نادية فتاح العلوي وزيرة الاقتصاد والمالية تترأس تنصيب عامل إقليم الجديدة    بلاغ من الديوان الملكي: اجتماع لتدارس تحيين مبادرة الحكم الذاتي تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية    كرة أمم إفريقيا 2025.. لمسة مغربية خالصة    مصرع شخص جراء حادثة سير بين طنجة وتطوان    أمن طنجة يُحقق في قضية دفن رضيع قرب مجمع سكني    مونديال الناشئين.. المنتخب المغربي يضمن رسميا تأهله إلى دور 32 بعد هزيمة المكسيك وكوت ديفوار    المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة يضمن التأهل إلى الدور الموالي بالمونديال    انطلاق عملية بيع تذاكر مباراة المنتخب الوطني أمام أوغندا بملعب طنجة الكبير    "حماية المستهلك" تطالب بضمان حقوق المرضى وشفافية سوق الأدوية    أخنوش: الكلفة الأولية للبرنامج التنموي للأقاليم الجنوبية لا تقل عن 77 مليار درهم    المجلس الأعلى للسلطة القضائية اتخذ سنة 2024 إجراءات مؤسسية هامة لتعزيز قدرته على تتبع الأداء (تقرير)    تعديلاتٌ للأغلبية تستهدف رفع رسوم استيراد غسّالات الملابس وزجاج السيارات    قضاء فرنسا يأمر بالإفراج عن ساركوزي    لجنة الإشراف على عمليات انتخاب أعضاء المجلس الإداري للمكتب المغربي لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة تحدد تاريخ ومراكز التصويت    "الإسلام وما بعد الحداثة.. تفكيك القطيعة واستئناف البناء" إصدار جديد للمفكر محمد بشاري    تدهور خطير يهدد التعليم الجامعي بورزازات والجمعية المغربية لحقوق الإنسان تدق ناقوس الخطر    تقرير: احتجاجات "جيل زد" لا تهدد الاستقرار السياسي ومشاريع المونديال قد تشكل خطرا على المالية العامة    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 69 ألفا و179    ليلى علوي تخطف الأنظار بالقفطان المغربي في المهرجان الدولي للمؤلف بالرباط    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    ألمانيا تطالب الجزائر بالعفو عن صنصال    متجر "شي إن" بباريس يستقبل عددا قياسيا من الزبائن رغم فضيحة الدمى الجنسية    باريس.. قاعة "الأولمبيا" تحتضن أمسية فنية بهيجة احتفاء بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء    82 فيلما من 31 دولة في الدورة ال22 لمهرجان مراكش الدولي للفيلم    المغرب يتطلع إلى توقيع 645 اتفاقية وبروتوكولا ومعاهدة خلال سنة 2026.. نحو 42% منها اقتصادية    قتيل بغارة إسرائيلية في جنوب لبنان    رئيس الوزراء الاسباني يعبر عن "دهشته" من مذكرات الملك خوان كارلوس وينصح بعدم قراءتها    برشلونة يهزم سيلتا فيغو برباعية ويقلص فارق النقاط مع الريال في الدوري الإسباني    اتهامات بالتزوير وخيانة الأمانة في مشروع طبي معروض لترخيص وزارة الصحة    مكتب التكوين المهني يرد بقوة على السكوري ويحمله مسؤولية تأخر المنح    إصابة حكيمي تتحول إلى مفاجأة اقتصادية لباريس سان جيرمان    الحكومة تعلن من الرشيدية عن إطلاق نظام الدعم الخاص بالمقاولات الصغيرة جداً والصغرى والمتوسطة    الإمارات ترجّح عدم المشاركة في القوة الدولية لحفظ الاستقرار في غزة    بورصة البيضاء تبدأ التداولات بانخفاض    العالم يترقب "كوب 30" في البرازيل.. هل تنجح القدرة البشرية في إنقاذ الكوكب؟    