، تكون لدي رصيد معرفي، واكتسبت خبرة في المجال، فاليوم ولله الحمد أشتغل تاجرا في الصناعة التقليدية، بسوق الأحد وبمارينا وبفندق صوفيتيل، وكونت مستنبتا بأكادير وبفاس التي استقدمت منها هذه الإمكانيات للاستفادة منها.
ونحن في شهر رمضان كثيرا ما يتحدث عن الرواج التجاري، فما حقيقة هذا الموضوع؟
كما يعلم الجميع فمن المفروض أن يغلب في شهر رمضان العبادة والاستغفار، أي أن تغلب الطقوس الدينية على كل الممارسات الأخرى، إلا أن الواقع عكس ذلك بحيث يمكننا القول إن معظم الناس يحكمون العقل خلال 11 شهر وفي شهر رمضان يحكمون شهوة البطن، بحيث تراهم يتهافتون على شراء المواد الغذائية، فهذا الشهر يعرف رواجا استثنائيا فهو مربح بالنسبة للتجارة وبذلك يكون فرصة قل نظيرها للتجار لعرض أحسن ما لديهم جلبا لعدد أكبر من الزبناء، فالجانب التنافسي مهم جدا، وتعتبر المواد الغذائية أكثر المواد طلبا خلال هذا الشهر الفضيل، فيما تكون الملابس والأواني أكثر طلبا في العشرية الأخيرة من رمضان بمناسبة عيد الفطر. إلا أن الملاحظ انه رغم المجهودات المبذولة من طرف لجن المراقبة فان بعض المواد لا تخضع للمراقبة الجيدة من طرف المستهلكين خاصة وأن شهر رمضان يصادف فصل الصيف وهو ما يعرض الأسماك واللحوم والعلب المصبرة ومشتقات الألبان واللحوم المصنعة لتعفنات تهدد سلامة المستهلك.
من الملاحظ أن هذا الرواج يصاحبه نوع من الفوضى، وعدم تنظيم الاسواق، وعدم مراقبة الأسعار، ألا تفكر المجالس المنتخبة في بذل الجهد خلال هذا الشهر في هذا لمجال؟
للأسف غرفة التجارة والصناعة والخدمات، وكذا مؤسسة جهة سوس ماسة درعة، لم يسبق لها أن ناقشت هذا الموضوع منذ أن اشتغلت بهاتين المؤسستين أي منذ ما يقارب عامين، وهذه فكرة مهمة مكنتني منها وسأطرحها خلال الاجتماع المقبل وسنستفيد من تدابير بعض الدول في مثل هذه المواسم.
من جهة ثانية فالربيع العربي، وما يشهده المغرب من حراك، جعل البعض يستغل حساسية هذه الظرفية، ويُقصي الكل ويعمل بفكرة أنا وبعدي الطوفان، بحيث لا تكتفي هذه المجموعات باحتلال الشارع العام بل تروج لعرض البضاعة، في السوق ومن دون القانون وأمام المحلات، وهذا ما لم يرض التجار؛ ونحن ومن داخل غرفة التجارة والصناعة والخدمات، كنا قد طرحنا إشكال الباعة المتجولين، واعتبرناه إشكالا كبيرا يجب التصدي له، فاليوم عندما نتحدث عن فوضى عارمة فلا بد أن هناك لوبيات تستفيد من هذا الوضع وذلك باستغلال أناس بسطاء وهذا ربما ما دفع التجار إلى عدم احترام المسافات في الممرات، حضرتني مسألة مهمة وتتعلق بالمنافسة وخاصة في المواد الاستهلاكية وأظن أن إعلان الأثمنة ضروري اليوم، ففرق التفتيش تِؤكد على إعلان الأثمنة، والقانون واضح في هذا المجال، وخاصة في المواد الاستهلاكية، ويبقى الفارق بسيطا لأن التجار يتزودون من أسواق مختلفة ومن نقاط متباينة داخل السوق الواحد للجملة. ثم تمكين المفتشين أو بالأحرى المراقبين من الفاتورة وذلك لمعرفة هامش الربح بيد أن هناك بعض المزودين الفرادى لا يمكنون التجار بالفواتير خصوصا مزودي التجار بالذهب، ومزودي الصناعة التقليدية، وهناك بعض كبار المزودين لا يمكنون التجار من الفواتير.
