مجلس الشيوخ الفرنسي يحتفل بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة    الوداد يعود بانتصار ثمين من آسفي    "أونسا" ترد على الإشاعات وتؤكد سلامة زيت الزيتون العائدة من بلجيكا    قنصلية المملكة بكورسيكا تحتفي بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء    ست ورشات مسرحية تبهج عشرات التلاميذ بمدارس عمالة المضيق وتصالحهم مع أبو الفنون    الدار البيضاء تحتفي بالإبداع الرقمي الفرنسي في الدورة 31 للمهرجان الدولي لفن الفيديو    نصف نهائي العاب التضامن الإسلامي.. تشكيلة المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة أمام السعودية    المنتخب المغربي الرديف ..توجيه الدعوة ل29 لاعبا للدخول في تجمع مغلق استعدادا لنهائيات كأس العرب (قطر 2025)    كرة القدم ..المباراة الودية بين المنتخب المغربي ونظيره الموزمبيقى تجرى بشبابيك مغلقة (اللجنة المنظمة )    بعد فراره… مطالب حقوقية بالتحقيق مع راهب متهم بالاعتداء الجنسي على قاصرين لاجئين بالدار البيضاء    أيت بودلال يعوض أكرد في المنتخب    أسيدون يوارى الثرى بالمقبرة اليهودية.. والعلم الفلسطيني يرافقه إلى القبر    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    توقيف مسؤول بمجلس جهة فاس مكناس للتحقيق في قضية الاتجار الدولي بالمخدرات    تتويج إسباني وبرتغالية في الدوري الأوروبي للناشئين في ركوب الموج بتغازوت    بأعلام فلسطين والكوفيات.. عشرات النشطاء الحقوقيين والمناهضين للتطبيع يشيعون جنازة المناضل سيون أسيدون    بين ليلة وضحاها.. المغرب يوجه لأعدائه الضربة القاضية بلغة السلام    حصيلة ضحايا غزة تبلغ 69176 قتيلا    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الإثنين    مديرة مكتب التكوين المهني تشتكي عرقلة وزارة التشغيل لمشاريع مدن المهن والكفاءات التي أطلقها الملك محمد السادس    عمر هلال: اعتراف ترامب غيّر مسار قضية الصحراء، والمغرب يمد يده لمصالحة صادقة مع الجزائر    الكلمة التحليلية في زمن التوتر والاحتقان    الرئيس السوري أحمد الشرع يبدأ زيارة رسمية غير مسبوقة إلى الولايات المتحدة    أولمبيك الدشيرة يقسو على حسنية أكادير في ديربي سوس    التجمع الوطني للأحرار بسوس ماسة يتفاعل مع القرار التاريخي لمجلس الأمن حول الصحراء المغربية    مقتل ثلاثة أشخاص وجرح آخرين في غارات إسرائيلية على جنوب لبنان    دراسة أمريكية: المعرفة عبر الذكاء الاصطناعي أقل عمقًا وأضعف تأثيرًا    إنفانتينو: أداء المنتخبات الوطنية المغربية هو ثمرة عمل استثنائي    "حماس" تعلن العثور على جثة غولدين    النفق البحري المغربي الإسباني.. مشروع القرن يقترب من الواقع للربط بين إفريقيا وأوروبا    درك سيدي علال التازي ينجح في حجز سيارة محملة بالمخدرات    الأمواج العاتية تودي بحياة ثلاثة أشخاص في جزيرة تينيريفي الإسبانية    فرنسا.. فتح تحقيق في تهديد إرهابي يشمل أحد المشاركين في هجمات باريس الدامية للعام 2015    لفتيت يشرف على تنصيب امحمد العطفاوي واليا لجهة الشرق    الطالبي العلمي يكشف حصيلة السنة التشريعية    ميزانية مجلس النواب لسنة 2026: كلفة النائب تتجاوز 1.59 مليون درهم سنوياً    تقرير: سباق تطوير الذكاء الاصطناعي في 2025 يصطدم بغياب "مقياس ذكاء" موثوق    بنكيران: النظام الملكي في المغرب هو الأفضل