كيوسك الإثنين | المغرب يجذب 42.5 مليار درهم استثمارا أجنبيا مباشرا في 9 أشهر    توقيف مروج للمخدرات بتارودانت    البرلمان يستدعي رئيس الحكومة لمساءلته حول حصيلة التنمية في الصحراء المغربية    لفتيت: لا توجد اختلالات تشوب توزيع الدقيق المدعم في زاكورة والعملية تتم تحت إشراف لجان محلية    الركراكي يستدعي أيت بودلال لتعزيز صفوف الأسود استعدادا لوديتي الموزمبيق وأوغندا..    الدكيك: المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة أدار أطوار المباراة أمام المنتخب السعودي على النحو المناسب    ساعة من ماركة باتيك فيليب تباع لقاء 17,6 مليون دولار    دراسة تُفنّد الربط بين "الباراسيتامول" أثناء الحمل والتوحد واضطرابات الانتباه    العيون.. سفراء أفارقة معتمدون بالمغرب يشيدون بالرؤية الملكية في مجال التكوين المهني    احتجاجات حركة "جيل زد " والدور السياسي لفئة الشباب بالمغرب    حسناء أبوزيد تكتب: قضية الصحراء وفكرة بناء بيئة الحل من الداخل    ست ورشات مسرحية تبهج عشرات التلاميذ بمدارس عمالة المضيق وتصالحهم مع أبو الفنون    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    بين ليلة وضحاها.. المغرب يوجه لأعدائه الضربة القاضية بلغة السلام    الكلمة التحليلية في زمن التوتر والاحتقان    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    سبتة تبدأ حملة تلقيح جديدة ضد فيروس "كورونا"    دراسة: المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طاقات الكلام بين التحليق والانهزام
نشر في الجسور يوم 05 - 09 - 2016

تفعل الكلمة الطيبة بالانسان فعل السحر على قلبه وعلى روحه فتغسله من همومه وتطهره من أية كبوة نفسية يمر بها تماما كما يتنزل المطر على الأرض الجدباء فتنبت وتموج بالخضرة والرياحين المنعشة. وفي المقابل فان الكلمة السلبية تهبط بطاقة الإنسان الروحية من عل لتصيبه بالاختناق والاكتئاب وتشعره بعجزه وفشله وتحبط كل مقومات القوة النفسية لديه لانجاز اي عمل.
ولشدة تأثير الكلمة الطيبة والسلبية على الإنسان فقد ضرب الخالق العظيم بها المثل وأجرى عليها التشبيه في محكم كتابه بالشجرة الطيبة والشجرة الخبيثة،
كما قال الله تعالى عنها : { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء } آية 23 سورة إبراهيم
كما قال الله أيضا في القرآن الكريم
: { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ }
فالكلمة الطيبة تجري في قلوبنا كبلسم يداوي الجراح،
بينما تفعل الكمة السلبية فعل سم الافاعي فتسمم عقولنا واوراحنا وتعطل ملكاتنا الروحية والعقلية.
المفردات هي تعبير
عن المشاعر والأفكار وهي بحد ذاتها طاقة حسب علم الفيزياء , ولأن البشر مستقبلين ومصدرين للطاقة, فهم يتأثرون بطاقة الكلام فتصل اليهم المشاعر عبر مفردات الكتابة والحديث.
فن الكلام و انتقاء العبارات هو من أهم المهارات الاجتماعية و هو عامل أساسي أيضا في بناء جو أسري سليم و حتى في إطار العمل فنجاح اي علاقة يحتاج إلى الصدق اولا ومن ثم فن التعبير عن النفس بالكلام و الأفعال
حتى أن بعض الأفعال يتم شرحها و تبريرها بالكلام فعلى سبيل المثال من أخطأ بحقك بفعل من الممكن أن يزيل إثر فعله السيء إذا تم تبريره بكلام مقنع
ومن هنا جاء الاستماع لأقوال الجاني في المحاكم قبل أن يحكم القاضي عليه حكمه النهائي
حتى في العلاقات الإنسانية نجد الزوجة تغفر للزوج الكثير من الزلات عندما تسمع منه عبارات الندم أو عبارات المحبة و التعبير عن التقدير والاحترام
وكما يقول المثل
المرأة تعشق بأذنيها .
