بدعوة من البعثة الإيرانية، بدأ مجلس الأمن الدولي جلسة مفتوحة تحت بند "تهديديات السلم والأمن الدوليين"، وذلك لمناقشة العدوان الإسرائيلي على إيران الذي بدأ فجر الجمعة وأدى إلى مقتل عدد من القادة العسكريين والمدنيين بالإضافة إلى قصف مفاعل نووية. وقدمت روزماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وعمليات حفظ السلام، إحاطة للمجلس حول التطورات الأخيرة فيما يتعلق بالعدوان الإسرائيلي على إيران.
ووفقا للجيش الإسرائيلي، شاركت أكثر من 200 طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي في الضربات الافتتاحية، وألقت أكثر من 330 ذخيرة على نحو 100 هدف. وقُصفت منشآت نووية عديدة، بما في ذلك منشأة نطنز، إحدى المواقع المركزية للبرنامج النووي الإيراني. وقالت ديكارلو إن إيران بدأت أيضا بإطلاق الصواريخ ووعدت بالرد القوي على هذا العدوان. وإن الحوثيين قصفوا صاروخا سقط في الضفة الغربية وسبب بعض الخسائر. وأضافت ديكارلو، أنها تؤكد مجددا على إدانة الأمين العام لأي تصعيد عسكري في الشرق الأوسط. كما تؤكد التزام الدول الأعضاء، وفقًا لميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولي، بعدم استخدام القوة ضد سلامة أراضي أي دولة أو استقلالها السياسي.
وكررت "دعوة الأمين العام للطرفين إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس في هذه اللحظة الحرجة، وتجنب الانزلاق إلى صراع إقليمي أعمق وأوسع نطاقا بأي ثمن". وأكدت أن الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية تثير قلقا بالغا. فقد أفادت التقارير بأن مجمع نطنز للتخصيب، الذي يضم كلاً من محطة تخصيب الوقود ومحطة تخصيب الوقود التجريبية، قد لحقت به أضرار جسيمة، بما في ذلك قاعات أجهزة الطرد المركزي المتتالية. وأشارت ديكارلو إلى أن الوكالة الدولة للطاقة الذرية قد اعتمدت أمس قرارًا أعربت فيه عن أسفها العميق لعدم تعاون إيران الكامل مع الوكالة، على الرغم من النداءات المتكررة من مجلس محافظيها والفرص العديدة المتاحة، وفقًا لما يقتضيه اتفاق الضمانات. ودعا القرار إيران إلى الوفاء بالتزامها القانوني بتطبيق البند 3.1 المُعدَّل، وتقديم جميع المعلومات اللازمة المتعلقة بالتصميم والتصميم الأولي إلى الوكالة، والتعاون الكامل مع الوكالة لمعالجة عدم امتثالها لاتفاق الضمانات على وجه السرعة. وقالت "أحث إيران على التعاون الكامل مع الوكالة". وتابعت ديكارلو قائلة إن هذا التصعيد الخطير يأتي في أعقاب تطورات دبلوماسية هامة. فقد كان من المقرر استئناف المحادثات بين إيرانوالولاياتالمتحدة في عُمان نهاية هذا الأسبوع. وقالت "إنني أشجع على استمرار هذه الجهود الدبلوماسية. يبقى الحل السلمي من خلال المفاوضات أفضل وسيلة لضمان الطابع السلمي الخالص للبرنامج النووي الإيراني يجب علينا بأي ثمن تجنب اشتعال الوضع بشكل متصاعد، والذي ستكون له عواقب عالمية وخيمة".
ثم قدم مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رفائيل ماريانو غروسي، إحاطة عن بعد، وأكد أنه علم أن هناك هجمات على المنشئات النووية الإيراينة وقد أكدت إيران أن الهجوم على منشأة نطنز لأنها فوق الأرض. كما أن عددا أخر من المنشآت غير النووية قد دمرت. وأضاف أن هناك منشئات تحت الأرض لم تتعرض للهجمات ولذلك لا يوجد خطر من الإشعاعات النووية. لكن هناك بعض الإشعاعات من منشأة نطنز لكن يمكن احتواؤها.
وتمنى غروسي لو أن المفاوضات بين الولاياتالمتحدةوإيران تواصلت للتوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني. وقال إنه على استعداد أن يذهب فورا إلى إيران لمعاينة آثار الضربات الإسرائيلية على المنشئات النووية الإيرانية. وقال إنه يدعو جميع الأطراف أن يمارسوا أقصى أنواع ضبط النفس بدل التصعيد. وقال إن قرار مجلس المحافظين دعا إيران إلى تنفيذ التزاماتها. وقال إنه هو والوكالة مستعد لتقديم المساعدة التقنية لإيران بما في ذلك حماية المنشئات النووية والتأكد من أنها مخصصة لأغراض سلمية.