تسود حالة من القلق في الأوساط الثقافية والمعمارية بمدينة طنجة، عقب تداول أنباء غير مؤكدة على منصات مواقع التواصل الاجتماعي تشير إلى احتمال هدم إقامة "رينتشهاوسن"، إحدى الإقامات التاريخية التي تعود لفترة طنجة الدولية. المبنى الذي يقع بالمدينة العتيقة، يعتبر من أبرز النماذج المعمارية الراقية التي طبعت المدينة في النصف الأول من القرن العشرين، وقد تم تشييده خلال الحقبة الدولية لطنجة، وهي الفترة التي كانت فيها المدينة خاضعة لنظام دولي خاص، جذب العديد من الدبلوماسيين والفنانين والتجار الأوروبيين. تتميز إقامة "رينتشهاوسن" بطرازها المعماري الأوروبي الممزوج بلمسات مغربية، وتعد من بين الإقامات السكنية الفاخرة التي كانت تؤوي عائلات أجنبية مرموقة، وقد ظلت لعقود رمزا لمرحلة تاريخية غنية ومليئة بالتنوع الثقافي والانفتاح الذي كان يميز طنجة عن باقي مدن المغرب. ولم يصدر حتى الآن أي تأكيد أو نفي رسمي بشأن هذه الأنباء، ما يزيد من الغموض حول مصير هذا المعلم، غير أن تجارب سابقة لهدم مبان تاريخية وتحويلها إلى مشاريع عقارية حديثة تغذي المخاوف من تكرار السيناريو نفسه، خاصة في ظل ما يعتبره البعض غيابا لرؤية واضحة لحماية التراث المعماري للمدينة. عدد من النشطاء والمهتمين بالمعمار والتراث دعوا السلطات المحلية إلى التدخل العاجل وتوضيح الوضع، مع التأكيد على ضرورة اعتماد مقاربة تحافظ على الطابع التاريخي والمعماري للمدينة في مواجهة الزحف العمراني المتسارع.