أكد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، اليوم الأربعاء بمدريد، أن الشراكة بين المغرب وإسبانيا تشكل محركا استراتيجيا لتعزيز العلاقة بين إفريقيا وأوروبا. وقال أخنوش، في كلمة له خلال اختتام المنتدى الاقتصادي المغربي – الإسباني،"إن أمامنا اليوم فرصة فريدة من أجل تحويل شراكتنا إلى محرك حقيقي للعلاقة بين إفريقيا وأوروبا، بحيث يكون المغرب وإسبانيا محورين لهذه الشراكة". وأوضح أن إسبانيا قوة أوروبية في مجال الطاقات المتجددة ومنصة صناعية رئيسية، بينما يعد المغرب مركزا إفريقيا، ومنصة تصدير نحو أوروبا ومصدرا مستقبليا للطاقة الخضراء. وأضاف رئيس الحكومة أن "المغرب كثف خلال عشرين سنة الماضية مبادلاته مع القارة الإفريقية، ولذلك، فإن المكانة التي يحتلها المغرب اليوم هي ثمرة رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حيث أصبحت بلادنا المستثمر الإفريقي الأول في غرب إفريقيا"، مسجلا أنه يمكن للمغرب في هذا الصدد أن يكون جسرا يربط الشركات الإسبانية بالدول الشقيقة التي يحافظ معها على علاقات سياسية ودبلوماسية وتجارية عميقة. وبعد أن توقف السيد أخنوش عند السياق الدولي الذي يتسم بتوترات اقتصادية وأمنية ومناخية، أشار إلى أنه تحت قيادة جلالة الملك أبان المغرب عن مرونة عالية، من خلال الجمع بين تدابير الدعم الموجهة والإصلاحات الهيكلية والحفاظ على التوازنات الماكرو اقتصادية. وأكد أن المغرب يوفر حاليا إطارا واضحا ومحفزا لجميع المستثمرين، الوطنيين والأجانب، مع آليات للدعم موجهة نحو القطاعات ذات القيمة المضافة العالية. وسلط السيد أخنوش الضوء على الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لتحسين مناخ الأعمال، لاسيما الإصلاح الضريبي لتكريس مزيد من الوضوح والتنافسية؛ تعبئة أفضل للوعاء العقاري المخصص للأنشطة الاقتصادية؛ تفعيل اللاتمركز الإداري؛ تبسيط ورقمنة المساطر الإدارية؛ وإصلاح المرسوم المتعلق بالصفقات العمومية وآجال الأداء. وبخصوص العلاقة الاستراتيجية التي تجمع المغرب وإسبانيا، قال رئيس الحكومة: "إلى جانب الدورات الاقتصادية وتقلبات المدى القصير، أصبحت العلاقة بين بلدينا علاقة مهيكلة: فهي متجذرة في مصالح مجتمعاتنا، ومقاولاتنا، ومواطنينا". وأضاف أن هذه العلاقة يتم الارتقاء بها إلى أعلى مستوى بفضل الرؤية والحوار المستمرين بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وصاحب الجلالة الملك فيليبي السادس، مشيرا إلى أن هذا الاستمرار، الذي يتأكد متجاوزا التحديات الظرفية، يمنح شراكتنا صلابتها ونطاقها الاستراتيجي. وخلص السيد أخنوش إلى التأكيد أنه "معا، يمكننا بناء ممرات طاقية متكاملة في الكهرباء والهيدروجين الأخضر؛ ممرات لوجستية أطلسية-متوسطية؛ استثمارات مشتركة في غرب إفريقيا، حيث تستطيع المقاولات المغربية والإسبانية أن تستفيد من تكامل شبكاتها وتمويلاتها وخبراتها".