الكل تفاجأ بطلب المغرب تأجيل موعد تنظيم نهائيات كأس إفريقيا التي كان منتظرا تنظيمها بملاعب المملكة أوائل يناير المقبل ، بمن في ذلك مسؤولو الاتحاد الإفريقي لكرة القدم والذين نزل عليهم الخبر كالصاعقة. المبرر الذي قدمته الحكومة المغربية يبدو للوهلة الأولى منطقيا ، بسبب وطأة فيروس إيبولا القاتل الذي يحصد الرؤوس بدول الغرب الإفريقي ،إلا أنه بعد تحليل الأمور بروية أكثر ، يتضح أن مبرر الإيبولا ليس بذلك الإقناع. فكما هو معلوم فإن الوباء بدأ انتشاره منذ أزيد من 5 أشهر وليس وليد اليوم ، ولم يصدر عن المسؤولين المغاربة أي تصريح ساعته يمهد لإمكانية التأجيل إن واصل الإيبولا تقدمه . كما أن التخوف من الاختلاط الجماهيري هو أمر غير وارد بالمرة في المنافسات الإفريقية ، فباستثناء جماهير الجوائر وتونس ومصر ، من المستبعد جدا أن تحط الرحال جماهير من قلب القارة نظرا للإمكانيات المالية الكبيرة التي يتطلبها هذا الأمر ، وهو ما يستعصي على غالبية الأفارقة الذين بالكاد يحصلون قوت يومهم ، وبالتالي سيقتصر الحضور على طلبة هذه الدول المتواجدين أصلا بالمملكة. هذا ما يجعلنا نطرح فرضيات أخرى عن سبب هذا التحول المفاجئ في الموقف المغربي، فالحديث عن عدم جاهزية المنشآت الرياضية هو أمر غير وارد بالمرة ، لأننا يمكننا اعتبار المغرب ثاني بلد الأكثر تجهيزا في القارة بعد جنوب إفريقيا . إذن فغالب الظن أن تقارير استخباراتية سرية توصل بها المغرب تفيد بإمكانية استغلال متشددي تنظيم داعش هذه التظاهرة الكروية الكبرى للقيام بضربة إرهابية قد تهز صورة المغرب أمام المنتظم الدولي. وتبقى هذه مجرد تكهنات ما دام الموقف الرسمي للحكومة قد علق التأجيل على الإيبولا.