حدث في أمستردام.. تميز النساء المغربيات يُبرز في لقاء جمع نساء من مختلف الثقافات    "فريق نجم طرفاية: قصة نجاح وتألق في عالم كرة القدم"    إبراز فرص الاستثمار بالمغرب خلال مائدة مستديرة بالولايات المتحدة    برقية تعزية ومواساة من جلالة الملك إلى خادم الحرمين الشريفين        كبير إيطاليا يدخل بقوة على خط التعاقد مع زياش    "العرندس" يتوج نفسه وينال جائزة الأفضل في رمضان    زيلينسكي يستعجل استلام أسلحة غربية    جيش إسرائيل يهاجم شرق مدينة رفح    صفقة طراز دقيق من الدرون الأمريكية للجيش المغربي تبلغ مراحلها الأخيرة    خلال 3 أشهر.. تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج بلغت 27,44 مليار درهم    شركة الخطوط الجوية الإيرلندية تطلق خطا جويا بين طنجة وورزازات    هتك عرض تلميذات من طرف مدير ثانوية فمولاي يعقوب.. المشتبه فيه للجدارمية: الكاميرا اللي عندي فالمكتب كتخدم غير فوقت الامتحانات وصافي والبورطابل ديالي ضاع مني    توقعات طقس الثلاثاء..حرارة مرتفعة بهذه المناطق    تخصيص غلاف مالي بقيمة تفوق مليارين و61 مليون درهم لتمويل 4174 مشروعا بالشمال خلال سنوات    بأزيد من 760 مليونا.. إطلاق طلب عروض لتشوير المدينة العتيقة لطنجة    مديرية الضرائب تطلق إمكانية طلب الرأي المسبق للراغبين في تفويت ممتلكات عقارية أو عينية    الدورة الثانية عشر لعملية تأطير الحجاج بإقليم الناظور    الملك يعزي العاهل السعودي في وفاة الأمير بدر بن عبد المحسن    نحو 40 في المائة من مجموع قتلى حوادث السير هم مستعملي الدراجات النارية    الأمم المتحدة: قرار إخلاء رفح للي صدراتو إسرائيل "ماشي إنساني"    قبل مواجهته نادي بركان.. ضربة موجعة للزمالك المصري بسبب 10 لاعبين    "البوليساريو" تهاجم الإمارات بسبب الصحراء    الدكيك يحتفل بتصنيف "فوتسال الفيفا"    القضاء يسجن ضابط شرطة 5 سنوات    مناورات عسكرية موريتانية.. هل هي رسالة للجيش المالي ولفاغنر؟    بعد دخوله قائمة هدافي الفريق.. هكذا احتفل اشبيلية بالنصيري    مرصد يثمن مأسسة الحكومة للحوار الاجتماعي    الأمثال العامية بتطوان... (591)    عاجل.. القضاء يعزل رئيس الرجاء محمد بودريقة من رئاسة مقاطعة مرس السلطان    بسبب تصرفات مشينة وعنيفة.. تأجيل محاكمة محمد زيان في قضية اختلاس أموال الحزب الليبرالي    وفاة المقدّم التلفزيوني الفرنسي الشهير برنار بيفو    ارتفاع الاستثمار الأجنبي المباشر في المغرب ب56,2% عند متم مارس 2024    لاعبين الزمالك كاعيين قبل الفينال ضد بركان ومدربهم كيحاول يكالميهم    تطويق أمني بالعاصمة يحول "مسيرة الصمود" لأطباء الغد إلى "وقفة الحشود"    حصيلة منجزات وكالة بيت مال القدس فاقت 13,8 مليون دولار خلال الخمس سنوات الأخيرة    بلقصيري: أجواء افتتاح مهرجان سينما المرأة والطفل في دورته الأولى    الضمان الاجتماعي الإسباني يتحاوز عتبة 21 مليون منتسب    إسرائيل تغلق مكتب الجزيرة وألمانيا تنتقد القرار    وثائقي فريد من وزارة الثقافة والتواصل يبرز 6 ألوان فنية شعبية على ضفاف وادي درعة    اللي كيمشي لطريفة وعزيز عليه الطون والسربيسة والسينما: ها مهرجان وها الافلام المغربية المعروضة فيه    تسجيل بقوة 2.5 درجات على سلم ريشتر بإقليم تاونات    بسبب الهلال.. لجنة الانضباط تعاقب فريق الاتحاد السعودي وحمد الله    وفاة مدرب الأرجنتين السابق لويس مينوتي بطل مونديال 1978    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    مهرجان الجونة السينمائي يفتح باب التسجيل للدورة السابعة من "منصة الجونة السينمائية"    بعشرات الصواريخ.. حزب الله يستهدف قاعدة إسرائيلية في الجولان    أسعار النفط العالمية تعود إلى الارتفاع    دراسة: السجائر الإلكترونية قد تسبب ضررا في نمو الدماغ    المشاهد الجنسية في أفلام هوليوود تراجعات بنسبة 40% وها علاش    باحثة: الضحك يقدر يكون وسيلة واعرة لعلاج الناس    رأي حداثي في تيار الحداثة    دراسة حديثة تحذر المراهقين من تأثير السجائر الإلكترونية على أدمغتهم    السفه العقدي بين البواعث النفسية والمؤثرات الشيطانية    جواد مبروكي: الحمل والدور الحاسم للأب    منظمة تدعو لفتح تحقيق في مصرع عامل بمعمل تصبير السمك بآسفي    الأمثال العامية بتطوان... (589)        







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاتحاد الاشتراكي تنقل لكم حياة جهة خوباي، وعاصمتها يوهان،حيث مهد فيروس كورونا الذي يرعب العالم

لقاء مع الطلبة المغاربة في جامعة يوهان وزيارة العرين العلمي للمكتب الشريف للفوسفاط
مدينة «بيولايك» العلمية بمساحة دولة سنغفورة


منذ سنة تقريبا، أكتوبر 2018 بالضبط كنا في خوباي، التي يجتاحها حإلىا فيروس كورونا…
لا أحد زار المدينة يمكن أن يتقبل أن تكون هشة أمام الفيروس، لما يراه فيها من تطور علمي يفوق الخيال..
كانت الزيارة في إطار توسيع علاقات جهة الدار البيضاء- سطات مع جهة خوباي في مجالات التعاون العلمي والتكنولوجي والصحي…وتوقيع اتفاقية شراكة مع رئيس الحكومة الفدرإلىة بها وانغ كشياوودونغ Wang Xiaodong… الذي عليه، إلى جانب السلطة المركزية مواجهة الوباء.
وكان للتطور العلمي عنوان بارز هو مدينة بيولايك، حيث يختبر العقل البشري في الصين كل حدوده.
وكان أن رأينا العجب العجاب في هذه المدينة الباهرة..