تحدث لنا عن سوق الأحد باعتباره أكبر مركب تجاري بشمال إفريقيا، وباعتباره كذلك يثير العديد من المشاكل؟
كما هو معروف فسوق الأحد يعتبر من أهم المعالم الاقتصادية، والتاريخية لأكادير. كنت ألجه منذ طفولتي، وكانت بداية عملي به، وكما يعرف الجميع فسوق الأحد يعد من أهم معالم مدينة أكادير السياحية والاقتصادية والتاريخية، هذا السوق كان تقليديا فالتجار فيه قديما كانوا ينصبون الخيام، ويعرضون البضائع يومي السبت والأحد، ثم يتحولون بعد ذلك إلى أسواق أخرى، -وهذا في سبعينيات القرن الماضي- وخصوصا إلى سوق الثلاثاء بإنزكان، أما بقية أيام الأسبوع فإما أن يتحولوا إلى أسواق البوادي، ضواحي المدينة، أو يتحولون إلى المواسم التي كانت تقام على مدار السنة، وخصوصا في المناطق الجنوبية للمملكة، فبعض التجار آنذاك كانوا يتوجهون إلى تندوف.
فالدور السوسيواقتصادي الذي يلعبه هذا السوق جعله يشهد مجموعة من التحولات خصوصا بعد الحرائق التي تندلع فيه من حين إلى آخر فمشكل السوق سابقا كان يعرض التجار وسلعهم وكذالك الزبناء إلى خطر الحرائق، وقد تم عد الحرائق التي شهدها هذا السوق قبل شكله الحالي في 6 حرائق والتي كانت سببا في إفلاس عدد من التجار، كما تحول إلى سوق يومي بمقومات حديثة، بعدما كان أسبوعيا في الماضي، ومنذ حوالي 10 سنوات وبفعل الأزقة الضيقة التي تعرقل السير داخله، ارتأى المجلس البلدي أن يفتح ملحقا للسوق بنفس المواصفات تجنبا للضعط على سوق الأحد، فعدد التجار المتواجدين داخل السوق، يناهز 4500 يتوزعون بين محلات رئيسية ومحلات ذات عقد كراء أو رهن، وهناك حوالي 1200 بائع في وضعية احتلال ملك عام يتقاسمون هذا الملك مع بائعي الخضر في القسم الجنوبي من السوق.
إضافة إلى ذلك فسور السوق الذي شهد خلال ثمانينات القرن الماضي ترميما شاملا، والذي عرف أيضا قبل حوالي 3 سنوات ترميما أعطاه رونقا وجمالية تليق به، بيد أن الباعة المتجولين الذين يعرضون بضائعهم بجانبه، يجهلون قيمته فيعرضونه للخدش، هؤلاء الباعة تجدهم عند كل المداخل يعرضون بضائعهم ويعرّضون الزبناء للمضايقات، فالزبناء كثيرا ما ينفرون من الزحام تجنبا لأعمال السرقة.
وقد عرف السوق أشغالا مهمة على مرحلتين، والتي بدأت منذ حوالي عامين ونصف؛ وقد همت المرحلة الأولى جنوب السوق على طول الأبواب رقم 1 و2 و3 وهذه الأشغال لم ترض مستعملي هذه المنطقة من بائعي الخضر والفواكه، لكون الألواح المسقوف بها شفافة وغير واقية من أشعة الشمس مما يعرض البضاعة للتلف، فراحة التاجر وظروف اشتغاله أساسية من أجل تقديم خدمة ذات جودة عالية، ونفس الشيء بالنسبة للزبون.
وهناك شطر ثالث يهم الأبواب رقم 05 و06 و07 و08 و09 و10 و11 و12 وعلى الرغم من صعوبة الأشغال داخل السوق فقد تمكن الشركاء المكلفون بالورش من تمديد الصرف الصحي وأنابيب الماء الصالح للشرب، وقد مرت عملية الحفر بسلام، والمشروع الآن في مراحله الأخيرة، أي مرحلة تغطية الأسقف، فقد أنجز ما يقارب 80 بالمئة من الأشغال، وسينتقل معظم التجار الذين كانوا في وضعية غير سليمة داخل السوق إلى الملحق.
