من قلب قصر "المرادية" وعلى مرأى ومسمع من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وعدد من أرفع مسؤولي البلاد، خصّ الرئيس اللبناني جوزيف عون المملكة المغربية برسالة شكر وامتنان، في موقف لافت يحمل أبعادا سياسية ودبلوماسية كثيرة.
الرئيس اللبناني جوزيف عون، حرص من داخل القصر الرئاسي بالعاصمة الجزائر، في الندوة الصحافية التي جمعته بنظيره الجزائري عبد المجيد تبون على هامش زيارته الرسمية إلى الجارة الشرقية، على توجيه الشكر إلى المغرب والسعودية، بمعية الجزائر، على جهودهما التي أدت إلى إقرار وثيقة الوفاق الوطني بمدينة الطائف.
الوثيقة التي تحدث عنها الرئيس اللبناني معروفة أيضا ب"اتفاق الطائف"، وهي وثيقة سياسية تم إقرارها في مدينة الطائف بالمملكة العربية السعودية لإنهاء الحرب الأهلية اللبنانية، في 30 شتنبر 1989، ودخلت حيز التنفيذ في 22 أكتوبر 1989.
وقال عون وهو يسترجع واحدا من بين أهم الأحداث في تاريخ "بلاد الأرز" إن "لبنان لا ينسى مواقف الجزائر الداعمة له دوما. فهي لم تغب يوما عن المساعي العربية الحميدة الرامية إلى إخراج لبنان من أزماته وإنهاء حروبه المركبة بين الداخل والخارج، خصوصا مشاركتها ضمن اللجنة العربية العليا مع كل من البلدين الشقيقين العزيزين، المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية، في الجهود التي أدت إلى إقرار وثيقة الوفاق الوطني في مدينة الطائف".
وأشار عون إلى أن "استذكار هذه المحطة يزيدنا اقتناعا بأن التضامن العربي هو ضرورة لقوة لبنان ويُصلب وحدته ويحصن سيادته واستقلاله".
في سياق متصل، أكد عون في كلمته أيضا أن بلاده لا تتدخل في شؤون أي دولة شقيقة، "إلا من باب المؤازرة والعمل لما فيه خير الجميع"، وهي الإشارة التي يرى فيها مراقبون حمالة معاني، بالنظر إلى المكان الذي ألقيت منه وأيضا سياقها ومضمونها.