في العالم العربي    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    إسبانيا تشارك في المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب بالدار البيضاء    "أونسا" يؤكد سلامة زيت الزيتون    "يونيسيف" ضيفا للشرف.. بنسعيد يفتتح المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب    بيليم.. بنعلي تقدم النسخة الثالثة للمساهمة المحددة وطنيا وتدعو إلى ميثاق جديد للثقة المناخية    مخاوف برلمانية من شيخوخة سكانية بعد تراجع معدل الخصوبة بالمغرب    تعليق الرحلات الجوية بمطار الشريف الإدريسي بالحسيمة بسبب تدريبات عسكرية    الداخلة ترسي دعائم قطب نموذجي في الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي    مهرجان الدوحة السينمائي يعرض إبداعات المواهب المحلية في برنامج "صُنع في قطر" من خلال عشر قصص آسرة    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    اتصالات المغرب تفعل شبكة الجيل الخامس.. رافعة أساسية للتحول الرقمي    الأحمر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء    سبتة تبدأ حملة تلقيح جديدة ضد فيروس "كورونا"    فرحة كبيرة لأسامة رمزي وزوجته أميرة بعد قدوم طفلتهما الأولى    دراسة: المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    الوجبات السائلة .. عناصر غذائية وعيوب حاضرة    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قرصنة الابداع انتهاك لحقوق المؤلف


قرصنة الابداع انتهاك لحقوق المؤلف
عزيز باكوش
الحوار المتمدن – العدد: 2930 – 2010 / 2 / 28 – 18:48
المحور: مقابلات و حوارات
راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع

الصحفية حنان المنصوري تحاور الكاتب المغربي عزيز باكوش في موضوع القرصنة وانتهاك حقوق المؤلف الواقع والرهانات
تقديم وحوار : حنان المنصوري
** هل يوجد تعريف للقرصنة الفكرية ؟
لنقل بداية ، أنه مع ظهور الثورة الصناعية الأولى، تعددت الاختراعات و الابتكارات في مختلف نواحي الحياة الثقافية والاقتصادية عبر العالم ، هذه الحركية أسهمت بواقعية ملفتة في تحقيق التنمية الاقتصادية والرخاء الاجتماعي والثقافي في العالم. وسجل آنذاك بوعي ملموس سعي حثيث من قبل البلدان المنجزة للثورة الصناعية لتفادي ضياع أي لحق صاحبه ،وتجنب القرصنة بكل أشكالها فكريا صناعيا و تجاريا، وكان لعزوف بعض المخترعين عن المشاركة في معرض فيينا للابتكارات عام 1873 خوفا على سرية ابتكاراتهم تداعيات بحثية عميقة ، عجلت بعقد عدة اجتماعات بباريس في سنة 1883 التي من بين نتائجها اتفاقية دولية عرفت ب”اتفاقية باريس لحماية الملكية الصناعية بين الدول الموقعة عليها. و بعد ثلاث سنوات، أجمعت تلك الدول وقعت بمدينة برن عام 1886 اتفاقية عرفت باتفاقية برن لحماية الملكية الأدبية” .
** ما هو حق المؤلف و إلى كم يصنف؟
تنقسم حقوق المؤلف وفق ماجاء في ديباجة القانون المغربي المنظم إلى حقوق أدبية و مادية وهو يعتبرها ” لصيقة بالشخصية لا يجوز التصرف فيها و لا يلحقها التقادم و أن لمؤلف المصنف بصرف النظر عن حقوقه المادية و حتى في حالة تخليه عنها، يمتلك الحق فيما يلي أن يطالب بانتساب مؤلفه له. أن يبقى اسمه مجهولا أو أن يستعمل اسما مستعارا. أن يعترض على كل تحريف أن بتر أو أي تغيير لمصنفه أو كل مس به من شأنه أن يلحق ضررا بشرفه أو سمعته.