لو سمحت – فطبيعة هذه الأمور التي تحدثت عنها إيجابية جدا- وضح لنا علاقة البلدية بتدبير السوق، فالبعض يتحدث عن حالة توتر نشبت بين القيمين على شأن السوق وصلت إلى حد تبادل التهم بين الطرفين، فكيف هي طبيعة العلاقة؟ وكيف تودون أن تكون مستقبلا؟
قبل كل شيء، العلاقة بين المجلس البلدي لأكادير والسوق مرتبطة بالخدمات المقدمة من لدن المجلس والممثلة في الحراسة التي كان يشرف عليها بعض أعوان البلدية، بالإضافة إلى جمع النفايات، وجمع الجبايات، فيما يتعلق بحراسة السوق والتي يمكن أن نقول عليها أنها أدت واجبها في وقت كان فيه السوق صغيرا، ونفس الشيء بالنسبة للتجار والزبناء وسكان المدينة عامة، أما اليوم فالسوق كبير مكتظ بالباعة والزبناء والسياح المغاربة والأجانب، فلا بد أن يصاحب هذا التطور تطورا آخر في أسلوب تدبير شأن السوق فاليوم نتحدث عن تسعة هكتارات وعدد كبير من المحلات التجارية فخمسة أفراد لا يمكن لهم حراسة السوق كله، فبعد الحرائق المتتالية على السوق اضطر بعض كبار التجار و الجمعيات العاملة بالسوق إلى التفكير في وسائل أخرى تقي أرزاقهم وتحافظ على ممتلكاتهم، من خلال الحراسة الخاصة، وفي هذه النقطة وقع الخلاف مع البلدية، فالسوق لا يمكن أن يدبر إلا بإشراك الجميع من أجل الحفاظ على أرزاق الناس فليتحمل كل مسؤوليته، ورغم توصلنا إلى اتفاق مع شركة خاصة بحراسة السوق لا بد من إشراك البلدية التي تستغل جملة من المحلات إما عن طريق الرهن أو الكراء أو الاستغلال المؤقت.
والإشكال الثاني المطروح بين التجار والبلدية مرتبط بوتيرة عمل بعض الشركات البطيء فالأشغال عرفت تعثرات كثيرة، ففي الوقت الدي نجد بعض الشركات تعمل بوتيرة أفضل، فإن بعض المقاولين الغشاشين عمدوا إلى الغش في الأشغال وقد فطن إليهم التجار وتم إبلاغ رئيس مجلس البلدية حيث حضر إلى عين المكان، وأعيد ترميم العمل المغشوش كليا. وأرى من الضروري إشراك النقابات والجمعيات داخل السوق، فالعمل التشاركي يذر نتائج إيجابية جدا.
هناك موضوع آخر مرتبط بما قلته، فالمدينة تتميز بالتجارة وبالسياحة أيضا، وعادة ما تتلقى الجهات المسؤولة شكاوى عن بائعي الصناعات التقليدية داخل السوق أو في الفنادق أو بمحاذاة الشاطئ...
كما أشرت فقطاع البازارات قطاع تجاري، يتقاطع وقطاع السياحة، ويعرف مشاكل عدة وهزات كبيرة من بينها أن هناك أسواقا داخل الفنادق، وهذا ما نعتبره منافسة غير شريفة، بحيث لا يمكن الحديث عن تكافؤ الفرص، في إطار منافسة غير شريفة، فالتاجر الذي يؤدي واجبات الكراء والضرائب، لا يتساوى والذي يعرض بضاعته عن طريق (الفراشة).
ونظرا لارتباط البازارات بالصناعة التقليدية ومن موقعي كرئيس للجنة الصناعة التقليدية بالجهة فإنني أشير إلى آن الجهة وضعت مخططا لهدا القطاع يتكامل مع المخطط الوطني للوزارة والذي يهم سلسلة الإنتاج والتسويق.
وتعلق عليه فئة المهنيين بالصناعة التقليدية الآمال ليكون أساسا للإقلاع في القطاع. وللتذكير فقد قمت بمعية أعضاء اللجنة بزيارات ميدانية لكل أقاليم الجهة ووقفنا عند معاناة الجمعيات والتعاونيات وذلك بسبب غياب أو قلة الدعم والتكوين. وهنا أؤكد أن مجلس الجهة قد اعطى الضوء الأخضر للجنة للقيام بالعديد من الخطوات منها تنظيم يوم دراسي لفائدة المهنيين والإعلان قريبا عن ميلاد جمعية جهوية للصناعة التقليدية سيكون من بين أهدافها مواكبة المخطط الجهوي وتقديم الدعم للإطارات الفاعلة بالقطاع...