بدا السيد باوو جونهوان bao junhuan شاعريا، وهو يقدم مهمة المركز المدينة -بيولايك،- للوفد المغربي، الذي زار زوال يوم الاثنين مقر «"بيولايك"» أو مدينة البحث والتجريب البيو إليكتروني، وقال:" نحن بعمق الوادي"، تلميحا إلى اسم المنطقة العلمية "وادي البصريات" وسرعة الضوء«، باعتبار اشتغالهم في الألياف البصرية إلى
جانب البحث البيولوجي والصحي….كما بدا منصتا جدا لما أبداه أعضاء الوفد المغربي من إعجاب بما يتحقق، فأضاف قائلا،" نحن دولة"»، في إشارة إلى أن مساحة المدينة العلمية، تعادل مساحة دولة سنغافورة، أي 518 كيلومترا مربعا!
البيولوجيا، البحث الزراعي ولقاء الإنسان بالتكنولوجيا…
في الجلسة الرسمية، كان السيد junhuan متفائلا بالعلاقة التي تربط بين بلدينا. ولكنه كان أيضا متطلعا إلى آفاق أوسع بين الصين وإفريقيا..وقبل تلك الجلسة قدر لنا أن نطلع على الفتوحات الصينية في الميادين الالكترونية، وفي لقاء التكنولوجيا بجسد الإنسان، في استباق للخيال العلمي الذي سيصبح حقيقة في القريب العاجل، حيث زرنا المعرض الذي يشكل مقدمة أو مقبلات علمية لما يوجد في المدينة العلمية:– أجيال جديدة من العتاد الالكتروني، في طور أن تترك المكان للألياف البصرية، تلك التي ستعوض الأشكال الجديدة للحواسيب..– كبسولة تعوض المنظار الباطني"فيبروسكوبي".– أشياء في الطب، تفوق الخيال: دلتني المرافقة لنا على كبسولة طبية، يبتلعها المريض، تتجول في بطنه ثم ترسل المعلومات إلى الحاسوب، ليقرأها الطبيب: وداعا أيتها الإيكوغرافية التقليدية، التي يكرهها كل المرضى عندما يتعلق الأمر بالباطن..وداعا أيتها الفيبروسكوبات التي تجلب الغثيان إلى المريض..أهلا أيتها الكبسولة، الصغيرة مثل حبة أسبرين، التي يبتلعها المريض، مع جرعة ماء، ثم ، ترسم له الباطن بعد أن تكون قد حفرته!!
انتقل الوفد المغربي إلى مختبر تابع للمدينة العلمية، أو "وادي الألياف"، الشبيه بسيليكون فالى الأمريكية، الشهيرة، وهو مختبر "فوربان" الشهير عالميا.وكانت في استقبالنا السيدة المشرفة على التعاون مع المغرب، صوفي تشاوsophie cao إضافة إلى نائب المدير . وتم تقديم شريط عن عمل المختبر عموما ثم عن زيارات سابقة إلى بلادنا، ولاسيما إلى المكتب الشريف للفوسفاط، زيارات تروم التوقيع على اتفاقية فريدة من نوعها حول تخصيب المخصبات أو تطوير الأسمدة.وقتها عرضوا علينا فيديوهات لآلات السكانير تقوم تقنيا بفحص التربة، ومن ثمة رسم حالتها الصحية..في المختبر وجدنا الباحثين في اجتماع تقييمي، بالقرب من قاعة رياضية. البحث والرياضة، قبل آلات الكمال الجسماني..!عرفنا أن المختبر يشتغل في ذلك الجناح، على طلبات حصرية للمكتب الشريف للفوسفاط..وهو ما كشف الاهتمام الذي يوليه الصينيون، كلهم، للشركة الكبرى في المغرب، المكتب الشريف للفوسفاط، وأنه يطور نوعيات جديدة من الأسمدة، وهكذا عرضوا علينا الأنواع المستعملة عندنا اليوم، وتلك التي طوروها، وجعلوها أكثر خصوبة وقوة جينية، يبدو أن الاتفاقية الإطار الموقعة في شتنبر الماضي في طورها إلى أن ترتقي إلى ما هو أكبر..!وقد عملت الصدفة فعلها إذ التقينا، ونحن عائدون من الصين، بنفس الوفد الذي استقبلنا في المقر المركزي في خوباي..
البحث الزراعي، «كمان وكمان»
على نفس الخط، كانت زيارتنا في اليوم الموالي، الثلاثاء صباحا، استقبلنا المدير ونائبه، السيدان فويان جيانغ، وتشينغ تشين الذي قدم عرضا مفصلا حول الوضعية الفلاحية في جهة خوباي، وعن السياسة الوطنية للصين الخاصة بها.وكانت المعلومات المتبادلة جديرة بأن تُختتم باتفاق مبدئي على لقاء في المغرب من أجل نقل التجربة، وعقد اتفاقيات مع المؤسسات العاملة في ميدان البحث الزراعي بالدار البيضاء -سطات، ومن حيث المبدأ كان مبرمجا خلال هذا الأسبوع….
‫****‬
