أزيد من شهر و نصف مرت على انطلاق الموسم الدراسي، و مازال تلاميذ ابتدائية ابن حزم بمراكش و أساتذتها يرزحون تحت وطأة سلسلة المشاكل التي قالت الوزارة الوصية إن الكيان المدرسي قد تخلص منها مع الموسم الجديد. آباء و أولياء عدد من التلاميذ اشتكوا كثيرا من عدم توصل أبنائهم ببعض المقررات الدراسية إلى غاية متم شهر أكتوبر، كما هو شأن مقرري الرياضيات و الاجتماعيات للمستوى الرابع، مما صعب على أبنائهم الاندماج في الأجواء الدراسية و تسبب في عرقلة واضحة للمردودية البيداغوجية المرجوة. و أوضحت مصادر من الوسط التربوي بالمؤسسة المذكورة أن عدم توصل التلاميذ بهذين المقررين المبرمجين، أربك كثيرا سير العملية التعليمية، و أحرج الأساتذة كثيرا مع أسر التلاميذ، و أضعف درجة تحصيلهم للمادتين المعنيتين، وسط غياب أي تفاعل إيجابي من قبل المديرية الإقليمية، لحل هذه الوضعية، التي تضرب حق التلاميذ في تكوين جيد، في مساواة مع أقرانهم بالمؤسسات الأخرى التي توصلت بالمقررات المذكورة. الوضعية الشاذة التي توجد عليها هذه المدرسة، لا تقف عند حدود غياب المقررات فقط، بل تمتد إلى أجواء الدراسة داخل الفصول، حيث أكد مصدر من داخل المدرسة أن الاكتظاظ بلغ في بعض فصولها 46 تلميذا في تناقض واضح مع السقف الذي حددته الوزارة. و هو الوضع الذي يحول الحصص الدراسية إلى «جحيم» لا يطاق سواء بالنسبة للأساتذة أو التلاميذ الذين يجدون أنفسهم في وضع مزر ، تتضاعف آثاره المدمرة مع الصخب و الضجيج الذي لا يحتمل، و الذي يملأ أرجاء المدرسة بسبب الأوراش الحرفية التي تحيط بها ( نجارة، حدادة..) و يعم تذمر كبير صفوف العاملين بالمدرسة، بسبب تجاهل المديرية الإقليمية لحالتها البائسة، و لمظاهر الارتباك و الخلل التي تهيمن عليها. و يتحدث المدرسون عن مظاهر متعددة لذلك، من بينها أن بعض الأساتذة يُدرسون لفوجين من مستويين مختلفين، بدل مستوى واحد. كما أن عدم تجديد مجلس التدبير أدى إلى ارتباك كبير في تسيير المؤسسة و أثر سلبا على سير العملية التعليمية التعلمية. و حذر عدد من أولياء التلاميذ، «أنهم سيلجأون إلى الاحتجاج بمقر ولاية مراكش، إذا ما تمادت المديرية الإقليمية في تجاهلها للأجواء المزرية التي يدرس فيها أبناؤهم بابتدائية ابن حزم، سواء تلك التي أشرنا إليها أعلاه، أو تلك المتعلقة بجوانب أخرى تخص النظافة و الوقاية، حيث أن الوضعية السيئة للمرافق الصحية بها، تعكس مدى الإهمال الذي يُعامل به هؤلاء الأطفال، إذ أن سوء حال هذه المرافق( المراحيض) و عدم إصلاح قنوات الصرف، أدى إلى انبعاث الروائح الكريهة التي تملأ ساحة المدرسة و الفصول، التي أضحت أقرب إلى إصطبلات للحيوانات، منها إلى أقسام دراسية يتلقى فيها أطفال في عمر الزهور تعليمهم». و يطالب عدد من أولياء التلاميذ والي مراكش، «بالتدخل العاجل لحل مشاكل هذه المدرسة التي فرضت على أجواء الدراسة بها بؤسا لا يُحتمل، يُفقد المدرسة جوهرها التربوي، و يضرب حق التلاميذ في متابعة دراستهم في أجواء تحترم إنسانيتهم و في بيئة سليمة تصون صحتهم، و داخل أقسام ملائمة بعدد معقول من التلاميذ».