حذّر الجنرال الإسباني المتقاعد ميغيل آنخيل بايستيروس، أحد أبرز مهندسي التصور الأمني في مدريد خلال السنوات الأخيرة، من ما وصفه ب"التطلعات الترابية للمغرب".في إشارة صريحة إلى مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، في موقف يعكس قلقاً متزايداً داخل دوائر القرار العسكري والاستخباراتي الإسباني.
وجاءت تصريحات بايستيروس في حوار مع صحيفة إل بيرييوديكو دي كاتالونيا، تناول فيه التحديات الجديدة التي تواجه الأمن القومي الإسباني والأوروبي، خاصة في ظل الحرب الروسية الأوكرانية وتغير أولويات الحلفاء الغربيين. وأشار إلى أن الاستراتيجية الأمنية الأميركية التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب مؤخراً أدخلت، لأول مرة، البعد الديني في تصورها للأمن، داعية الأوروبيين إلى حماية "الهوية المسيحية" في مواجهة تدفقات الهجرة من الجنوب.
وفي معرض حديثه عن المغرب، اعتبر الجنرال أن تحالف الرباط مع الولاياتالمتحدة، وما يوفره من تفوق تكنولوجي وعسكري، يشكل مصدر قلق لإسبانيا، رغم إقراره بأن هذا التحالف يرتبط أساساً بالتوازن الإقليمي مع الجزائر. غير أنه شدد على أن "المطالب المغربية الجدية على أراضٍ إسبانية" تظل عاملاً حاضراً في حسابات مدريد.
وتندرج هذه التصريحات ضمن سياق أوسع يتسم بتصاعد لهجة عدد من المسؤولين العسكريين والدبلوماسيين الإسبان بعد مغادرتهم مناصبهم، حيث سبق لوزير الخارجية الأسبق خوسيه مانويل غارسيا مارغايو وجنرالات آخرين أن وصفوا المغرب ب"الخطر الاستراتيجي الأول" أو "التهديد المباشر" للأمن القومي الإسباني. ويعكس هذا الخطاب، بحسب مراقبين، قلقاً بنيوياً من انعكاسات التنافس الإقليمي في شمال إفريقيا على المصالح الإسبانية، خصوصاً في ملف سبتة ومليلية والجزر المحتلة.