من الأشياء التي قدمتها لنا المرافقة في المعرض، تلك الكبسولة الجديدة، التي اخترعتها الصين، من جراء لقاء التكنولوجيا والبيولوجيا: هي كبسولة يبلعها المريض، فتتجول في بطنه، وتنقل كل مشاهداتها( هل أنا كبسولة في بطن الصين الهائل أنقل إليكم ما رأيت؟)…ثم تُغني المريضة أو المريض عن الفيبروسكوبي التقليدية والإيكوغرافيا التقليدية.. الكبسولة يوجهها الطبيب بواسطة حدوة !آاه نعم، حدوة من المغناطيس كما ألفنا في ألعاب الطفولة..لا بد من صورة لتخليد التاريخ الكبسولي الجديد..سألت مرافقتنا : هل بدأ استعماله في المستشفيات الصينية؟أجابت، والاستغراب في عينيها، وقد تأملت سؤالي المقلوب :طبعا،!قلت لرفيقي وليم : لكن الغرب نفسه لم يبدأ بعد بتجريبها في مصحاته؟كان واضحا أنني أحتكم إلى مقارنة لم تحضر في ذهن الصيني الذي زوج البيولوجيا بالتكنولوجيا في المعرض هنا..كان هذا الشق الخاص بالبحث الالكتروني في لقائه مع الصحة البشرية……لم تكن الواجهة تدل أننا أمام معبد صيني للتكنولوجيا، وأن الأدراج القليلة التي تفصلنا عن الخارج، تفصلنا في الواقع عن عالم جديد يتم فيه صناعة إنسان صيني، وربما بشري جديد..المطر الخفيف، بعد نزولنا من حافلة باص صغير لم يكن بدوره يعني أننا في يوم مميز من حياتنا.دلفنا الباب، ولم نكن نتوقع أننا ندخل حقلا بحثيا، علميا وتكنولوجيا، بسعة دولة كبيرة..الذين يعرفون سيليكون فالي الأمريكية، حيث تشتغل العقول العلمية بسرعة ودقة تفوق الحاضر وتسابق المستقبل، سيعرفون ما الذي يعنيه مركز البحث هذا..لم يكن المشرف الأول على المعهد، بلباسه البسيط والطريقة الحيوية التي يتحدث بها، ليضع الفرق!هذه البساطة التي تغمرنا في لقائه وهندامه ولغته، تخفي وراءها عمقا لا يحد ومستقبلا ينام هادئا في عقله.…
‮ ‬فاصل ونواصل
للسيد ‬لي ‬فاي ‬في ‬ذهني ‬صورة ‬عالم ‬متواضع، ‬يتحدث ‬بهدوء ‬عال، ‬كان ‬اللقاء ‬به ‬في ‬الجامعة ‬حدثا ‬لن ‬أنساه‮.وسررت ‬سرورا ‬خاصا ‬حين ‬التقيته ‬أمس ‬بفندق ‬بيضاوي، ‬بمناسبة ‬افتتاح ‬المنتدى ‬المغربي ‬الصيني- ‬الفرانكفوني ‬للجامعات ‬في ‬الدول ‬المعنية، ‬وكان ‬أول ‬ما ‬فعلته، ‬هو ‬أنني ‬عرضت ‬عليه ‬الصورة ‬التي ‬التقطناها، ‬ونحن ‬في ‬جامعة ‬يوهان ‬بالصين، ‬أمام ‬لوحة ‬فنية ‬جميلة ‬في ‬مدخل ‬الجامعة ‬‮…‬فرحنا ‬بها ‬واستعدنا، ‬بواسطة ‬المترجمة، ‬بعضا ‬من ‬نتف ‬ذلك ‬اللقاء‮.كان ‬لتلك ‬الزيارة ‬وقع ‬لن ‬يخفت ‬أبدا‮..‬الجامعة ‬توجد ‬وسط ‬غابات ‬وبحيرات، ‬كمجمل ‬البنايات ‬التي ‬زرناها ‬أو ‬التي ‬عرضت ‬علينا ‬في ‬الصور‮..‬استقبلتنا ‬السيدة ‬المسؤولة ‬عن ‬التعاون ‬الدولي ‬في ‬الجامعة، ‬ذات ‬فرنسية ‬متزنة، ‬وسلسة ‬في ‬لسانها ‬الأسيوي ‬الذلق‮..‬قالت ‬لعبد ‬ربه ‬الضعيف ‬والسيد ‬مستشار ‬الرئيس ‬وليم ‬مصطفى ‬أن ‬ننتظر ‬السيد ‬نائب ‬الرئيس ‬لي ‬فاي، ‬لأن ‬طارئا ‬ما ‬فرض ‬عليه ‬بعض ‬التأخر‮..‬‬أدخلونا ‬إلى ‬قاعة ‬مطعم،وها ‬هو ‬السيد ‬لي ‬فاي ‬يلج ‬القاعة، ‬ببذلة ‬سوداء ‬وربطة ‬عنق‮.‬سلم ‬علينا ‬وعلى ‬من ‬اصطحبونا ‬من ‬أطر ‬الجامعة‮..‬جامعة ‬يوهان، ‬عاصمة ‬جهة ‬خوباي ‬الصينية. ‬‮…‬بعد ‬السلام، ‬طلب ‬منا ‬التخلص ‬من ‬ربطات ‬العنق ‬بابتسامة ‬محتشمة، ‬يبدو ‬أنها ‬نادرة ‬لديه ‬لأنها ‬أثارت ‬استغراب ‬الوفد ‬الحاضر ‬من ‬الجامعة‮..‬وفي ‬لحظة ‬من ‬الحوار، ‬الذي ‬تجاوز ‬التعريف ‬بالفندق ‬ونوعية ‬المطبخ ‬ورأيَنا ‬فيه، ‬سألته ‬عن ‬نظام ‬التعليم ‬الجامعي ‬في ‬يوهان‮..‬بدأ ‬بنوع ‬من ‬التاريخ ‬للجامعة، ‬وموقعها ‬في ‬خارطة ‬التعليم ‬العالي ‬بالصين، ‬باعتبارها، ‬وهي ‬معلومات ‬وجدناها ‬من ‬بعد ‬في "‬كاطالوغ" ‬التعريف ‬الرسمي ‬والمنشور ‬في ‬كل ‬مواقع ‬الصين ‬بالعربية، ‬واحدة ‬من ‬أقدم ‬الجامعات ‬التي ‬تأسست ‬في ‬الصين ‬الحديثة‮.‬ ‬ويرجع ‬تاريخها ‬إلى ‬عهد ‬‮«‬تسى ‬تشيانغ‮»‬، ‬تأسست ‬في ‬عام ‬1893 ‬من ‬قبل ‬تشانغ ‬تسي ‬تونج، ‬حاكم ‬خوباى ‬‮.‬ ‬و ‬في ‬عام ‬2000، ‬تأسست ‬الجامعة ‬الجديدة ‬بعد ‬دمج ‬الجامعة ‬الأصلية ‬ويوهان، ‬جامعة ‬يوهان ‬الهيدروليكية ‬والهندسة ‬الكهربائية، ‬جامعة ‬يوهان ‬التقنية ‬للمسح ‬ورسم ‬الخرائط، ‬وجامعة ‬خوباي ‬الطبية‮.‬ ‬‮..‬ ‬تعتبر ‬‮"‬الجامعة ‬الأكثر ‬جمالا ‬في ‬الصين‮"‬ ‬مع ‬وضع ‬استثنائي ‬ورائع، ‬يغري ‬بالنزهة ‬واستملاح ‬التجوال ‬والبقاء ‬في ‬الفضاء ‬الجامعي‮..‬ ‬وقد ‬وقفنا ‬طويلا ‬نتأمل ‬هذا ‬الفضاء ‬الفاره ‬من ‬خضرة ‬الله ‬في ‬أراضي ‬كونفشيوس‮..‬تقول ‬المعطيات ‬الرسمية، ‬إن ‬الجامعة ‬تغطي ‬مساحة ‬2.‬52 ‬مليون ‬متر ‬مربع‮.‬ ‬لها ‬العديد ‬من ‬الفضاءات ‬الشامخة ‬والمباني ‬الفخمة، ‬والتي ‬تجمع ‬بين ‬كل ‬الأساليب ‬الصينية ‬والغربية، ‬وتعتبر ‬على ‬نطاق ‬واسع ‬بأنها ‬كلاسيكية ‬ورشيقة ‬في ‬النموذج‮.‬ ‬حاليا، ‬WHU ‬لديها ‬حوالي ‬52000 ‬طالب‮….‬ ‬وفي ‬سؤال ‬عن ‬النظام ‬التعليمي ‬يخص ‬التسجيل ‬الطلابي، ‬قلت ‬للسيد ‬لي ‬فاي‮:‬ ‬هل ‬لكل ‬الحاصلين ‬على ‬شهادة ‬الباكالوريا ‬الحق ‬في ‬التسجيل؟كان ‬جوابه ‬قاطعا:كلا‮…‬النظام ‬يقتضي ‬امتحانا ‬أو ‬مباراة ‬يجتازها ‬التلميذ ‬بنجاح ‬لكي ‬يصبح ‬طالبا ‬في ‬جامعة ‬يوهان.