و ليس صحيحا أن الرجل يعشق بعينه فكم من جميلات لم يستطعن الاستحواذ على قلوب أزواجهن بسبب فضاضة اللسان وعدم لين الكلام
فحنان المرأة له ترجمان بأن تصفح عن حبها كما يغني الكروان
وخلال كتابتي هذه السطور وجدتني أستعيد حديث احدى صديقاتي حين ذهبت لطبيب الأسنان لخلع ضرس وهي تتألم بشدة منه لكن خوفها من خلع الضرس كان اقوي من الألم ولكنها صارحت الطبيب بخوفها الشديد فما كان منه الا ان القي بالكلمات الطيبة على مسامعها فهدأ من روعها واستجابت لعملية الخلع دونما أي ضرر نفسي بعدما ازال الطبيب بالكلمات الحانية مخاوفها وخرجت من عنده متجاوزة لحظة الضعف الانساني التي اصابتها من الم الاسنان اللعين
وحادثه مشابهه لصديقه أخرى كانت قد أجرت عملية استئصال المرارة وكانت خائفه جدا من الجروح ولكن الطبيب بالرغم من كفاءته العملية الا انه فشل في احتوائها نفسيا فكانت ترفض العلاج و الالتزام بالتعليمات و أصبحت ترى الجرح أكبر من واقعه بأضعاف لأنه كان يشرح لها تفاصيل مخيفه عن كيفية إجراء العملية واستخدم عبارات مثل جرح ..دم.. مكبس...قطب..
فكنت وانا استمع لها اسال نفسي لم لم يستخدم الطبيب عبارات مثل
شفاء ..راحة...سكينة...معافاة
كما أنني احتار كثيرا بتقييم الجهل بالتربية عند الكثير من الأهالي في عصر التكنولوجيا و سهولة الحصول على المعلومات ومازال هناك أهل يرددون على مسامع أطفالهم (انت غبي أو اقطع يدي لو انت نجحت أو انت عمرك ما تصير بني آدم )
فكيف يحددون مصير الطفل قبل أن يبدأ حياته و يزرعون بنفسه الحزن وعدم الثقه بالنفس فهو يشعر بأنه لا شيء لأن من قام بتقييمه هو مثله الأعلى و أقرب الناس إليه ومصدر الأمان له لهذا سيصدق بل وعقله الباطن واللاواعى سيطبق ما سمعه وما تردد أمامه و سيصبح الطفل فعلا غبي و لن ينجح.
ليس فقط الكلام الذي تسمعه من الآخرين بل الكلام الذي تقوله لنفسك فكثير من أصحاب العمل او التجار يتذمرون طوال الوقت و يتنبأون بالخسائر فيجدونها أمامهم
و بعض منهم يقول هذا لدفع العين و الحسد ونسي قوله تعالى وأما بنعمة ربك فحدث
و البعض الآخر يخسر مرة و هذا أمر طبيعي فتجده يصف حياته كاملة من خلال موقف واحد
وكذلك الأمر مع السيدات ربما تفشل في خطوبة أو مشروع عمل فتصف كل حياتها في الفشل فمن قال إن هذه المرحلة الزمنية هي كل حياتك لتدمجي باقي عمرك معها؟
فترددين على نفسك عبارات الإحباط و التشاؤم متناسية انك بهذا تحكمين على نفسك بالموت البطيء
لماذا لا تقتنعون أن نفسك من الداخل تسمعك و تصدقك فقولوا لها قولا طيبا
حفزوها واكرموها وامتدحوها بل واحبوها وارسلوا لها العبارات الإيجابية لتصيغ لكم بدورها من العبارات التي ترسلوها حياة تستحقونها
فاجمل الكلمات تلك التي ترسم ابتسامه على وجوه مستمعيها و تبشر بالأمان و تزرع الأمل و توقظ الأحلام و تخلق الفرح و السعادة وكأنها ترسم قوس قزح في السماء و تشرق شموس في ليالي ظلماء و تهطل مطرا في قفارى جرداء
كالورد تأتي مع ضيف عزيز
.
