حلت المملكة المغربية في المركز الرابع والعشرين بين الدول الأكثر أمانا في العالم لسنة 2021، بعد تحقيقها لنقطة إجمالية قدرها 8.0539، تبعا للبيانات المنشورة من طرف مجلة "غلوبال فاينانس"، التي ترصد مدى قدرة المنظومات الصحية العالمية على إدارة الأزمة الصحية المتعلقة بفيروس "كورونا" المستجد. ويعتمد التصنيف طيلة السنوات الفائتة على مجموعة من المؤشرات الفرعية، أبرزها الكوارث الطبيعية، الجرائم، الإرهاب والحروب، لكنه أضاف هذه السنة مؤشرا جديدا يتعلق بالأمن الصحي، نظرا إلى التداعيات الناجمة عن تفشي الفيروس التاجي. وتصدرت الإمارات العربية المتحدة الترتيب الإقليمي الخاص بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تبعتها قطر، والبحرين، ثم الكويت، فالمملكة العربية السعودية، بينما جاء المغرب في المرتبة السادسة عربيا، تلته عمان والأردن، ثم مصر التي تبوأت المرتبة التاسعة. ويمنح التقرير كل دولة عددا معينا من النقاط التي تعادل درجة الخطورة بها؛ ومن ثم، فكلما انخفض رصيد الدولة من النقاط كانت أكثر أمانا. وشمل التصنيف هذه السنة 134 دولة عبر العالم، وركز بالأساس على مدى استجابة البلدان لمواجهة "كوفيد-19". ويعد معدل الوفيات لكل فرد المقياس المباشر لمعرفة مدى استجابة دولة معينة بشكل جيد أو ضعيف لتفشي فيروس "كورونا" المستجد، وفق المصدر ذاته، الذي لفت إلى أن المؤشر الوبائي المذكور يعتمد بدوره على البنية التحتية الصحية، والقدرات الحكومية، وحجم التطعيم الجماعي، واحترام التدابير الاحترازية. وغابت أغلب البلدان الأوروبية عن المراكز العشرين الأولى، بخلاف التصنيفات السابقة، وهو ما يُفسَّر بالتجاوب المتوسط والسيئ مع الأزمة الوبائية العالمية، حيث عانت تلك الدول، خاصة البرتغال وإسبانيا وسلوفينيا وبلجيكا، من تبعات الفيروس التاجي. في المقابل، تبوأت العديد من بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مراكز متقدمة في التصنيف، لا سيما الإمارات العربية المتحدةوقطر والبحرين والكويت والسعودية والمغرب، اعتبارا لمقاربتها الجيدة في التعامل مع الإصابات اليومية، والتقدم الملحوظ في عمليات التلقيح. وأشار التقرير إلى أن القوى الكبرى بالعالم تحولت إلى بؤر وبائية، عكس ما توقعه الجميع نظرا إلى الإمكانات المالية والقدرات التجهيزية الضخمة التي تتوفر عليها، ضاربا المثال بالولايات المتحدةالأمريكية وفرنسا والمملكة المتحدة، والشأن نفسه ينطبق على القوى الإقليمية (الصين، روسيا، الهند، البرازيل). وخلصت مجلة "غلوبال فاينانس" إلى أن الطارئ الصحي قلب موازين القوى العالمية، وأعاد ترتيب البلدان في ما يتعلق بالأمن القومي، بعد اعتماد التصنيف على المؤشر الجديد ذي الصلة بفيروس "كورونا" المستجد، الذي يمثل تحديا جديدا للحكومات في مختلف أنحاء العالم، متسائلة في ختام تقريرها عن كيفية التعامل المستقبلي مع الجوائح المحتملة.