‬وتوالى ‬الحديث ‬عن ‬الجامعة ‬ونظامها‮:‬ ‬يجتاز ‬الطلبة ‬مباراة، ‬ذات ‬مواد ‬على ‬المستوى ‬الوطني ‬الصيني‮..‬ولا ‬يجتازه ‬عادة ‬بنجاح ‬سوى ‬45 ‬٪ ‬من ‬الطلبة ‬؟ماذا ‬يفعل ‬الباقي، ‬سألته‮:‬الباقي ‬إما ‬يتوجه ‬إلى ‬العمل ‬أو ‬التكوين ‬أو ‬الجامعات ‬الجهوية ‬أو ‬المحلية‮..‬كم ‬تكلف ‬الرسوم ‬التسجيلية؟بدا ‬لي ‬بعض ‬التردد ‬لديه ‬في ‬الجواب ‬عن ‬السؤال، ‬فقلت ‬له ‬إن ‬القضية ‬التعليمية، ‬وما ‬نصطلح ‬على ‬تسميته ‬بالمجانية، ‬لاسيما ‬في ‬التعليم ‬العالي، ‬تشكل ‬نقطة ‬نقاش ‬وطني ‬كبير، ‬ولهذا ‬نريد ‬الاستئناس ‬بالمثال ‬الصيني‮…‬.‬هنا ‬قال ‬إن ‬الرسوم ‬التسجيلية ‬قد ‬تصل ‬إلى ‬ما ‬يعادل ‬ 8 ‬آلاف ‬درهم ‬مغربية‮..‬وأن ‬التكلفة ‬العامة ‬للدراسة ‬بالنسبة ‬لكل ‬طالب ‬قد ‬تصل ‬سنويا ‬إلى ‬ستة ‬ملايين ‬سنتيم ‬مغربي‮..‬وتقول ‬الوثائق ‬المرخص ‬بها ‬إن ‬‮«‬تكاليف ‬دراسة ‬درجة ‬البكالوريوس ‬في ‬الجامعة ‬تبلغ ‬4.‬500 ‬دولار، ‬و ‬درجة ‬الماجستير ‬5.‬700 ‬دولار ‬أما ‬درجة ‬الدكتوراه ‬فتقدر ‬ب7.‬000 ‬ دولار ‬سنويا‮»….‬بالرغم ‬من ‬أن ‬يوهان ‬تعد ‬تكاليفها ‬من ‬بين ‬الأقل ‬في ‬الصين‮..‬وماذا ‬تفعلون ‬عندما ‬يكون ‬الطالب ‬قد ‬فاز ‬ولكن ‬وضعه ‬المادي ‬لا ‬يسمح ‬بدفع ‬هذه ‬التكاليف؟‮-‬ نمنحه ‬قرضا ‬من ‬بنك ‬عمومي ‬بلا ‬فائدة، ‬يعيده ‬من ‬بعد ‬‮..‬ولكن ‬الجامعة ‬تفتح ‬الأبواب ‬للطلبة ‬الذين ‬يتوفقون ‬في ‬نشاطات ‬أخرى ‬غير ‬الدراسة ‬أو ‬اجتياز ‬المباراة، ‬وذلك ‬بإبداء ‬الموهبة ‬في ‬الرياضة ‬أو ‬في ‬الفن ‬أو ‬في ‬نشاطات ‬موازية ‬أخرى.‬‮…‬ .عندما ‬غادرنا ‬الجامعة، ‬كان ‬الإعجاب ‬يزاحم ‬الحيرة، ‬والترقب ‬إلى ‬نظام ‬تعليمي ‬لدينا ‬لم ‬يتجاوز ‬أبدا ‬نقاشات ‬البدايات‮..‬
المكتب الشريف للفوسفاط سيبني‮.. ‬عرينه العلمي
سألنا ‬الرئيس ‬عن ‬الطلبة ‬المغاربة، ‬هل ‬يوجدون؟ ‬قيل ‬لنا ‬إن ‬هناك ‬12 ‬طالبا ‬مغربيا، ‬طلبنا ‬رؤيتهم، ‬فأعطونا ‬موعدا ‬ليوم ‬السبت، ‬مع ‬وصول ‬السيد ‬رئيس ‬الجهة‮…‬ونحن ‬نغادر ‬الجامعة، ‬التي ‬ارتسمت ‬في ‬أذهاننا ‬بجماليتها، ‬راعنا ‬الإعداد ‬الداخلي ‬لترابها، ‬بملاعبه ‬وساحاته ‬الفنية، ‬وأقسامه ‬العلمية‮.. ‬لكني ‬تبادلت ‬النظرات ‬مع ‬وليم ‬مصطفى، ‬عندما ‬رأينا ‬السائق ‬الذي ‬يرافقنا ‬وقد ‬أخرج ‬ورقة ‬نقدية ‬ليؤدي ‬ثمن«الباركينغ‮؟!‬«‬نعم، ‬بعد ‬نصف ‬ساعة ‬داخل ‬الباحة ‬الجامعية ‬أو ‬الحرم ‬الجامعي ‬لابد ‬لصاحب ‬السيارة ‬أن ‬يؤدي، ‬ولو ‬كان ‬أستاذا ‬أو ‬مسؤولا، ‬ثمن»‬‮ ‬الباركينغ‮»..‬بعد ‬نصف ‬ساعة، ‬قالت ‬السيدة ‬التي ‬رافقتنا ‬في ‬رحلتنا ‬الجامعية، ‬يكون ‬الزمن ‬زمن ‬توقف ‬واستغلال ‬فضاء ‬‮..!‬ ‬لله ‬يرحم ‬للي ‬زار ‬وخفف‮!‬
‬السوق، ‬سوق ‬الحرير، ‬يشبه ‬السوق ‬العتيق، ‬سوق ‬في ‬درب ‬عمر ‬بالدار ‬البيضاء، ‬بحركته ‬الدؤوبة، ‬الدراجات ‬النارية ‬والزحام‮..‬وفي ‬النهاية ‬اقتناء ‬الحرير ‬الذي ‬تسمى ‬باسمه ‬خطوة ‬الصين ‬الانفتاحية‮..‬زادت ‬طمأنينتنا ‬إلى ‬جودة ‬السلعة، ‬عند ‬اختيار ‬مرافقتنا ‬الصينية ‬لبعض ‬قطعها ‬بحماس ‬واضح ‬وبابتسامة ‬التهمت ‬ثلثي ‬وجهها…‬حتى ‬الشاري ‬يقنعك ‬بسلعة ‬بلده‮..‬
‬لا ‬تقف ‬أشغال ‬مدينة ‬البحث أو» ‬واديالألياف‮»‬ ‬أو‮«سيليكون ‬فالي‮ ‬«‬الصينية ‬عند ‬البحث ‬الذي ‬قدم ‬لنا ‬الأستاذ ‬باوو ‬تفاصيله‮.. ‬بل ‬لها ‬امتدادات ‬في ‬البحث ‬الفلاحي ‬الصناعي‮.. ‬وقد ‬نظموا ‬لنا ‬لقاء ‬مع ‬مسؤولي ‬شركة ‮«‬فوربان‮ ‬«‬للبحث ‬في ‬الأسمدة‮..‬كانت ‬المسؤولة ‬عن ‬العلاقة ‬مع ‬الخارج ‬تتحدث ‬بسرعة ‬لافتة ‬للنظر ‬وبتمكن ‬من ‬موضوعها ‬المغربي‮..‬الصور ‬التي ‬افتتحت ‬بها ‬زيارة ‬معهد ‬البحث ‬في ‬الأسمدة، ‬كانت ‬للقاء ‬مع ‬المكتب ‬الشريف ‬للفوسفاط‮..‬والذي ‬يحظى ‬باهتمام ‬بالغ ‬وغير ‬عاد ‬حقيقة.وبدا ‬أن ‬كل ‬مسؤول ‬نلتقيه ‬يحدثنا ‬عنه ‬وعن ‬الاعتزاز ‬بالعمل ‬مع ‬جوهرة ‬اقتصاد ‬البلاد ‬البعيدة ‬‮…‬ربما ‬سيصبح ‬مصطفى ‬التراب ‬قرينا ‬عصريا ‬لابن ‬بطوطة ‬الذي ‬أقيم ‬له ‬متحف ‬وتمثال، ‬من ‬شدة ‬الاهتمام‮.‬كل ‬رفوف ‬المواد ‬الناجمة ‬عن ‬البحوث ‬في ‬الفلاحات ‬الصناعية ‬والمواد ‬المخصبة ‬كانت ‬ذات ‬صلة ‬بنشاط ‬المكتب ‬الشريف ‬للفوسفاط‮..‬فصيلة ‬من ‬الأسمدة ‬تبدو ‬مغبرة ‬قليلا ‬وتميل ‬إلى ‬البني، ‬وهي ‬نفسها ‬بعد ‬المعالجة ‬العلمية ‬في ‬مختبر »‬فوربان« ‬تبدو ‬أكثر ‬حجما ‬وأكثر ‬نصاعة‮!