لم يكن قرار الاتحاد الدولي بعدم المصادقة على نوعية العشب الاصطناعي الذي تمت به تكسية ملاعب وجدة ومكناس ومراكش وتطوان وسلا مفاجئا للمتبعين، رغم أنه أعاد ملف العشب الاصطناعي لنقطة البداية وسيجعل ملايير السنتيمات تذهب أدراج الرياح. بيد أن المفاجئ هو الصمت المطبق الذي أبدته الجامعة، رغم أن قرار الفيفا بإخضاع العشب لخبرة مضادة، وضعها في موقف حرج أمام الرأي العام. غير أن صمت الجامعة هو الآخر ليس جديدا، فعندما يتعلق الأمر بالبهرجة و«الخوا الخاوي»، فإن مسؤوليها لايترددون في الحديث وفي الدفاع بشكل مستميت عما يعتبرونها قرارات ستخدم الكرة المغربية، وتخلصها من حبال الهواية. عندما اتخذت الجامعة قرارها بتكسية الملاعب الوطنية بالعشب الاصطناعي، لم يتردد امحمد أوزال والعربي بن الشيخ الكاتب العام للجامعة، في التأكيد أن العشب الاصطناعي سيكون بمثابة المنقذ للكرة المغربية، وأن الذين يوجهون انتقاداتهم لقرار الجامعة لايفقهون شيئا في علم الكرة، بل إن بن الشيخ لم يتردد في نعت عدد من رؤساء الفرق الوطنية ب«النصابة»، فقط لأنهم انتقدوا العشب الاصطناعي، وتساءلوا عن الجدوى من تكسية الملاعب الوطنية به. ولما تزايدت أصوات الاحتجاجات، وقال مدربون وطنيون «اللهم إن هذا منكر»، واضطر لاعبو المغرب التطواني إلى الالتجاء للحناء لتفادي الكدمات، قررت الجامعة تنظيم يوم دراسي خصصته للدفاع عن العشب الاصطناعي واستدعت شخصين قدمتهما على أساس أنهما خبيرين في الفيفا، لم يترددا في الدفاع عن موقف الجامعة وفي التأكيد على أن العشب الاصطناعي من نوعية جيدة وأن بالمقدور إجراء مباريات دولية فوق أرضيته. لكن ما صرح به خبيرا «أوزال وبن الشيخ»، يتناقض اليوم مع قرار الفيفا، ويكشف بالواضح أن الجامعة باعت الوهم للفرق الوطنية وللرأي العام، وتلاعبت بأموال الفرق الوطنية. إن قرار الفيفا بعدم المصادقة على العشب الاصطناعي ثقب جديد في مصداقية جامعة الكرة، ويفرض على الذين أشرفوا على هذا الملف تقديم استقالتهم، إذا كانت فيهم بقية من حياء.