في سن الثانية والستين، وبعد مسار طويل قاده عبر أبرز محطات الكرة الإسبانية والأوروبية، يطل بيبي ميل كأقرب الأسماء لقيادة دفة نادي اتحاد طنجة، واضعا خبرة تتجاوز ربع قرن في ميدان التدريب تحت تصرف الفريق الذي يبحث عن عودة قوية إلى الواجهة. وبدأ ميل، المزداد في 28 فبراير 1963 بمدريد، مسيرته كلاعب مهاجم، حيث تنقل بين عدة أندية داخل إسبانيا أبرزها ريال بيتيس، الذي يعد المحطة الأهم في مشواره كلاعب، قبل أن يختتم مسيرته سنة 1998 مع نادي إيخيا بالومبيي. وبعد اعتزاله مباشرة، توجه إلى التدريب ليبدأ رحلة طويلة داخل مختلف الدرجات الإسبانية، قبل أن يصل إلى واجهات كبرى في الليغا والدوري الإنجليزي الممتاز. وتكشف بيانات Transfermarkt أن ميل أشرف على ما يفوق 700 مباراة رسمية، قاد خلالها أندية مثل ريال مورسيا، تينيريفي، خيتافي، رايو فاييكانو، ريال بيتيس، ديبورتيفو لاكورونيا، مالقة، لاس بالماس، وألميريا، إضافة إلى تجربة قصيرة مع وست بروميتش ألبيون في البريميرليغ، وأوفي كريت اليوناني. ويعد مشواره مع رايو فاييكانو بين 2006 و2010 من العلامات البارزة في مسيرته بمعدل نقاط بلغ 1.69 في المباراة، إلى جانب فترة ناجحة مع ريال بيتيس خلال ولايته الأولى بمعدل 1.51 نقطة. ويظهر سجله أن متوسط بقائه في كل نادٍ لا يتجاوز 1.08 سنة، وهو ما اعتبره البعض مرآة لقدرته على التدخل السريع وإعادة ترتيب موازين اللعب داخل الفرق التي تمر بمراحل انتقالية، حيث يعتمد ميل، الحاصل على رخصة UEFA Pro، على نهج تكتيكي يقوم أساسا على خطة 4-2-3-1، المعروفة بتوازنها بين الصلابة الدفاعية والفاعلية الهجومية، مع مرونة في التحولات داخل المباراة تبعا للخصم والظروف. وكان نادي تينيريفي بجزر الكناري آخر محطاته التدريبية، حيث أنهى تجربته في ديسمبر 2024 بعد قيادة الفريق في 16 مباراة. وإذا ما اكتمل الاتفاق بينه وبين اتحاد طنجة، فسيكون النادي أمام مدرب يمتلك خبرة واسعة في إعادة بناء الفرق واستعادة توازنها، وهي مهمة تتقاطع مع حاجيات الفريق في الوقت الراهن، حيث يرجح أن يضفي ميل بلمسته الانضباطية وتنوعه التكتيكي إضافة نوعية إلى البطولة المغربية.