أبرز المشاركون في ندوة صحفية عقدت مساء اليوم الخميس بالدار البيضاء على هامش فعاليات الدورة الخامسة لمنتدى "أورو ميد - كابيتال 2016" أن المغرب مؤهل ليشكل أرضية لتدفق الرأسمال الاستثماري نحو إفريقيا. وأوضحوا في هذه الندوة التي نظمتها جمعية "أوروميد كابتال" أن هذا الدور المغربي في هذا المجال يعد نتيجة لما يتوفر عليه المغرب من خبرة في ميدان التعاون مع البلدان الإفريقية ولما ينعم به من استقرار على الصعيد الماكرو-اقتصادي وما تحقق من مسيرة تنموية تحظى باعتراف المؤسسات المالية الكبرى مثل الصندوق العالمي وصندوق النقد الدولي. وأبرزوا أيضا توفر المغرب على بنية تحتية من طرقات وطرق سيارة وموانئ وسكك الحديدة ومطارات وقطاع للخدمات والتواصل والمواصلات الجوية حيث أصبح من الممكن اليوم السفر انطلاقا من مطار محمد الخامس بالدار البيضاء نحو أزيد من ثلاثين وجهة إفريقية مما يجعل المغرب نقطة عبور أساسية بين أوروبا وإفريقيا. وأشار المتدخلون إلى القطب المالي للدار البيضاء الذي أصبح يتوفر في إطار النظام البيئي على 100 مقاولة من بينها تمثيليات مانحين من الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا ومن دول الخليج بالإضافة الى صندوق (أفريك 50) الذي أطلقه البنك الإفريقي للتنمية الرامي إلى تسريع البنية التحتية بإفريقيا والذي يتوقع أن يرفع الاستثمار في هذا الجانب إلى ما يعادل 100 مليار دولار لتحقيق المشاريع البنيات التحتية بإفريقيا. واعتبروا أن هذه المشاريع من شأنها أن تخلق المزيد من مناصب الشغل في بلدان جنوب المتوسط والبلدان الإفريقية جنوب الصحراء وتعزز خلق شراكات بين الأفارقة والأوروبيين وتنظيم دورات تكوينية حول التقنيات الجديدة للأعمال بين الطرفين إلى جانب العمل على تبادل الخبرات خاصة فيما يتعلق بالجانب المالي. وسجلوا بالمناسبة وجود بعض نقاط التشابه بين بلدان ضفتي المتوسط بخصوص الممارسات الاستثمارية وفي المجال البنكي والإطار القانوني مما يشكل بنظرهم تقدما في العلاقات المرتبطة بتشجيع الاستثمار والتوجه نحو تطوير العلاقات مع إفريقيا بالتدريج خاصة بعد الجمود الذي طبع هذه العلاقات قبل وإبان السنوات الخمس الأخيرة . وأبرز المنظمون أن المرحلة الحالية أصبحت تستدعي القطاع الخاص إلى التفكير في العودة للاستثمار في إفريقيا نظرا لما ستلعبه القارة السمراء من أدوار أساسية في التنمية على الصعيد الدولي خلال العقود القادمة موضحين أن إفريقيا ستكون في أفق سنة 2050 في مقدمة التطور العالمي خاصة على مستوى البنية البشرية وارتفاع نسبة الساكنة النشيطة والصعود القوي المرتقب للطبقة المتوسطة التي تعد مصدرا أساسيا للتنمية وخلق مناصب الشغل. وشارك في الندوة كل من أموري موللييز المدير العام المنتدب لمؤسسة "بروبارس" من فرنسا ودومينيك نوفيليت عن مؤسسة "سيباريكس" (فرنسا) ونيكولا إيشيرمان من نفس المؤسسة ولمياء المرزوقي نائبة المدير العام ل "كازا فينونس سيتي أوطوريتي". للإشارة فقد تضمن برنامج هذا المنتدى سلسلة من المداخلات في محاولة لتقاسم وجهات النظر حول مظاهر النمو مع بلدان القارة السمراء، وانفتاح المقاولات وعولمتها، إضافة إلى دور الخوصصة العادلة في دعم الابتكار وخلق المزيد من فرص الشغل، وكذا البنيات التحتية والتمويل الشامل كأدوات أساسية لتحقيق التنمية المستدامة. و يشكل هذا المنتدى فضاء لتوحيد رؤى الفاعلين في كافة محطات حلقة التمويل (الأبناك والمستثمرون ومكاتب تدقيق الحسابات وخبراء المحاسبة والمحامون ووكالات التواصل المالي وغيرهم من العاملين في مجال الاستثمارات المالية). يذكر أن جمعية "اوروميد كابتال"، التي تخلد هذه السنة الذكرى العاشرة لميلادها، دأبت منذ إحداثها سنة 2005 على تعزيز المبادلات بين أوروبا وشمال إفريقيا، وذلك بمبادرة من بنك الاستثمار الفرنسي "بي بي إي فرانس" والمجموعة الصناعية "سيباريكس" وصندوق تدبير أصول ورساميل الاستثمارات عبر القارة الإفريقية "افريك انفست"، مستغلة في ذلك علاقات تعاون قوية تربطها بالعديد من الفاعلين بضفتي المنطقة المتوسطية، وخاصة منهم الجمعيات المهنية الفاعلة في مجال الاستثمارات المالية.