‬حدثونا ‬عن ‬الزيارات ‬التي ‬قام ‬بها ‬المسؤولون ‬المغاربة، ‬وعن ‬التي ‬كانوا ‬بصدد ‬الإعداد ‬لها‮.‬وحدث ‬بالفعل ‬أن ‬الطائرة ‬التي ‬ركبناها ‬للعودة، ‬كانت ‬تضم ‬وفدا، ‬من ‬بين ‬أعضائه ‬السيدة ‬المسؤولة ‬عن ‬الاتصال ‬معنا ‬والتي ‬تولت ‬تسهيل ‬زيارتنا ‬والشرح ‬المرافق ‬لها، ‬هناك ‬في ‬مقر ‬خوباي ‬فوربان‮..‬سنعرف ‬منهم ‬ومن ‬مسؤولين ‬آخرين ‬أن ‬المكتب ‬الشريف ‬للفوسفاط، ‬الرائد ‬عالميا ‬في ‬سوق ‬الأسمدة ‬الفوسفاطية، ‬والفاعل ‬الصيني ‬المتخصص ‬في ‬توفير ‬الحلول ‬الشاملة ‬للمضافات ‬الخاصة ‬بالأسمدة، ‬قد ‬وقعا ‬بروتوكول ‬تعاون ‬أولي، ‬لإقامة ‬شراكة ‬شاملة ‬في ‬مجال ‬إنتاج ‬جيل ‬جديد ‬من ‬الأسمدة‮.‬وشرحت ‬لنا ‬مرافقتنا ‬أن ‬مباحثات ‬مشتركة ‬أفضت ‬إلى ‬اتفاق ‬من ‬أجل ‬إحداث ‬مركز ‬مشترك ‬للبحث ‬والتطوير ‬بالصين‮…‬

مشاتل ومخابز: هنا يتضاعف الزنبق الهولندي، وتتضاعف غذائية الأرز…
عند زيارتنا لمعمل الحلويات والخبز، تذكرت حكاية سابقة تعود إلى قرابة عقد من الزمن. وقتها، كنا في زيارة مع وفد سياسي تنظيمي لأحزاب الكتلة، وترسخت عندنا، ونحن بين أسوار الصين العظيمة، القناعة القديمة التي تجعل من الخبز مادة منعدمة في أرض كونفوشيوس.صبيحة الأربعاء، اليوم الرابع من زيارتنا، أي 17 من أكتوبر الماضي، كان لنا موعد مع شركة «كيغي»keegee في ضاحية المدينة تقريبا.. الشركة/ المعمل تشغل 6 آلاف شخص، يديرها مهندس تقدم إلينا بلباسه البسيط، سروال جينز أزرق وقميص أبيض وعليه سترة سوداء، المخبزة تطحن يوميا طنا ونصف طن من الدقيق من أجل الخبز بكل أنواعه، الألماني والفرنسي والآسيوي..واضح من الترسانة الصناعية أن الصين تتعامل مع الأقوى منها، وهي الترسانة الألمانية، حيث إن آلة الخلط والعجن ألمانية.أوضح لنا المهندس أن حاجتهم إلى الفواكه والمواد النباتية الأخرى الطازجة، فرضت عليهم أن يقتنوا 53 هكتارا بهدف زرع الفراولة والفواكه المماثلة…ويتم إنتاج حلويات من إعداد صيني بمذاقات العالم، يسهرون على توزيعها عبر الصين، تحت درجات حرارة تتراوح بين درجة حرارة المناخ وأخرى تصل أحيانا إلى ما تحت الأربعين، وهم يتولون استيراد الحبوب والمواد الضرورية للحلويات من أوروبا ومن إفريقيا.هنا طرحنا المغرب، وكان لنا اتفاق معهم على زيارة البلاد، لغاية استطلاع الإمكانيات للاستفادة من محاصيلنا…نحلم …Mèng.. غير بعيد عن المعمل الخاص بالحلويات والخبز هناك مختبر الأبحاث النباتية، وجدنا الطاقم الإداري أمام الباب، بابتسامات عهدناها وألفناها كل يوم…لاصفرة فيها !مشاتل الورود كلها عبارة عن معرض لما تحققه الابتكارات في مجال النباتات المحدثة، خذ مثلا الزنبقة القادمة من هولندا…يقول المهندس البيولوجي: لقد أخذناها وطورنا جينومها الأصلي..تزداد طولاوتزداد ألقا..سيكون لنا في زنبقة واحدة ثلاثة ألوان: أزرق، أحمر وأقحواني.خذ الأرز.. لقد ضاعفنا كروموزوماته ووراثته بما يفوق 36٪، صحيح أننا لم نسوقه بعد، لكنه موجود أمامك.وكذلك كان: رأيناه في أغصانه أو تعريشاته إليابسة،ورأيناه معبأ في أكياس البلاستيك…كانت زيارتان أخريان للدوخة والإعجاب..نعود ومعنا ذلك الحنين إلى مستقبل نراه هنا يفلت منا مع توالي الساعات..هنا أسرت بنا الجهوية المتقدمة إلى مستقبلنا القادم ربما…من يصدق أننا رأينا الأرز وقد تضاعفت قدراته الغذائية وأن الزنابق هنا لما تزل، تحاول أن تعيش فوق طبيعتها !!؟ستنتظرنا مفاجأة أخرى ونحن نطأ الفندق:صفوف شباب يبدو عليهم أنهم طلبة، في عمر الزهور التي تركناها تجرب روعة بيو- طبيعية صناعية تخرج من عقل الإنسان ومن مختبره بدون أن تتنكر لجزئها الأرضي، الترابي..طلبة من كل المدن جاؤوا متطوعين للمشاركة في تنظيم المنتدى الدولي الشامل حول دعم التنمية والمقاولات، الذي تحتضنه عاصمة جهتهم؟- ألم تقدموا لهم مقابلا؟!- أبدا، كل ما يحصلون عليه هو شهادة تقديرية بأنهم شاركوا في نشاط لفائدة جهتهم.أخبرونا يومها بأن الطالبة التي ستتولى مرافقتنا اسمها أوغيستين، وأنها في الصف الثاني آداب فرنسية هناك، طالبة خجولة وتتلعثم من شدة الأدب وثقل المهمة…كانت تنتظرنا، زوال ذلك اليوم، زيارة مستشفى العلاج التقليدي…
ضيافة ماوتسي تونغ المتأخرة، وفي بحيراته السابحة…
أنهينا زيارة جزء بسيط من البحيرة، بالقرب من الفندق، أسعفتنا الشمس طبعا وأسعفتنا الأجندة، وكان نداء الماء والخضرة والضوء قويا للغاية..
