شد الوجه، شفط الدهون، حقن مادة «البوتوكس»، زرع الشعر، نفخ الشفتين وتكبيرحجم الصدر أو تصغيره وغيرها من التقنيات تجميلية حديثة، أصبح تداولها والإقبال عليها بمثابة الأمور الضرورية التي تحرص عليها كل الفئات الإجتماعية. كل حسب احتياجاته وأولوياته. «اليوم وبفضل انتشار وسائل الاتصال، القنوات الفضائية، مجلات الموضة.. ارتفعت وثيرة اللجوء لعمليات التجميل.. لدرجة أن فتيات لم يتجاوزن بعد عقدهن الثالث يقبلن أيضا على مثل هذه العمليات ..» يقول الدكتور صلاح الدين السلاوي اختصاصي في التجميل. إذ تلجأ أساسا إلى تقويم الأنف، الأذن، الحاجبين .. إما الأوساط الفقيرة أكثر ما يشغلها هو إزالة الأوشام التي لم تعد مستحبة من طرف النساء وكذا التخلص من آثارالحروق والتشوهات الناتجة عن حوادث مختلفة. فيما تلجأ فئة أخرى من الأوساط الميسورة إلى صرف الأموال بسخاء منقطع النظيرمن أجل الحصول على جسد رشيق يستجيب للمقاييس الجمالية العالمية، وكذا للهروب من شبح التجاعيد الذي ينذر بقدوم الشيخوخة. خلافا لما يظنه البعض فإن عمليات التجميل ليست حكرا علي النساء المغربيات فقط، إذ يضطر العديد من الرجال إلى إجراء عمليات التجميل، من تشبيب الوجه إلى شفط الدهون وزرع الشعر. وتعد هذه الأخيرة أكثر العمليات التي تستقطب الرجال، حيث أن 90٪ منها تخصهم دون النساء. وتمثل جراحة تقويم الأنف نفس الأهمية بالنسبة للمراأة والرجل، حيث تحتل 50٪ بالنسبة لكل منهما. ويقبل بعض الرجال على عمليات شفط الدهون التي تكون في الجفون وتظهرمنتفخة. وعكس ما يظنه بعض الناس فإن الرجال بدورهم يقبلون بشكل كبيرعلى جراحة التجميل، خاصة شفط الدهون والشحوم، وتجميل الثديين، حتى تبدو صلبة ومتماسكة. وتبقى عمليات زرع الشعرمن أكثر أنواع العمليات التي يقبل عليها الرجال بشكل كبير، لأن أغلبهم يصاب بالصلع عندما يبلغ سنا معينا. ويؤكد العديد من المختصين في جراحات التقويم والتجميل أن المغرب تحول إلى قبلة للراغبين في إنجاز عمليات التجميل، فمن بين 3000 عملية تجرى سنويا بالمغرب حسب احصائيات لوزارة الصحة، 20 بالمائة منها يستفيد منها أجانب،معظهم يقبلون على همليات تصحيح الجنسوتقويمه. وتتراوح أثمنة هذه العمليات ما بين 2000 و30000 درهم حسب طبيعة التدخل الطبي. ولا تقتصر جراحة التجميل على تغيير بعض جوانب الشكل غير المرغوب فيه، أو التخفيف من وطأة مظاهر الشيخوخة، بل إنها تضم كذلك جراحة التقويم، ويقصد بالتقويم ترميم بعض التشوهات التي تكون إما خلقية أو ناتجة عن حروق أو حوادث أخرى كحوادث السير وغيرها. وهنا يشير الدكتور صلاح الدين السلاوي إلى أن أقصى التشوهات تلك التي تتعلق بانقسام الشفاة العليا وقد يمتد هذا الإنقسام إلى سقف الحلق. ومعروف أن شخصا واحدا من بين 900 آخرين في العالم يولدون بهذا التشوه. لكن ما الذي يمكن أن ينافس الشهرة العاملية التي اكتسبها الأطباء المغاربة المختصون في جراحات التقويم والتجميل؟ الجواب حملته المغربية لأطباء التجميل والتقويم التي باتت تدق ناقوس الخطر نتيجة الفوضى التي تعم مجال ممارسة طب التجميل واقتحامه من قبل غير المختصين مما يعرض حياة المواطنين للخطر. فكفاءة وشهرة عدد من الأطباء المغاربة في هذا المجال، فسحت المجال للعديد من الدخلاء على الميدان لعرض خدمات تجميلية بأثمنة تنافس تلك المعتمدة وبتقنيات قد تشكل خطورة على المقبلين على خدمات غير المختصيين في العمليات التجميل. إذ أن عددا من صالونات التجميل والتخسيس باتت تعرض خدماتها علي زبنائها من الجنسين، ومثلا توفر لهم حراجات تصحيح الحاجبين بأثمنة تترواح ما بين 1500 و2500 درهم، وتجرى هذه العمليات في غياب شروط النظافة والوقاية الصحية.