أما الحقوق المادية وفق المصدر ذاته فيقصد بها حقوق الاستغلال التي تنعقد للمؤلف و تخوله سلطات في استغلال مصنفه بأي صورة يراها مناسبة و أن يشارك في عائد استغلاله باعتباره المؤلف الذي يرجع إليه الفضل في وجود هذا المصنف، و يخول للمؤلف الحق الاستئثاري في القيام بالأعمال التالية : إعادة نشر و استنساخ مؤلفه. ترجمة مصنفه. إعداد اقتباسات أو تعديلات أو تحويلات أخرى لمصنفه. القيام بتأجير مصنفه أو الترخيص بذلك. القيام أو الترخيص بالتوزيع على العموم عن طريق البيع أو التأجير أو الإعارة العمومية أو أي شكل آخر من تحويل الملكية أو الامتلاك لأجل مصنفه أو لنسخ منه لم يسبق أن كانت موضوع توزيع مرخص به من قبله. عرض أ و أداء مصنفه أمام الجمهور. استيراد نسخ من مصنفه. إذاعة مصنفه ، نقل المصنف إلى الجمهور بواسطة كابل أو أية وسيله أخرى”. ولابد من الإشارة في هذا الصدد الى أن مختلف الإبداعات الفكرية و العلمية في العصور القديمة كانت تنشأ وتسكن في أذهان مبتكريها ، و لا تعرف من قبل الآخرين إلا عبر كتابتها على أيدي الناسخين الذين كانوا يبذلون جهودا كبيرة في عملية النسخ و الكتابة بالنظر إلى طريقة العمل التقليدية . لكن من المؤكد أنه لم يكن لهذه الإبداعات أي حق مادي” ومع التطور الحاصل، باتت الحقوق المتعلقة بكل أشكال المنتوج الفكري والأدبي تستدعي مكافأة صاحبها بمقابل مادي ، وبخصوص التصنيف يمكن الإشارة إلى أن هناك نوعين من حق المؤلف أي الملكية أو براءة الاختراع 1- حق الملكية الصناعية 2- حق الملكية الأدبية أو حقوق المؤلف . وتختص الملكية الصناعية بسن الحقوق التي تحمي المبتكرات الجديدة كالاختراعات و الرسوم و النماذج الصناعية أو لوجويات مميزة تستخدم إما في تمييز المنشآت التجارية (الاسم التجاري) . أما الملكية الأدبية فقد اهتمت بترسيم الحقوق التي تحمي المواد المكتوبة كالكتب و المواد الفنية كالمسرحيات و الموسيقى و المواد السمعية البصرية كالأشرطة السينمائية و الغنائية و الفنون التطبيقية كالرسم و النحت و الصور التوضيحية و الخرائط و البرمجيات الحاسوبية و قواعد البيانات بموجب تعديلات متتالية على الاتفاقية” . و تعتبر حقوق فناني الأداء المتعلقة بأدائهم وحقوق منتجي التسجيلات الصوتية المرتبطة بتسجيلاتهم حقوقا مجاورة لحقوق التأليف وفق التشريع الدولي الأخير .
** كيف تقيمون واقع القرصنة بالمغرب؟
أعتقد أن في غياب إحصائيات رسمية يمكن الاستئناس بها لا يمكن تقديم معلومات في هذا الصدد ، ويبدو أن القرصنة المراد لها في المرحلة الحالية هي قرصنة الأشرطة والأقراص ، ولعل القارئ سمع وقرأ الكثير حول الحملات الموسمية التي تقوم بها السلطات المغربية بين الفينة والأخرى ، كما عاين عشرات الآلاف من الأقراص المضغوطة المقرصنة تم تهشيمها تحت عجلات جرافات إثر صدور أحكام في حق المشبوهين في شأنها ، هنا تحديدا ، نعتقد أن المغرب ما يزال متخلفا ، رغم وجود المكتب المغربي لحقوق المؤلفين وهو جهاز وضعته الدولة لتدبير و رعاية حقوق المؤلف و الحقوق المجاورة في المغرب، عهد إليه المشرع بموجب الفصل 60 من القانون رقم 2.00 المؤرخ في 15 فبراير 2000 المتعلق بحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة، كما تم تغييره و تتميمه بموجب القانون رقم 34.05 المؤرخ في 14 فبراير 2006 . أما فيما يتعلق بالمستوى الفكري فتحضرني حادثة تعرض لها الباحث والأكاديمي المغربي أستاذ القانون إدريس لكريني فنظرا لاشتغاله على موضوع مرتبط ب”الإرهاب”؛ وبينما كان يبحث عبر بعض محركات البحث عن معطيات في هذا الصدد؛ فإذا به يجد بالصدفة دراسة أثاره عنوانها:” رؤية حول الإرهاب الداخلي والإرهاب الدولي، لصاحبها “د.محمد الجبر” أستاذ الفلسفة بجامعة دمشق بسوريا، وهي منشورة في الموقع الإلكتروني لمجلة” المناضل” التي يصدرها حزب البعث السوري؛ في عددها 349 بتاريخ شباط 2007، فبعد أن قراها فوجئ إلى حد الصدمة حيث وجد نفسه يقرأ إحدى دراساته المعنونة ب: “الديمقراطية الأمريكية لمكافحة الإرهاب” التي نشرها منذ أكثر من سنة في مجلة شؤون عربية(الأمانة العامة لجامعة الدول العربية) في عددها 125 ربيع 2006؛ الصفحة 166 وما بعدها ؛ وذلك دون الإشارة إلى هذا المصدر. الملفت هنا أن صاحب السرقة هو “أستاذ جامعي” يحمل شهادة الدكتوراه، وله مجموعة من المؤلفات؛ وأن المجلة التي نشر فيها هذا العمل تصدر عن حزب عربي معروف. كما أن الإجراءات والمساطر الأولية التي قام بها الأستاذ عند اكتشافه للسرقة الفكرية كانت ذاتية صرفة من مكاتبة الموقع ومراسلة الجهات الحقوقية إلى حين نزع اعتراف السارق وتقديمه اعتذارا علنيا قبل طرده من الجريدة ومنعه من النشر بها .واستطيع التأكيد أن إعلامنا المكتوب والمرئي ظل خلال هذه الواقعة خارج دائرة القرار على مستوى التعريف بحيثيات وظروف وملابسات حوادث السرقة الفكرية هاته، وكذالك الإجراءات التي تمكن المبدع من حماية إبداعه و الدفاع عن ملكيته الفكرية حتى يستفيد الباحثون والمؤلفون من تجربته هاته في حماية ممتلكاتهم الفكرية والأدبية.
