أخنوش يترأس الوفد المغربي المشارك في الدورة ال80 للجمعية العامة للأمم المتحدة    البطولة.. الوافد الجديد أولمبيك الدشيرة يحقق أول نقطة له في قسم الصفوة بتعادله مع اتحاد تواركة    توضيحات بخصوص اعتماد المغرب مسطرة طلب ترخيص إلكتروني للدخول إلى التراب الوطني خلال كأس إفريقيا    الدولي المغربي صيباري يهز شباك أياكس في قمة الدوري الهولندي        وجدة: توقيف شخص متورط في ترويج المخدرات والمؤثرات العقلية وحجز آلاف الأقراص    موهوب يسجل في مرمى "أورينبورغ"    "كوباك" تعرض منتجات في "كريماي"    تساقطات مطرية مرتقبة بالريف وشرق المملكة    أخنوش ينوه بمهنيي الصحة ويلوح باتخاذ الإجراءات اللازمة في حق من لا يؤدي مهامه منهم    الدوري الدولي لكرة القدم داخل القاعة بالأرجنتين..المنتخب المغربي يتفوق على نظيره للشيلي (5-3)    في بيان المؤتمر الإقليمي للاتحاد بالعيون .. المبادرة الأطلسية من شأنها أن تجعل من أقاليمنا الصحراوية صلة وصل اقتصادي وحضاري    هولندا.. مقتل مشتبه به برصاص الشرطة نواحي روتردام    العيون .. قارب مطاطي مهجور يثير الشكوك حول أنشطة غير مشروعة بسواحل الإقليم    الحسيمة.. نقابة تحذر من انهيار المنظومة الصحية وتطالب بلجنة مركزية للتحقيق    ميناء طنجة المتوسط يطلق مشروع توسعة بقيمة 5 مليارات درهم    الرجاء ينهي ارتباطه بالشابي وفادلو على بعد خطوة من قيادة الفريق    بريطانيا وكندا وأستراليا تعترف رسميا بدولة فلسطينية    مصرع شابين في حادثة سير مميتة بإقليم شفشاون    المغرب يترقب وصول دفعة قياسية من الأبقار المستوردة الموجهة للذبح        خط أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي يجسد الرؤية الملكية الاستراتيجية من أجل إفريقيا أكثر اندماجا (أمينة بنخضرة)    أداء مطارات أوروبية يتحسن عقب هجوم سيبراني        الناظور.. اعتقال شرطي اسباني وبحوزته 30 كيلوغرامًا من الحشيش        دور الفرانكفونية تجدد الثقة بالكراوي    بنخضرة: خط أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي يجسد رؤية الملك للاندماج الإفريقي    الملك: علاقات المغرب وأرمينيا متينة    إسرائيل تعيد إغلاق معبر الملك حسين    عملية بئر لحلو.. إنزال عسكري مغربي مباغت يربك "البوليساريو" ويفضح تورطها مع شبكات التهريب    حملة استباقية لتنقية شبكات التطهير السائل استعداداً لموسم الأمطار    "اقطيب الخيزران" تدشن موسمها الفني بمسرح المنصور بالرباط    استخدام الهواتف الذكية يهدد الأطفال بالإدمان    فريق يتدخل لإنقاذ شجرة معمرة في السعودية    نقابة: لن نقبل بالتفريط في مصالح البلاد وحقوق العمال بشركة سامير    بطولة إنكلترا: ليفربول يحافظ على بدايته المثالية ويونايتد يعبر تشلسي    ميلوني تأمل حكومة فرنسية محافظة    اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية ينهي المرحلة الثانية بانتصار ثمين ويحافظ على صدارة الترتيب        اضطرابات في مطارات أوروبية بسبب خلل إلكتروني أصاب أنظمة تسجيل الركاب    بورتريه: أندري أزولاي.. عرّاب التطبيع الصامت    الشرادي يتغنى بالصحراء المغربية في قلب موريتانيا    "الغد كان هنا" منجية شقرون تقيم معرضا شاعريا بين الذاكرة والضوء    