بوليفيا تتأثر عن بعد بانتفاضة وثورات العرب .الجميل هو القول بان العرب لا تأثير لهم . وقد كان التأثير كبيرا عندما بدأت الثورات تجتاح بلدانا ظلت تعتقد بأنها تحمل قدرة على ضمان البقاء بسبب امتلاكها لمرجعية دينية وطائفية . لبنان عنوان مرحلة جديدة . ثورات ضد الطائفية وضد المرجعيات الدينية ,وكذا الفكرية ولكن تأثير الشارع العربي بلغ صداه ومداه بلدانا مثل إيران . الدولة التي كانت إلى الأمس القريب تؤمن قيادتها يرشد نظامها وتبعية شعبها تبعية عمياء ، طبعا حسب إعلام رؤساء الأحزاب والكتل التقليدية المنبهرة بولاية الفقيه إعلام يصور الشعب الإيراني بذلك الشعب الذي يملك قوة لا تقهر موحد تحت قيادة رشيدة. الشعب الإيراني ضاق من إعلام تبعي لمرجعية جعلت من نفسها مشروعا مقدسا لا يقبل النقد . قوة إيمانية متدفقة تحل المشاكل وتبني الاقتصاد وتطوره . لكن الواقع الإيراني يكذب كل الإغراءات الكلامية والشعارات المترتبة عن موجة من الخطب المتعالية والتي لا تهتم برغبة الشعب الإيراني في التحرر من طغمة تحكم باسم رؤية ضيقة للدين. من يحكم إيران منذ سقوط نظام الشاه لم يستفد من دروس الماضي ولم يستوعب التحولات التي تعرفها منطقة جيرانها العرب . لقد بدأت أحاديث الساسة الإيرانيين عن ثورات الربيع العربي بنوع من السخرية, وتطلعت قيادات إيرانية بإمكانية الاستفادة من فشل الثورات العربية لتصدير ثورة الخميني . يعتقد ساسة طهران بإمكانية الاستفادة من عدم استقرار بلدان الجوار ، وأعينهم على إمكانية وضع نظم تساير خط ولاية الفقيه . أو مسايرة التوجه العام للسياسة الإيرانية. شجعت إيران الرسمية التوترات الداخلية ودعمت كل قوة تدافع عن مصالحها. فأوجدت بذلك نفوذا قويا في اليمن ,إذ استطاعت إيران الرسمية أن تجهض الثورة اليمنية. وكما اختارت الحوثيين لضرب استقرار اليمن واحتلال صنعاء ، دعمت كذلك السلطة القمعية في العراق الذي بات حديقة خلفية للإيرانيين. كما أن إيران تمكنت من إيجاد قدم لها في دمشق. لتصبح بذلك قوة اقليمية فاعلة ونشطة ولها نفوذ قوي ومتزايد في منطقة تعتبر الأكثر إستراتيجية ومحطة أنظار لأطماع توسعية تتنافس للسيطرة والتحكم والنفوذ في ظل غياب مشروع عربي قوي يوقف زحف المشاريع الاستعمارية الجديدة . لكن إيران الخميني، إيران تصدير ثورتها لم تكن بعيدة عن واقع التصدعات الداخلية.فأزمتها الاقتصادية معروفة لدى الجميع .ويظهر الشباب الإيراني تطلعات كبرى ليس فقط رفضا لهيمنة ثورة 1979 بل رغبة في إحداث تغيير يمس جوهر نظام الملالي. تواجه إيران اليوم أكبر تحد لها، فان اعتادت التدخل في الشأن الداخلي للكثير من البلدان العربية، فإنها اليوم أمام امتحان عسير.امتحان سيخدم مصالح الشعوب العربية وكذا الشعب الإيراني الذي سيجد نفسه أمام قوة عسكرية ومليشيات مسلحة قوية ومتماسكة.
الحرس الثوري وجيش القدس وكذا الجيش الوطني لن يطلب منهم حماية الشعب ، بل إن وجودهم لدعم والوقوف إلى جانب المرشد . فجيوش الايدولوجيا لا خيار لها سوى تقديم الدعم الأعمى لولي النعمة .