** ما هي أبرز تأثيرات القرصنة على حقوق التأليف؟
الأعمال المقرصنة تضرب مصالح المبدعين ودور النشر والمؤسسات الإنتاجية في مقتل وعلى حد سواء ويعرضها لخسائر بالملايين، الأمر الذي يؤثر سلباً على إيقاع العطاء الفكري لهؤلاء ويفرغه من حمولته الابداعية . طبعا هناك سماسرة ومستفيدون من وراء القرصنة، هؤلاء يجب ملاحقتهم ومحاكمتهم وفق نظام واضح وقوانين لا تقبل الجدل. فهؤلاء بتمييعهم للمجال يسيئون إلى سمعة المغرب كبلد يحظى بالأفضلية في الخارج، فضلاً عن كون القرصنة تسيء إلى اقتصاد الدولةوتكبد المؤسسات والشركات المنتجةوالممولة خسائر مادية جسيمة،ومن شبه المؤكد أن المبدعين والمؤلفين جزء حيوي من المجتمع ويجب على الدولة حماية إنتاجهم . فالتأليف صناعة ، والقرصنة الفكرية والفنية تجهز على هذه الصناعة وتطعنها في الصميم . إذ كيف يمكن للبلد أن يسعى إلى خلق مناخ استثماري ملائم في وقت لا يستطيع ضمان حقوق مواطنيه . ذلك أن رؤوس الأموال جبانة كما يقال،” ولن يغامر رجال الأعمال في الاستثمار في بلد إلا إذا تأكدوا وضمنواأن استثماراتهم ستحمى بموجب مؤسسات الدولة الأمنية والقضائية. والحديث هنا يشمل أيضاً المؤسسات التي تعنى بالإنتاج الثقافي والإعلامي.”
إن محاربة القرصنة أمر يتطلب تنسيقا محكما بين الحكومة ودوائرها الأمنية والتجارية والإعلامية. ذلك أن القرصنة يمكن ان تكون محلية، وأن تتقمص صفة الدولية ، فالامر يقتضي حرصا شديدا من قبل السلطات الامنية والمكلفة بحماية التراب الوطني
**كم تبلغ قيمة الخسائر الاقتصادية التي يتكبدها المغرب بسببها؟
بكل اسف ، ليس لدينا بيانات وأرقام بهذا الخصوص، لكن بإمكاننا التأكيد على أن الأمر يتعلق بخسائر بملايير السنتيمات . خاصة والأمر يتعلق بالقرصنة بشقيها الأدبي والفني ، ذلك أن مكافحة القرصنة الفكرية شانها شأن محاربة كل التواطئات أمر في غاية الحساسية من أجل ضمان حقوق المؤلفين والمبدعين على نحو عام . في تقديرنا لا يمكن تخيل دينامية الثقافية وسيولة في الإنتاج الفكري في ظل غياب حق واضح ومضمون للمبدعين في كل مجال ، حق يحميهم من التزوير الذي قد يطال أعمالهم سواء اقتباسا نسخها ورواجا في السوق خارج القانون .
