قالت صحيفة "لا فانغارديا" الإسبانية، إن الغاز الذي نقل إلى المغرب انطلاقا من إسبانيا، الثلاثاء، مصدره الولاياتالمتحدة الأميركية، وليس الجزائر. وبدأت إسبانيا لأول مرة بنقل الغاز إلى المغرب عبر خط أنابيب المغرب العربي-أوروبا، مؤكدة أنه ليس غازا جزائريا، في حين توقفت الجزائر عن توفير الغاز عبر هذا الخط باتجاه إسبانيا منذ نهاية أكتوبر على خلفية أزمة دبلوماسية.
واستنادا لذات المصادر، فإنه تم تفريغ الشحنة الأولى من الغاز المسال في محطة إعادة التحويل في بلباو بإسبانيا، قبل أن يتم ضخه في الأنبوب المغاربي الأوروبي عبر مضيق جبل طارق الذي سبق للجزائر أن أوقفت العمل به، مضيفة أن المملكة المغربية لم توجه طلبا إلى مدريد، بإعادة بيع الغاز الجزائري.
وأوضحت الصحيفة، أن الحكومة المغربية، دخلت قبل اسابيع في البحث عن مورد في السوق الدولية منذ أسابيع، ولم يكن من السهل العثور على مورد في ظل المنافسة الشديدة بين الدول الآسيوية والدول الأوروبية التي تسعى للحصول على عقود جديدة لتقليل اعتمادها على روسيا في أقرب وقت ممكن.
وبحسب "لا فانغارديا"، نقلت يوم الثلاثاء شحنة الغاز إلى المغرب عبر الأنبوب المغاربي الأوروبي تحت مظلة الجمعية العامة لحلف شمال الأطلسي، في حين لم تقل الجزائر شيئا بعد بشكل رسمي.
وقالت مصادر في وزارة التحول البيئي الإسبانية لوكالة فرانس برس إنه "استنادا الى العلاقات التجارية وحسن الجوار تم، الثلاثاء، ارسال أول شحنة غاز طبيعي مسال عبر خط أنابيب المغرب العربي-اوروبا بعد أن اشتراها المغرب من الأسواق الدولية ووصلت الى محطة اسبانية لإعادة تحويلها إلى غاز طبيعي".
في فبراير، أعلنت اسبانيا انها ستعيد تصدير الغاز الى المغرب عبر هذا الخط الذي لم تعد تغذيه الجزائر باتجاه اسبانيا عبر الأراضي المغربية منذ نهاية أكتوبر بسبب ازمة دبلوماسية حول الصحراء المغربية.
وقال المصدر ذاته لفرانس برس ان "إجراءات اعتمدت لإصدار إفادة تضمن ان الغاز (المنقول من اسبانيا الى المغرب) ليس منشأه الجزائر".
وهددت الجزائر في أبريل بفسخ عقد نقل الغاز الى إسبانيا إذا قامت مدريد بنقل الغاز الجزائري "إلى وجهة ثالثة" في إشارة ضمنية إلى المغرب.
وقالت مصادر في وزارة التحول البيئي إن مهمة شركة إنغاز Enagás التي تدير شبكة الغاز الإسبانية هي "التحقق من مصدر الغاز الطبيعي المسال" الذي يشتريه المغرب وبعد تفريغ الشحنة إصدار شهادة مع "البيانات ذات الصلة" وبالتالي "تجنب تصدير غاز لم يتم تفريغه لهذا الغرض".
لكن قيام إسبانيا بنقل الغاز عبر خط الأنابيب هذا ليس بالأمر البسيط في اطار العلاقات المعقدة بين الجزائر والمغرب. ومن تترقب اسبانيا باهتمام كبير رد فعل الجزائر.