المقاطعة الثقافية لإسرائيل تتسع مستلهمة حركة مناهضة الفصل العنصري        الانبعاثات الكربونية في أوربا تبلغ أعلى مستوى منذ 23 عاما (كوبرنيكوس)    "على غير العادة".. بريطانيا تفتح المجال لتجنيد جواسيس حول العالم بشكل علني    دراسة.. النحافة المفرطة أخطر على الصحة من السمنة    انفصال مفاجئ لابنة نجاة عتابو بعد 24 ساعة من الزواج    الرسالة الملكية في المولد النبوي    تقنية جديدة تحول خلايا الدم إلى علاج للسكتات الدماغية        تسجيل 480 حالة إصابة محلية بحمى "شيكونغونيا" في فرنسا    الذكاء الاصطناعي وتحديات الخطاب الديني عنوان ندوة علمية لإحدى مدارس التعليم العتيق بدكالة    مدرسة الزنانبة للقرآن والتعليم العتيق بإقليم الجديدة تحتفي بالمولد النبوي بندوة علمية حول الذكاء الاصطناعي والخطاب الديني    رسالة ملكية تدعو للتذكير بالسيرة النبوية عبر برامج علمية وتوعوية    الملك محمد السادس يدعو العلماء لإحياء ذكرى مرور 15 قرنًا على ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الريف حراك من دروس
نشر في أخبارنا يوم 02 - 06 - 2017

ويستمر نضال اهلنا في الريف المغربي الشامخ من اجل الكرامة والعيش الكريم وتستمر معه الدروس المستوحاة والمستفادة من وحي نضال ديموقراطي سلمي مشهود ،اول دروس الحراك الريفي المغربي هو ازدياد منسوب الوعي الجماهيري لدى المواطنات والمواطنين الريافة والمغاربة عموما بضرورة التوزيع العادل للثروات والاستفادة المتساوية من خيرات الوطن ، الوعي النضالي يتجذر ويخترق كل طبقات وفئات المجتمع بدون وسائط المؤسسات التقليدية المنوط لها تعبئة وتاطير الجماهير ، حراك الريف اظهر لنا تأثيرا مضطردا ومتسعا لوسائط التواصل الاجتماعي ولنتائج الثورة الاعلامية والالكترونية التي باتت تصنع عقول شباب اليوم بدون منازع وتوطن المعلومات تباعا في افئدة وعقول الناس بدون تنميق ولا تزوير ولا ترويض ، لم تعد القنوات الاعلامية والسياسية الرسمية قادرة على قولبة(بجميع معانيها) الوعي التاريخي للمواطن المغربي المقهور والمظلوم ، فنسب مشاهدة قنواتنا الاعلامية اليوم الممولة من اموال دافعي الضرائب متدنية ومنحطة ، انه زمن سطوة الاعلام البديل والكلمة الحرة التلقائية ، من دروس النضال الريفي دور المراة في النضال والتعبئة والصمود ، المراة المغربية تسطر تاريخا جديدا من المشاركة الجماهيرية الحقيقية ، مشاهد التواجد المكثف للنساء المغربيات في الحراك الجماهيري الحالي مؤشر على تغيرات سوسيولوجية وثقافية مهمة يعيشها المجتمع المغربي ، وخصوصا درس تحرر المراة من وظائفها التقليدية الرجعية والمحافظة، الى ادوار القيادة النضالية الواعية . غياب الاحزاب السياسية والوفاة الاكلينيكية للحكومة في التعاطي مع حراك الريف ومطالبه يعطينا درسا جديدا من عدم ثقة المغاربة بحكومتهم وبسياسييهم ، فلا يستطيع رئيس الحكومة الحالي ووزرائه حتى اطلالة بسيطة لتوضيح رؤاهم وتفعيل مهامهم الدستورية التي ادوا القسم عليها ويستفيدون من الاجور السمان بسببها ، حتى افتقد اغلب المغاربة مرحلة رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران بتصريحاته وقفشاته وعفويته مقابل رئيس حكومة اصم ابكم ، يوزع الضحكات هنا وهناك مع صعوبة