حصار

أغنيات الغرباء
وأهازيج المنفيين
بوصلة أحلامهم
مشرعة لكل الجهات الأربع
وعلى قارعة الانتظار
تمر عصافير الدوري متعبة
في أسراب غضبى
لبناء الفزاعات وغور المياه
ونصب الفخاخ
عند كل بيدر
والأفق يتراءى لها
نهر ماء
كلما وصلته لتكسر الشك
تبخرت عند قدميه
أحلامها المجنونة
فلا النهر ماء
ولا الضياء نور
كل الحقول تنكرها
ثم راحت في اتجاه فضاءات
مراياها معتمة
لبستها المخاوف واستوقفها
صهد الظهيرة
الحويصلة
فارغة تشكو الطوى
والسنابل مثمرة
تراقص بعضها في كبرياء
حين استوت على سوقها
تعجب زراع الحقول الراقصة
ها هي الآن عصافير الدوري
بمناقيرها تحمل أكفانها
والليل
يسابقها عند كل منعطف
أو منحنى
شاهرا في وجهها سيف الحصار
وقفت المسكينة
وامتطت جثة جسر العودة
والطريق أمامها محدودبة
و الفضاءات
حبلى بالمطبات
آه يا عصافيري الصغيرة
الحلم ممنوع
تحت الأنجم المزهرات
ممنوع في سكون الليل
في غبش الفجر
ممنوع … ممنوع
تحت خيمة الوبر
كل شيء ممنوع
إلا من أغنية غجرية
تصدح بها في الأفق الرحب
ظباء الفلاة
فوق صخر الغربة
وسياج النفي
آه يا عصافيري الصغيرة
لا تبتعدي
فالفجر إليك قادم
في شرارة البرق أراه
في زحف الأغنيات
وفي دوي الرعد الحالم
فالأمر إليك الآن
فانظري ماذا تقولين
للصبح الباسم
لم تلتفت
قبلت وجه الأرض في خنوع
وصلت ركعتين في خشوع
ثم غابت عن الأنظار