في كل زاوية تمثال أوحجر يحث الصينيين على قيمة من قيمهم.تماثيل كبيرة وعالية، وصخور تحثك أيضا على تخليد عبورك هنا.ستجد الشمس في مكان آخر من بلادكوالماءوالحجرلكن بهذه الطريقة التي ترتب الجمال بناء على فتنة الصخرة، قد لا تجده. كان علينا أن نتوجه إلى مطار يوهان الدولي لانتظار من تبقى من الوفد، الذي سيصل زوال الخميس 18 أكتوبر 2018. مدت إلينا مرافقتنا، بادجات الدخول، وتيقنت أن ريحا من الانفتاح قوية هبت على الصين منذ الفترة الأخيرة التي زرتها ضمن وفد حزبي -كتلوي (لماذا حرمت من تلك الزيارات يا ترى ؟). وقتها كان التفكير في دخول محراب الدولة، أيا كان موقعه، جامعة أو مطارا أو حرما، من باب الكفر بقوة الدولة والحزب ..والآن تغيرت الأشياء بانفتاح أكبر.العاملات والمضيفات في المطار فتحن لنا الطريق إلى قاعة الضيوف المختارين، أو "الفي اي بيvip.."بدأنا العد: كم يا ترى من قاعة مماثلة، في ذلك البهو الطويل والمضاء بطريقة شيقة:14151617في المنطقة الواحدة فقط، تلك التي كنا فيها.جلسنا في تلك القاعة إلى أن يحين موعد وصول الطائرة القادمة من لندن والأخرى من باريس..الأولى بها رئيس الجهة مصطفى البكوري ورئيس الغرفة الفلاحية بالجهة السيد عبد الفتاح عمار..والثانية تقل المدير التنفيذي للجهة، عبد الإله معتصم، الذي نناديه دوما «الحاج»….كان التوقيت يشير إلى الرابعة زوالا تقريبا، وكان الحاج معتصم قد وصل في الطائرة القادمة من باريس، قبل الرئيسين القادمين من لندن.تقدم إلينا الفتى الذي كلفته المضيفة المسؤولة داخل المطار، التي يتضح من السلطة التي تمارسها أن لها «كارط بلانش» معنا، وقادنا إلى البوابة التي يصل منها الوفد.دخلنا إلى حين الاقتراب من شبابيك شرطة الحدود.قبيل البدء بحوالي خمس دقائق، خرج 12 فردا من الأمنيين، في صف عسكري، الواحد وراء الآخر.. وقفوا جميعا في الخط الأصفر المباشر للشبابيك.تقدم أحدهم، وهو أكبرهم رتبة، فحياهم وحيوه، ثم تقدموا، صفا واحدا، على إيقاع عسكري ..ثم وقفوا أمام الشبابيك، وخطا كل واحد منهم خطوة ودخل شباكه.تبادلنا النظرات، في صمت مهيب…وبدأنا ننتظر.وصل الوفد، كما في أول مرة..خرجنا نتحدث عما رأيناه لمن وصلوا كما لو أن وصولهم كان سؤالا يطلب منا الجواب..كان علينا أن نستعد لمأدبة العشاء التي أقيمت على شرف الوفود الحاضرة من كل بقاع العالم.الصينيون كانوا يعرفون معنا أن الدار البيضاء- سطات هي الضيف الشرفي، لهذا، لم يجادلوا كثيرا حول ضرورة أن يحضر الوفد كله، بالرغم من أن بروتوكولا ما من جهة ما طالب الوفود كلها بانتداب اثنين لا أكثر ..تفاصيل صغيرة تم حسمها .. تقرر ذهاب الجميع في الساعة السابعة ليلا.ان الجميع يعرف بأن الجلسة ستكون غير بروتوكولية، لكنها في المقابل رسمية .…المكان.. منتجع اختاره الزعيم الخالد ماوتسي تونغ – الذي ينطقونه هنا ماوزيدونغ- وزاره عشرات المرات طوال حياته، حسب مرافقتنا، وهو يقدره لأن يوهان كانت مهد الثورة التي قادها منذ 1911….وصلنا إلى المنتجع وقد أرخى الليل سدوله الحريرية.شجر تلو شجروبحيرة تلو بحيرةوإرم ذات العماد، التي أعدها الصينيون لكل الوافدين إلى منتجع الماوية الساحر..في مدينة يوهان كان ماوتسي تونغ قد قطع نهر يانتسي سباحة 17 مرة من أصل 42 مرة..و قد أعادت المدينة هذا التقليد احتفاء بالمكانة التي كانت لديها عند الأب الروحي والمؤسس للصين الحديثة..كانت القاعة فارهة، بنفس إمبراطوري ولا شك ..في التاريخ، كانت فيلا ماو، كما تسمى، هي«ميلينغ meiling»، وتقول مرافقتنا إنها توجد في المنطقة الخضراء والصناعية، في نفس الوقت، روافد النهر الكبرى والبحيرات وكذا الجامعات والمعامل..في الفيلا كان ماو يقضي بعض عطله النادرة، ولعل ماو الشاعر هو الذي كان يقود ماو الرئيس إلى هذا المكان الذي سماه هو نفسه منزل السحب البيضاء واللقالق الصفراء»، حيث أنواع الأشجار التي يحب..القاعة الكبرى للأكل، هي القاعات الأكثر جمالية، وهي رسمية طبعا، تزينها رسومات طبيعية تمجد الشجر والزهر والشموس التي تحلم بها طوال فصولها..طابعها الرسمي لم يمنع بأن تكون أيضا مزارا للعموم في أوقات معلومة..على كل، عندما دخلنا القاعة، وجدناها فسيحة للغاية، مُد فيها سماط خصص للشخصيات من رؤساء الحكومات والوفود ووزراء، ثم طاولات رسمية بأسماء كل المدعوين..