تعد جمهورية الكوت ديفوار، التي سيزورها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، في إطار زيارة عمل وصداقة، قاطرة اقتصادية حقيقية لمنطقة غرب إفريقيا، تحدها مالي وبوركينا فاسو شمالا، وليبيريا وغينيا غربا، وغانا من الشرق، بينما تطل على المحيط الأطلسي وخليج غينيا عند واجهتها الجنوبية. عرفت الكوت ديفوار، وهي مستعمرة فرنسية سابقة حصلت على استقلالها بتاريخ 7 غشت 1960، أزمة عسكرية وسياسية حرجة عقب المحاولة الانقلابية التي استهدفت الإطاحة بالرئيس الأسبق لوران غباغبو في شتنبر 2002، والذي قسم البلاد إلى شطرين، شمال يتحكم فيه المتردون وجنوب في قبضة الجيش. وجاءت الانتخابات الرئاسية التي أجريت أطوارها خلال شهري أكتوبر ونونبر 2010، لتعمق معاناة البلاد جراء استمرار العنف وعدم الاستقرار، وذلك بعد رفض لوران غباغبو الإقرار بهزيمته أمام الرئيس الحالي للبلاد الحسن درامان وتارا. وبعد إلقاء القبض على غباغبو وتسليمه للمحكمة الجنائية الدولية، أخذت البلاد في استعادة استقرارها شيئا فشيئا. فقد أفضت الانتخابات التشريعية التي أجريت في دجنبر 2011 إلى تشكيل برلمان وحكومة جديدين، ليتم بعد ذلك فتح ثلاثة أوراش كبرى على يدي الرئيس الحسن درامان وتارا، والتي تتمثل في العمل على استثباب الأمن، وفتح ملف المصالحة، وتحفيز الانتعاش الاقتصادي. وتمثل الكوت ديفوار، التي تتخذ من الفرنك غرب إفريقي (سي إف آ) عملة لها، أزيد من ثلث الناتج الداخلي الخام للدول الثمانية التابعة للاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا، أي أزيد من ثلث الكتلة النقدية وقرابة ثلثي مجموع صادرات المنطقة. وتشكل الفلاحة القطاع الرئيسي للاقتصاد الإيفواري، حيث تساهم بقرابة ربع الناتج الداخلي الخام للبلاد وتشغل ثلثي ساكنته النشيطة. فضلا عن كون الكوت ديفوار، التي يصل ناتجها الداخلي الخام إلى 40 بالمائة من ناتج الدول الثمانية التابعة للاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا، منتج للبترول والغاز الطبيعي كما تزخر بموارد معدنية هامة (الذهب، الماس والنيكل). وتعد الكوت ديفوار أول منتج للكاكاو في العالم بقرابة 40 بالمائة من الإنتاج العالمي لهذه المادة، كما تعتبر إحدى أهم الدول الإفريقية المصدرة للمطاط الطبيعي والقطن والبن والنخيل الزيتي والموز والأناناس وجوز الهند والغراء الطبيعي. كما تتوفر البلاد على بنيات تحتية هامة (ثاني أكبر ميناء بمنطقة إفريقيا جنوب الصحراء وشبكة طرقية هامة). وقد حفز استقرار الأوضاع السياسية والأمنية الانتعاش الاقتصادي للبلاد، التي تحتل المرتبة 170 عالميا في مؤشر التنمية البشرية (برنامج الأممالمتحدة الإنمائي). ففي ظرف عشرين يوما، تم تسديد جزء كبير من الدين الخارجي، كما تم إصلاح قطاع إنتاج الكاكاو مع إطلاق برنامج كبير للاستثمار العمومي في البنيات التحتية. وللإشارة، فإن مساحة كوت ديفوار التي تتخذ من ياموسوكرو عاصمة إدارية لها، تبلغ 322 مليون و463 ألف كيلومتر مربع، بينما يقدر تعداد سكانها ب 20,15 مليون نسمة (البنك الدولي 2011). وتبقى أهم مدن هذه الجمهورية التابعة لمنطقة غرب إفريقيا، والتي تتخذ من الفرنسية لغة رسمية لها، هي أبيدجان (العاصمة الاقتصادية)، وبواكي، وسانت بيدرو، وديفو، ودالوا، وكورهوغو. والديانات السائدة بكوت ديفوار هي الإسلام (38 بالمائة)، والمسيحية (28 بالمائة)، والوثنية (17 بالمائة) إلى جانب ديانات أخرى (17 بالمائة). وفي ما يلي بعض المعطيات العامة حول هذا البلد: - معدل النمو الديموغرافي: 2 بالمائة (البنك الدولي، 2011). - معدل أمد الحياة: 57,2 سنة (البنك الدولي 2012). - نسبة الأمية: 48,7 بالمائة (صندوق الأممالمتحدة الإنمائي). - معدل النمو: 8 بالمائة (البنك الدولي 2012). - معدل التضخم: 8,1 بالمائة (البنك الدولي 2008).