يسعى باحثون أوروبيون إلى تدشين مشروع جديد خاص بتطوير سفن يتم التحكم فيها عن بعد، وهي خطوة أوضح الباحثون أنها ستعمل على خفض التكلفة وزيادة مستوى الأمان والفعالية، الأمر الذي من شأنه أن يعمل على تقليل خطر التعرّض للقرصنة. يأمل الباحثون، وفق الخطط التي يقومون بوضعها، أن يقوم قباطنة على الشاطئ بالتحكم عن بعد في عشرات السفن في الوقت نفسه. وأوضح الباحثون أن ذلك سيعمل على خفض التكلفة، كما سيعزز فعالية وأمان السفن، وسيقلل المخاطر، من بينها القرصنة. فعلى سبيل المثال سيتم تزويد تلك السفن ببعض التدابير المضادة، التي من بينها إغراق السفينة بالغاز الذي يُضعِف أي شخص يصعد على متنها من دون الحصول على إذن مسبق. خفض تكاليف وقال أوسكار ليفاندر، رئيس قسم الإبداع البحري لدى شركة رولز–رويس، إن تلك السفن ستستغني عن التكاليف البشرية التي تتراوح بين 10 و30 % من نفقات التشغيل. وتابع ليفاندر، في مقابلة أجراها مع صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، قائلًا :"من دون طاقم العمل، لن تكون هناك حاجة إلى الاستعانة بأنظمة أساسية، مثل معالجة مياه الصرف الصحي. وهو ما سيعمل على تخفيف وزن السفينة، وسيعمل على ادخار الوقود". كما أشار مسؤولو مشروع " Munin" البحثي الأكاديمي، الممول من المفوضية الأوروبية، إلى أن تلك السفن ذاتية القيادة التي سيتم تدشينها قريبًا ستكون أكثر أمانًا. ووجد مسؤولو هذا المشروع أن ثلاثة أرباع الحوادث البحرية تقع نتيجة خطأ بشري، وأن نسبة كبيرة من تلك الحوادث تكون بسبب الإجهاد والتعب. كما نوّهوا بأن التكنولوجيا قد تُستَخدم مستقبلًا في القيام ببعض المهام المملة والمتكررة، التي من بينها مواصلة القيام بعمليات المراقبة في عرض البحر. وذلك علمًا أن هناك تقنيات تستخدم في الوقت الحالي لتصميم مثل هذه الأنواع من السفن ذاتية الحركة. بوساطة الجي بي إس ويمكن لأقمار الاتصالات العالمية أن توفر ما يكفي من عرض النطاق الترددي لتشغيل السفن عن بعد عبر استخدام كاميرات وأجهزة رادار مثبتة على متن تلك السفن. كما تبحر السفن بصورة أوتوماتيكية باستخدام تقنية الجي بي إس والكاميرات. وقال بيتر هينشليف، السكرتير العام للغرفة الدولية للشحن، إنه غير مقتنع بأن التكنولوجيا متطورة كما يجب أن يكون. وأكد أن قواعد تجنب الاصطدامات يجب أن تعاد صياغتها، وهو الأمر الذي قد يحتاج عقودًا من أجل تنفيذه على أرض الواقع. وأوضح أن عرض النطاق الترددي غير متاح لتشغيل وإدارة السفن عن بعد.