**صادق المغرب على مجموعة من الاتفاقيات لحماية المؤلف إلا أن نسبة القرصنة بالمغرب تعد الأعلى في إفريقيا و الشرق الأوسط ما هو رأيكم؟
المصادقة على عدد من الاتفاقيات الدولية تكون في غالب الأحيان غير ملزمة، كما إن الانخراط الدولي لا يلزم بدوره كافة الأطراف كشرط للتفاعل مع قضاياه وهناك أمثلة كثيرة في هذا الشأن.
**ما هي أبرز الجهود المبذولة لمكافحتها؟
كما تعلمون يتوفر المغرب على مكتب لحقوق المؤلف بمهام وصلاحيات واسعة من أجل تنفيذ سياسة الدولة في مجال الملكية الفكرية. وتمثيل المغرب في المحافل الدولية ذات الصلة عبر- إبرام عقود و اتفاقيات مع هيآت دولية مماثلة بقصد حماية و ضمان حقوق المؤلفين المغاربة في الخارجية فضلاعن تدبير شؤون مصالح مختلف الهيآت الأجنبية للمؤلفين داخل تراب المملكة في نطاق الاتفاقيات أو الاوفاق المبرمة معها. لكن التقصير يبدو واضحا فيما يتعلق
بتنظيم حملات التحسيس و التوعية و النهوض بالملكية الأدبية و الفنية على الصعيد الوطني.
- استلام و تسجيل جميع التصريحات التي من شأنها التعريف بالمصنفات و ذوي حقوق. المؤلف و الحقوق المجاورة في الشبكات الرقمية..
**هل هناك بالفعل جمعيات تعمل على محاربة القرصنة و إن وجدت كيف تقيمون الأعمال التي تقوم بها في مجال محاربة القرصنة؟
يحتفل الكثير من دول و شعوب العالم باليوم العالمي للملكية الفكرية الذي يصادف يوم 26 أبريل من كل سنة ، لا جدل في أن لا أثر لذلك فيما يتعلق بساحتنا الثقافية هناك غياب مطلق فيما يتعلق باستيعاب ثقافة القرصنة والجهود المبذولة عالميا من أجل تفعيلها ومحاربتها ، لكن فينا من يعتبر الأمر ذكاء يجب تخصيبه . باستثناء ما نقرأه أو نشاهده بين الفينة و الأخرى عبر وسائل الإعلام الوطنية من مداهمة محلات وحجز أجهزة وآليات يستعملها مشبوهون في صناعة القرصنة وتسويق نتاجها السيليكوني لا وجود لتدابير ملموسة وجدية بهذا الخصوص. فحماية المستهلك ما تزال تقتصر على ارتفاع الأسعار ولا تتعداها إلا حين تتحدث عن بعض الحرص على صحة المواطن عبر تقديم وصلات شعبوية تزعم وعظ المستهلك ونصحه بينما هي في الغالب اشهارية أكثر منها تحسيسية .
**هل هذه الظاهرة تدفع بمجموعة من الكتاب إلى رفض الكتابة و التأليف؟
لا .. الأمر ليس على هذا النحو.. القرصنة في مجال المصنفات الفكرية لا تختلف من حيث تفعيل بنودها فيما يتعلق بأشكال أخرى ، هناك قضايا مثارة أمام القضاء ولا اعتقد ان كاتبا او مبدعا مغربيا توقف عن الابداع ارتباطا بالظاهرة.
**هل بالفعل القراصنة عباقرة و متخصصون في التقليد أم أنهم لصوص و محتالون على الإبداع و الفن؟
يجب التأكيد بداية على تحديد عن أي نوع من القراصنة نتحدث؟ هل نتحدث عن قراصنة السيديات الذين تسعفهم معلوماتهم البسيطة في النسخ والحفر من قرص مضغوط إلى آخر ويقتاتون ، أم عن القراصنة القراصنة الكبار، الامر هنا غاية في الأهمية . في ما يتعلق القراصنة “الهاكرز” فهما حسب مصدر معلوماتي نوعان ” بلاك هات ” أو ” القبعات السود ” وهي فئة من القراصنة تخترق المواقع وتدمرها من اجل المتعة أو لأهداف أخرى غير معلنة ، و” الأيت هات” القبعات البيض وهي فئة في أغلبيتهم يشتغلون لفائدة شركات تنتج وتطور أنظمة الحماية المعلوماتية ، إذ مع طرح نظام حمائي جديد يطلب من هذه الفئة اختراقه على سبيل التجريب من اجل الكشف عن عيوبه . هؤلاء حسب علمي يجتمعون سنويا في إطار مسابقات تحفيزية غالبا يتوج الفائزون بهدايا مادية . إنها فئة من الناشطين الرقميين يتم استغلالها في إطار فوضى خلاقة من اجل تطوير أساليب الحماية وقواعد البيانات والمعطيات . وغالبا ما تقود مغامرات احدهم إلى السجن ومنه إلى الشركات الكبرى اللصوصية في الأنظمة المعلوماتية تتحول إلى مهنة ، لكن براتب كبير .
