ما هموني غير الرجال الى ضاعو لحيوط الى رابو كلها يبني دار ما هولوني غير الصبيان مرضو وجاعو والغرس الى سقط نوضو نغرسو أشجار والحوض الى جف و اسود نعناعه الصغير ف رجالنا يجنيه فاكية و ثمار في منتصف نهار الأحد، وفي جو شبه ماطر، ووعيد من الأرصاد بأن أمطارا عاصفية آتية...خابت كل التوقعات يومها ليأتي الإعصار، من بوزنيقة من واد الشراط، س احمد رحمه الله، من، سي الزايدي، كفى من المزح الغبية، لقد تأكد الخبر، وغرق ابن الماء والسماء وعاشق البحر الذي لم يهجر بيته البحري صيفا وشتاء.. هنا البحر هنا أحمد الزايدي وهنا واد الشراط. صدم الجميع بما أتى به القدر من خبر، وأصبح الحال على غير مابات عليه يطابق الوصف فيه ما قاله الشاعر ذات رثاء. أنبكي الليث أم نبكي الديارا أنخذل؟ كيف نخذله عرارا ومن يحمي المروءة بعد وصفي ووصفي للمروءة شب نارا وتلتئم الجراح بعيد شهر وجرح الشهم باق ما توارى لم يستقر حال الناس على وصف، فاجعة ، صاعقة صدمة تعددت الأسماء والأوصاف لما جرى ولكن وحدها عرفت كيف تعبر دموع نساء ورجال وشباب بوزنيقة التي عاندت مياه الأمطار لتتفاخر بحبها لابنها وقرة عينها سي احمد، ورأيت الدموع تنهمر من المقل مطرا أكثر غزارة يحمل رسائل حزن لا رسائل فرح. لاعجب أن يبكي الجميع، فحرارة وصدق العاطفة جياشة وملتهبة. من كل الأنحاء أتوا من كل المدن والقرى والمشارب الفكرية والسياسية والثقافية والرياضية والمنتخبين ورجال الدولة والحكومة كلهم كانوا هناك لمعرفة نهاية قصة حب بين الماء وابن الماء.... غالب المتاعب والمصاعب كصحفي ومنتخب جماعي عن 23 سنة ممثلا لحزب القوات الشعبية، وكبرلماني كسر منطق التزوير وانتصر لصوت الشعب وسهر على شؤون دائرته وساكنتها ليل نهار مدافعا عن الفقراء والبسطاء من أبناء المنطقة والوطن سواء.. في الحديقة الخلفية للحياة تقبع بركة الموت حيث الطين الصامت يمتص كائنات الماء حتى لو كان الماء أصل الحياة... وكأني بك أيها الخلوق، أيها الصافي القلب، تعود مباشرة لنبع الحياة أو ألم يجعل الخالق من الماء كل شيء حي. أنت سى احمد بعثت من الماء وحاربت طويلا في معركة الحياة الملوثة بكل ما أوتيت من أوكسجين الضمير المهني وحملت رسالة الحق سيفا وحمل لك الموت خبره الأخير مكتوبا بالماء، في مكان غير بعيد من حيث كانت محاولة اغتيال عريس الشهداء المهدي بنبركة . رحلت وسيبقى شذوك أيها الحسون مغردا بحب الأوطان والقيم، سيبقى صدى صوتك داخل قبة مجلس النواب صادحا بالحقيقة داعيا لاستكمال مشوار التحرير والديمقراطية والعدالة والاجتماعية، ها قد غبت وتركت لنا ملامح الغياب الشاردة وعلى باب الذكرى اسمك سيبقى معلقا، تردده الألسنة و تردد أبيات الرحيل المهجورة: بعد الرحيل كبت الخيول ومات في أعماقها صوت الصهيل بعد الرحيل كل الزهور بروضتي ماتت وأعلنت الحداد وتوشحت كل القصائد بالسواد وتوقفت عن شذوها البلابل واستعدت للرحيل عن البلاد. لن نهجر نحن هذا البلد الأمين بلد سنتلمس طريقنا جيلا بعد جيل كما تواعد قبل أبناء الوطن القبيلة وسنمضي كما مضيت ومضوا نحو أن نصبح إنسانا. ستغني بيننا أيها الرائع، وستظل كطيف تحلق فوق رؤوس الجميع، توزع ابتسامتك الجميلة وشوشات في أذهاننا، كما وزعتها منذ أربعين سنة من خلال شاشة لم تكن تتحرك ولم تكن بالألوان حتما ومع ذلك وصلت ابتسامتك للجميع وستصل اليوم كل تفاصيل ارتقائك إلى العلياء مع الشهداء والصديقين، ففي جنة الخلد أنت ونحن مطمئنون لأننا شهود بأنك كنت لسان الصدق وحسون الأمل ومن الأخلاق اشتق مرادف لاسمك وأخيرا فإني لا أجرؤ على توديع من سيبقى حاضرا ثائرا في دواخلنا هاتفا بالمحبة، وليس لي إلا أن أهتف بذات المحبة والبوح بوشاح الوفاء لآخر الطيور التي ستنعى معنا جثمانك. رحمك الله عزيزي سي احمد الزايدي