شهد تألق الفنانة الصماء شيماء أبلعوع وتكريم الفنان المحجوب نجماوي أسفرت المسابقة الرسمية ل "المهرجان الوطني للفنانين التشكيليين الشباب" عن تتويج الفنان الشاب عدنان الصفياني من جهة مراكشآسفي بالرتبة الأولى، فيما عادت المرتبة الثانية للفنانة الشابة شيماء أبلعوع، ممثلة جهة بني ملالخنيفرة، وابنة جمعية "لمسات فنية" ومؤسسة الإبداع الفني والأدبي، بفضل التوجيه الجمعوي والتشجيع المؤسساتي، أما المرتبة الثالثة، فقد كانت من نصيب الفنان الشاب عثمان خروبة عن جهة الرباطسلاالقنيطرة، ضمن منافسة وطنية شهدت حضورا نوعيا ومشاركة وازنة. وبينما اختار الفائز الشاب عدنان الصفياني إهداء تتويجه إلى والدته الفاعلة الجمعوية، تمكنت الفائزة الثانية الشابة شيماء أبلعوع مرة أخرى من فرض ذاتها بقوة إرادتها، وهي المنتمية لفئة الصم والبكم التي كسرت كل حواجز الإعاقة، مجسدة بذلك قصة نجاح فريدة انطلاقا من تمكنها من ولوج المدرسة العليا للتكنولوجيا التطبيقية بخنيفرة، وتخرجت بإجازة مهنية سنة 2024، بفضل دعم والدتها وأسرتها وأستاذتها بورشة للرسم، لتجد في الريشة والألوان لغة تعبيرية تتجاوز حدود السمع والنطق، وتنقل إحساسا إنسانيا خالصا بلغة الفن. وقبل توزيع الشهادات التقديرية على المشاركين، تميز الحفل بتكريم الفنان المحجوب نجماوي، أحد الأسماء الوازنة في الساحة التشكيلية المغربية، تقديرا لمساره الفني الطويل وإسهاماته في التأطير والإبداع، وقد أضحى المهرجان وسيلة راقية للتعبير ورسالة تعكس وجها مشرقا من وجوه المغرب المتعدد الذي يراهن على شبابه، حين تقاطعت أهداف هذا المهرجان مع ما ترومه الجائزة الوطنية للفنون التشكيلية، والتي تهدف إلى اكتشاف المواهب الفنية الشابة، دعمها ماديا ومعنويا، وتحفيزها على الاستمرار في طريق الإبداع والابتكار. وقد أسدل الستار، مساء الأربعاء 30 يوليوز 2025، على فعاليات "المهرجان الوطني للفنانين التشكيليين الشباب"، الذي احتضنته مدينة بني ملال، منذ الاثنين 28 يوليوز 2025، في فضاء قصر عين أسردون التاريخي، بتنظيم من المديرية الجهوية لقطاع الشباب بجهة بني ملالخنيفرة، تحت إشراف وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الشباب، حيث تلاقت أنامل شباب مبدع من مختلف جهات المملكة، في تجربة فنية استثنائية أعادت الاعتبار للفن التشكيلي كرافعة ثقافية وأداة تعبير بصري رفيعة. على مدى ثلاثة أيام، تحول المهرجان إلى ورشة جماعية حية، من خلال برنامج غني جمع بين المعارض والورشات والعروض الفنية، إضافة إلى لقاءات مفتوحة ناقشت واقع وآفاق الفن التشكيلي في المغرب، وأتاحت للفنانين الشباب فرصة للتفاعل، تبادل التجارب، وصقل مهاراتهم بتأطير من فنانين ومهنيين مرموقين في المجال، فيما شدد مدير المهرجان، في كلمة اختتام الدورة، على النجاح اللافت الذي حققه الملتقى هذه السنة من حيث التنظيم، جودة المشاركات، وحجم التفاعل الجماهيري. وبينما لم يفت والي جهة بني ملالخنيفرة، محمد بنرباك، خلال كلمة ألقاها في الافتتاح، إبراز الدور الحيوي لهذه المبادرات في تنشيط الحياة الثقافية، ودعوته إلى دعمها واستدامتها، أجمع المنظمون على أن المهرجان بات يشكل موعدا سنويا هاما ضمن أجندة الفعاليات الثقافية الجهوية والوطنية، وفضاء واعدا لتفجير طاقات الإبداع لدى الشباب، حيث تميز الحفل الختامي بعرض أخير للأعمال الفنية المشاركة، وسط حضور نوعي ضم فعاليات فنية، ثقافية، مدنية، وإدارية، إلى جانب محبي الفن التشكيلي والمهتمين بالمجال.