الصحراء المغربية.. جمهورية البرتغال تعبر عن "دعمها الكامل للمبادرة المغربية للحكم الذاتي باعتبارها الأساس البناء والأكثر جدية ومصداقية لتسوية هذا النزاع"    وزارة العدل: قانون المسطرة الجنائية الجديد "تجسيد لالتزام الدولة بالإصلاح العميق والشامل" للعدالة    مندوبية التخطيط: ارتفاع أسعار المواد الغذائية يرفع مؤشر التضخم في يونيو ب0,4%    غوتيريش: "آخر شرايين الحياة" لسكان قطاع غزة على شفا الانهيار    ترامب يهدد بتعطيل بناء ملعب فريق واشنطن    السكيتيوي يربك البطولة الوطنية في فترة استعدادات الأندية    كينيدي لاعب باريس سان جيرمان السابق يبدأ عمله كسائق "أوبر"        مطار محمد الخامس.. توقيف مواطنين كنديين للاشتباه في تورطهما في قضية تتعلق بالتهريب الدولي للمخدرات والمؤثرات العقلية                    الدورة 11 من مهرجان الناظور المتوسطي تحتفي بالذكرى ال26 لعيد العرش    مجلس النواب يمرر قانون المسطرة الجنائية بموافقة 47 نائبا خلال قراءة ثانية    اليونان تحظر العمل في الخارج بسبب ارتفاع الحرارة    غزة تموت جوعا.. وفاة 15 فلسطينيا بسوء التغذية خلال 24 ساعة    لجنة برلمانية تُقر تنظيما جديدا للمجلس الوطني للصحافة    المغرب ‬2030 ‬ فرص ‬ثمينة ‬بأعلى ‬سقف ‬ومسار ‬تنموي ‬بلا ‬حدود    ‬مرسوم ‬تحديد ‬أسعار ‬الأدوية ‬يواصل ‬إثارة ‬ردود ‬الفعل ‬في ‬أوساط ‬المهنيين ‬والرأي ‬العام ‬    وفق ‬تقرير ‬حديث.. ‬المغرب ‬منصة ‬إفريقية ‬واعدة ‬ووجهة ‬موثوقة ‬للمستثمرين ‬الإسبان ‬    بعد ‬جهة ‬الرباط- ‬سلا- ‬القنيطرة.. ‬ المغرب ‬يواصل ‬توقعاته ‬المستقبلية ‬مع ‬الكوارث ‬بتدشين ‬منصة ‬جهوية ‬بمراكش    مرتيل.. انطلاق أيام القافلة الأولى للتعريف بمنطقة الأنشطة الاقتصادية بالفنيدق    مارسيليا يرفض عرضا "مهينا" من نادي إسباني لضم أوناحي    بورصة البيضاء تستهل التداول بارتفاع    تراجع أسعار النفط مع تزايد المخاوف بشأن الطلب على الوقود    حجيرة يدعو الشركات المغربية إلى التوسع في الأسواق العالمية والاستفادة من الفرص التجارية    الإبادة مستمرة.. إسرائيل تقتل 37 فلسطينيا بهجمات متفرقة على غزة    رسميا.. الوداد يعلن عودة أبو الفتح بعقد يمتد لموسمين        92 مؤسسة للرعاية الاجتماعية للمسنين في المغرب تستقبل 7900 نزيل    الأمم المتحدة.. الجوع وسوء التغذية بلغا مستويات غير مسبوقة في غزة        لجنة التعليم والثقافة والاتصال تصوت بالأغلبية على مشروع قانون إعادة تنظيم المجلس الوطني للصحافة    بطولة انجلترا: الكاميروني مبومو ينتقل لمانشستر يونايتد    منظمة الصحة العالمية تقول إن "هجوما" استهدف مقرها بوسط غزة        مقدونيا الشمالية تشيد بالإصلاحات المغربية والمبادرات الأطلسية الملكية لتعزيز التنمية والاستقرار في إفريقيا    "اللبؤات" يختمن الإعداد لمواجهة غانا    غوتيريش: "آخر شرايين الحياة" لسكان قطاع غزة على شفا الانهيار    وزير الصحة: التوصل إلى صيغة توافقية لمرسوم جديد سيسمح بخفض ملموس لأسعار الأدوية    ليلة العيطة تجمع نجوم التراث الشعبي على منصة واحدة بالعاصمة    "سوبر مان" يواصل تصدر شباك التذاكر في أمريكا الشمالية    روما الإيطالي يعلن تعاقده مع المغربي نائل العيناوي    ما حقيقة إصابة الفنانة أنغام بسرطان الثدي؟..بيان رسمي يوضّح    مجموعات تراثية في فن لوناسة تضيء سماء تارودانت    نبيل الأيوبي يتوَّج بلقب "نجم العيطة" في أولى محطات مهرجان العيطة المرساوية بالجديدة    "المهرجان السوسيو ثقافي لمقريصات في دورته التاسعة..منصة لإبراز تنوع وغنى الموروث الثقافي للمنطقة "    مصرع 18 شخصا بسبب الأمطار الغزيرة والانهيارات الأرضية        دراسة تكشف العلاقة بين سمات الشخصية والرياضة المناسبة    لماذا تختلف القدرة على تحمل الألم من شخص لآخر؟    ترامب يغيّر وصفة "مشروب القمامة" وسط تحذيرات من مخاطر "كوكاكولا"    زمن النص القرآني والخطاب النبوي    "مدارات" يسلّط الضوء على سيرة المؤرخ أبو القاسم الزياني هذا المساء على الإذاعة الوطنية    التوفيق: معاملاتنا المالية مقبولة شرعا.. والتمويل التشاركي إضافة نوعية للنظام المصرفي    التوفيق: المغرب انضم إلى "المالية الأساسية" على أساس أن المعاملات البنكية الأخرى مقبولة شرعاً    التوفيق: الظروف التي مر فيها موسم حج 1446ه كانت جيدة بكل المقاييس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عدوانيون؟ طبعا
نشر في طنجة نيوز يوم 20 - 01 - 2010

يسير المجتمع المغربي نحو عدوانية غريبة. الناس يكرهون بعضهم البعض بلا سبب ويشتم الجار جاره كل صباح وكأنهما يتبادلون التحية.
