تعتبر نعيمة السبتي الرسم ملجئها الوحيد ولوحاتها بمثابة الوطن الذي حملته معها منذ سنين، حيث تقول من خلال الرسم أضع أفكاري أمامي .. أحاورها وتحاورني لوحاتي هي وطني الذي حملته معي منذ سنين عديدة ،هو وجه أمي ورائحتها هو لغتي العربية وهي تلف الوجوه الأنثوية ممزوجة بالثقة والاستمرار بالحفاظ على الهوية المغربية. تحمل كل لوحة فنية من لوحات نعيمة السبتي قصة وحكاية عريقة تروي الصعوبات والتحديات التي تواجهها المرأة المغربية، وحول ذلك تقول "كل لوحة تحمل حكاية تسرد ذاتها بصوت عتيق عريق ربما قصة امرأة تجابه الحياة تثبت شخصيتها رغم الصعوبات وتضيف " أحياناً هي صور من مكنونات القلب بما يحتويه من حنان وحنين للأرض بالمكان القريب بالروح فهذه اللوحات تطرح الحوار بين الشعر والريشة يحمله المشاهد معه حتى يشكل الحكاية من جديد حسب تجربته الشخصية مع الحياة"
وحول مشاركتها في مختلف المعارض تقول السبتي" الفن لغة عالمية ومن خلال تجربتي في المعارض هناك تجاوب ملحوظ فكل شيء غريب يجذب المشاهد والكثير من الأجانب يعرفون في لوحاتي أنها لغة عربية رغم عدم فهمهم لما هو مكتوب إلاّ أنها تنال إعجابهم ، وهذا هدفي اطلاع العالم على الفن المغربي الراقي وهناك الكثير من الأسئلة يسألونها عن لوحاتي والتي يطمعون من خلالها فهم الثقافة المغربية الأصيلة"
تمثل معظم لوحات نعيمة السبتي الفنية صوراً لوجه الإنسان بشكل عام ووجه المرأة بشكل خاص وعن ذلك تقول " أغلب اللوحات تمثل صورة وجه بشكل عام أو وجه امرأة هذا لأن الإنسان بطبعه كائن حي والوجوه تستهويني في معظم أعمالي خاصة الوجه الأنثوي ،ربما متحيزة للمرأة أو ربما هو الشوق لوجه أمي لأنني أعيش بعيدة عنها أحب أن أرى انعكاس وجهي أمام هذه الوجوه التي تكون في تناغم مع الحالات النفسية التي أعيش"
نالت الفنانة التشكيلية نعيمة السبتي الكثيرمن الشهرة في المغرب وخارجه، حيث تميزت لوحاتها الفنية بتسليط الضوء على قضايا واقعية يعيشها المغرب ، وترى نعيمة أن الفن كالقصائد التي تحملها الألوان والتي تنقذ الإنسان من الاختناق والضياع والهلاك فتكون كاليد الخضراء المنقذة له، وفي هذا الصدد تقول " بصفتي فنانة تشكيلية مغربية اشتركت في العديد من المعارض الوطنية والدولية وهناك معارض ننظمها جماعة ،بحيث كل فنان يعطي نصيبه من المال ،ومعارض أخرى أنظمها شخصيا من (مالي الخاص) أستقطب اليها فنانين للمشاركة بلوحاتهم حبا في الابداع وليس تجارة كما يدعي البعض .
وفي هذا الصدد تقول السبتي أشكر الفنانة عيادي أنيسة التي تمنحنا فضاءها في كل معارضنا بفرنسا association les gazelles d'orient لعرض أعمالنا ،كذلك وبمبادرة من مجموعة من الفنانين التشكيليين أسست جمعية ثقافية فنية تحمل اسم Arts sans frontiere ستقوم على رعاية ودعم الفنانين التشكيليين المغاربة وتوفير ظروف ملائمة لنشر أعمالهم وإقامة معارض لهم داخل وخارج المغرب.