إضافة إلى معاناة الساكنة إزاء ما تعرفه البلدة من تفقير على مستوى المساحات الخضراء، بسبب الهجوم المتوحش للإسمنت، دون مراعاة للجانب البيئي، الذي أصبح يتدهور يوما بعد يوم... وبالإضافة إلى تردي الخدمات الاجتماعية من نظافة وإنارة وأمن، هناك لوبي يستحوذ على كل خيرات البلدة، سواء في مجال حيازة الملك العمومي واستغلاله، أو الاستئثار بكل صفقات الأوراش التي تطلقها العمالة أو الجماعة أو أكاديمية التعليم ونيابته الإقليمية، أو مندوبية المياه والغابات... حيث أصبح اسم الفائز بالصفقة يعرف أياما قبل فتح الأظرفة في مسرحيات سخيفة لم تعد فصولها خافية على أحد!... فمجال التعليم له حوته الذي يلتهم وأبناءه صفقاته، والأشغال العمومية تتوزعها شركة الإخوة. أما المطاعم المدرسية فهي لا تغادر يد الممون الذي يتفنن في تزويد المؤسسات بما فسد أو اقترب من الفساد من المواد الغذائية كما هو حال الصفقة الأخيرة التي همت مادة الحليب وبيمو والجبن والتي بلغت مليار و800 مليون سنتم!... أما صغار المقاولين، فإن كل الأبواب موصدة دونهم مهما كانت عروضهم أكثر جدية ومصداقية وبأقل كلفة وأحسن جودة!... الواقع أن المواطن الكرسيفي واع بما يجري من خروقات وممارسات تتميز بالمحسوبية والزبونية، لكنه يقف مكتوف الأيدي وهو يرى مقاولات هؤلاء الشباب تتهاوى يوما بعد يوم وبالعشرات. وفي المقابل، تسمن الحيتان الكبيرة، فقط لأنها «كتاكل.. وكتوكل» حسب ما يؤكده المقاولون الشباب المفلسون... فهل سيستمر الوضع على هذه الدرجة من الجشع والفساد؟!...