Getty Images"تحذير: مياه غير صالحة للشرب"؛ جملة مكتوبة على زجاجة مياه يحملها رجل يتظاهر احتجاجاً على انقطاع المياه في محافظة سيستان-بلوشستان الإيرانية "تعني انقطاعات المياه، أو الانخفاض الحادّ في ضغطها، أن هناك العديد من المباني السكنية بلا ماء أو على وَشك أن تكون كذلك"، هكذا قالت امرأة من سُكّان العاصمة الإيرانيةطهران لبي بي سي. وأضافت المرأة، التي طلبت عدم الإفصاح عن اسمها: "عندما تنقطع الكهرباء، ينقطع معها الإنترنت كما تتوقف المصاعد عن العمل". وتتابع قائلة: "الوضع أصبح لا يطاق، لا سيما في حَرّ الصيف وفي ظل تلوث الهواء، وعندما يكون هناك طفل صغير أو شخص عجوز في المنزل يصبح الوضع أصعب؛ حيث يتحتّم عليه احتمال تلك الظروف لمدة تصل أحيانا إلى ساعات". وفي أنحاء إيران، يتنامى شعور بالإحباط بسبب نقص المياه وتَكرار انقطاع الكهرباء. * هل يشهد لبنان أزمة مياه هذا العام؟ BBCنضوب المياه عند سَدّ أمير كبير المعروف أيضا باسم سد كرج، الذي يروي طهران. صورة ملتقطة بالقمر الاصطناعي ما بين عامَي 2016 و2025 توضّح انخفاض منسوب المياه في خزان السدّ وتتعطل مناحي الحياة على نحو يُعتبر غير مُحتمَل في نظر كثير من الإيرانيين، سواء كانوا يعيشون في شُقق سكنية بعمارات مرتفعة في العاصمة طهران أو في قُرى ريفية بإقليم خوزستان أو محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي البلاد. وبعد خمس سنوات متتالية من الجفاف ومن درجات الحرارة القياسية، أصبحت طهران على وشك أن تجفّ المياه في صنابيرها. Getty Imagesصورة تم التقاطها في أول يونيو/حزيران 2025 على مقربة من سد أمير كبير على نهر كرج حيث يظهر انخفاض منسوب المياه في النهر وسجّلتْ مناسيب المياه في خزّاناتها مستويات تاريخية من الانخفاض، وأصبحت انقطاعات المياه أمراً روتينياً، ما يزيد من غضب الإيرانيين. * هل تستطيع الهند وقف تدفّق مياه نهر السند إلى باكستان؟ Getty Imagesمنسوب المياه يشهد انخفاضاً عند سد أمير كبير، في يوم 29 يوليو/تموز 2025، في ظل استنزاف المياه في روافده النهرية "يوم الصفر المائي" يحذّر مسؤولون من أنّه ما لم يتم ترشيد استهلاك المياه بشكل كبير، فإنّ أجزاء من العاصمة طهران قد تواجه في غضون أسابيع ما يُعرف ب "يوم الصفر" المائي، وهي مرحلة سيتم عند الوصول إليها توزيع المياه على كل منطقة بالتناوب، وفي بعض الحالات قد لا تصل المياه إلى المنازل عبر الصنابير المعتادة وإنما ستكون هناك صهاريج أو صنابير عمومية في كل منطقة. وكرّر المسؤولون في إيران هذه التحذيرات قُبيل بداية العام الجاري ودأبوا على ترديدها بعد ذلك بشكل منتظم. وجاءت التحذيرات في أعقاب صيف شديد الحرارة وتزايد الضغوط على شبكة الكهرباء الإيرانية العتيقة. * من له اليد العليا على نهر النيل بعد سريان اتفاقية عنتيبي؟ Getty Imagesمنسوب المياه في خزان سدّ لار عام 2014 "هذه ليست مجرد أزمة مياه؛ إنما هي حالة إفلاس مائي، حجم الضرر لم يعُد في الإمكان دفعُه"، بحسب ما قال كاوه مدني مدير معهد المياه والبيئة والصحة التابع لجامعة الأممالمتحدة، في حديث لبي بي سي. ومن برنامج الأممالمتحدة لمكافحة التصحّر، يرى دانيال تسيغاي أن إيران تعدّ مثالاً واقعياً لما يمكن حدوثه عندما تتقاطع نُدرة المياه مع التصحّر والتغيّر المناخي، بالإضافة إلى سوء الإدارة. وينبّه تسيغاي إلى أن هذا النموذج الإيراني يعدّ بمثابة إنذار قوي لبلاد أخرى. * "نريد شربة ماء": نساء في تونس يقطعن مسافات طويلة بحثا عن الماء Getty Imagesنساء يقفن احتجاجاً على قاع بحيرة أرومية، للفت الأنظار إلى آثار التغير المناخي وشُحّ المياه ما الذي يمكن أن يعنيه "يوم الصفر المائي" في طهران؟ من الناحية العملية، في يوم الصفر المائي، ستُعطى الأولوية للمستشفيات والهيئات التي تقدّم خدمات ضرورية، بينما المنازل ستُطالَب بترشيد الاستهلاك. وستتولى السلطات مهمّة قطع المياه عن الأحياء السكنية بالتناوُب. وقد تلجأ العائلات الغنية إلى تركيب خزانات مياه فوق الأسطُح؛ بينما ستعاني العائلات الفقيرة. يقول كاوه مدني، الذي كان نائباً لرئيس إدارة البيئة في إيران، إن "الناس سُرعان ما سيتكيّفون على الوضع، غير أنّ أكثر ما يثير القلق لديّ هو أنْ يأتي العام المُقبل جافاً هو الآخر، لأن هذا يعني أنّ الصيف القادم سيكون أشدّ قسوة". * تحقيق لبي بي سي يكشف أن نصف مرافق المياه في غزة تضررت أو دُمرت جراء الحرب Getty Imagesقاع نهر "زاينده رود" تحت جسر "سي وسه بل" في صورتين الأولى في 22 فبراير/شباط 2025، والثانية في 5 يونيو/حزيران 2023 وحاولت بي بي سي التواصل مع وزارة الخارجية الإيرانية، عبر سفارتها وقنصليتها في لندن، للوقوف على خُطط الحكومة الإيرانية للتغلّب على شُح المياه. لكن لم تحصل بي بي سي على أيّ رد، سواء على الرسائل الإلكترونية أو على رسالة مُسلّمة باليد إلى السفارة الإيرانية في لندن. Getty Imagesطالما كان نهر "زاينده رود" رافداً للحياة البريّة وللسياحة. صورتان لجسر خاجو بمدينة أصفهان، إحداهما في 18 ديسمبر/كانون الأول 2020، والأخرى بعد نضوب مياه النهر في 14 ديسمبر/كانون الأول 2021 انخفاض منسوب المياه بشكل ملحوظ في الخزانات والمستودعات تعدّ العاصمة طهران، أكبر مُدن إيران، ويسكنها حوالي 10 ملايين نسمة. وتعتمد طهران على خمسة سدود رئيسية، أحدها هو سد لار، وقد جفّت مياه خزّان هذا السد تقريباً؛ فلم يعُد يعمل إلا بنسبة 1 في المئة فقط من مستواه الطبيعي، وفقاً للشركة التي تديره. وحثّ الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان المواطنين على ترشيد استهلاك المياه بنسبة 20 في المئة على الأقل. وتُظهر إحصاءات رسمية أن الطلب تراجَع بنسبة 13 في المئة في يوليو/تموز، مقارنة بالوقت نفسه من العام الماضي. لكن السلطات تقول إن ثمة حاجة إلى 12 في المئة أخرى من خفض استهلاك المياه، لضمان استمرار وصولها إلى المنازل خلال شهرَي سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول. وعادة ما تُغلق المباني الحكومية أبوابها في طهران وغيرها من المدن بانتظام لتوفير الطاقة، مما يثير شكاوى أصحاب شركات الأعمال من أضرار اقتصادية يتعرضون لها. * جهاز تونسي لانتاج الماء من الهواء Getty Imagesيعرب خبراء عن خشيتهم من تضرُّر جسر "سي وسه بل" بسبب هبوط الأرض نظراً لجفاف نهر "زاينده رود" من الجفاف إلى "الإفلاس المائي" تشير البيانات الرسمية إلى تراجع هطول الأمطار خلال العام الماضي في إيران بنسبة تتراوح بين 40 إلى 45 في المئة دون المتوسط طويل المدى. وفي بعض المحافظات، تراجع معدّل هطول الأمطار بنسبة زادت على 70 في المئة، ولا يمثّل التغير المناخي سوى أحد جوانب القصة. وعلى مدى عقود، ظل الإيرانيون يستهلكون كميات من المياه أكثر مما توفّر لهم الطبيعة، فكان أنْ استنزفوا الأنهار والخزانات قبل أن يأتوا بعد ذلك على احتياطيات المياه الجوفية. ويؤكد كاوه مدني، مدير معهد المياه والبيئة والصحة التابع لجامعة الأممالمتحدة، أن "الجفاف ليس المسؤول الوحيد عن الوضع الراهن في إيران؛ ولكن سوء الإدارة والإسراف في الماء هما من العوامل التي صنعت الأزمة قبل أن يفاقمها التغير المناخي". ويستهلك النشاط الزراعي حوالي 90 في المئة من مياه إيران، ومعظم هذه النسبة تتبدد عبر أساليب ريّ غير فعالة؛ حيث المحاصيل التي تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه كالأرز وقصب السكر تُزرع في أراض قاحلة. * ما هو مستقبل الأمن المائي في غزة والعالم العربي؟ Getty Imagesبحيرة الملح "حوض سلطان" ضربها الجفاف تسرب المياه في العاصمة طهران، تشير تقارير إلى أن نسبة تصل إلى 22 في المئة من المياه المعالَجة تُفقََد عبر التسرُّب من الأنابيب المتهالكة. لكن أنظمة المياه حول العالم تعاني الشيء نفسه فيما يتعلق بتسرّب المياه من الأنابيب؛ وتصل هذه النسبة في الاتحاد الأوروبي إلى 25 في المئة، بحسب تقارير خاصة بالمياه. أمّا في الولاياتالمتحدة، فتشير تقارير McKinsey & Company إلى أن نسبة 14 إلى 18 في المئة من المياه المعالَجة تُفقَد بطُرق شبيهة، فيما ترفع تقارير هذه النسبة إلى 60 في المئة. ومنذ حقبة السعينيات من القرن الماضي، اتجه الإيرانيون بشكل كبير إلى المياه الجوفية، ما أدى إلى استهلاك أكثر من 70 في المئة من احتياطي البلاد من تلك المياه، وفقاً لبعض التقديرات. وفي بعض المناطق، شهدت الأرض هبوطاً سنوياً بمقدار 25 سنتيمتراً، بسبب سحب كميات كبيرة من المياه الجوفية. * ما الخيارات المتاحة أمام الأردن لتحسين واقعه المائي؟ علاقة الماء بالكهرباء تسببتْ ندرة المياه بدورِها في أزمة طاقة؛ ففي ظل جفاف خزّانات السدود من المياه، لم تعُد هناك إمكانية لإنتاج الطاقة الكهرومائية. وتسعى المحطات العاملة بالغاز جاهدة للوفاء بالطلب المتزايد على الكهرباء اللازمة لعمل أجهزة تكييف الهواء ومضخّات المياه. Getty Imagesسد أمير كبير يشهد انخفاضاً تاريخياً في منسوب المياه في يوليو/تموز، أفادت وكالة إرنا الإيرانية الرسمية للأنباء بأن الطلب على الكهرباء ارتفع عند 69 ألف ميغاوات، أعلى من السقف الممكن توفيره من المصادر المتاحة عند 62 ألف ميغاوات. وأصبحت انقطاعات الكهرباء لمدة تتراوح بين ساعتين إلى أربع ساعات أمراً اعتيادياً في إيران. وتشير تقارير إعلامية وسياسية إلى أن الفقراء يتأثرون أكثر بالانقطاعات، بينما يمتلك الأغنياء غالباً مولدات خاصة. استجابة الحكومة قال وزير الطاقة الإيراني عباس علي أبادي إن "مياه الشُرب تمثّل أولوية، ويجب توفيرها لكل الناس"، مشيداً بتدابير اتخذتها الحكومة الإيرانية خلال العام الجاري "أثمرت عن حفظ كميات لا بأس بها من المياه". وتواجه الحكومة انتقادات بسبب سماحها باستمرار سَكّ العُملات المشفّرة -التي تحتاج بدورِها إلى كميات هائلة من الطاقة- في أثناء ترشيد الاستهلاك. ويتهم علي أبادي عمليات سَكّ العملات المشفّرة غير القانونية باستنزاف الإمدادات الكهربائية في إيران، قائلا إنه "من الصعب جداً تعقُّب العاملين الناشطين في هذا المجال وإيقافهم". * التغير المناخي: جفاف نهري دجلة والفرات يهدد استقرار وأمن العراق البيئي والمائي والغذائي Getty Imagesرجل يرتدي زياً تقليدياً محلياً في مظاهرة احتجاجية على سياسات الحكومة الخاصة ببحيرة هامون غليان في الشارع والجغرافيا السياسية تدخل على الخط اشتعلت الاحتجاجات في العديد من المناطق الإيرانية، بما في ذلك خوزستان، وسيستان وبلوشستان، حيث يزداد معدل انقطاعات الكهرباء. ويردّد المتظاهرون هتافات مُفادها أنّ الحصول على المياه والكهرباء هو من الحقوق الأساسية في الحياة. ومع جفاف المياه في الآبار والقنوات، أخذتْ معدلات الهجرة البيئة في إيران تتزايد بوتيرة متسارعة؛ فاتجهت عائلات كثيرة صوب العاصمة طهران بحثاً عن وظائف وخدمات وبِنية تحتية أفضل حالاً. ويحذّر مراقبون من أن يغذّي هذا الاتجاه حالة عدم الاستقرار، مع استقبال العاصمة للنازحين المحليين. * شح المياه: هل جهود الدول العربية كافية لمكافحة أزمة الفقر المائي؟ EPAيتنزه الناس على قاع نهر جافّ تقريباً، بعد أنْ كان ذات يوم مليئاً بالمياه، في منطقة "فشم" شمالي طهران يوم 25 أغسطس/آب 2025 واتخذت الأزمة بُعداً جيوسياسياً كذلك؛ بعد المواجهة التي اندلعت بين إيران وإسرائيل في يونيو/حزيران 2025، لا سيما عندما أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى امتلاك بلاده تقنيات لتحلية المياه وإعادة تدويرها. وفي رسالة موجّهة إلى الإيرانيين، قال نتنياهو إنهم يمكنهم الاستفادة من التقنيات الإسرائيلية "عندما تتحرر بلادهم"، على حدّ تعبير رئيس الوزراء الإسرائيلي. وقال دانيال تسيغاي، من برنامج الأممالمتحدة لمكافحة التصحُّر، إن إيران ليست الوحيدة في المنطقة التي تعاني هذه الأزمة. في جميع أنحاء غرب آسيا، تقوض سنوات الجفاف المتتالية الأمن الغذائي والاستقرار وحقوق الإنسان، وتؤثر على الزراعة والطاقة والصحة والنقل والسياحة. * التغير المناخي: إقليم كتالونيا يعاني من أسوأ موجة جفاف منذ عقود تحذير عالمي يقول دانيال تسيغاي إن العالم بصدد دخول عهد من الجفاف المصنوع بيد الإنسان، بسبب التغير المناخي والإسراف في استخدام المياه والأرض على السواء. ويرى تسيغاي أن إيران تعتبر نموذجاً لما يكن أن يحدث عندما تتقاطع نُدرة المياه مع التصحُّر وسوء الإدارة. وعلى نطاق عالمي، ازدادت معدلات الجفاف بنسبة 29 في المئة منذ عام 2000، وفقاً لإحصاءات الأممالمتحدة. وإذا استمرّ هذا الوضع على تلك الوتيرة، فإن ثلاثة من بين كل أربعة أشخاص سيتأثرون بحلول عام 2050. ويُنظَر إلى الطريقة التي تعاملت بها الحكومة في دولة جنوب أفريقيا مع أزمة الجفاف التي ضربت البلاد خلال الفترة ما بين 2015 إلى 2018، كنموذج للاستجابة الاستباقية للأزمات؛ عندما فرضت المدينة قيوداً على نصيب الفرد ورفعت التعريفات. وفي ذلك يقول تسيغاي: "نحن نعرف الحلول التقنية، ما نحتاجه هو تحويل المعرفة إلى سياسات، والسياسات إلى تطبيق عملي... وليس السؤال هو هل سياتي الجفاف؟ وإنما متى؟"، بحسب ما يرى تسيغاي. * الاستهلاك المفرط للمياه ينذر بالخطر Getty Imagesسدّ لَتيان الذي يمدّ طهران بالمياه يشهد انخفاضاً تاريخياً في منسوب مياه خزّانه، كما توضّح هذه الصورة المتلقطة في 8 مايو/أيار 2025 نظرة على المستقبل يقول خبراء إنّ ثمة حلولاً موجودة لكن الحاجة ماسة إلى تنسيق السياسات الخاصة بالمياه والطاقة والأرض. وكانت إيران قد تعهّدت بخفض استهلاكها من المياه بمقدار 45 مليار متر مكعب سنوياً على مدار سبعة أعوام عبر: تدوير استخدام المياه، والري بالتنقيط، وتحسين شبكة توصيل المياه. لكن هذه الأهداف الطموحة تباطأت وتيرتُها بسبب العقوبات الدولية المفروضة على إيران، وبسبب البيروقراطية، فضلاً عن ضَعف الاستثمارات. يقول كاوه مدني، مدير معهد المياه والبيئة والصحة التابع لجامعة الأممالمتحدة: "في نهاية المطاف، يتعيّن على إيران قبول وضعها الحالي من الإفلاس المائي، وكلما تأخّرت الحكومة في الاعتراف بالفشل، قلّتْ فُرَص تفادي الانهيار". ويطلق كاوه مدني تحذيراً شديد اللهجة قائلاً: "ليس الطقس مَن سيقرّر ما إذا كانت مياه الشُرب ستواصل تدفقها إلى منازل الإيرانيين خلال الأشهر الأشدّ حرارة، لكن ما يهمّ هو مدى سُرعة تحرُّك السلطات الإيرانية". * كيف يمكن تجنب الوصول إلى "اليوم صفر" ونضوب المياه؟ * هل تبذل الدول العربية جهدا كافيا لمواجهة أزمة شح المياه؟ * ما هي خيارات مصر المستقبلية بعد اكتمال ملء خزان سد النهضة الإثيوبي؟