تستعد وزارة الخارجية المغربية لزيارة مرتقبة لوزير الشؤون الخارجية والتعاون ناصر بوريطة إلى العاصمة الفرنسية باريس، في خطوة دبلوماسية جديدة تهدف إلى تعزيز الدعم الدولي لخطة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب كحل سياسي نهائي لقضية الصحراء. وكشفت مصادر دبلوماسية ل"أفريكا إنتليجنس" أن الزيارة تهدف إلى إعادة تحريك ملف الصحراء على طاولة النقاش بين الرباطوباريس، خاصة في ظل التحولات الإقليمية والدولية التي تشهدها المنطقة، والتي تجعل من الحوار والدبلوماسية ضرورة ملحة للحفاظ على الاستقرار وتعزيز فرص السلام. وتأتي هذه الزيارة في وقت تتزايد فيه التوترات والتحديات في المحافل الدولية حول هذا الملف، حيث يؤكد المغرب عبر خطته المقترحة للحكم الذاتي تحت السيادة المغربية على رغبته في إيجاد حل سياسي شامل يلبي تطلعات سكان الصحراء ويحترم سيادة المملكة، وهو الموقف الذي يحظى بدعم عدة دول ومنظمات دولية. ويذكر أن فرنسا، بصفتها شريكًا استراتيجيًا للمغرب، تلعب دورًا هامًا في التوسط ودعم المبادرات التي تساهم في استقرار شمال أفريقيا، خصوصًا في ملفات حساسة مثل الصحراء، حيث تعبر باريس بانتظام عن دعمها للوحدة الترابية للمغرب ضمن سياسات تسعى إلى دعم الاستقرار الإقليمي والتعاون الأمني. كما من المتوقع أن تتطرق محادثات بوريطة مع المسؤولين الفرنسيين إلى استعراض آخر التطورات الإقليمية، والتأكيد على أهمية التعاون المشترك في مكافحة الإرهاب وتعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقة، حيث تعد منطقة الساحل والصحراء محورًا لأمن واستقرار القارة الأفريقية. وفي هذا السياق، يشير مراقبون إلى أن زيارة بوريطة إلى باريس قد تساهم في تعزيز الدعم الدبلوماسي لخطة الحكم الذاتي، وإبراز جدية المغرب في إيجاد حلول سياسية توافقية بعيدًا عن الصراعات والتوترات، ما يعكس أيضًا السياسة الخارجية الفاعلة التي تنتهجها الرباط في ملف وحدتها الترابية. بهذه الخطوة الدبلوماسية، يثبت المغرب تمسكه بخيار الحوار والتفاوض، وحرصه على بناء شراكات دولية قوية تدعم موقفه القانوني والسياسي، في مسعى لحل ملف الصحراء بما يحقق الاستقرار والتنمية للمنطقة، ويعزز مكانة المملكة كفاعل رئيسي في الساحة الإقليمية والدولية.