في الطاولة التي خصصت لنا، وجدنا أنفسنا مع ثلاثة صينيين وسفير السودان والسودان الجنوبي الواحد قرب الآخر.. ونحن أيضا رفقتهم ثلاثتنا، ..زارنا السفير السوري، رفقة مصوره الذي لم يكن يفارقه، لا في الفيلا ولا في الفندق حيث كان يقيم معنا..الجلسة تخللتها كلمات الترحيب من رئيس الحكومة الجهوية، بكل طقوس البوروتوكول..ورافقت عشاءها معزوفات من الصين القديمة، كما لو أنه حفل الآلة والنهاوند.الألوان الإمبراطورية، الأزرق والأصفر والأحمر، كانت طاغية في المشهد العام لتشكل القاعةوتشكل المساء.الوقت هو الوقت..كانت لنا فرصة للقاء السيد سفير المملكة مكوار، وفرصة أيضا لانتظار اللحظة التي سنتحرر فيها لالتقاط الصور وتخليد اللحظة، هنا حيث كان ماوتسي تونغ الشاعر يساعد الزعيم على صين جديدة..ما بين البحيرات والقصائد والقرارات الشرسة من قبيل الثورة الثقافية……التاسعة صباحا من يوم الجمعة كان موعد الافتتاح الرسمي لمنتدى دعم التنمية وروح المقاولات العالميالتاسعة إلا دقيقين كان الوفد الرسمي يدخل القاعة يقوده الرئيس التنفيذي لحكومة خوباي الجهوية.جلس الوفد، فكان مكان السيد رئيس الجهة إلى جانب الرئيس التنفيذي للحكومة، جنبا إلى جنب (انظر الصورة)..كان لافتا عند الوفود الأجنبية، القادمة من ثلاثين دولة، وعشرات المؤسسات الوزارية من كل قارات العالم، أن يكون رئيس جهة الدار البيضاء، الوحيد من بين الأجانب الذي يلقي كلمة في افتتاح المنتدى العالمي لدعم قدرات التنمية ودعم المقاولات، حيث تحدث رئيس الجهة مصطفى باكوري، مباشرة بعد رئيس الحكومة الجهوية، في منطقة خوباي بعاصمتها«يوهان»، التي تعد ثالث مدن الصين قوة وساكنة ونموا، كما كانت جهة الدار البيضاء- سطات الضيف الشرفي لهذا الملتقى، الذي عرف توقيع اتفاقيات ذات أبعاد دولية، بين شركات وأبناك عملاقة في آسيا وأوروبا، مع الحكومة الصينية أو مع المجموعات الاستثمارية الكبرى، في مشاريع ذات أغلفة مالية باهظة.
رفقة ظلال ماوتسي تونغ..
ليلة التوقيع، أي ليلة الخميس، أقام المسؤول الصيني رفقة كبار قادة المنطقة وقادة الحزب الشيوعي الصيني مأدبة عشاء، محددة في الزمان وفي المكان، بدقة متناهية، حضرتها الوفود المدعوة?في بناية فخمة كان الزعيم الخالد للثورة الصينية ماوتسي تونغ يختارها مقرا للاستجمام، عندما يكون في حاجة إلى العودة إلى ينابيع الثورة. فقد اشتهرت المدينة، منذ بداية القرن التاسع عشر، في سنة 1911 بالضبط، بأنها كانت مهد الشرارة الأولى للثورة الماوية، وظلت حاضرة لديه كملجإ روحي وعملي.. وكان الوفد المغربي قد أجرى عدة لقاءات قبل فعإلىات المنتدى العالمي لتنمية القدرات التنموية ودعم المقاولات، حيث زار، صبيحة الاثنين 15 أكتوبر الجاري، مقر شركة «جي ايل» المتخصصة في الأعمال التكنولوجية، وهي شركة تعمل في العديد من الدول، من بينها مالي ونيجيريا والسينغال، ورواندا وتانزانيا، وتابع الوفد عرضا مسهبا حول الإنجازات المهمة في القارة السمراء معبرا عن إرادته في الاستقرار بالمغرب والعمل من أرضيته نحو القارة. وقد أكد المسؤولون عن الشركة، في شخص السيدة كريستال جين تشين، على هذه الرغبة في العمل من أجل منصة لتقوية الاستثمارات وتنويعها والاستقرار بالمغرب، بهدف التوجه عميقا في القارة، وأيضا من أجل استجلاب شركاء آخرين إلى بلادنا. ومن المتوقع أن يصل هؤلاء المسؤولون في الأيام القليلة القادمة إلى بلادنا من أجل المشاركة في منتدى الجامعات والمقاولات، والذي سيعقد في مدينة الدار البيضاء من تنظيم الجهة، وبحضور الجامعات الصينية والإفريقية والفرنسية. وهو ثاني موعد بعد الموعد الذي انعقد منذ سنتين في «يوهان» الصينية.. وكانت من بين المؤسسات التي زارها الوفد، مؤسسة محورية في تنمية الصين الحالية، وهي منطقة البحيرة الشرقية، «وادي الأبحاث البيوتكنولوجية»، ذات العلاقة بالبحث العلمي في الصحة والتكنولوجيا، وكان للوفد لقاء مع مديره، الذي يحضر هذا المنتدى الجامعي الثلاثي، والذي أعطى الوفد فكرة عم يمكن أن يتم، من بين ذلك إمكانية خلق «وادٍ للأبحاث التكنولوجية في الجهة»، مبديا استعدادا كبيرا من أجل تحقيق هذه الإرادة المعبر عنها من طرف الوفد.
