نفذ الجيش المغربي، اليوم الاثنين، عملية عسكرية جديدة داخل المنطقة العازلة خلف الجدار الأمني، وهذه المرة في أقصى جنوب الصحراء، ويتعلق الأمر بقصف أدى إلى مقتل 3 أشخاص اتضح أنهم يحملون الجنسية الموريتانية. قتل 3 منقبين موريتانيين عن الذهب، أمس الاثنين، جراء تعرضهم لقصف خارج الحدود الشمالية للبلاد، كما أدى القصف لإصابة آخرين بجراح. وفق ما نقلته وكالة الأخبار الموريتانية المستقلة عن ما اسمتها "مصادر في المنطقة".
وأكدت أن المواطنين الموريتانيين قتلوا جراء القصف الذي تعرضت له السيارة التي كانوا يستقلونها، في وقت لم تقدم فيه الوكالة أي معلومات إضافية عن الحادثة ولا عن طبيعة الضربة والكيفية التي تمت بها، مكتفية بالتأكيد بأن "القصف جرى خارج الأراضي الموريتانية".
وتتهم وسائل إعلام جزائرية ومواقع تابعة لجبهة البوليساريو الانفصالية، الجيش المغربي بتنفيذ الضربات الجوية في المناطق العازلة، في محاولة لتوتير علاقات المغرب بموريتانيا، التي لم تصدر أي تعليق رسمي إلى حدود هذه اللحظة بشأن مقتل مواطنيها.
وعرفت الأشهر الأخيرة، وفق المصدر نفسه، مقتل عدد من المنقبين الموريتانيين في المناطق المحاذية للحدود جراء تعرضهم سياراتهم للقصف، ليس هو الأول من نوعه في الأشهر الأخيرة، إذ سبقتتها حوادث مشابهة، اضطرت معها نواكشط إلى تحذير الموريتانيين من المنقبين عن الذهب من تجاوز حدود البلاد.
وكانت القوات المسلحة المغربية قد نفءت في مناسبات كثيرة ضربات جوية أغلبها بواسطة الطائرات المسيرة عن بعد، ضد مسلحي الجبهة الانفصالية خلف الجدار الأمني، لكنها عادة تكون شرق الجدار حيث يتسلل عناصر البوليساريو من معاقلهم في تندوف على الأراضي الجزائرية.
وتوضح المعطيات المتواترة، بأن القوات المغربية باتت تتعامل مع جميع الحدود الترابية للصحراء، حدودا طبيعية للمملكة المغربية، ولا يعترف بوجود المنطقة العازلة على المستوى الميداني، وبالتالي فإن أي شيء مشبوه فيه في المنطقة يكون معرضا للاستهداف.
ومع هذا السلطات الموريتانية تتفهم هذا الوضع، وبالتالي ترفض الخوض في أي جدال مع المغرب، بالنظر إلى أن حوادث القصف التي تحدث، تقع خارج حدودها الجغرافية، وبالتالي فإن المسؤولية تقع على المواطنين الذين يغامرون بحياتهم للاقتراب من منطقة خطيرة تعيش حالة حرب وفق ما تقول جبهة "البوليساريو" في بلاغاتها اليومية.
الرئيسية تقارير موريتانيا تُعلن مقتل 3 من مواطنيها داخل الصحراء المغربية في "قصف مجهول" موريتانيا تُعلن مقتل 3 من مواطنيها داخل الصحراء المغربية في "قصف مجهول" الصحيفة – محمد سعيد أرباط الخميس 3 نونبر 2022 – 19:37 أعلنت وسائل الإعلام الموريتانية أن على الأقل 3 مواطنين موريتانيين قُتلوا في قصف وصفوه ب"المجهول" خارج حدود موريتانيا الترابية الشمالية، وبالضبط في المنطقة العازلة من الصحراء المغربية، مشيرة إلى أن القصف حدث يوم الثلاثاء الأخيرة. ووفق ذات المصادر، فإن القصف حدث بين منطقتي "المالحات "وكليب الفولات" الواقعتين في الحدود الترابية للصحراء المغربية، حيث تعرضت سيارات كان على متنها مواطنين موريتانيين كانوا ينشطون في التنقيب عن الذهب في المنطقة، وقد تم التأكد من مقتل 3 أشخاص على الأقل.
ولم تصدر السلطات الموريتانية أي بلاغ بشأن الحادث، في حين أن شركات المعادن الموريتانية سبق أن حذرت المنقبين الموريتانيين من المغامرة في التنقيب عن الذهب خارج الحدود الموريتانية، وبالخصوص في المنطقة العازلة التي تعرف مواجهات بين القوات المغربية وميليشيات جبهة "البوليساريو" الانفصالية. ومن جهتها، فقد وجهت الأذرع الإعلامية لجبهة "البوليساريو" الاتهامات إلى القوات المغربية، بتنفيذ قصف جوي بطائرات "الدرون" ضد المواطنين الموريتانيين، في محاولة لإظهار القوات المغربية بمظهر المعتدي ضد المدنيين، رغم أن "البوليساريو" نفسها أن المنطقة في حالة حرب، وبالتالي لا يجدر بتواجد المدنيين فيها. وتُظهر التطورات الميدانية في الصحراء في السنتين الأخيرتين، أن المغرب بدأ يتعامل مع جميع الحدود الترابية للصحراء، حدودا طبيعية للمملكة المغربية، ولا يعترف بوجود المنطقة العازلة على المستوى الميداني، وبالتالي فإن أي شيء مشبوه فيه في المنطقة يكون معرضا للاستهداف. كما أن تحركات المواطنين الموريتانيين، غالبا ما تكون على شاكلة تحركات عناصر جبهة "البوليساريو"، حيث يعمدون إلى استعمال سيارات "بيكاب" كوسيلة تنقل جيدة في الصحراء، وهي نفس الوسائل التي تستعملها عناصر "البوليساريو"، مما يُعرضهم لقصف مباشر من القوات المغربية التي تُشتبه في كونهم من ميليشيات الجبهة الانفصالية الذين يتنقلون للقيام بهجمات على الجدار الأمني المغربي في الصحراء.