افتتحت أمس الخميس بساحة الهديم التاريخية بمكناس فعاليات الدورة 17 لمهرجان وليلي لموسيقى العالم التقليدية بحفل فني كبير، احتفى بمختلف الأنماط والتعابير الموسيقية التقليدية، أحيته العديد من الفرق والمجموعات الفنية المحلية والوطنية. وقدمت هذه الفرق الفنية، التي حملت على عاتقها ضمان استمرارية الألوان الموسيقية التقليدية باعتبارها مكونا أساسيا ضمن الموروث الفني المغربي، خلال افتتاح هذه التظاهرة التي تنظمها وزارة الثقافة على مدى خمسة أيام، لوحات موسيقية ورقصات شعبية تعكس غنى وتنوع الموروث الموسيقي المغربي وهي الفقرات التي استحسنها الجمهور الكبير الذي حج لتتبع هذا الحفل.
كما استطاعت هذه المجموعات الغنائية الشعبية والفرق الفولكلورية من خلال العروض الفنية التي قدمتها أن تستعيد ألق وتوهج التعابير الموسيقية الشعبية التي تمزج بين الموسيقى والغناء والرقص والتي تعكس تنوع الثقافات وتجدر التقاليد الفنية التي تمتح منها هذه الأنماط الموسيقية العريقة.
وستتواصل فعاليات هذا الحدث الثقافي والفني اليوم الجمعة بتنظيم حفل كبير سيحتضنه الموقع الأثري وليلي بمشاركة العديد من الفرق الفنية والموسيقية من المغرب والخارج والتي استطاعت من خلال إبداعاتها وأعمالها الفنية أن تحافظ على هذه الألوان والتعابير الموسيقية التراثية.
وتشارك في الدورة 17 لمهرجان وليلي لموسيقى العالم التقليدية الذي تكرس عبر السنوات كملتقى لموسيقى وفنون العالم ضمن خارطة المهرجانات بالمغرب، العديد من الفنانين والمجموعات الغنائية التي تمثل دول مصر وإسبانيا وكوت ديفوار وبولونياوكوريا الجنوبية إلى جانب مشاركة متميزة لفنانين مغاربة سيقدمون جديد أعمالهم الإبداعية أمام جمهور متعطش وذواق للفن الراقي يحج بالآلاف لمتابعة فعاليات المهرجان.
وتستحضر الدورة السابعة عشرة لهذه التظاهرة الثقافية والفنية من خلال العروض والسهرات الفنية المبرمجة ضرورة مد الجسور بين الماضي والحاضر والمستقبل والاحتفاء بالمواقع الأثرية من خلال إدماجها في الحركية الاقتصادية والثقافية والبيئية.
ويروم مهرجان وليلي لموسيقى العالم التقليدية، الذي ينظم بشراكة وتعاون مع الجماعة الحضرية لمكناس، التأكيد على عزم وزارة الثقافة جعل هذه التظاهرة ملتقى لفناني العالم في مغرب ثقافي يعيش على التعدد والانفتاح والتسامح مع فتح حوار إنساني يقوي مبادئ التسامح بين الشعوب والحضارات ويساهم بالتالي في الارتقاء بالذوق عبر تقديم برمجة فنية متنوعة.
كما يشكل هذا الحدث الثقافي والفني، الذي يحضر أنشطته وفقراته العديد من الفنانين والمجموعات الغنائية من المغرب والخارج والذي يحتفي بالألوان الفنية والتعابير الموسيقية التقليدية في مختلف الحضارات، جسرا للحوار بين الثقافات وتلاقح الحضارات وتمازج الفنون الغنائية.
وستتميز دورة هذه السنة من المهرجان بلحظات قوية ومؤثرة منها لحظة الاحتفاء بعلمين من رواد الموسيقى المغربية وهما الفنانين محمد علي وأحمد عواطف.
وإلى جانب استعراض الفرق التراثية المغربية الذي تم أمس الخميس خلال حفل الافتتاح، يتضمن برنامج هذه التظاهرة الثقافية والفنية تقديم سهرات فنية بكل من ساحة الهديم ومسرح لاكورا والموقع الأثري وليلي بمشاركة فرق فنية من المغرب والخارج منها مجموعة ليلى المريني للموسيقى والأدب المغربي وأفراح فاس لفن الهيت وبنات كناوة والفرقة الفاسية الحمدوشية وفرقة عاشور خضيري والطائفة العيساوية (المغرب) بالإضافة إلى الثنائي أنفدليس (بولونيا) وفرقة غوكاك دي جيندو (كوريا الجنوبية) ومجموعة فيتن فيتن (إسبانيا) وفرقة جون بونغو تي زيوروك (كوت ديفوار) وفرقة ام كلثوم للموسيقى العربية (مصر).
ومن بين الفنانين المغاربة الذين سيشاركون في إحياء سهرات المهرجان فريد غنام ولطيفة رأفت وحاتم إيدار وجوق مصطفى الركراكي وغيرهم.