**هل يمكن تصنيف القرصنة ضمن الجرائم الالكترونية؟
هي جريمة بكل المقاييس.
**تصنف القرصنة في خانة السرقات الأدبية والفكرية و الانتحال و التزييف و البعض ينعتها بأبشع صور الاعتداء على حقوق التأليف فهل تشاطرونهم الرأي؟
بكل تأكيد ، لكن يتعين على المدعين إثبات ادعاءاتهم بالحجة والدليل .
**بالنسبة للعقوبات المنصوص عليها في القانون الجنائي المغربي المتعلقة بالقرصنة هل في نظركم تتناسب و حجم الخسائر التي تسببها؟
الإجراءات القانونية الرادعة والزجرية في ظل الوضع الجديد تتسم بالنجاعة والفاعلية رغم عدم مواكبتها للمستجدات الدولية في علاقة بالتطور المتسارع على كافة الاصعدة . أن – الدفاع عن الحقوق المادية و المعنوية للمؤلفين أمام المحاكم لصيانة حقوقهم المعنوية و المادية. تأهيل الأعوان المنتدبين من لدن الوزير الوصي بأداء اليمين و تحرير المحاضر لمعاينة المخالفات للقانون – القيام بحجز المسجلات الصوتية و السمعية البصرية و كل وسائل التسجيل المستعملة و كذا كل المعدات التي استعملت في الاستنساخ الغير القانوني- التنسيق مع إدارة الجمارك و الضرائب غير المباشرة قصد وقف التداول الحر لسلع مشكوك في مشروعيتها. التنسيق مع مقدمي الخدمات عبر شبكة الانترنيت لتحديد هوية مرتكب خرق مزعوم لحقوق المؤلف أوالحقوق المجاورة و تحديد المسؤولية لمقدمي الخدمات أقصى ما يمكن إن يقدمه المشرع المغربي الآن.
**ما هي في نظركم أهم الإجراءات أو الحلول التي يجب القيام بها للحد من الظاهرة؟
أعتقد أن الإجراءات في علاقة بالموضوع نوعان ، قانونية بالدرجة الأولى ثم أخلاقية بعد ذلك . ونعتقد أن مواكبة التشريعات الدولية والالتزام بتفعيلها شرط ضروري لخلق واقع يتسم بالموضوعية والمصداقية في هذا الخصوص، يأتي الجانب الأخلاقي بمعنى أن يسارع المبدع وصاحب الابتكار إلى حماية منتوجه بطرق قانونية لدى الجهات المختصة ثم العمل بجدية على فضح هذا السلوك بكل الوسائل الممكنة بما في ذلك القضاء متى تعرض عمله للقرصنة .
**هل المغرب قادر على ربح معركته ضد القرصنة؟
المسالة تتحدد عبر نجاعة القوانين وملاءمتها من جهة وتفعيلها على ارض الواقع بالصرامة اللازمة من ناحية ثانية .
**بالنسبة للحملات التي تقوم بها السلطات ضد هؤلاء المحتالين على الإبداع و الفن في الأسواق و أمام المساجد و في كل مكان هل في نظركم أعطت نتائجها على أرض الواقع أم أن الظاهرة اتسعت بشكل يصعب معه حصرها؟
الحملة تظل دائما محكومة بالظرفية، وهذا مصدر إفلاسها ، ودليلنا في ذلك محاربة زراعة القنب الهندي أو المخدرات عموما، أو حملات السلامة الطرقية التي تسجل أرقامها ارتفاعا ملحوظا حتى ومداد الحملة لم يجف بعد ، كما أن كميات المخدرات بأنواعها و التي تصادر كل يوم على أبواب المطارات والموانئ اكبر بكثير مما يتم إحراقه زمن الحملات .
