علمت "الأيام 24" من مصادر مطلعة، أن السفير الجديد لملك بريطانيا تشارلز الثالث بالمملكة المغربية، أليكسندر جايلز بينفييلد، سيحل بالعاصمة الرباط في غضون الأيام القليلة المقبلة من شهر غشت الجاري، ليقدم أوراق اعتماده لدى وزارة الشؤون الخارجية المغربية قبل أن يستقبله الملك محمد السادس في القصر الملكي، وفقا للبروتوكول الملكي، ليباشر بعد ذلك رسميا مهامه كسفير مفوض فوق العادة لبلده بالمملكة المغربية.
وحسب المصادر ذاتها، فإن السفير سايمون مارتن الذي انتهت مهمته الدبلوماسية رسميا في السفارة البريطانية بالمغرب، غادر أمس الثلاثاء بمعية عقيلته مقر إقامتهما بالرباط، في اتجاه بلدهما المملكة المتحدة، بعدما أمضيا أربع سنوات ونصف من العمل الديبلوماسي النشيط، حرصا خلالها ليس فقط على تعزيز الشراكة الثنائية بين الرباط ولندن، بل أيضا التفاعل مع مختلف مكونات المجتمع المغربي، ما عزز مستوى التقارب الثقافي والشعبي بين البلدين.
ويبقى أهم وأبرز ما ميّز فترة السفير مارتن، انضمام بريطانيا العضو الدائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا، إلى داعمي مخطط الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب لحل نزاع الصحراء، باعتباره "الأساس الأكثر صدقية وقابلية للتطبيق وبراغماتية من أجل تسوية دائمة للنزاع"، وهي الخطوة التي كان قد أعلن عنها في بيان مشترك وقّعه شهر يونيو الفائت بمقر الخارجية المغربية في العاصمة الرباط، وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية والكومنولث والتنمية، ديفيد لامي، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون اللإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة.
وجاء في منطوق البيان حينها أن "المملكة المتحدة تُدرك أهمية قضية الصحراء بالنسبة إلى المغرب، وأن تسوية هذا النزاع الإقليمي من شأنها أن تُوطّد استقرار شمال أفريقيا، وتعزز الدينامية الثنائية والاندماج الإقليمي"، مما يعني أن السفير الجديد أليكس بينفييلد، القادم من وزارة الخارجية البريطانية حيث كان يترأس وحدة إيران، سيكون مطالبا، بناء على هذه الأرضية، ببدأ مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين، لكن بما يضمن مواصلة الزخم الإيجابي الذي تحقق مع الرفع من مستوى التعاون، خاصة الاقتصادي والتجاري، لاسيما وأن الهيئة البريطانية لتمويل الصادرات تدرس إمكانية دعم مشاريع اقتصادية في الصحراء المغربية.
ويتمتع بينفيلد بخبرة واسعة في العمل الدبلوماسي تزيد عن 20 عاما، تولى على امتدادها العديد من المناصب الهامة التي تركزت بالتحديد على الشرق الأوسط والصين وآسيا، وهو الذي بدأ مشواره الدبلوماسي بالتحاقه بوزارة الخارجية للمملكة المتحدة عام 1999، وهناك تدرج في عمله وتقلد العديد من المناصب الهامة، إلى أن تم تكليفه بقسم الصين في وزارة الخارجية البريطانية، قبل أن ينتقل إلى وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية في الفترة من 2020 إلى 2021 ليصبح رئيسا للموارد البشرية الدولية، ثم بعدها تولى منصب نائب السفير في كابول، ليصبح في ما بعد على رأس قسم سياسة أفغانستان حتى 2022، وظل في منصبه حتى عام 2024، السنة التي ترأس فيها وحدة إيران في وزارة الخارجية البريطانية، قبل أن يعين في فبراير 2025 سفيرا لبلاده لدى المغرب.