ولعظمة تأثير الكلمة الطيبة على الإنسان فانه يؤجر ويثاب عليها كما علمنا رسونا الكريم صل الله عليه وآله بقوله " الكلمة الطيبة صدقة "
كما علم يسوع المسيح تلاميذه
سفر الأمثال 12: 25) الْغَمُّ فِي قَلْبِ الرَّجُلِ يُحْنِيهِ، وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ تُفَرِّحُهُ.
وجاء أيضا
اَلْجَوَابُ اللَّيِّنُ يَصْرِفُ الْغَضَبَ، وَالْكَلاَمُ الْمُوجعُ يُهَيِّجُ السَّخَطَ" (سفر الأمثال 15: 1)
ما اجملنا حينما نكون مصدر الهدوء النفسي والسكينة والراحة للمتألمين و للحزانى،
وعندما نعطي الأمل لليائسين،و نحيي بكلماتنا روح التفاؤل وانتظار الأفضل بالإيمان بالله و ان القدر لا يريد لنا إلا الخير فيتقوى الضعفاء، من الداخل مما يشكل لهم حافز للعمل و التغيير
خاصة الأطفال و المراهقين الذين مازالوا في طور التنشئة و النمو فيكبر بثقه بنفسه و قدراته ولديه روح تحب الحياة فيصبح من معمري الأرض فيبني لنفسه و مجتمعه
فالكلمات الايجابية تخرج مكامن القوة والطاقة في الإنسان وتكسبه قوةً نفسية على تجاوز ازماته في الحياة فيحقق نجاحا مبهرا، وقد تسهم في العلاج من الأمراض بسرعة تذهل الأطباء انفسهم، بينما تترك الكلمات السلبية على متلقيها جروحا لا تضمدها الأدوية، وذلك لما تحمله الكلمات من ايحاءات داخلية في سمع وعقل متلقيها تترجم إلى سلوك اجتماعي.
والعلوم الحديثة قد اثبتت ان الكلمات الخبيثة تحمل طاقة سلبية وتجرح الإنسان وتسمي في عصرنا الحالي كلمات جارجة لانها تسبب جروحاً حقيقية في الدماغ، وتميت عدة خلايا او تتلف عملها مسببة نوعاً من العطل في التفكير، وهو ما يفسر لماذا يعاني الشخص المجروح آلاماً نفسية وشعوراً سلبياً واحباطاً قد يقوده الجرح الي الفشل في العمل او التعليم او الزواج.
بينما تترك الكلمات الطيبة طاقة ايجابية في الدماغ وأثرا كالذي يخلفه تناول السكر او العسل، فيعتدل مزاجه ويقبل على الحياة بسلوك ايجابي.
ويؤكد علماء النفس ان الانسان تؤثر فيه الكلمات،‏ فواحدة تسعده وتحلق به في السماء،‏ وكلمة أخرى قد تحطه ارضا وتجلب له الشقاء‏، وفسروا ذلك علميا بان الكلمات الجميلة لها تأثير على بعض مراكز المخ التي تساعد على افراز مادتي الاندروفين والنكيفالين اللتين تؤثران على مراكز الانفعال تحت المهاد وتؤثر بدورها على افراز الغدد الصماء و الجسم كله‏،‏ فلا تجعله يشعر بالألم وتمده بالطاقات المتجددة‏،‏ ومن ثم تساعد الكلمة الطيبة الجسم على استعادة وظائفه وتعمل على ضبط معدل الضغط لدى مريض الضغط ،‏ وتضبط السكر في الدم ومن كان في صدره ضعف أوضيق في التنفس تجعله أكثر قدرة على التنفس وغيرها من المشاكل الصحية.