التمييز بين الضحكة الحقيقية والمصطنعة لديه ، الدرس المهم الذي استفدناه من هذا الحراك ان الحكومة وجدت لا لتحكم ولا لتسهل امور الناس وتلبي مطالبهم ولا لتنفيذ برنامج حكومي الفنا ان يكون حبرا على ورق بل وجدت فقط وفقط من اجل ان يقال ان لنا في المغرب حكومة كباقي دول العالم أي حكومة تاتيث المشهد السياسي لا اقل ولا اكثر . والحكم والتدبير لامور البلاد والعباد موجود في مناطق اخرى ولدى جهات اخرى معلومة وعميقة. الدرس الاخر المؤسف في الحراك الريفي هو انهيار وظيفة المثقف والمفكر وغيابه التام عن المشهد الثقافي والسياسي المغربي ، فلم نسمع لموقف المثقفين والمفكرين من الحراك باستثناء قلة قليلة ( عصيد الدغرني ..) من اصحاب الضمائر الحية ، خفت صوت العلم والثقافة والفكر وفسح المجال امام المتملقين والمتطفلين واشباه الاكاديميين الذين اهانوا البحث العلمي والاكاديمي باهذاب الخنوع والتخوين واشاعة الاكاذيب مساهمة منهم في واد الحراك الجماهيري وتشويهه، والادهى ان هؤلاء "الاكاديميين" لا يستطيعون حتى تعبئة 50 شخص حولهم في أي قضية كانت ، فما بالكم بتأطير الالاف من الناس واقناعهم. الدرس الاخر الذي استنتجته بمتابعتي المتواضعة للاحداث هو وجود نخبة اعلامية مغربية متنورة داخل المغرب وخارجه وعبر اطلالتها الاعلامية في القنوات الدولية ، استطاعت نقل الحراك الجماهيري بامانة ومسؤولية ووطنية عالية للمغاربة وللعالم ، هاجسها مصلحة البلد وصورته واستقراره وتلمس من تحليلها الصدق وحب الوطن وهذا هو الاساس ، فالاوطان والحكام بحاجة لمن يقول لهم الحق ويدافع عنه، لا من ينشر تخاريف الفتنة واذكاء روح الصدام وتشويه صور المتظاهرين وسمعتهم وتبييض سوءات الحكام واخطائهم. .

الدرس الاخير الذي اود مشاطرته معكم ويبدو لي انه اهم درس من هذا الحراك الجماهيري التاريخي ، وهو ان الاحتجاجات في المغرب اليوم اصبح لها بعد اقتصادي واجتماعي وهوياتي وهذا جديد في المغرب والدليل ان احتجاجات المغرب التاريخية في يونيو 81 ويناير 84 ... كانت احتجاجات وانتفاضات سياسية واقتصادية مؤطرة من الاقانيم التقليدية للتاطير أي النقابات والاحزاب المعارضة العلنية منها والسرية ولكن بدون اعلام محددة ، لكن الاعلام الامازيغية واعلام جمهورية الريف المرفوعة توحي بان استحضار الذاكرة الجماعية ومزج التاريخ بالتدين الشعبي ميزتان تميزان حراك الريف ، لذلك حاولت السلطة ضرب وحدة الدين والتاريخ بالريف باستغلال المساجد لتسفيه مناضلي الحراك ودفع الناس للابتعاد عنهم عبر استحضار المفاهيم القدرية والجبرية وطاعة اولياء الامور والايمان بها في تبرير غياب التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتمهيد الاعتقالات .

هذه بعض الدروس المستفادة من وحي الريف بدون ان ننسى بان نقول بان الوعي السياسي الجماهيري المتنام بالمغرب شمالا وجنوبا يقابله تعامل سلطوي امني متكلس لم يعد يقنع احدا وعقليات بائدة تعتقد ان اعتقال المناضلين وترهيبهم سيطفئ شرارة الاحساس بالظلم والغبن والتعبير عن طموحات الجيل الجديد في مغرب الكرامة والعدالة الاجتماعية والعيش الرغيد. متى سيخرج المغرب من زقاق التاريخ بلغة سعد الدين ابراهيم؟ .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.