**بالنسبة للفنانين الذين يجدون أفلاما لهم و أغاني في أقراص مدمجة تباع بمبلغ 3دراهم أو5دراهم،هل هذا يؤثر عليهم ماديا و نفسيا و هل هم قادرون على مواصلة مشوارهم الفني رغم توسع هذه الظاهرة؟
المسالة هنا تحديدا تحتاج إلى دراسة وتأمل عميقين ، فهناك من التراث الشعبي ما يتم تداوله على كل لسان وفي قوالب غنائية لجغرافيات إثنية متباينة ، حتى انه يصعب تحديد مصدره ونشأته بله نسبته إلى منطقة أو شخص معين . هناك أغنية شعبية تؤدى في مختلف مناطق المغرب بنفس الكلمات وبالحان جهوية، فمن جهة لا يستطيع أحد إدعاء ملكيتها ، ومن جهة أخرى هي على كل لسان وبلا لسان. بالنسبة للفنانين ” وهم درجات” في الشعبية بمعناها الشعبي الذين يجدون أفلاما وأغاني في أقراص مضغوطة في أسواق شعبية لا يتجاوز ثمنها 3الى 5درهم للقرص، فالمسالة في تقديري سيف ذو حدين .إذ بقدر ما تلعب دور الشهرة التي يحتاج إليها الفنان المقصود حيث يصل صوته إلى أقصى المناطق، بقدر ما تنعش جيوب فئات شبابية ذات نشاط اقتصادي موسمي .لكن الخاسر الأكبر في نهاية المطاف هو الإبداع الحقيقي .
**هل التطور التكنولوجي و تقنية” اليوتوب” ساعدت على انتشار هذه الظاهرة أكثر؟
بالتأكيد ، فالفئة المعنية هي المسؤولة عن إدراج وتنزيل الأشرطة والكليبات في اليوتوب أوغيره ، فهي من يحملها وتجعلها صالحة للعرض على الشبكات والمواقع ومتاحة للجميع .
**كلمة أخيرة و إلى من توجهونها؟
إلى الفاعلين المغاربة في حقل الإبداع الفكري الفني والتقني على المبدع الكاتب المخترع أن لا يتوانى لحظة في نشر إبداعه في منابر محترمة لها وزن فكري راجح وان يعمل جهد المستطاع على تحصينه عبر تسجيله لدى الدوائر المتخصصة ، هذا من ناحية، كما يتعين عليه فضح ذوي الضمائر غير الحية في كل المنابر وبكل الوسائل المتاحة ، وعدم التسامح معهم حتى لا يكرروا نفس السلوك المشين .
حنان المنصوري صحفية بجريدة الحركة المغربية
3
أضف هذا الموضوع إلى الفيسبوك أضف هذا الموضوع إلى تويتر


نظام اخر للتعليقات مدموج بالفيسبوك – لتعميم تعليقكم بشكل كبير
نرجو نشره في الفيسبوك أدناه وكذلك في مربع تعليقات الحوار المتمدن في نهاية الصفحة
دعوة للانضمام: مواقع مؤسسة الحوار المتمدن في الفيسبوك
ادعم الفكر اليساري والعلماني بالمشاركة ودعم هذه المواقع من خلال النقر على الزر
اعجبني – Like

تعليقات حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الحوار المتمدن وإنما تعبر عن رأي أصحابها
------------------------------------------------------------------------
العدد: 99047
1 – مد كاسح رهيب
2010 / 2 / 28 – 20:58
التحكم: الكاتب-ة
عبد الالهa.bessagmar
الأخ والزميل الكريم عزيز
ان القرصنة شاملة مع انتشار وسائل الاتصال الحديثة وهي فن قديم يبدأ بسلخ أفكار وكتب الاخرين ولا ينتهي بسلخ جلد مقال في موقع معين على أنه من كد وتعب الموقع المقرصن ( بالكسر) ولنا محليا ووطنيا جيش من المقرصنين يصول ويجول دون حسيب او رقيب ولا حول ولا قوة الا بالله ....تحية عميقة لتسمية الأشياء بمسمياتها
أخوك عبد الاله بسكمار/تازة
------------------------------------------------------------------------
إرسال شكوى على هذا التعليق قيم التعليق: 12
------------------------------------------------------------------------
العدد: 99231
2 – نعم الإختيار
2010 / 3 / 1 – 11:28
التحكم: الحوار المتمدن
الشريف كوزي
السلام عليكم
الواقع أن هذا المرض – القرصنة – أصاب كل مبدع في الصميم ، والمشكل أن هذا يتنامى بشكل مطرد وبدأ يأخذ أبعادا كبيرة وعلى كافة الأصعدة وعلى طول الخريطة الجغرافية للمغرب ،ويجب التدخل لإنقاذ الإبداع والمبدعين من هذا الحيف، ولقد أحسنتم صنعا حين سميتم الأشياء بأسمائها ، إن مانراه بين الفينة والأخرى من حملات ماهي في واقع الأمرإلا مهدئات أو مسكنات لمرحلة عابرة . يجب الضرب على أيدي هؤلاء وبدون شفقة وبكل الوسائللوقف هذا النزيف الذي يسئ للجميع، والواقع أن الصحفية – حنان المنصوري – حين اختارتكم للحواروضعت يديها على إسم له معجبوه ومريدوه ، فمزيدا من العطاء والتألق ودمتم لنا ذاك النبع الذي لا ينضب .دامت مودتنا وإلى لقاء جديد