ومعظم العلاجات الحديثة سواء بدنية أم نفسية, تتعامل مع الطاقة, سواء طاقة المعالج أم المتلقي, وثبت علمياً أن أقوى ذبذبات في الكون هي ذبذبات المحبة
فالكلمة الطيبة تؤثر على الروح المعنوية للانسان فتشرح صدره وتجعله متصالح مع نفسه ومع الآخرين.
ومن أجمل الدلائل على قوة تأثير الكلمة الطيبة هي تجربة العالم الياباني اموتو التي أصبحت من أشهر التجارب التي يقوم بها الأطفال في المدارس حول العالم حينما
وضع زجاجتين كل واحده منهم تحتوي على رز مسلوق, وكتب على إحداها أحبك, وعلى الثانية أكرهك, وبعد شهر ظهر عفن كثير على الزجاجة التي كتب عليها أكرهك, بينما كان العفن على الثانية أقل بكثير,
وهكذا هو تأثير الكلمة الطيبة على قلوبنا فمن يسمع طيب الكلام يكون قلبه نقيا نظيفا غير متعفن
فهل بعد هذه التجربة سيلقي أحد منكم على أهله و أصدقائه ما يتسبب لهم بالعفن؟؟
وكثير منا جرب أن يقرأ القرآن أو الإنجيل أو الدعاء على كأس من الماء قبل أن يشربه إيمانا بطاقة الكلام التي تغير شكل بلورات الماء إلى أشكال جميلة متناسقة فيشعر بالارتياح
حتى الموسيقى الجميلة و الأغاني التي تحتوي على عبارات إيجابية تشعرنا بالسعادة و الانطلاق
فمثلا الأغاني الوطنية تشعرنا بالحماس و الأغاني الرومانسية بالسعادة و الأغاني الحزينة بالضيق
و الكلاسيكية بالراحة و الاسترخاء
يؤكد علماء النفس امكانية تغيير سلوك الناس من خلال الكلمة الإيجابية الطيبة، باطلاق كلمات الثناء والتشجيع، مثل تغير سلوك الموظف المهمل أو الكسول عن طريق ذكر مزاياه وإيجابياته وبعضاً من أعماله أو ذكر مواطن القوة في شخصيته، مما يُولّد لديه طاقةً إيجابية تبني لديه الدافع للتحسين ليكون أهلاً للثقة التي أُعطيت له، بدلاً من ذمه وذكر سلبياته، بينما يؤدي التذكير بسلبياته إلى هبوط الهمة أو ربما توّلد لديه حالة من العناد فلا نستطيع بعدها إصلاح ما يمكننا إصلاحه، و علي ذلك انه يمكن زيادة الإنتاج عبر ما اطلق عليه بالتحفيز اللفظي.
كما تقود الكمة المشجعة اللطيفة عالية الطاقة إلى تهدئة النفوس المتشاحنة وتحقيق التآلف والمحبة بين الناس، على عكس الكلمة السلبية أو السيئة والتي تزيد من أحقاد الحاقدين .
واظن اننا جميعا مطالبون بنشر ثقافة الكلمة الطيبة لنملأ الكون بالطاقات الايجابية التي تجعل كل منا سعيدا فرحا مرحا وكأنه يطير في السماء من الصفاء الروحي بفعل طاقة كلمات الطراء والثناء التي تلقاها فنراه يمشي مزهوا مقاوما قوة الجاذبية الارضية فلا يشعر بها، ولنتخلي جميعا عن الكلمات القاسية المدمرة كالتوبيخ واللوم والازدراء حتي لا يزيد ضعف هذا الانسان فيمشي منكفأ علي وجه هائما عاجزا عن اصلاح ذاته ومجتمعه.
ونشر ثقافة الكلمة الطيبة تحتاج جهود الأفراد والمؤسسات التعليمية والثقافية والدينية والاعلامية لنتبادل فيما بيننا كلمات الشكر والثناء والتشجيع في حالات الوهن او الابتلاءات وان نتجاوز نسبيا عن اخطاء بعضنا حتي نستطيع تجاوز التذمر الذي يقودنا لالقاء الكلمات القبيحة الغاضبة، وليبحث كل منا عن مكامن الجمال في الاخر فيبرزها له ويثني عليها بحثا عن الجمال فينا خاصة وان الله تعالي جميل يحب الجمال ومن ابرز مظاهر هذا الجمال، جمال الكلمات وطاقاتها الايجابية فهي من أسمي ملامح انسانيتنا ورقيها وتحضرها.
