مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يومه الثاني عشر، علّق الاحتلال الإسرائيلي عملية تبادل أسرى ثالثة مع المقاومة الفلسطينية، اليوم الخميس، رغم تسلمه 8 محتجزين إسرائيليين، بعدما أغضبته مشاهد إطلاق سراح المحتجزين من خانيونس جنوبي القطاع. وكان من المقرر أن يطلق الاحتلال سراح 110 أسرى فلسطينيين مقابل ثلاثة محتجزين، وذلك وفق التفاهم الأخير الذي توصل إليه الوسطاء من أجل حل أزمة منع الاحتلال عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة.
وسلّمت المقاومة الفلسطينية، اليوم الخميس، ثمانية محتجزين، هم أربيل يهود وغادي موزيس، والجندية آغام بيرغر، وخمسة آخرون هم عمال تايلانديون.
وجرى تسليم بيرغر عقب إخراجها من مبنى مدمر نتيجة القصف الإسرائيلي في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة وسط حشد جماهيري، في حين تم تسليم بقية المحتجزين في موقع قرب منزل رئيس حركة حماس السابق الشهيد يحيى السنوار، في خانيونس جنوبي القطاع.
في موازاة ذلك، أجرى ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، زيارة سرية قصيرة ونادرة إلى قطاع غزة، أمس الأربعاء، للاطلاع على تطبيق الاتفاق وتبادل الأسرى، وذلك بعد ساعات من وصوله إلى إسرائيل بطائرته الخاصة في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء قادماً من السعودية، بحسب هيئة البث الإسرائيلية.
في الإطار، حذر مصدران مطلعان في حركة حماس، أمس الأربعاء، من أن مماطلة إسرائيل في إدخال المساعدات إلى قطاع غزة قد تؤثر في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك ما يتعلق بإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين.
وقال مصدر قيادي في حماس لوكالة فرانس برس: "نحذر من أن استمرار مماطلة الاحتلال وعدم التزامه بالشق الإنساني في اتفاق وقف النار، بعدم السماح بإدخال الوقود، والخيام، والكرافانات، والمعدات الثقيلة، وفق الاتفاق، سيؤثر في السير الطبيعي لتنفيذه، بما في ذلك ما يتعلق بتبادل الأسرى". وقال المصدر الثاني المطلع على المفاوضات إن الحركة تطالب "الوسطاء بإلزام الاحتلال بتطبيق الاتفاق وعدم خلق أزمات".