مع حلول شهر رمضان الكريم تعرض القناتين الحكوميتين الأولى والثانية ، ما تسميهما برامج شهر رمضان وهي برامج تقول عنهما القناتان المغربيتان أنهما تحترمان الخصوصية المغربية !!؟؟ برامج القناتين وبخاصة قناة دوزيم تستحق الكثير من التأمل سواء في تفاهتها الزائدة أو في الرسائل الحاملة لها ،فعلى سبيل المثال تعرض القناة الثانية مسلسل " ياك حنا جيران " وهو مسلسل من إخراج بطل العادة السرية في فيلم " كازا نيغرا " ومن إنتاج نبيل عيوش ،هنا تتضح الصورة قليلا ويمكن للمتتبع تخيل أحداث المسلسل ،هذا إذا افترضناأن المتتبع شخص -ذواق - للإنتاج التيلفزيوني المغربي وحتى السينمائي ،لكن لمن يتابع مسلسل " ياك حنا جيران " سيكتشف أن العنوان الصالح للمسلسل هو "ياك حنا قللين الترابي " على سبيل المثال في إحدى حلقات المسلسل الرديئ الذي لا يعكس بالمرة قدسية شهر رمضان ولا أصالة وطابع الأسرة المغربية المسلمة المحافظة نجد أنه من العادي جدا إظهار إحدى السيدات ( منى فتو ) وهي تتحكم في زوج مخي قليل النفس وقد " بيناتا " في شاب مهاجر يدعى عيسى الذي لا يتردد هو وأخته المصون ( نبيلة مرحين ) في قذف بعض العبارات الهولندية دلالة على أنه من بيئة غربية بأصول ماروكانية بينما أولئك المتحلقين حول مائدة التفاهة التلفزيونية المغربية مجرد حفنة من الأميين الجاهلين ،هنا تكون رسالة صانعي المسلسل واضحة لا تحتاج لتفسير أو تأويل وهي أنه في حالة وجود امرآة مطلقة فيمكنها الصيد عن طريق" التحلويين" على شاب باستدراجه لبيتها بدعوى إصلاح الحاسوب لتحقيق الهذف المنشوذ . في رسالة أخرى فاضحة لا تقل عن الأخرى سفالة من مسلسل " ياك حنا قللين الترابي " يظهر الإفرنجي الهولندي المدعو عيسى في حلة إنسان متدين بلحية سوداء يبيع المسك والسبحة ، الرسالة الموجهة للمغاربة وبخاصة أولئك المتمسكين بدينهم أنهم مجرد محتالين يستغلون الدين مطية للبيع والشراء وتكديس الأموال بينما هم في الحقيقة مجرد محتالين يستغلون سذاجة البسطاء من عامة الشعب . رسائل المسلسل عديدة وهي كلها رسائل ملغزة تكشف عورة صانعي المسلسل غير أن الخلاصة الجامعة هي أن برامج رمضان في القناتين معا مجرد برامج لتكليخ الناس والصائم والمساهمة في إفطاره وذلك قبيل آذان المغرب حتى . على المغاربة جميعا أن يمتنعوا عن تمويل التليفزيون الحكومي ، فالتلفزيون الذي لا يحترم مواطنيه لا يجب أن يمول بأموال الشعب وإلا ما معنى أن يتم عرض المسلسلات المدبلجة التافهة في ساعات الذروة وهي مسلسلات لا علاقة لها لا بتاريخنا ولا بثقافتنا ولا حتى بديننا اّلإسلامي وفي ساعات الليل المتأخرة يتم عر ض البرامج الوثائقية المفيدة. والحقيقة أن الكثير من المغاربة لا يشاهدون بالمرة القنوات التلفزيونية المغربية التي تشبه إلى حد كبير تلك المرآة الحامل التي تفرخ كالبعوض دون أن يكون لتفريخها نتائج بالمرة ،صحيح أننا نستثني أولئك المغاربة البؤساء المجبرين على مشاهدة التافهة المغربية لأنهم ببساطة لا يمتلكون إلا " الكسكاس " وقديما كنا مجبرين نحن ايضا على معايشة التعذيب اليومي الذي يمارسه التلفزيون المغربي علينا لكن مع الفضائيات يبدوا لي أن العينة الوحيدة التي ستظل وفية ومحافظة على مشاهدة التلفزيون المغربي هم أولئك الممثلون " المبلوزين " والمنتجون ،هكذا سينتجون الأفلام والمسلسلات لأنفسهم وحدهم ويتفرجون عليها !!!وستكون سابقة في العالم أجمع ان يتفرج الممثل والمنتج على تفاهتهما معا وعلى طاولة واحدة ، ربما يكون ذلك من يدري . على كل فلوس زعطوط كيكلوهم القطوط ، ترى من يكون زعطوط هذا ؟؟ في الختام عيدكم مبارك سعيد . [email protected] http://9isa.maktoobblog.com