توشحت المقبرة اليهودية بالدار البيضاء صباح اليوم الأحد بألوان العلم الفلسطيني، الذي رافق جثمان المناضل الراحل سيون أسيدون إلى مثواه الأخير، في مشهد مهيب يعبر عن الوفاء لمسيرته الطويلة والنضالية في الدفاع عن القضية الفلسطينية وحقوق الإنسان. وقد عرفت الجنازة حضور واسع جمع بين حقوقيين، ناشطين سياسيين، وممثلي جمعيات مدنية، مما يعكس الاحترام والتقدير الكبيرين اللذين كان يحظى بهما أسيدون في مختلف الأوساط الوطنية والدولية. وحضر مراسم الجنازة عدد من أعضاء الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، وحركة مقاطعة إسرائيل (BDS)، إلى جانب شخصيات من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وجمعية أطاك المغرب، إضافة إلى مناضلين سياسيين من أحزاب وتنظيمات مختلفة مثل حزب النهج الديمقراطي، جماعة العدل والإحسان وفيدرالية اليسار، وهو ما يبرز تنوع القوى التي شاركت في تكريم مسيرته النضالية. وتميزت المراسم بحمل المشيعين لصور الراحل ورفعهم شعارات قوية تعكس التقدير لمسيرته والتزامه بقضايا العدالة ورفض التطبيع مع الاحتلال، من قبيل: "أسيدون ارتاح ارتاح، سنواصل الكفاح" و"أسيدون أسيدون، مناهض للصهيون" و"العدالة لأسيدون". كما نظمت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع وقفة رمزية أمام المقبرة، حيث تم التأكيد على استمرار النهج الذي تبناه أسيدون في حياته، وإبقاء رسالته حية بين الأجيال الجديدة من المدافعين عن فلسطين وحقوق الإنسان. ويعكس الحضور الكبير والمتنوع في الجنازة مدى المكانة المرموقة التي حظي بها سيون أسيدون، باعتباره من أبرز الأصوات المعارضة للتطبيع مع إسرائيل، ومناضلا بارزا في المجتمع المدني المغربي، حافظ على استمرارية الدفاع عن القيم الإنسانية ومناهضة كل أشكال الظلم، وجعل من قضية فلسطين قضية محورية في مسيرته النضالية. ويعتبر هذا التكريم الأخير شهادة حية على أثره المستدام في تعزيز قيم العدالة والتضامن ومقاومة الظلم.