ولا يفوتني أن أتقدم بالشكر للمندوب الجهوي للصناعة التقليدية ومناديب الاقاليم الذين أبانوا عن تعاون جيد ومثمر سواء أثناء اللقاءات أو الزيارات أو أثناء اشتغال اللجنة التي وجدت فيهم خير شريك.
المسألة الثانية تتعلق بسيارات الأجرة إذ نؤكد لكم أن هناك لوبي يشتغل داخل الفنادق وخارجها بحيث يتم تحويل وجهات السياح، فعندما يخرج السائح ويطلب من سائق سيارة الأجرة التوجه به إلى سوق الأحد يتم تغيير وجهته إلى محلات البازارات تُموّه السائح لوجودها ضمن مجمعات تجارية، صغيرة بعيدة كل البعد عن سوق الأحد؛ ومطلبنا هو أن يستفيد الجميع.
وبالإضافة إلى إشكال سائقي سيارات الأجرة، ثمة إشكال آخر يتمثل في وكالات الأسفار، والتي يفترض فيها تقديم الخدمة للسائح على أحسن وجه، إلا أن الواقع عكس ذلك، إذ أصبحت تسير في اتجاه الأنانية فهناك العديد من وكالات الأسفار تفرض على المرشدين المعتمدين لديها، أن يوجهوا السياح إلى أماكن بعينها والتي تبرم اتفاقيات مربحة مع هذه الجهات، وهذا سيخلق مشاكل نذكر منها أن المحلات ستوصد أبوابها أمام المشغلين والمرشدين المحتملين، فهي تضمن الزبناء عن طريق وكالات الأسفار، وهنا لا أعمم فهناك وكالات أسفار تحترم نفسها كما ثمة سائقي سيارات الأجرة شرفاء، يوجهون السائح إلى مقصده.
من علاقة التجارة بالسياحة، إلى علاقة التجارة بالسياسة، نعلم أنكم مناضل بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وأكادير اليوم تشهد حركة غير عادية، أثارها منع رئيس البلدية من حضور حفل الولاء بتطوان، وما نتج عن ذلك من التهديد بالاستقالة؟
حضرت اجتماع المكتب السياسي، حيث الجميع تضامن مع طارق القباج، لا نتضامن معه كشخص وحسب ولكن نتضامن معه كمبادئ فهو يسيّر بكل شفافية، وبروح المسؤولية، وربما سأفاجئك إن قلت لك إن الاستقالة لم تكن تعني المستشارين الجماعيين فحسب، بل نحن كذالك كنا على استعداد للاستقالة من كل الواجهات التي نمثل فيها الحزب تضامنا مع اخواننا بالمجلس، فالمدينة تعيش على طموح، وتود تنفيذ مخطط فيه آمال لنا ولأبنائنا، لذا نرفض أن نكون ضحايا اللوبيات التي يتمثل هدفها في الاغتنام، فهؤلاء يشكلون خطرا على البلاد والعباد، كما يشكلون خطرا على المؤسسة الملكية. وإذا كان البعض يعتبر الأمر مجرد مزايدات سياسوية فسنعرض أمام الرأي العام بالحجج والوثائق مجمل العراقيل التي تعرضت لها التجربة. وأنتم اليوم كصحافة يخول لكم الدستور الاطلاع على هذه الوثائق شرط التقدم بطلبها وسترون بالملموس كيف تعرقل مشاريع المواطنيين وكيف تنهب ثروات المدينة من العقار باسم الاستثمار. نحن نرحب بالمستثمرين لكننا ضد الابتزاز وإرضاء الخواطر باسم المخزن.
أخيرا أؤكد حاجتنا الماسة لإعلام محلي وجهوي يعبر عن تطلعات الساكنة والمهتمين، وأدعو رجال الاقتصاد والسياسة والغيورين على هذه المدينة أن يحتضنوا التجارب القائمة ويوفروا لها شروط الاستمرارية في إطار من الاستقلالية والمهنية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.