تقيم منظمة العفو الدولية - المغرب، في إطار برنامجها لدعم المدافعات عن حقوق الإنسان الذي انطلق منذ ست سنوات، حفلا تكريميا للسيدة «عائشة بلعربي» الباحثة الأكاديمية والناشطة الحقوقية، وذلك يوم السبت 22 مارس 2014، ابتداء من الساعة الثالثة بعد الزوال بفندق كولدن توليب فرح، الكائن بساحة سيدي مخلوف بالرباط. ويهدف هذا التكريم إلى إبراز دور المدافعات عن حقوق الإنسان في تعزيز الحقوق الإنسانية وتطويرها وحمايتها عبر الوسائل القانونية والسلمية، لاسيما حقوق النساء والفتيات، وزيادة الوعي وتشجيع تنفيذ إعلان الأممالمتحدة الخاص بالمدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان. وتعتقد منظمة العفو الدولية، أن العمل مع المدافعات عن حقوق الإنسان، لمساندة إيجاد حيز آمن في المجتمع للدفاع عن أنشطة حقوق الإنسان وإضفاء الشرعية عليه، هو من أكثر الطرق أهمية لتنوير الرأي العام وتعبئته من أجل حقوق المرأة. وتكريم عائشة بلعربي هو تقدير لإسهاماتها على هذا الصعيد، فقد ساعدت بدفاعها عن حقوق المرأة على تقوية المجتمع المدني وخلق مجال مشروع لحماية الحقوق الإنسانية للجميع. لقد جسدت بانخراطها القوي في الحياة العامة، نموذجا فريدا للمثقفة العضوية، ففي كل تحركاتها كما في كتاباتها كانت رسالتها المركزية دائما هي أنه لا يمكن تحقيق المساواة وإحقاق الحقوق إلا إذا شاركت النساء بشكل فعال في العمليات السياسية، وإسماع صوتهن وتمكينهن من التحرر من شرك النوع الاجتماعي المتمثل في التمييز ومخاطر العنف والدونية والفقر. كما كان بحثها الأكاديمي وصوتها النضالي ينطلق دائما من التأكيد على مبدأ أساسي من مبادئ حقوق الإنسان هو أن التنمية لا تكفي لوحدها للتغلب على تهميش المرأة وفقرها، إذا استمر حرمانها من حصتها في العدالة والمساواة وفي الدخل والموارد والسلطة. ويكتسي هذا الحفل، الذي دأبت منظمة العفو الدولية على تنظيميه سنويا احتفاء بنساء يتصدرن حركة النضال من أجل الحقوق الإنسانية للمرأة، له دلالة خاصة هذه السنة، فمن ناحية، فإن المحتفى بها السيدة «عائشة بلعربي» ناضلت في ظروف صعبة في سنوات الرصاص بالكتابة والبحث العلمي والتواجد النضالي الميداني لإعلاء صوت المرأة المغربية، والدفاع عن المساواة بين المرأة والرجل في وقت كانت تعتبر فيه إثارة قضايا النوع الاجتماعي نوعا من التحدي للتقاليد الاجتماعية والثقافية. ومن ناحية ثانية، يتزامن هذا التكريم مع إطلاق منظمة العفو الدولية حملة « جسدي... حقوقي» وهي حملة عالمية للدفاع عن الحقوق الجنسية والإنجابية لجميع النساء اللواتي يتعرضن للإكراه والتجريم والتمييز والعنف، لا لشيء إلا بسبب خياراتهن المتعلقة بأجسادهن وحياتهن، وهذا موضوع لطالما أثارته الأستاذة عائشة بلعربي بكل جرأة سواء في أبحاثها أو في المنتديات الوطنية والدولية. وتعتبر الحملة فرصة ثمينة لتذكير الحكومة المغربية بالتزاماتها بالمواثيق الدولية التي صادقت عليها والمتعلقة بالحقوق الجنسية والإنجابية، ومدى حمايتها والإيفاء بها بمناسبة التقاء الدول، ومنها المغرب، لإجراء مفاوضات من أجل التوصل إلى جدول أعمال عالمي لتعزيز حقوق الإنسان والسلم والأمن والتنمية لفترة ما بعد 2015. وتعتبر جلسة الأممالمتحدة للسكان والتنمية التي ستعقد في أبريل القادم، واحدة من تلك الفرص التي ينتظر فيها الجميع، والمدافعات عن حقوق الإنسان بشكل خاص، أن ينحاز فيها المغرب بدون مواربة لحقوق المرأة كاملة.