الخوف على مستقبل مهرجان السينما والهجرة بأكَادير، وعدم استمراره في السنة المقبلة ألقى بظلاله على الجلسة الإفتتاحية لهذا المهرجان الذي أطفأ شمعته التاسعة، وحقق نجاحا كبيرا كأول مهرجان فني وسينمائي بعاصمة سوس، استقطب نجوما ووجوها عديدة من المغرب وخارجه في مجال السينما تمثيلا وإخراجا ونقدا. وجاء هذا التخوف من خلال كلمة رئيس الجمعية المنظمة «جمعية المبادرة الثقافية بأكَادير»إدريس مبارك، حين ألقى كلمة مقتضبة نلمس منها رائحة الحزن والقلق على مصيرهذا المهرجان مستقبلا، حيث أشارفيها إلى أن ما تشكو منه هذه الدورة التاسعة هو غياب دعم المركز السينمائي المغربي كجهة وصية على السينما، وعدم دعم جهات أخرى لم يذكرها بالإسم. لكن ما سيسبب في التوقف، يقول مبارك،هو انعدام قاعة العرض، ذلك أن القاعة الوحيدة (سينما ريالطو) والتي تم فيها عرض الأفلام السينمائية المشاركة في المهرجان منذ الدورة الأولى، قررصاحبها الآن إغلاقها بصفة نهائية، مباشرة بعد اختتام الدورة التاسعة لمهرجان السينما والهجرة، بل كان ينوي صاحب هذه القاعة العريقة إغلاقها منذ شهورلولا إدارة المهرجان التي تدخلت لديه، وأعادت صباغتها لتكون صالحة لعرض أفلام الدورة التاسعة. ومعنى ذلك أن غياب البنيات التحتية وغياب قاعات سينمائية في المستوى بمدينة أكَادير،سيجعل كل المهرجانات الكبرى آئلة إلى الفشل، خاصة أن المدينة لاتتوفر إلا على ثلاث قاعات سينمائية، واحدة أغلقت أكثرمن عشرسنوات وهي سينما سلام التي لم تمتد إليها يد زلزال 29فبراير1960، والثانية خضعت لترميم (سينما صحراء)، ومع ذلك لا تصلح لمثل هذه المهرجانات الكبرى، والثالثة سينما ريالطو التي قررصاحبها إغلاقها لأسباب مادية على العموم. هذا وكانت توصيات الدورات السابقة لمهرجان السينما والهجرة تلح دائما على المسؤولين بالمدينة إلى الإسراع في بناء قاعات جديدة صالحة للعروض السينمائية والمسرحية ولإحتضان مهرجانات كبرى...لكن هذه التوصيات بقيت في الرفوف، وكأن المدينة لا حاجة لها بمثل هذه الأنشطة، فحتى مهرجان الفيلم الوثائقي والفيلم الأمازيغي كانا يقامان في ظروف غيرلائقة بقاعة غرفة التجارة والصناعة والخدمات التي تم تجهيزها وتهيئتها للندوات والمحاضرات وليس لعرض أفلام وأشرطة سينمائية. هذا تحدث الممثل المصري الشهيرحسن حسني، في ندوة صحفية نظمت على هامش مهرجان السينما والهجرة بأكادير، صباح يوم الخميس 9 فبراير 2012،بأحد فنادق أكادير،عن حياته وأدوراه المسرحية والسينمائية،وعن مشاريعه الفنية ومشاركته في فيلم سياسي جديد(ابن النظام)الذي لازال لم يعرض بعد،وكذاعن موضوع السينما المصرية والهجرة. لكن حسن حسني، فضل الحديث عن كل شيء إلا التطرق إلى الثورة المصرية التي لازالت تحتل ميدان التحرير، حيث أكد أكثرمن مرة عدم الخوض في أمور سياسية تعيشها مصرحاليا لأسباب لايريد البوح بها تجنبا لما قد يترتب عنها من انعكاسات سلبية. كما رفض التعليق على العقوبة الحبسية التي صدرت في حق الفنان المصري الكبيرعادل إمام من قبل محكمة الجيزة من أجل تهمة الإساءة للجماعات الإسلامية بمصر، ولربما هذا الرفض له أكثرما يبرره في الظروف الحالية ليس بالنسبة لحسني وحده بل لأغلبية الفنانين والممثلين المصريين الذين فضل معظمهم الصمت في حين اختلفت وجهات نظربعضهم حول ما يحدث بمصرمن تحول سياسي عميق. ولم يفت أن نوّه الفنان المصري بالإنتاج السينمائي المغربي الذي يعرف في نظره قفزة كبيرة وتطورا ملموسا في الصناعة السينمائية ككل صورة وفكرة وموسيقى،وقد أبدى إعجابه بمشاهدته لفيلم افتتاح المهرجان«أندلس حبي»للمخرج المغربي محمد نظيف،وأعجب أيضا بموسيقى الفيلم التي أنتجها الفنان الموسيقي والممثل السينمائي يونس ميكَري.