البنايات تبدأ أساسها من‮ .. ‬السماء‮! ‬
‬يبدو ‬البرج ‬الأصفر، ‬معلمة ‬مدينة ‬يوهان‮..‬ بني ‬اللون‮.‬ تلفه ‬أشجار ‬من ‬كل ‬جانب، ‬ويسعى ‬إليه ‬الضباب‮.‬
صبيحة ‬يوم ‬السبت ‬الأخير ‬في ‬زيارة ‬الصين، ‬كان ‬علينا ‬أن ‬نستسلم ‬لإغراء ‬الدعوة ‬المتكررة ‬من ‬الصينيين ‬الجميلين ‬لنزور ‬معلمة ‬مدينتهم‮.‬الطريق ‬الصاعد، ‬يقودك ‬أول ‬الأمر ‬إلى ‬ساحة ‬عالية، ‬في ‬وسطها ‬نافورة ‬تحيي ‬الزائرين ‬بضباب ‬كثيف، ‬وعلى ‬مرأى ‬العين ‬تمتد ‬أبراج ‬أخرى ‬ومن ‬ورائها ‬نهر ‬يانزي ‬العظيم‮.‬الشعوب ‬هنا ‬تتكاثف ‬لكي ‬ترى ‬هذه ‬الأهرامات ‬الرفيعة، ‬بالحجر ‬والخشب، ‬وكأن ‬العُدة ‬الإمبراطورية ‬تليق ‬بمكان ‬بني ‬أصلا ‬لكي ‬يعوض ‬السماء ‬عن ‬وظائفها ‬في ‬العظمة‮..‬التلة ‬التي ‬بني ‬عليها ‬البرج، ‬أو ‬القلعة ‬بالتحديد، ‬من ‬الواضح ‬أنها ‬كانت ‬مكانا ‬حربيا ‬بامتياز، ‬ويحمل ‬رمزا ‬صينيا ‬فريدا ‬أيضا ‬‮:‬تلة ‬الثعبان‮..‬ حيث ‬قاومت ‬طيلة ‬عشرين ‬قرنا ‬على ‬الأقل، ‬تقول ‬المرافقة، ‬ذات ‬اللباس ‬القرمزي، ‬إن ‬القلعة ‬أو ‬الحصن ‬أو ‬البرج ‬الأصفر، ‬تعرض ‬لعمليات ‬هدم ‬كثيرة ‬‮.‬وتقول ‬كتب ‬التاريخ ‬إن ‬البناية ‬الأولى ‬أو ‬اللبنة ‬الأولى ‬تعود ‬إلى 223م، ‬إبان ‬حقبة ما سمي ‬مرحلة »‬المملكات ‬الثلاث‮»..‬ كنا ‬ننظر ‬بهدوء ‬إلى ‬الضباب ‬المتصاعد ‬من ‬خلف ‬البنايات ‬ومن ‬البحيرة، ‬مشبعا ‬بعطر ‬الصندل، ‬أو ‬ما ‬يشابهه، ‬وعلى ‬مدى ‬العين، ‬كانت ‬البنايات ‬الحديثة ‬تتطاول ‬في ‬السماء ‬تقليدا ‬للقلعة‮.قادتنا ‬المضيفات ‬عبر ‬الطوابق ‬الثلاثة ‬للبرج، ‬عبر ‬مصعد ‬حديث ‬العهد ‬ولا ‬شك‮.. ‬للشاعر ‬لي ‬باي ‬الشهير، ‬حضور ‬قد ‬لا ‬يبدو ‬لمن ‬لا ‬يسأل، ‬لكن ‬لوحات ‬من ‬الفن ‬العتيق، ‬تجعله ‬حاضرا ‬يتابع ‬الزائرين ‬بأصل ‬الحكاية، ‬في ‬بركة ‬رسمت ‬عليها ‬أشكال ‬قرابة ‬99 ‬طائرا، ‬تحكي ‬قصيدة ‬للشاعر ‬لي ‬باي، ‬ما ‬تراه ‬المخيلة‮.‬تقول ‬القصيدة ‬إن ‬شخصا ‬وجد ‬نفسه ‬في ‬البرج، ‬ورأى ‬لقلاقا ‬أصفر ‬طائرا، ‬فطلب ‬منه ‬أن ‬يقف ‬فوق ‬كتفيه ‬من ‬أجل ‬جولة ‬في ‬البرج، ‬غير ‬أنه ‬قاده ‬إلى ‬قصر ‬السماء، ‬ولم ‬يبق ‬له ‬أثر ‬يذكر ‬بعد ‬ذلك‮..لي ‬باي ‬يتحث ‬بلغة ‬الشعر ‬الصيني ‬القديم ‬فكتب:‬”‬صديقي ‬القديم ‬ودعتنا ‬من ‬جهة ‬الغرب،‬هنا ‬في ‬برج ‬اللقلاق ‬الأصفر في ‬الشهر ‬الثالث‬حيث ‬غيمة ‬من ‬الصفصاف ‬قد ‬أينعت، ‬ذهب ‬إلى يانغزهو الحجاب ‬الفريد ‬ظل ‬بعيدا، ‬على ‬صفة ‬أزرق ‬فارغومن ‬السماء ‬لا ‬أرى ‬أكثر ‬من ‬بداية ‬نهر ‬يانزي ‬في ‬الأفق ‬البعيد”‬‮..‬ومنذ ‬القرن ‬الثالث ‬في ‬إمبراطورية ‬الممالك ‬القديمة، ‬إلى ‬ماوتسي ‬تونغ ‬تغري ‬المنطقة ‬بالشعر‮..‬في ‬الوسط ‬انتصب ‬جرس ‬ضخم ‬من ‬برونز ‬عتيق ‬أيضا ‬يصطف، ‬أكثر ‬مما ‬يرن ‬كل ‬ساعة‮.. ‬في ‬الأصل ‬كان ‬جرسا ‬من ‬‮..‬ ‬خشب‮.‬يا ‬جرس ‬الخشب ‬بز ‬خرف ‬ستنطق ‬رناتك ‬وأي ‬صندل ‬سيعبق ‬به ‬التاريخ؟
كانت ‬تنتظرنا ‬زيارة ‬جعلناها ‬في ‬قلب ‬الاهتمام، ‬هي ‬لقاء ‬الطلبة ‬المغاربة ‬في ‬جامعة ‬يوهان‮:‬في ‬قاعة ‬حميمة ‬التقينا، ‬استمعنا ‬لهم ‬وهم ‬يحدثوننا ‬عن ‬مساراتهم ‬الإنسانية ‬المغامرة ‬التي ‬وصلت ‬بهم ‬إلى ‬هنا‮.‬تحدث ‬رئيس ‬الجهة ‬عن ‬نصف ‬الطريق ‬الذي ‬ما ‬زال ‬ينتظرهم، ‬حثهم ‬على ‬ضرورة ‬تعلم ‬اللغة ‬الصينية ‬إضافة ‬إلى ‬العلوم ‬التي ‬جاؤوا ‬من ‬أجلها، ‬كما ‬تحدث ‬إليهم ‬رئيس ‬الغرفة ‬الفلاحية ‬عبدالفتاح ‬همار، ‬عن ‬الفرصة ‬التي ‬ستجعل ‬منهم ‬جيلا ‬فريدا ‬ومثالا ‬يحتذى‮..‬التقطنا ‬الصور، ‬ونحن ‬نرى ‬أحفاد ‬ابن ‬بطوطة ‬وهم ‬يتنقلون ‬بالطائرة ‬إلى ‬يوهانمن ‬أجل ‬العلم ‬ومن ‬أجل ‬المغامرةومن ‬أجل ‬العائلات‮..‬لنا ‬بذور ‬هنا، ‬نتمناها ‬صانعة ‬لمستقبل ‬يصنع ‬اليوم ‬في ‬الصين‮…‬‮يا ‬أهل ‬يوهان ‬الوداعشكرا ‬لكل ‬من ‬علمنا ‬أن ‬العلم ‬في ‬الصين ‬أعز ‬ما ‬يطلب‮..‬يا ‬بلاد ‬العمل، ‬يا ‬بلاد ‬لا ‬كسل ‬فيهاولا ‬خمول‮..‬يا ‬بلاد… ‬‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.