الكثير من الناس أصبحوا يتحاشون النظر إلى الآخرين لأن ذلك سيكون مقدمة لكي تنشب مشاجرات حادة تكون بدايتها "مالك كتشوف فيّا"؟.
طيبوبة المغرب ليست في حاجة إلى أدلة وبراهين، لكن الخبراء يقولون إن ازدياد البشر وازدحام المدن وقلة المتنزهات والبطالة والخوف من الفقر وعدم الأمان حول المستقبل هي من أسباب ارتفاع العدوانية في المجتمعات. هذه الأسباب كلها موجودة في المغرب بجرعة عالية جدا، لذلك على المغاربة أن يتوقعوا نسبة مخيفة من العدوانية في المستقبل.
في الشوارع والحافلات والإدارات والمقاهي يتشاجر الكثير من الناس بلا سبب وكل واحد يحاول أن يفرغ همومه في الآخر. أحيانا يكون الناس على حافة البكاء وهم يتشاجرون لأنهم يعتبرون الشجار فرصة لإفراغ قلوبهم من الهم الكبير الذي يسكنها.
لا يستطيع المغاربة الخروج إلى الشارع للاحتجاج على غلاء الأسعار واشتعال النار في فواتير الماء والكهرباء وارتفاع نسبة البطالة وسرقة المال العام من طرف المسؤولين الفاسدين، لذلك يفرغون غضبهم في بعضهم البعض وينتظرون أقل فرصة لكي يتشابكوا بالألفاظ والأيدي. أحيانا ينشب شجار مفاجئ بين شخصين في مكان عام فيمطران بعضهما البعض بقاموس رائع من كلمات السباب حتى يعتقد الناس أنهما كانا يعدان لهذه المشاجرة منذ زمن طويل وأنهما حفظا من قبل كل الشتائم الممكنة قبل أن يبدآ المشاجرة كأنهم ممثلون مسرحيون. لكن الحقيقة أن الناس بدؤوا يتعلمون ذلك عبر الممارسة اليومية. وإذا تشاجر الإنسان عشر مرات فقط في العام فإن رصيده من الشتائم والكلمات البذيئة سيكون محترما جدا.
منذ الاستقلال إلى الآن سرق مسؤولون مغاربة مبالغ خرافية من المال وأودعوه في الأبناك الأجنبية. وهناك تقارير تحدثت عن شاحنات مملوءة من الذهب كانت تخرج من المغرب في السنوات الأولى التي تلت استقلال المغرب وأن المسؤولين جففوا هذه البلاد من نعمها وثرواتها، ومع ذلك فإن لا أحد يجرؤ على الغضب من هؤلاء. المغاربة يغضبون فقط على بعضهم البعض ولأسباب تافهة.
زوار المغاربة، وخصوصا من بين العرب، يستغربون من كل هذه الجرعة الزائدة من العدوانية لدى المغاربة. إنهم يتساءلون لماذا المغربي قابل للاشتعال في أية لحظة وكأنه عود ثقاب. هناك شعوب كثيرة تعيش تحت وطأة الفقر والقهر لكنها لم تصل إلى هذا الحد من العدوانية. لماذا المغاربة بالضبط؟.
العدوانية لم تعد تقتصر على الشوارع والأماكن العامة. ففي أبواب إدارات المصالح العمومية والخاصة يقف حراس غلاظ شداد كأنهم يقفون على أبواب الحانات. مرة دخل مواطن صالح إلى مصلحة للبريد وصعد الدرج، وعندما كان على حافة الوصول ناداه الحارس قرب باب الدخول وسأله "فين غادي ألشريف"، فأجابه الشريف "ومالك انت ألحمار حتى وصلت عاد سوّلتيني فين ماشي.. كان خصّك تسوّل وانا باقي فالباب"... وهكذا كانت تلك بداية مشاجرة تاريخية قل نظيرها.
هؤلاء الحراس بدؤوا يقفون اليوم على الأبواب وهم يمسكون بكلاب شرسة. حتى أشد الأجهزة النظامية قمعا لم تكن تجرؤ على الظهور هكذا في الشارع العام، أما اليوم فإن حراسا في شركات تافهة يمسكون الكلاب ويرهبون بها المغاربة.
الناس يتذكرون أن الأمريكيين حين غزوا العراق فإن أكثر الأشياء التي جعلت العراقيين يكرهونهم هو أنهم يمسكون بالكلاب على أبواب الإدارات لكي تشم أمتعة الداخلين والخارجين. هكذا انتقلت هذه الصورة البشعة إلى المغرب.
الكلاب دخلت أيضا مجال مكافحة الإضرابات وأصبح حراس الشركات يحرضون الكلاب على المضربين. من كان يتصور أن المغرب سيصل بعد 50 سنة من الاستقلال إلى هذه الدرجة البشعة من العدوانية.
عبد الله الدامون
خاص بطنجة نيوز
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.