فأنا أطالب بإطلاق حملات باسم الكلمة الطيبة ليتعلم المجتمع تغيير مفرداته و من خلال هذه الحملة يتم التأثير على وسائل الإعلام بأن تتعامل مع الحمله على أنها علاج للعنف و الإكتئاب الذي أصاب المجتمع من الأخبار السيئة التي تبث ليلا نهارا أمام مسامع الكبار و الصغار ناهيك عن سماع كلمة قتل .. سلاح.. هجوم...إعتداء...حرب... احتلال
لا أنكر انه واقعنا الذي نعيشه و لكن نحن مسؤولين عن المستقبل الذي نصنعه نحن الآن فتكرار هذه الكلمات على مسامع الأطفال لن يورثنا سوى مرضى بالنفس و الجسد
فيجب على وسائل الإعلام مراعاة هذا الجانب و الحد من نشر الجريمة وتعليم الناس طرق جديدة و مبتكرة و التفنن بالسرقة و القتل و الإجرام
فتكرار عبارات الإجرام أمام الأبرياء سيجعلها مألوفة و مستساغة بل و طبيعيه شيئًا فشيئا
ومن هنا نطالب أيضا وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ووزارة التربية والتعليم على تغير المناهج التعليمية و النصوص بما يتفق مع بيئة لفظية صالحة تبث الأمل و السعادة وحب الحياة و تزرع روح العمل والمثابرة والعطاء بدلا من الانطواء والعزلة و التشاؤم
كما أنني اقترح مراقبة النصوص الأدبية خاصة تلك التي يتم تحويلها لأعمال درامية في الراديو و التلفزيون و السينما و ان يتم منع أو حذف الكلمات البذيئة أو التي تؤثر على سلوكيات الناس وأخلاقيات المجتمع
و خاصة الأغاني التي يتم إعادتها و تكرارها حتى يتم حفظها عن ظهر قلب
في كل بيت فهذه العبارات تلعب دورا كبيرا في تنشئة الأجيال وتعمل على العقل الباطن واللاوعى فتغير السلوك و المعتقد سواء سلبا أو إيجابا
و لا يخفى على أحد أن بعض الأغاني الغربية تسببت في انتحار الكثير من المراهقين و انجرافهم وراء أفكار الموت و العنف و القتل و الإرهاب و بعضها يسبب الحزن و البكاء و الألم و الكآبة مما يدفع للفشل و الإحباط و أحيانا للموت أو قتل النغس
فيجب أن نراجع أنفسنا و نتساءل عن سر ازدياد نسبة القتل و الإرهاب و الفوضى و الجريمة
وعن سر ارتفاع عدد المنتحرين
و عن سر ازدياد عدد المرضى النفسيين
ما الذي تغير في المجتمع ؟
الإجابة من وجهة نظري عدة أسباب و لكن في إطار موضوع المقال سأقول لكم ان الكلمات أحد هذه الأسباب
فالكلمة الطيبة بدأت بالاختفاء مع انفتاح وسائل الإعلام وعدم مراقبة ما يبث و ما يعرض على شاشاتها و عندما فقدت الأسر القدوة الحسنة و أصبح العيب و الغلط أمر طبيعي وكأنه شيئا من التطور و التقدم وعندما أصبح أولياء الأمور بحاجة للتاديب و تعلم الأصول قبل أن يعلموا أطفالهم
فتجد الأب يتلفظ بما لا يليق أمام أطفاله و الأم تقذف العبارات الجارحه و الصادمه على مسمع من الجميع
يجب إعادة هيكلة شكل الأسرة العربية للعودة إلى الماضي المتقدم أخلاقيا بعيدا عن الحاضر المتقدم تكنولوجيا المتراجع أخلاقيا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.