------------------------------------------------------------------------
إرسال شكوى على هذا التعليق قيم التعليق: 53
------------------------------------------------------------------------
رد الكاتب-ة
العدد: 99347
3 – الشريف كوزي المحترم
2010 / 3 / 1 – 18:32
التحكم: الحوار المتمدن
عزيز باكوش
دائما وابدا تشكل ملاحظاتك وتوجيهاتك افقا استشرافيا يغني ويضيف في الفق تطوير منتوجنا وتخصيبه نظريا وموضوعاتيا
امدك الله بطول العمر سيدي وحفظ اسرتك الكريمة
عزيز باكوش
------------------------------------------------------------------------
إرسال شكوى على هذا التعليق قيم التعليق: 8
------------------------------------------------------------------------
العدد: 219337
4 – التصرف اللا مشروع في ابداع فني
2011 / 2 / 20 – 19:05
التحكم: الكاتب-ة
نورالدين حداد
مند سنتين خلت اعددت برناجا تحث عنوان قضية تحث المجهر وحددت اطار العمل بها واتصلت بشركة الانتاج الخاصة بالممثل المغربي سعيد الناصري والذي تلقى مني الانتاج بعدما مكنني من تأشرة شركة انتاجه وتوقيعه.
لكن وبعد سنتين من الوعود الخاوية فوجئت ببرنامجي يمنح بطريقة غير مشروعة الى جهة أخرى اختارت له عنوان آخر هو أخطر المجرمين والذي تم بثه بالقناة الثانية
طبعا اتصلت بالقناة الثانية بالطرق القانونية مباشرة بعدما علمت ببدئ تصوير البرنامج الا أن طلبي لم يثم الالتفات اليه أو الاستماع الي بخصوصه
وبذلك أصبح البرنامج يبث شهريا بعدما نسب الى جهة أخرى
طبعا ومن المؤكد أن القضية ستحال على القضاء بعدما توجهت بانذار الى شركة الانتاج لمعرفة سبب التصرف في عملي الابداعي غير أن الانذار بقي بدون جواب
انه قمة الاعتداء على حقوق الغير والمسؤول سيكون عبرة للغير من خلال ما ستؤول اليه المحاكمة
------------------------------------------------------------------------
إرسال شكوى على هذا التعليق قيم التعليق: 7
------------------------------------------------------------------------
رد الكاتب-ة
العدد: 219348
5 – العزيز نورالدين
2011 / 2 / 20 – 20:20
التحكم: الحوار المتمدن
عزيز باكوش
بعد التحية
الرجاء اطلاعنا على مجريات المتابعة القضائية
مودتنا
------------------------------------------------------------------------
إرسال شكوى على هذا التعليق قيم التعليق: 11
------------------------------------------------------------------------
العدد: 358238
6 – القرصنة
2012 / 4 / 19 – 07:41
التحكم: الحوار المتمدن
الدكتور ياسر موسى ادم كباشى
اولا ماهية القرصنة
ثانيا ماهى انواع القرصنة
ثالثا كيفة نكافح القرصنة
رابعا هل هنالك مشروع قانون للقرصنة
ارجو ان اجد اجابة لذلك
------------------------------------------------------------------------
إرسال شكوى على هذا التعليق قيم التعليق: 0
------------------------------------------------------------------------
رد الكاتب-ة
العدد: 358259
7 – مرحبا سأعمل على دلك
2012 / 4 / 19 – 09:33
التحكم: الحوار المتمدن
عزيز باكوش
في الايام القليلة القادمة
شكرا لتواصلك الراقي جدا
------------------------------------------------------------------------
إرسال شكوى على هذا التعليق قيم التعليق: 0
------------------------------------------------------------------------


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.