تدخلت مصالح الأمن بطنجة، مساء الأحد، لتفريق عشرات السكان الذين حاصروا منزل صانعة المحتوى على "تيكتوك" في حي الأمل، في واقعة تعكس تصاعد التوترات بين مستخدمي منصات التواصل وسكان الأحياء السكنية. وأفادت مصادر من عين المكان، بأن حالة من الغضب الشعبي سادت الحي بعدما اتهم السكان "التيكتوكر" ب"ممارسات غير أخلاقية" و"المساس بقيم الحي"، مشيرين إلى بثها المباشر لساعات متأخرة من الليل وطبيعة محتواها الذي وصف بأنه "يحمل إيحاءات جنسية". وتصاعدت الشكاوى من الضجيج و"المحتوى المستفز" في الأيام الأخيرة، قبل أن تتحول إلى مواجهة مفتوحة ليلة الأحد، حيث تجمع العشرات أمام منزل المعنية بالأمر في مشهد عكس حدة الاحتقان. من جهتها، نشرت التيكتوكر المثيرة للجدل، مقاطع فيديو وثق فيها الحادث، متهما جيرانه برشق منزله بالحجارة ومحاولة تحطيم البوابة بهدف "إجباره ووالدته على مغادرة الحي"، واصفا الواقعة ب"الاعتداء المتعمد". وأضافت المصادر أن مشادات لفظية حادة وقعت بين والدة "التيكتوكر" وبعض الجيران تضمنت تهديدات متبادلة، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع ودفع المزيد من السكان للتجمع. وسارعت المصالح الأمنية التي انتقلت إلى عين المكان إلى احتواء الموقف وتفريق المحتجين، قبل أن يعود الهدوء تدريجياً إلى الحي. وفتحت السلطات تحقيقاً لتحديد ملابسات الحادث والمسؤوليات. وتأتي هذه الواقعة في سياق جدل متزايد في المغرب حول نشاط صناع المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي، وتأثيرهم على المجتمعات المحلية، في ظل غياب تنظيم واضح لهذا النشاط.